بيان جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية في ذكرى معركة تقوربا المجيدة
إعداد: الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
تمر علينا الذكرى السادسة والخمسون لمعركة "تقوربا" المجيدة، التي وقعت في الخامس عشر من مارس 1964
بين أبطال جيش التحرير الإرتري وقوات الاحتلال الإثيوبي في منطقة "تقوربا" في غرب إقليم بركة، وإرتريا تمر بأسوأ المراحل في تاريخها بفعل السياسات التدميرية لنظام الفرد الواحد الذي يحكم إرتريا بالحديد والنار منذ ثلاثة عقود تقريبًا.
تعتبر معركة "تقوربا" نقلة نوعية في المواجهة بين الثورة الإرترية والاحتلال الإثيوبي البغيض. ففي هذا اليوم التاريخي جرت في منطقة "تقوربا" مواجهة حامية الوطيس بين القوات النظامية للاحتلال الإثيوبي المدججة بأحدث الأسلحة، وفصائل ثلاثة من جيش التحرير الإرتري بقيادة الشهيد المناضل/ محمد علي إدريس أبو رجيلة.
وعلى الرغم من الفارق الكبير في العدد والعدة بين الجانبين، إلا أن إيمان مقاتلي ثورتنا الأبطال بعدالة قضيتهم واستعدادهم للتضحية والصمود في سبيل شعبهم ووطنهم المسلوب، مكنهم من إلحاق هزيمة نكراء بقوات العدو. وقد تحطمت في هذه المعركة التاريخية جبروت قوات العدو وغطرسته أمام صخرة الصمود والتحدي لجيش التحرير الإرتري البطل، وولت قوات العدو الأدبار تجر خلفها الهزيمة والعار.
وبعد هذه المعركة التاريخية توالت العمليات العسكرية البطولية لمقاتلي ثورتنا الصناديد، وتحققت انتصارات مماثلة لانتصار معركة "تقوربا" المجيدة. وبفضل هذه المعركة المجيدة وما تلتها من ملاحم بطولية انتشرت أخبار الثورة، وتردد صداها في جميع أرجاء إرتريا، الأمر الذي أدى إلى ازدياد مساهمة الجماهير في النضال والتحاق الشباب الإرتري بالثورة.
بعد نضالات طويلة لجبهة التحرير الإرترية وكافة الفصائل الوطنية الإرترية، وتضحيات جسيمة قدمها شعبنا الإرتري خلال المسيرة النضالية التي استمرت لثلاثين عامًا، حققت ثورة شعبنا نصرًا مبينًا، وحررت التراب الوطني الإرتري من ربقة الاحتلال، وتم إعلان إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة. وكان شعبنا تحدوه آمال عراض في أن يطوي شعبنا صفحة الاحتلال، بكل مآسيها، ويفتح صفحة جديدة ينطلق منها نحو بناء غدٍ مشرق لوطننا وإقامة دولة العدل والديمقراطية والمساواة. إلا أن الطغمة المهيمنة على قيادة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، خانت أهداف الثورة وأدارت ظهرها لكل ما كان يتطلع إليه شعبنا ودفع في سبيله أرواح عشرات الآلاف من خيرة أبنائه. واستمرارًا في نهجها الانفرادي والإقصائي، بدأت قيادة "هقدف" تسابق الزمن وتسخر كل جهودها في إرساء دعائم نظام ديكتاتوري بغيض.
وكان ضروريًّا والحال هكذا، أن تواصل الفصائل الوطنية الإرترية نضالها من أجل استكمال ما تبقى من أهداف ثورتنا المجيدة. ومع استمرار النضال، على الرغم من الصعوبات التي اكتنفته، وانكشاف الطبيعة الديكتاتورية لقيادة "هقدف" ونهجها المغامر، داخليًّا وخارجيًّا، بدأت الأصوات المعارضة للنظام تتصاعد في أوساط، بكل فئاته ومكوناته الاجتماعية والسياسية، بل وجرت من داخل أجهزة النظام ومؤسساته محاولات عدة لإسقاطه. وبدلًا من أن يتراجع النظام عن نهجه المدمر، واصل سياساته الرعنا، بصلف وغرور، وقام بكل ما من شأنه تفريغ إرتريا من أبنائها، وخاصة الفئات المنتجة منهم، بل وبلغ به الأمر أن بدأ يفرط علنًا بأمور متعلقة بسيادة إرتريا ووحدة ترابها الوطني.
في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة التي تمر بها إرتريا وشعبها، فإننا في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية ندعو كافة قوى التغيير الديمقراطي، أن تسخر جهودها كافة في النضال الجاري ضد النظام الديكتاتوري والهادف إلى إنقاذ الشعب والوطن، وترتقي بعلاقاتها النضالية إلى أعلى المستويات، وفاءً لأرواح شهداء "تقوربا" المجيدة وكل شهداء معركة التحرير الطويلة، للوصول إلى بناء وطن ينعم أبناءه بالحرية والعدالة والمساواة. كما ندعو جماهير شعبنا في الداخل والخارج أن توحد صفوفها وتنبذ دعاة الفرقة والفتن والنعرات القبلية والإقليمية والدينية، وتنتظم في العمل الوطني من أجل التغيير الديمقراطي في إرتريا.
وبهذه المناسبة العظيمة، مناسبة معركة "تقوربا"، ندعو المنتسبين للجيش والأمن وكافة مؤسسات النظام الديكتاتوري، ألا يكونوا أداة قمع يستخدمها النظام ضد شعبنا الأعزل، بل عليهم أن ينحازوا إلى جانب شعبهم ومطالبه العادلة في إقامة دولة الحرية والعدالة والمساواة. كما ندعو المجتمع الدولي أن يلتفت إلى معاناة شعبنا ويساند النضال العادل الذي يخوضه الإرتريون من أجل التغيير الديمقراطي في بلادهم.
في الختام نتقدم بتحية إكبار وإجلال لأبطال معركة تقوربا المجيدة وجميع مناضلي جبهة التحرير الإرترية، ونترحم على كافة شهداء ثورتنا الباسلة، ونعاهدهم بأننا على درب النضال سائرون حتى تتحقق كامل الأهداف التي سقط شهداؤنا دونها.
تحية لشهداء تقوربا وأبطالها الميامين !!
عاشت إرتريا حرة ومستقلة !!
السقوط لنظام "هقدف" الديكتاتوري !!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.