مشاريع نحن وأهدافنا القومية في منطقة القرن الافريقي وكيف نجحت هذه الهوية
بقلم الأستاذ: محمود شامي - كاتب وناشط سياسي
المشاريع القومية التي نجحت في ثوب وطني مضلل الي حد الآن في منطقتنا منطقة القرن الافريقي،
نجحت كلها بطرق غير مباشرة وبإسم الاوطان وتقمصت كلها عباءة الوطن،، وخدمت هويات بعينها وعنصرا هويا معين فمن نادي بحقوقه القومية فشل، ومن نادي بحقوق الجميع نجح وسلب حقه وحق غيره، وعلى الأقل اخذ حقه وزيادة.
1. قومية الامهرا و اثيوبيا:
كيف سيطرت الهوية والثقافة الامهرية في اثيوبيا، وكيف هيمن عناصرها وصاروا يملكون اكثر من غيرهم كوادر ادارية وساسية واقتصادية وخبراء ماليين وعلماء مختصين في كل الميادين والمجالات في اثيوبيا ؟؟
هذه القومية وعناصرها حكموا اثيوبيا بداية من مؤسسها الامبراطور منيلك وخلفه هيلي سيلاسي وصولا الي العقيد منغستو هيلا مريام 1975 الي 1991 وهؤلاء كلهم من الهوية والثقافة الامهرية واسسوا لسيادة وهيمنة هويتهم على الهويات الاخرى في اثيوبيا ولسيادة عنصرهم،
فهل رأيتم او سمعتم ان قومية الامهرا نادت بشعارات قومية في اثيوبيا مثلا ؟؟؟ حتى وإن وجد التيار القومي لدى الامهرا فسيكون اقل حدة ودرجة من البعض في اثيوبيا،، وعموما تحقق كل اهداف الاباطرة في اثيوبيا ولا نقاش ولا مجال للجدال.
2. التقراي و اثيوبيا:
اين اوصل الاتحاد الفيدرالي الاثيوبي والجبهة الثورية لشعوب اثيوبيا قومية التقراي ؟ وكيف كانت مقلى قبل هذا الاتحاد وكيف صارت اليوم ؟
قد تختلف حالة الامهرا عن حالة التقراي نظريا، ففي البداية التقراي لوحوا بشعارات القومية وبناء كيان تقراي مستقل، وسنحت لهم فرصة الانفصال في بداية هروب منغستو هيلا مريام وسقوط العاصمة اديس في العام 1991، لكنهم ادركوا وبسرعة ان مصلحة التقراي في الاتحاد وكونوا اتحاد قوامه اربعة احزاب وهي جبة تقراي واورومو وامهرا وشعوب الجنوب،، وادركوا ان خدمة مصالحهم القومية من داخل العباءة الوطنية هي الطريقة المثلى والانجع، واسسوا لذلك واقعا يسمح لهم بالنفوذ والسيطرة، وكان ذلك باستمرارية حالة التجييش وبقاء المؤسسة العسكرية قوية على حساب مؤسسات اخرى، فالجيش الاثيوبي كان اغلبه من جيش جبهة تحرير تقراي باعتباره كان جيشا منظما يحارب نظام منغستو هيلا مريام منذ العام 1975 ومنذ 17 عاما وكان عليهم ان يهربوا من تفوق الشقيق ذو الاكثرية المسيحية وذو الكادر الاكثر اداريا والاكثر بناءا ووعيا في اثيوبيا وهو قومية الامهر،، وكذا الهروب والي الامام على الأقل عن قومية الاورومو ذو الاقلبية الساحقة في البلاد والتي يحق لها ان تلعب وشرعيا دورا سياديا في البلاد، ولكل هذه الاعتبارات خططت جبهة تقراي في افتعال حرب مع الجار اريتريا العام 1998 الي 2000، وعليه فرض التقراويون حالة الحرب اللاحرب والغموض في البلاد، ليستمروا في بناء وتحقيق اهدافهم القومية بهذه الطريقة، ومع ان الكرسي خانت جبهة تقراي اليوم وانتقلت ورحلت الي شريك آخر والي جبهة اورومو وربما الي غير رجعة،، إلا ان جبهة تقراي في اعتقادي كانت تدرك مجيئ هذا اليوم ووصلت او وصلوا الي اهدافهم خلال 27 عام هي مدة حكمهم لاثيوبيا،، واليوم ميقلي عاصمة تقراي،، ليست عاصمة اقليمية مهملة في اثيوبيا، وانما هي اليوم برأس العاصمة اديس ابابا والعاصمة الارترية اسمرا،، واعتقد ان اهدافهم اليوم تحققت او على الاقل جزء كبير منها تحقق.
3. الجبهة الشعبية.. واريتريا:
الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا نموذجا آخر للنجاح القومي لهوية اريترية واحدة، بطرق ملتوية وغير مباشرة، فلا شك ان بعض مؤسسيي هذه الحركة ابرياء وبعضهم باعتقادي كانوا ساذجين وبعضهم لا هذا ولا ذاك، لربما كان بعضهم ساديين وربما كان بعضهم مخمورين ومسحورين لا ادري فلم تكن حالاتهم طبيعية على كل حال، ومع ذلك بعضهم كان أذكياء ومجرمين لديهم اهداف استراتيجية بعيدة تهدف الي خدمة قومية التقرينيا وهو ما نراه اليوم ماثلا امامنا،، حيث غيبت هذه الجبهة القوميات الثمانية الارترية عن المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي، ومع ذلك قومية التقرينية قومية اريترية اصيلة ويرفض الكثيرين منهم مثل غيرهم ممارسات هذا النظام الظالم، ويسعون مع الجميع ايضا لواقع جميل وعادل يعيش فيه الجميع في ظل دولة تحترم الحريات والعدالة،، والنظام نفسه يظلم مثل الجميع ابناء هذه القومية ممن يختلف معهم ومن يعارضونه في تسييره الخاطئ والقاتل للبلاد، ولديهم مثل الجميع شهداء ومناضلين دافعوا عن الوطن وسقوا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن الاريتري،، والنظام: في النهاية سعى الي الاستئثار بالبلد وهضم حقوق الغير وطردهم.. وللاسف نجحت اليوم تلك الاهداف ومجسدة واقعا.