المناضل مسفن حقوص ينادي لمن لا حياة له
بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري
المناضل مسفن حقوص لم يقرأ المتغيرات المتسارعة بين الحكومة الفدرالية المركزية الاثيوبية
وحكومة اقليم تقراي المتشبسة بماضي نفوذها وقوتها التي تؤل للخوار بين الحين والاخر. ادرك مسفن الوياني في حالة وهن وهوان. واصبحت لغتهم التهديد والوعيد بالحرب الا انها لم تثني ابي احمد عن اصدار قراراته آخرها عدم اعترافه بشرعية الإنتخابات لحكومة الإقليم وإعلان تغيير العملة.
اقرت الحكومة الإثيوبية الاسبوع الماضي بتغيير العملة الورقية فئتي 10، 50، 100، 200 بر اثيوبي، بحجة محاربة غسل الاموال والتحويلات غير القانونية و الإتجار غير المشروع. هذا ظاهر دواعي القرار.
بيدا ان تغيير العملة في الظرفية الزمنية وما تمر به اثيوبيا من احتقان داخلي اقرب ما يكون بسياسة تقليم الاظافر. لشراء بعض الوقت حتي يكتمل مشروعه الوحدوي وايضا لي (بتشديد الياء) يد حكومة تقراي للخلف. ومحاسبة كبار مسؤوليهم عن الثراء الفاحش الذي اغتنموه اثناء قيادتهم للبلاد وذالك من خلال طرح كم من الاسئلة مفادها...
هل تم دفع ضريبة النقود؟
ومن اين لك هذا الثراء؟
هذا علي صعيد الاشخاص المتهمون بالتكسب غير الشرعي.
اما مؤسساتهم الحزبية وأفرعها فهي اكثر إستهدفا من تغيير العملة وذالك بشل قدرتها واخضاعها تحت السيطرة لأنها تشكل غطاء سياسي للتكسب غير الشرعي لمعظم قادة وكوادر الوياني. وبدقة اكثر المعني من تغيير العملة هو استهداف المؤسسات الربحية للوياني التي ينظر إليها بصمام المستقبل في حال تأزم وضع البلاد للأسوء.
ينساق الكثير من متحدثي اللغة التقرينيا وراء فزاعات كوادر التقراي التي تنم علي انهم مستهدفون كإثنية أو يتم تحقير ما حققه مقاتليهم اي مقاتلي جبهة تحرير تقراي من تاريخ وتضحيات من أجل إيجاد وضمان مشاركة تعددية لشعوب اثيوبيا وصون حقوقها. فالتباكي علي الماضي لا يصنع الحاضر. و لا يستقيم أمر سياسي بدغدغة مشاعر الناس ودعوتهم للتعاطف والتباكي علي الماضي دون البحث عن لب المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها. ولأنهم لم يحسنو ادارة اثيوبيا سياسيا كان هروبهم للداخل والإحتماء بعاصمةحزبهم. وهذا الحصار والخناق محكم ونتاجة بالضرورة سيؤدي الي تآكل ذاتي.
يتفق الملمون بواقع اثيوبيا علي ان خطوة ابي احمد بتغييره للعملة عامل حصار ومحاسبة ووسيلة ناجعة لتفادي الصدام العسكري وعدم الانزلاق في حرب بينية علها تقف حجر عثرة في طريقه ليس إلا. عثرة ربما يأتي بعدها خطوات صحيحة تنهي حلم الدكتاتور الصاعد ابي احمد وطموحه ليصبح ملك ملوك اثيوبيا الحديثة لكن هيهات فقد عرفت الشعوب طريق الخلاص من الطغاة.
وضع حكومة إقليم تقراي لا يحسد في هذه الأونة فلم يستطيعو أن يقدم شيئ لتغيير الوضع في ارتريا؟ التي ازداده طاغيتها وعصابته قوة وصلابة وبالاحري استطاعو ترميم منظومتهم الأمنية خاصة وأنهم بدؤ في التعاون الاستخباراتي بين الدول الثلاث المتجاورة الذي لم يعلن عنها علانية بعد نظرا لحساسية العمل الإستخباراتي الا انه ماثل في واقع الامر وبالفعل اصبحت ترد إليهم التقارير من مصادر متعددة الارترية منها والمنقولة عن المخابرات الإثيوبية والسودانية لذالك كان من الأفضل للمناضل مسفن حقوص التأني وقراءة الوضع بشكل صحيح قبل ان يعلن ويأخذ بزمام المبادرة لأن إقليم تقراي أصبح بالكاد يتنفس الصعاب.