كلنا نقف صفا واحدا حماة لسيادة الوطن وكرامة الشعب
إعداد: مكتب الإعلام حزب النهضة الإرتري
استقلالنا الوطني لم يأت منة من احد بل تم انتزاعه وكان استحقاقا لنضالات مريرة استمرت لعقود،
لذلك الارتريين اينما وجدوا يحتفلون بذكرى انطلاقة ثورة الكفاح المسلح ويحتفلون بذكرى تقوربا التي تعد اول مواجهة علنية مع الاستعمار الاثيوبي كما يحتفلون بعيد الاستقلال الوطني الذي هو مفخرة الارتريين.
ان الاستقلال هو: محصلة لنضالات متصلة المراحل ومتكاملة سياسية ومسلحة استمرت لسنوات طويلة، لذا ليس لفصيل سياسي او قومية او منطقية ان تختزل الاستقلال كإنجاز لها، بل هو كسب مستحق لكل الارتريين الذين ساهموا فيه ببذل الغالي والنفيس متيقنين بانه واجب نحو نيل مطلبهم الاستقلال، فالإرتيريين تأكدت وحدتهم وانصهروا مع بعضهم البعض خاصة في فترة الكفاح المسلح وهو دليل قوي على مقدرة الارتريين في بناء مستقبلهم وان يعيشوا معا في اطار الدولة التي بنيت على جماجمهم.
انه وبعد دخول جيش التحرير الارتري العاصمة اسمرة واعلان تنظيم الجبهة الشعبية بانه لا يعترف بوجود تنظيمات إرترية عمدا وعنادا وشرع في توطيد دعائم الاستحواذ على السلطة والشروع في تنفيذ برامج تذهب في ترسيخ ثقافة احادية وصياغة المجتمع الارتري في صورة لا تمت بأية صلة الى تاريخه الممتد في الزمن الذي يختزن الموروثات.
وما نشاهده اليوم من تصاعد في مقاومة النظام الذي وصل به الامر الى جعل زمام الامور كلها في يد رجل واحد فصنعوا منه ديكتاتورا مستبدا يتصرف في شكل فيه استفزاز متبجح للشعب الارتري ومتنصلا من كل تلك النضالات ومن غير مراعاة لحرمة الوطن وقدسيته وكرامة المواطن الارتري الذي يفتخر بالاستقلال ويعتز به.
نحن ابناء الشعب الارتري اليوم لا نقول لو كان ما يجري اليوم بالأمس لما وصلنا الى ما وصلنا اليه لان الحديث في الماضي هو استهلاك للحاضر من غير فائدة ومضيعة للزمن وما يجب علينا القيام به اليوم هو ان نأخذ العبر من اخطاء الماضي ولا نكررها حتى لا نضطر ايضا لدفع ثمن وتكلفة باهظة لان الخسارة اليوم لا يمكن تعويضها فالخسارة اليوم تعني فقدان الوطن برمته.
اليوم يجب ان نقف صفا واحدا من اجل هذا الوطن الذي ننتمي اليه من اجل هذا الوطن الذي لا يمكن ان نجد من يعوضه، دعونا نضع امامنا صور كل شهداءنا ونسال انفسنا الم يكن مبتغاهم هو استقلال ارتريا الم يذهبوا من اجل ان يبقى الوطن لأبناء الوطن يمنحهم كرامة وعزة كلهم كانوا يفكرون ويحلمون في ارتريا وينظرون الى مستقبل ارتريا والجيل الذي يأتي بعدهم.
الماضي بكل ما فيه هو ماضينا جميعا نتحمل كل ما فيه من مرارات وماسي تماما كما نفتخر بكل الانجازات العظيمة بغض النظر من كان وراءها فهي محل اجلال وتقدير لكونها عمل إرتري ويقف خلفه إرتريون بشتى مشاربهم والوانهم، ومن هذا الايمان الذي يترسخ لدى الجميع يمكننا اليوم البحث عن المستقبل الذي يجب ان نصنعه نحن ولا ننتظر من احد ان يصنعه لنا فنحن لدينا الامكانية ونمتلك الرغبة والارادة ويجب ان نتوجه بها في الطريق الصحيح لإنجاز عملية التحول والتغيير.
فاليوم نحن متحدون في مشاعرنا واحاسيسنا فالذي يعيشه شعبنا من فقر وجوع وتشرد وذل يمزق ويدمي قلوبنا وتملأها الحسرة في اننا لم نستطع ايقاف هذا الالم بتعطيل وانهاء ماكينة هقدف التي تصنع وتبدع في تصدير المرارات والآهات التي لا يمكن لاحد وصفها ولا للروايات تجسيدها ولا للمبدعين من المصورين تخيلها وتشكيلها.
كل هذا يدعونا الى التجرد والخلوص مع النفس لنقف في خط واحد منسجمين مع ما تراه العين وتسمعه الاذن فصور الارتريين وهم في قيود المتاجرين بالبشر والذين يصرخون وهم تحت تهديد تجار قطع غيار بشري، والغرقى في البحار والهائمين في الصحاري، فلنصدق مع انفسنا في القيام بردود فعل تجاوب على السؤال المطروح متى يمكن ايقاف مسلسل الاحزان، والى متى نظل نتقاعس من تحمل مسئولياتنا الوطنية الملحة التي لا تستحمل التأخير والى متى نحاول ان نوجه اللوم بعيدا عن انفسنا فكأنما توجد هناك جهة او فئة هي المسئولة عما يحصل وهي المناط بها المجيء بالتغيير.
انما يجري من احداث في بلادنا ان لم نوقفها اليوم قبل الغد فلن تتوقف بنفسها فليس هناك من حدث ايجابي او سلبي الا ومن وراءه عمل بشري ـ والطبيعي هو ان البشر هم الذين يصنعون الحدث وليست الاحداث هي التي تصنع حياة البشر، فنحن الارتريون لسنا بحاجة الى معلمين في هذا الجانب فتجاربنا هي مكاسبنا التي نحتفظ بها وهي ذاتها يجب ان تكون دافعا لنا في ان نتجاوب مع الاحداث كما تتطلبه من رد فعل يساويه في القوة ويخالفه في الاتجاه.
النظام اليائس في ارتريا سيعمل جاهدا في ان يفعل أي شيء يبقيه في السلطة يستخدم التهديد وينافق ويطلق الوعود الكاذبة وينشر التضليل والاشاعات ويزرع الفتن لكي يعيش الارتريون وهم يخاطبون الوهم والخيال بعيدا عن الواقع وبالتأكيد في هذه الحالة لن يتجه الانسان الارتري نحو عمل أي شيء يمكن ان يخفف من معاناة المواطنين لأنه اصلا لا يحس بها ولا يؤمن بوجودها حتى وان امن بها فان لديه معاذير جاهزة وهي المؤامرات والمتربصين، ويجب ان نعلم بان أي حكومة لم تأت منتخبة من الشعب فلن تعمل من اجله بل على العكس تعمل في مزيد من اذلاله بمزيد من ممارسة القمع والتنكيل خوفا من انتفاضته ضدها لاقتلاعها، وفي بلادنا ليس هناك من شرعية الا شرعية الاستقلال.
وان الحالة الراهنة يعيشها شعبنا في ظل بسط النظام الديكتاتوري سلطته من خوف واستسلام قد انتهت وهذا الشعب المارد قد بدء يستعيد قوته الجبارة التي اقتلع بها كل المستعمرين ونال ما اراد، وها هي الأوضاع تبدء في الاستدارة نحو مواجهة النظام، وشعبنا يهيج ويغلي غضبا في كل بقعة يتواجد فيها، وقد حان وقت اقتلاع النظام وليكتب شعبنا تاريخا حديثا بمداد من الذهب بان الشعوب يكتب لها الدوام اما الانظمة فإلى زوال مهما طال مكوثها واللعنة تطارد وتلاحق كل من استبد ومارس ظلما وسرق قوت شعب ونهب ثروات وطن وتلاعب بمصير امة.
اما اعداء ارتريا المستقلة والذين نراهم ونتابعهم في وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي يتحدثون في هذه الايام عن ارتريا متجاوزين كل الخطوط الحمراء من سيادة وكرامة ونضال شعبنا تارة بالطعن في الاستقلال وتارة في حقهم في نيل قطعة ارض او احقيتهم في الحصول على ميناء وتارة بتشويه تاريخ نضالنا المشرف فهذا يعد انتهاكا صارخا لكل الاعراف والمواثيق التي اقرتها الشعوب والأمم واحترام حسن الجوار، وان ما دعاهم وشجعهم على ذلك هو تصريحات راس النظام التي تنتقص من وجود دولة وسيادة وكرامة شعب كتب تاريخه بمداد الدم، فهؤلاء عليهم ان يعيدوا حساباتهم وليعلموا بان هذه الارض لهيب على كل من اراد النيل منها والشعب وبالرغم من جبروت النظام الذي اوصله الى هذا الوضع المزري الا انه يظل يحفظ التاريخ وفي داخله وطن وقادر في اية لحظة للتصدي وحماية سيادته وحفظ كرامته.