ماذا لو طالب العفر بالانفصال؟
بقلم الأستاذ: عبدالقادر عثمان روفة
مقدمة: كنت قبل أساببع كتبت شئ اشبه باستبيان عن رأي الاريتريين حول إمكانية التفاوض مع النظام الاريتري
من عدمه فيما لو قبل النظام بشروطنا (الاريتريين) وارفقة منشوري بصوره الدكتاتور وهو يجثو على اقليم دنكاليا وهي صورة تحصلت عليها بداية فترة حصار دنكاليا والتي مازالت مستمره حتى كتابة هذه السطور، الأمر الذي آثار حفيظة البعض واعتبروا الصورة فيها نيه مبيته للانفصال بل ذهب البعض إلى تخوين شريحة عريضة في المجتمع في الوقت الذي كان باستطاعتهم الاكتفاء بتوجيه أصابع التخوين إلى شخصي لاني صاحب المقال، وهو مافعله احد الناشطين الاريتريين في السابق عندما اتهم العفر بانهم يحاولون التأسيس للمثلث العفري (دولة اريتريا، جيبوتي و اثيوبيا) وهي فرية مازال يرددها بعض الجهله ممن يصعب عليهم التمييز بين الانتماء الوطني والانتماء القومي والتي هي درجة في سلم الانتماءات البشرية والتي في المحصلة تصب في تشكيل الانتماء الحضاري الإنساني.
كما اعتبر البعض انها (الخريطة) تهدف على أقل تقدير إلى تفتيت النسيج الاجتماعي الاريتري بالإضافة إلى الغاء المكتسبات التاريخية والسياسية للشعب من قبيل هدم الدولة الاريترية.
المدخل:
وهنا أردت أن افكك بعض المفاهيم التي اعتبرها من أهميتها قد يضر الجهل بها كما أن بعض الأفكار اذا ما رسخت وتجذرت دون أن يتم تصحيحها منذ البداية تكون عصية لاحقا وبذلك تكون عواقبها وخيمة ومآلاتها عكسية وإن كانت تبدوا احيانا في بدايتها انها تحل مشكلة ما. ولذلك كان من الضرورة بمكان الإجابة على بعض الأسئلة الجوهرية من قبيل:-
• هل الحرية هي صفة اصيلة ام انها نسبية تتغير حسب الظرف والمكان ؟
• هل للحرية سقف ماهو النسيج الاجتماعي وكيف يتم نسجه؟ وماهو موقوماته ومهدداته ؟
• ماهي الدولة ومن أين تستمد مشروعيتها ؟
• هل بناء الدولة هدف بحد ذاته ؟
• ام ان الدولة هي وعاء يسهل على الشعوب ممارسة حقوقهم المدنية داخله بالإضافة إلى خلق منصه تعارف بينهم تمهيدا لنسج نسيجهم الاجتماعي ؟
الحرية:
على الرغم ان النصوص الدينيه والأحاديث الشريفة وبعض الآثار تبين بأن الحرية جعلية ذاتية طبيعية، كما إنها ليست إضافة خارجية، وإنما هي خلق رباني. كما ان فقهاء الفلسفة توصلوا لنتيجة مفادها ان النفس البشريه فطرت على الحرية. الا ان البشرية عانت من بطش حكامها الذين سحقوا ارادتها وهدرو كرامتها وانتهكوا حياتها وحقوقها.
لذلك السؤال عن الحرية وحدود سقفها كان ولايزال من القضايا الأساسيه التي تشغل الفكر الإنساني وتأخذ حيزا لا بأس به من التفكير لدى كثيرا من الافراد.
حتى انه لاتكاد توجد حضارة لم تتطرق لهذا المفهوم الجوهري.ولان جميع الحضارات كانت ولاتزال قائمه على التنوع والتمايز والاختلاف كانت بالتزامن تبرز أهمية الحريات.
حتى ان الإنسان الفيلسوف (العارف) هو اكثر من اجتهد للتوصل إلى تصور شامل وجوهري لفكرة الحرية والتي اعتبروها إجمالا بأنها ''الحرية هي هوية الإنسان''.
اي انه يصعب تصور الإنسان منفصلا عن الحرية بمعنى انها اصل كل شئ وليس هناك شئ يحد حرية الفرد والجماعة في التفكير والاعتقاد والتعبير. فمثلا اعتبرت التصورات الفلسفية التعاقدية ان الانسان هو حر بطبيعته اي ان الحرية هي الأصل وان مادون ذلك من بناء الدولة او المجتمع المدني حسب هيجل ليس إلا تعاقد بين ذوات حره.
كانت الاشتراكية هي اول فكرة تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها بمؤتمرها الذي عقد بلندن والذي عرف بمؤتمر لندن على تخوم القرن التاسع عشر. وفي اربعينيات القرن العشرين كان تضافر مجموعة عوامل سببا في تبني دول الحلفاء مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها والذي بموجبه كادت ان تنال حتى إريتريا الدوله الخدوج اعترافها لأول مره في تاريخها دون اراقة قطرة دم واحده لولا أن الدول العظمى ساومت إثيوبيا الحبيسه عليها.
• ماهو النسيج الاجتماعي ؟
• ماهي مقومات ومهددات النسيج الاجتماعي ؟
قبل التكهن بأن حرية الشعوب هي مهدد للنسيج الاجتماعي يجب معرفة ماهية النسيج الاجتماعي الذي اعتبره شخصيا ذاك الغراء الذي يربط الشعوب ببعضها البعض على اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم والسنتهم والوانهم.فكلما كان الغراء قويا ازداد ترابط الشعوب والعكس.
اريتريا الدولة التي ولدت خديجا بعملية قيصريه باقتطاع المحتل الإيطالي اراض وشعوبا لم يربطها في السابق ارث تاريخي ثقافي عرقي ديني لغوي مشترك، مازالت تكابد حتى يومنا نتيجة عدم وجود تلك المشتركات التي تعتبر اهم خيط ينسج المجتمعات ويضمها ببعضها والسبب من منظوري الشخصي فان إريتريا منذ أن خرجت من براثن الاحتلال لم تنعم بمساحة للتفكير لتعيد هيكلة شعبها وتفرز مشتركاتهم حتى تضبط الإيقاع لتحدد الهوية الجامعه.
فالبلاد تم اختطافها من قبل مجموعة تسلقت وتطفلت على العمل السياسي معتمدت على الدول الامبريالية. ولذى ليس الحديث عن القضايا الكبرى للشعوب هو المهدد الحقيقي للنسيج الاجتماعي وإنما التكتم عليه.
ومن نافلت القول هل سألتم أنفسكم لماذا تقل ظاهرة الهروب عن المدارس في بلد مثل فيلندا حيث لا أسوار تحيط بمدارسهم بينما تزيد الظاهرة في بلداننا التي تحيط بها الاسوار من كل الجوانب.
فكذلك في اريتريا ليس انفصال الشعوب هو مايقلقني لان بقاء الشعوب أو انفصالهم يعتمد على جودة العدالة والمساواة في البلاد.
التعليقات
الرد علي الرد يوجب الاختلاف و ابدء بالفقرة التي تسأل فيها كاتب المقالة عن طبيعة ولادة ارترية و أنا بدوري اتسأل عن الدول او المجتماعات التي سبقت الاستعمار كيف هي هل اوجدت نطام سياسي و اقتصادي عادل و وضع امني فاعل و ان كان لما جاء الاستعمار.
لكن السابق علي الاستعمار الاوربياثبت فشله بحدوث الاستعمار و الحديث ينتقل بنا من هذة النقطة الي و اقعنا للبحث عن الدولة الراشدة ذات السيادة ، لان النسيج الاجتماعي ليس غراء يحكمه شكل من عدالة ما لان الفرد كل فرد له تصور معين للعادلة حتي ان الحزب الحاكم في ارترية يصف ذاته بالحزب العادل و الجماهير الارترية تراه بعين الرضي.
النسيج الاجتماعي هو كيان الفرد المعنوي من حيث المدركات و القيم و صلا الي العادات و الاعراق فتلك الانماط الاجتماعية تعمل علي التقارب بين افراد المجتمع و قبول سيادة الولة و قيم الدستور و القانون فاالانماط الاجتماعية و التي يعبر عنها ادبيا بالنسيج الاجتماعي لا تقوم علي اساس فكرة العدالة انما تتكون عبر النظم الاجتماعية اي المدارس و الاحزاب و اي شكل جماعي انساني بما فيها الاسرة و الاصدقاء.
فنحن في ارتري منذ الاستعمار الاوربي تتشابك افكارنا و قيمنا و حتي مشاعرنا و السبب ان موقفنا و غاياتنا كانت واحدة فكان الارتري بكل بقاع الوطن يقاوم الاستعمار بكل ارثه و اخلاقه و لما كانت الدولة انشغل الفكر الجماعي الارتري تجاه الوطن المحرر.
و اخيرا هل يحق لحركة العفر حين تنادي بنضال من اجل العفر فمن تقصد... الارض هناك من يسكنها من غير العفر بحق المواطنة... ام الدفاع هو عن الانسان العفري... فهو كذالك يتحرك بأرجاء ارتريا بحق المواطنة و هنال الكثير من العفر في الجيش الارتري و الادارة الوطنية.
و من نستنتج ان النضال السياسي للحركة مشكوك الغاية و لا يدور الا حول ظله و لهذا السبب يتم الثرثرة باسم تقرير المصير فلا يدرك هنا من الذي سيقرر المصير و لمن.
ملاحظة: علي حركة العفر ان تعيد اولويات و غايات سعيها السياسي حتي لا تقف علي الجانب الاخر و اعني بالجانب الاخر جانب الخيانة فالحكومة الارترية ذات نظام سياسي قمعي و هنا يكون النضال السياسي مشروعا و مشروع وطن حر لا اجزاء وطن فاني.