علي كرن: الأسطورة - الجزء الثاني

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن

أود في البداية إعطاء خلفية عن مدينة كرن للأجيال حتى تكون لديهم معلومات عن تاريخ الآباء والأجداد.

علي كرن
بعض من الأخوة زودوني مشكورين بمعلومات تثري المادة بالنسبة للمرحوم علي كرن، واسمه الكامل علي سفاف علي وأبناؤه هم سفاف ومحمد وعبدالله وأمونة.

أسماء لبعض دراويش كرن الظرفاء مثل:-

• قبراي شللو،
• تسفو،
• قماشت فدة،
• ابريق،
• إبراهيم عوض،
• حمشو،
• ثقيل العدة،
• ادق حنكيش
• حامد قش.

أسماء إضافية لفرقة ولاد كرن:

• عبده سعيد تكروراي،
• أبوبكر أشكح،
• تولدي ردا،
• على سعيد شغابه امبرتو،
• خديجة نور بره،
• خديجة عنتر،
• محمود نوراي،
• قرماي سلمون،
• جليلو مكلف.

بالنسبة لمدينة كرن لها ميزات طيبة كالطقس المعتدل على مدار السنة والجو جميل، المدينة خضراء وجميع البيوت محاطة بالزهور واشجار النيم مما زاد المدينة رونقا وجمالا. وزاد من حسن طقس المدينة أنها محاطة بالبساتين.

والمدينة تعتبر مدينة معلما سياحيا على مدار السنة حيث تشهد زيارات اعداد كبيرة من مختلف المدن ومن أهم الأماكن السياحية مناسبة حولية "عدي سيدي" وهذه المناسبة لها معزة في قلوب الجميع والكثيرون يأتون للزيارة حينها وتنتعش الأسواق خلالها.

وهناك أيضا مناسبة "مريام دعاريت" وهذه المناسبة أيضا يتوافد اليها الكثيرون من مختلف المدن وتشهد المدينة نشاطا تجاريا كبيرا ويشتري الزوار الهدايا وبعض منتجات المدينة.

وأحد المزارات المهمة في كرن "ماي سادق" خارج المدينة تجاه منطقة مقارح ويبعد عدة كيلومترات ويعتبر ماء مقدسا والبعض يعتقد بأن الاستحمام فيه بركة.
كما تواجد معالم أخرى مثل مقابر الجنود الايطاليين التي تقع بالقرب من سوق "نواي" وهو سوق المواشي سابقا.

وهناك أيضا مقبرة الجنود الانجليز التي تقع في منطقة مقارح وهاتين المقبرتين هما من نتاج الحرب العالمية الثانية حيث انتصر الانجليز في معركة "طنقلحس" التي كان يطلق عليها جبل النحس، ومقبرة الجنود الانجليز أكثر تنظيما ومسجل فيها أسماء المدفونين ويزورها سنويا سفراء كل من بريطانيا وباكستان والسودان والصومال والهند.

أما المقبرة الإيطالية بالرغم من منظرها الجميل إلا القبور غير مسجل عليها أسماء الموتى ومسجل فيها قبر الجندي المجهول.

وتشهد مدينة كرن سنويا نشاطات مختلفة مثل سباق السيارات ومسابقة التنشين "الرماية" وهذه كانت من هواية الايطاليين.

ويبدأ السباق من حي كرن لعلاي إلى جيرافيوري ومن أبناء المدينة الذين يشاركون في هذا السباق السيد عبد الله بكري والسيد صالح رداي والبقية ايطاليين يأتون من المدن الأخرى.

ومسابقة التنشين كانت تتم أيضا في حي كرن لعلاي والسلاح المستخدم فيها كان هو بندقية الصيد.

أما في مجال الرياضة فإن أبناء المدينة صغارا وكبارا كانوا يحبون كرة القدم حيث تم تكوين فرق رياضية ومن الفرق التي أذكرها في الخمسينات حتى بداية الستينات:-

• فريق عنسبا،
• فريق استيلا،
• فريق ميرغني،
• فريق مقوس،
• فريق الهلال،
• فريق الأهلي،
• فريق لاسالي.

أبرز اللاعبين الذين لعبوا لهذه الفرق:-

• علي حمد دين ولم يكن له مثيل حيث كان قوي البنية ويحرز الأهداف من مسافة بعيدة وكانوا في اسمرا يطلقون عليه اسم "اقري ورقي" أي القدم الذهبية.

• عبد الصمد يلقب ب "باعبط" وهو مراوغ بارع وهداف ماهر.

• يوهنس كريكاس أبرع حارس مرمى وقد اشتراه فريق حماسين الأسمراوي من فريق لاسالي.

• محمود إبراهيم محمد سعيد ولقبه "شكيني" وكان اقوى لاعب دفاع وكان يلقب بالسد العالي لعب في اسمرا لصالح فريق حماسين ولعب أيضا للفريق القومي.

• تخلي قبري وكان يلعب لفريق استيلا وكان لاعب غاية في المهارة ولعب في اسمرا مع فريق حماسين وكان من أشهر لاعبيه.

• تولدي يوهنس كان لاعبا لفريق لاسالي وانتقل إلى فريق حماسين حيث زادت شهرته.

• سليمان علي كرار وكان يلعب قلب هجوم سريع وهداف في أحيان أخرى وكان يسحب الكرة ببراعة من الدفاع ويحرز الهدف ولا يستطيع الحكم رؤيته عند ملامسة يده للكرة لسرعته وبراعته في استخدام يده السحرية وإذا استلم الكرة في خط ثمانية عشر فسوف تراها في الشباك. ولا يستطيع أي مدافع إيقافه.

من أشهر وأفضل اللاعبين في كرن:-

إبراهيم محمود معك كان أشهر لاعب في كرن.

إسماعيل محمد سعيد كان أفضل لاعب أخذه فريق حماسين وكان أشهر هداف في ارتريا نال جائزة أفضل لاعب في الفريق القومي وانتقل إلى الامارات وكان من أشهر اللاعبين.

من أشهر المشجعين في تلك الأيام:-

عمنا حسب الله أحمد دين،
شف مزين،
صالح سنغال.

وكانوا ينفعلون مع المباريات بشكل غير منظور.

أما الحكام في تلك الفترة فكانوا:-

مستر هدسون،
الأستاذ هبتي قبرسيلاسي.

ويوجد في مدينة كرن أيضا ملعب أول لكرة التنس في منطقة تعرف باسم "قراند هوتيل" الملعب الثاني قرب مركز الشرطة المؤدي إلى عنسبا وطبعا رواد هذه الملاعب هم من الخواجات.

أما على الصعيد التجاري المدينة تتمتع بموارد عديدة وفواكه من مختلف الأنواع وفيها بساتين "جرادين" نذكر منها:-

جاردين مكلاسي،
جاردين اورتلا،
جاردين عد رداي،
جاردين حسن مهري،
جاردين شيخ زايد،
جاردين عد موسى حاج،
جاردين عد مكلف،
جاردين رمضان موسى،
جاردين هداد كرار،
جاردين امباي هبتي.

وأكبر جاردين في عيلا برعد:-

جاردين دنداي،
جاردين عد أمان،
جاردين عد مكلف،
جاردين سودان طباب ..الخ.

وهناك أيضا زراعة محصول الفول في مختلف مناطق بركة القاش وعنسبا ومناطق أخرى.

وهذا المحصول له عائد كبير ويتنافس على شراء المحصول:-

الخواجة "أرام"
الخواجة "ماريو مرقيتي"

وكان لهم وكلاء منهم:-

العم سعد صالح،
إبراهيم حجي صالح،
عبداي وبصري.

بالإضافة إلى تجار محليين كانوا يشترون محصول الفول منهم:-

صالح حقوس،
محمد محمود مركاب،
 ياسين عثمان بخيت،
الخواجة ارنستو بيانكي،
باحسن.

وفي موسم الفول كانت المدينة تشهد نشاطا تجاريا غير عادي والجميع يستفيد من الموسم ويحصل انتعاش غير عادي.

مصدر تجاري آخر في المدينة كان هو اللبان "الصمغ العربي" وهو أيضا يصدر بكميات كبيرة وفي موسم اللبان يعمل عدد كبيرا من العمال والعاملات في شركة اللبان على مدار السنة ولهذه الشركة إدارة لأهميتها وأعضاء الإدارة هم:-

حمد إبراهيم نبراي،
عبد الرحيم كيكيا،
موسى حاج،
إبراهيم حقوس،
محمد نور ياقوت،
عثمان محجب،
عبداي أمناي.

مصدر آخر من مصادر المدينة الاقتصادية هو تصدير المواشي وبكميات تجارية كبيرة وتعتبر تجارتها من التجارات الرابحة وأهم من نشطوا في هذه التجارة الأشخاص التالية أسماؤهم:-

عبدالكريم زينو،
محمد موسى طليم،
حامد مركاب،
إبراهيم عجيل،
قري مسقل اندرياس،
باشاي سعيد،
محمد قلوم،
إبراهيم منصور

وآخرين... وكانت أيضا شركة "انكودا" تصدر اللحوم مباشرة ويقال بأن هذه الشركة هي شركة إسرائيلية.

تجارة البصل تعتبر من أهم الموارد للمدينة حيث يزرع في منطقة عنسبا وبيت جوك وكان يشتري البصل الخواجة باسكوس وعثمان زرؤم وهؤلاء يعتبرون من الأساسيين وهناك أشخاص آخرين.

مدينة كرن سكانها من مختلف المكونات الارترية إضافة إلى ذلك يقطنها عدد من الجاليات الأجنبية نذكر منهم الجالية اليمنية وبأعداد كبيرة، والايطاليين والصوماليين، الهنود، السودانيين، ومجموعات من الاغريق والشيء الجميل أن الجميع منسجم ولهم ولاء للمدينة ولا يحسون فيها بأنهم أجانب وسكان مدينة كرن يتعاملون معهم بكل ود وتقدير.

ونتيجة الانسجام يعملون كخلية واحدة ومن الملفت للنظر أنهم يتكلمون اللهجة المحلية ولهجة البلين التي تعتبر من اللهجات الصعبة للحديث بها. على سبيل المثال صاحب دكان وكان اسمه "بامحروس" معظم زبائنه من البلين يتعامل معهم بشكل عادي وبحكم التعامل يترك البعض منهم مبلغ معين أمانة ودون أخذ إيصال وفي أي وقت يأتي ويأخذ أمانته وأذا احتاج أحدا لبضاعة ولم يكن معه فلوس يأخذ سلفة وفي أي وقت يسدد ما استلفه، وكانت تلك ثقة لا مثيل لها وهذا ينطبق على جميع أصحاب الدكاكين. حتى أصحاب الوظائف الحكومية كانوا يأخذون احتياجاتهم من الدكاكين ويدفعون ثمنها في آخر الشهر مع استلام المرتبات.

مثلا كان هناك شابا اندونيسيا عامل في دكان اليمني سالم البيضاني بجوار دكان محمد نور كيكيا يتكلم بجميع اللهجات المحلية وكان علاقته وتعامله مع الزبائن راقي وتجد الدكان دوما مزدحما بالزبائن.

وكان هناك دكان آخر صاحبه باسعيد وهذا الدكان يبيع جميع أنواع الأقمشة النسائية وصاحب الدكان كان تعامله مع الزبائن واغلبهن من النساء سلسا وراقيا وأصبح الدكان مشهورا وبدون منافسين وأسعاره وأنا كنت من أحد زبائنه وغنى الفنان عبي عبد الله عن باسعيد للأسف لا أستحضرها الآن.

ومن ضمن الطرائف أن أحد الخواجات اسمه "ارنستو بيانكي" يعمل في تجارة الفول سأل عن أحد زملائه قالوا له جن بسبب فشل محصول الفول كلما يجهز النبتة تخرج فارقة فقال "فول تبعتاي" وكان رد الخواجة "شفقه أنا وعريكوه".

صاحب طاحونة كوستي باب زاكي وهو اغريقي ومعه شقيقته واسمها "هيتيشي" يتحدثون اللهجة المحلية بطلاقة وخاصة هيتيشي تتكلم لهجة البلين بطلاقة الخواجة يحب يمزح قال والده مسك "زنب كراي إت دولا شرأت".

الجانب الثقافي كان يحظى باهتمام الطبقة الواعية حيث تم تأسيس نادي بالقرب من سينما كرن ومن أعضاء إدارة النادي اذكر السادة: إدريس طعدوي، وعبد العزيز سرور والميزة أن سكان مدينة كرن كانت له اهتمامات ثقافية في نفس الوقت تجد مجلة المصور وآخر ساعة وروز اليوسف والهلال وكانت تباع في مكتبة باحمدون في اسمرا وكانوا أيضا يتابعون الإذاعة باهتمام وفي ذلك الوقت كان الراديو محدود وكانت بعض المقاهي مزودة براديو وأهم شيء أن الناس تجتمع مساء الجمعة لسماع برنامج بصراحة للمذيع المصري أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب وأيضا تجد الناس حول الراديو لسماع نشرة الأخبار من إذاعة لندن البي بي سي والمذيع المشهور أيوب صديق ذلك الصوت المجلجل. وفيما بعد ظهر في المدينة راديو فلبس وتسارع الجميع لشرائه وكان السيد أبو بكر عبد الرحيم هو وكيل الشركة حتى أصبح يعرف باسم أبو بكر فلبس.

وفي الختام أود أن الفت نظر القراء أن يغتنموا كتاب تحت عنوان "كرن الأصالة والتراث" تأليف الدكتور جلال محمد صالح ويحتوي على ستمائة وخمس صفحات.
وما كتبته هو مجرد خاطرة من ذكريات الماضي.

أنا مشتاق لمدينتي الجميلة ومشتاق إلى مقهى عمنا زرؤم وشاي بالشدأب ومقهي عمنا بخيت وإلى فول بادري وعمر أمان وإلى حليب العصريات في مقهي اجاك جيرافيوري ومقهي الساحل وإلى كبوشينو بار بيامونتي وإلى حليب إنسا وحليب حقان وإلى سقا مادا محمد عافة.

وكما قال الشاعر:

يا غائبين بكى الزمان لبعدكم فهل لنا بعد الغياب لقاء ؟
اشتقنا لكم يا ليتنا لم نفترق فالبعد فيه مذلة وشقاء
لا تقطعوا سبل المودة بيننا فإن القلب يفرح باللقاء
عهدا سنبقى في دائما في ذكراكم وعهد الحر يتبعه الوفاء

وإن شاء الله نلتقي في ربوع وطننا الحبيب ومدينتنا الأثيرة

Top
X

Right Click

No Right Click