ذكرى شهداء الحركة الطلابية الارترية
بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي
ونحن نحيى هذه الذكرى لا بد أن نفصل بين شيئين أو مرحلتين. المرحله الأولى وهى
مرحلة نضال الطلاب الاريتريين فى الخارج، نكتب هذا حتى لا تختلط علينا الأمور، فالحركه الطلابيه فى الخارج كان لها دور تاريخي لا بده من من الاشاده به، وبما انني لم أكن بالخارج في ذلك الوقت المبكر لهذا سوف يكون حديثي عن دور الحراك الطلابى فى الخارج محختصرا.
الدور التاريخي للحركه الطلابيه فى الخارج كانت بداياته فى القاهره. تأسست هذه الحركه هناك وناضلت وقد اوجدت مقرا لها تحت مسمى (نادى الطلاب الاريترىن) فى شارع شريف بوسط القاهرة، هذا النشاط مرتبطا مع بعض السياسيين نتج عنه ميلاد جبهة التحرير الاريتريه فى شهر يونيو عام ١٩٦٠.
كان للحركه الطلابية الارترية نشاط وطنى كبير وهى فترة نهايات الخمسينات عبرت عن إرادة الإنسان الا ريتري عبر قيامها ولأول مره بمظاهرة حاشدة عندما زار الإمبراطور هيلى سلاسى القاهره. هذه المظاهره أيقظت العالم بأن هناك قضيه اريتريه. ومن الحركه خرج الشباب للالتحاق بالثورة الا ريتريه بقيادة جبهة التحرير الاريتريهفيما بعد، بعد تلقيهم دورات عسكريه فى سوريه. ثم بين فترة وأخرى كان عدد كبير منهم يلتحق بالثورة الاريتريه والبعض الآخر كان ياتى لأداء الخدمه الوطنيه لمدة سنه لتدريس الطلاب فى الريف الا ريتري وقد اشتهر في ذلك المجال طلاب جامعة دمشق وساهمت جامعات عربيه أخرى ايضا، ربما أكون مقصرا. ليعذرنى القارئ.
بهذه المناسبه اود ان اركز على اهتمام جبهة التحرير الاريتريه بالمنظمات الجماهيرية لتلعب دورا يرتقى بالعمل الجماهيري تمثل فى قرار المؤتمر الوطنى الاول القاضي باقامة المنظمات جماهيرية بعد انتخابى عضوا باللجنه التنفيذيه كلفت بمكتب التعبئه السياسيه والثقافه والتعليم، لكن بعد استشهاد المناضل محمود ابراهيم محمد سعيد (شكينى) كلفت من جديد بمكتب المنظمات الجماهيرية على أن تحال مهام ذاك المكتب على مكتب الإعلام ومدرسة الكادر.
وفى الفتره منذ نهايات ١٩٧٢ والى نهايات ١٩٧٤ تم عقد مؤتمرآت تأسيسية بدءا بالعمال ثم تلاه مؤتمر تأسيسي للنساء واخيرا عقد مؤتمرا للاجئين الاريتريين وأطلق على تنظيمهم رابطة اللاجئين الاريتريين. بقى هناك شئ آخر أردنا أن نكمل به عملنا وهو عقد مؤتمر فرعى للطلاب الاريتريين بالسودان علما حتى ذاك الزمن لم يكن اى إطار تنظيمي سوى المبادرات الفردية، ولهذا الغرض تم تكليف السيد ياسين محمد عبدالله للقيام بهذه المهمه، وبالفعل أنجز المهمه، وكان الهدف اقامة فرع طلابي بالسودان لكنه مرتبطا بالاتحاد العام لطلبة ارتريا بالخارج. ارتبطت هذه الذكرى، بذكر يوم استشهاد الدكتور يحيى جابر عمر و التى تصادف يوم ١٩٧٠/٧/٣٠، وهى لتخليد هؤلاء الطلاب الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن.
وبمناسبة ذكرى استشهاد الدكتور يحيى جابر عمر عطر الله ثراه، لا أدرى أن كان ذلك فى مايو أو يونيو عام ١٩٧٠، كنا عدد قليل من الكوادر تتواجد فى (خور عرداييب) وفى نفس هذه الفتره والموقع التقينا بالدكتور يحيى جابر عمر، قدم من ايطاليا بعد أن تخرج من احدى جامعاتها طبيبا، وعلى ما أذكر كان له مشروع مسح طبي لمناطق معينه فى بعض من منخفضات (بركه) لكن هذا المشروع كان مؤجلا لأسباب أمنيه.
وفى ذاك الموقع وأعنى (خور عرداييب) كان يتواجد عدد كبير من المقاتلين وجهتهم القياده العامه إلى مواقع عسكريه أخرى وبقينا انا والزملاء عبدالله سليمان والأستاذ عقبانكئيل مسمر ودكتور يحي جابر ثم التحق بنا الزميل ابراهيم محمد على. اجتمع بنا عدد من أفراد القياده العامه، وفى هذا اللقاء طرح مشروع إقامة أول موقع اعلامى فى الساحه الاريتريه، واقترح أن يكون الموقع فى (عد قاقت) ويقع هذا الموقع ما بين (خور عرداييب جنوبا ومنطقة يكارع شمالا، لكن الموقع أقرب لخور (عرداييب) على مسافة اقل من اثنين كيلو متر. بدأنا نعد العده لإصدار عمل اعلامى. كانت الأوضاع فى الساحة الاريتريه تتجه نحو الفلتان نتيجة خلل فى أداء القيادة العامه، وكان الجميع يسعى بكل ما اوتى لعقد مؤتمر مصغر آخر لمعالجة الخلل. وهذا المؤتمر المصغر مشار اليه فى مؤتمر ادوبحا) من ضمن قراراته وايضا لتكملة أعضاء اللجنه التحضيريه فى هذا المؤتمر المصغر.
بدأنا فى (عد قاقت) عملنا الإعلامى، وفى وقت فراغنا كنا نناقش أوضاع الساحه الاريتريه وكان نتبادل الأحاديث فى كيفية معالجة أوضاع الساحه بشكل عام لكننا كنا متمسكين للإسراع لعقد ذاك المؤتمر المصغر والذى سمى لاحقا ب (مؤتمر عواتى) وعبره لعقد المؤتمر الوطنى الاول لتقييم الثوره ووضع اسس جديده من شأنها الارتقاء بالعمل النضالي، لهذه الأسباب المجموعه الاعلاميه راءت أن تكلفنى بالذهاب إلى السودان وطرح النقاش مع كوادر التنظيم ودعوتهم للإسراع بالدخول إلى الميدان والمنادات بشكل عاجل لعقد المؤتمر المصغر.
اتجهت الى السودان وهناك تمت لقاءات مع عدد كبير من الكوادر وتحمسوا لهذه الدعوه وبدأ وا يستعدون للخروج، وأنا منهمك فى هذه المهمه فى السودان صعقنا بنباء استشهاد الدكتور يحيى جابر عمر كان نباء غير سار وخسارة كبيره.