حروف سبتمبر تتساقط
بقلم الأستاذ: عبده عبدالله محمد
نحن على مشارف ستون عاما منذ الفاتح من سبتمبر عام 1961 الي يومنا هذا،،
ثلاث عقود منها قضيناها في النضال الاسطوري افضى الي التحرير وثلاث عقود بعد التحرير افضى الي ما نحن عليه.
ونحن اليوم في منعطف غاية في الغرابة صرنا فيه غرباء عن بعضنا وحتى غرباء عن انفسنا... لا تجمعنا سوى مائدة غريبة عليها كل ما هو غريب.
نناقش قضايا غيرنا وكأننا صفر قضية،، ونهتم بمشاكل غيرنا وكأننا صفر مشاكل.
حتى كدنا نصير اثرا بعد ان كنا حقيقة،، واصداء بعد ان كنا صوتا واحدا،، وصرنا مناضلين ضد الحرية بعد ان كنا مناضلين للحرية ونجهز انفسنا وبكل ما اوتينا من قوة لنكون غيرنا، غير ارتريين تماما،،
وصرنا نستمرئ السقوط ونسعى لاسقاط من لم يسقط بعد،،
وصرنا لا تفرق بين العدو والصديق وبين السلام والحرب وبين النظام والوطن وبين الحرية والعبودية وصلنا لدرجة اننا لا نفرق بين النشيد الوطني وهتافات لاسقاط الوطن،،
انانيون في كل شئ في الحكم والتحكم وفي الصدق والتهكم انانيون مع وضد، حتى اقلامنا اصبحت تفيض بالانانية واصبحت وسائل تواصلنا الاجتماعي حاليا مكبا لنفاياتنا... العنصرية القبلية العرقية الاثنية الجهوية الطائفية الدينية ...الخ.
اذا كان الفاتح من سبتمبر من اجل تحرير الانسان والوطن ومن اجل تطهير الارض من تلك الكائنات الغريبة والدخيلة، لنكون نحن نحن وليكون ما لنا لنا.
اذا كان سبتمبر من اجل هذه الاهداف السامية وغيرها، فماذا بقي من سبتمبر ؟؟؟
بعد ان تنازلنا عن اهداف سبتمبر لم يبقى من سبتمبر نفسه سوى الراء والراء هي الرحيل.
ولو احسنا الظن في انفسنا سنقول ان السين من سبتمبر سقطت سهوا واما الباء اسقطناها فكانت بلية اسقطناها على رؤوسنا، وبترا لكل ما يجمعنا.
اما التاء فكانت ترهات ترهقنا وتشغلنا عن قضايا الاساسية،، والميم اسقطناه فكانت ممحاكات مميتة.
ايها السبتمبريون الي اين ؟؟؟
الي اين نحن يا نحن ؟؟؟