خطاب مفتوح إلى الأخ ولديسوس عمار

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم محمود صالح قدم - أبو حيوت

لقد كنت متردد في الكتابة إليك منذ إعلان تنظيمكم موقفاً رافضاً لملتقى الحوار الوطني بمبررات غير مقبولة

وحجج واهية بالنسبة للأغلبية من قوى المعارضة انطلاقاً من أنها لا ترقى إلي درجة المقاطعة، لأنكم حسب علمي لم تكونوا ضد الملتقى ولكن كانت لكم تحفظات حول التحضير وتأريخ انعقاده. وهنا أقول نعم كانت هناك أخطاء في التحضير واختيار المشاركين والعجلة في تحديد موعده، ولكن من وجهة نظري كان يمكن معالجة كل ما ذكر لو خلصت النيات وتمت مناقشة القضايا المختلف عليها بهدوء، ولكن المشكلة هي الثقة المفقودة بين أعضاء التحالف منذ مولده. كم كان سيكون ايجابياً لو شاركتم مع كل تحفظاتكم الأمر الذي كان سيكسبكم احترام المشاركين، باعتباره الدرس الأول في مدرسة الديمقراطية، ولكن وللأسف اخترتم الهروب إلى الأمام والعزف المنفرد بدلاً من خوض النضال الديمقراطي مع الجميع.

أخي ولديسوس مشكلتكم وبصراحة هي إحساسكم الكاذب، بأنكم الأكبر والأقوى وقد صرحتم بهذا أكثر من مرة وكذلك التعالي على من تتحالفون معهم ومن أنكم، من أوزان قاليليو وكبرنيكوس، وغيركم من وزن الريشة أوالذبابة هذا الوهم حجب عنكم الحقيقة بأن الهدف الآن هو تخليص الشعب من الطاغية وزمرته وماعدا ذلك متروك للشعب ليقرر من هو الأحسن والجدير بثقته.

الأخ ولديسوس الحوار والحوار فقط هو المخرج من الورطة التي نحن فيها ومن محلك سر التي أدمناها لنتمكن من حشد كل الطاقات والإمكانيات لتخليص شعبنا من الاستعباد والحوار فقط هوا لوسيلة الوحيدة لنزع كل الألغام التي زرعتها وتزرعها مجموعة “نحنان علاماننا” بين مكونات الوطن فيما يخص اللغة والأرض والسلطة والثروة وكل الثقافات المدمرة التي انتعشت في عهد الهقدف ، وبالحوار فقط نستعيد الثقة المفقودة بين قوى المعارضة ومن ثم بين الشعب الإرتري، ونضع الأساس لوطن يسع كل أبنائه والذي لا اشك من إن هذه من أولويات تنظيمكم ومبادئه.

الأخ ولديسوس اسمح لي أن أقول أن رفضكم حضور الملتقى قد أعادني أربعين عاماً إلى الوراء إلى ال71 عندما كلفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول مجموعة من أعضائها للتوجه إلى سمهر لدعوة قيادة قوات التحرير الشعبية وسلف ناطنت للمشاركة في المؤتمر وفي عدشوما التقينا بالمناضل الشهيد محمد عثمان العفري ووجدنا منه الكلمة الطيبة عكس الأخ مسفن حقوس الذي رفض الجلوس معنا وسماع وجهة نظرنا. وبعد بحث طويل تمت المقابلة مع اسياس في نفس المنطقة. قدمت له الدعوة لحضور المؤتمر ورد، بأنه سوف يدرس الموضوع وفي نفس الوقت أعلن

عن تحفظاته حول المشاركين بحجة أنهم سوف يكونوا من مؤيدي القيادة العامة الذين يتم جمعهم من المدن السودانية والريف المحرر وأولئك لا يمثلون الشعب الإرتري!، هنا تنتهي المقارنة بين رفضكم ورفض اسياس. موقفه الحقيقي لم يكن الخوف من أصوات المشاركين في المؤتمر بل كان لأسباب فضحت أسرارها لاحقاً من قبل الشهيد تسفامكئيل جورجو الذي تمت تصفيته في أديس أبابا خوفاً من أن يكشف المستور. وهو الاتفاق المبرم بينه وبين اسرت كاسا ممثل هيلي سلاسي والسي أي أي في قاعدة كانيو ستيشن والذي كان يهدف إلي زرع الفتن ودق اسفين بين رفاق السلاح وبين المسلمين والمسيحيين خوفاً من تعاظم قوة الثورة وامتدادها وكما ترى مازلنا نعاني من ذلك المخطط الإجرامي حتى يومنا هذا وأنت أكثر الناس معرفة بتأريخ الطاغية.

الأخ ولديسوس كما أسلفت ترددت كثيراً قبل أن ابدأ ولكن بعد قرأت الحلقات الثمانية التي كتبها ما يعرف ب”ألنا” قلت هذا هو الوقت المناسب للكتابة إليك لأن الكاتب يتهم الأخ مسفن حقوس وهو الرجل الثاني في تنظيمكم من أنه من المشاركين في جريمة اغتيال الشهيد المناضل إبراهيم عافه في عام 1985 في قمة جبل عقامة مع فليبوس وسيمؤن تنفيذاً لتعليمات الطاغية.

الأخ ولديسوس في وضعنا الحالي لا نقدر الوصول إلى المجرم الأول وأعوانه في الداخل ولكن من حسن حظنا وجود مسفن حقوس في قيادة المعارضة التي تناضل من اجل العدالة وإحقاقا للحق.

أنا لا سمح الله لا اتهم مسفن انطلاقاً من مبدأ إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ولكن تجاهل الأمر لا يجدي، لأن ما كان سراً بالأمس أصبح ملك الجميع وفي هذه الحالة لا يجدي السكوت وعلى مسفن تقديم الأدلة على برأته وإن لم يفعل، فعليك تقع المسؤولية لتتخذ الخطوات المطلوبة لكشف الحقيقة للشعب. نحن في انتظار ما تقومون به علينا جمع الوثائق والشهود لتقديمها للجهات المختصة محكمة العدل الدولية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان لتقديم كل المجرمين إلى العدالة كما حدث للقتلة من كمبوديا، صربيا ورواندا. وتأكد أن المجرم لن يفلت من العقاب مهما طال الزمن.

الأخ ولديسوس هناك جريمة كبرى ارتكبتها الشعبية في 1978 وبالتحديد عند الانسحاب من مدينة كرن الباسلة، جريمة لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة كرن تماماً مثل مذبحة عونا. وهى اختطاف مجموعة من وجهاء المدينة الأبرياء اذكر على سبيل المثال: السادة تولدي بين، إدريس محمد عبدالله المشهور ب عطت حنا، ابرها وندرياس السرجنت امباي، السرجنت قبريهيوت، حسن عبده شيخ علي و جمال إدريس راداي ومن رأي هذا هو الوقت المناسب لنسأل مسفن حقوس عنهم.

مع تحياتي

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click