وتبدل الفهم (٢-٢)
بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري
فى الجزء الاول من وتبدل الفهم ، تناولت ان مفهوم الشراكة من قبل شركاء الوطن هو الاعتراف بهم
كقوة سياسية وقيادية وأكاديمية واجتماعية ومالكة للوطن. ذلك عبر اغتيالات وارهاب وخلق ضغائن وانشقاقات ودعوات استكشافية لسمنارات عن مدى الرضى او التململ او الرفض لسياسة الامر الواقع بكونهم القيادة ونحن القطيع.
وايضاً تبدل الفهم بالنسبة لقيادتنا السياسية باقرارهم بهذا الدور بقصد او دون قصد. ذلك عبر الموافقة الفورية لدعواتهم من سمنارات وندوات والهرولة دون المشاركة فى بنود وافكار وشروط نجاح السمنار ولكن السباق للجلوس فى الصفوف الأمامية من اجل التصوير وحتى انتهاء الحفل. كم ان اختيار البعض للتقرب من القوة الغاشمة المغتصبة بتغيير سياساتهم وافكارهم. ليست بحلول جذرية ولكن مثل مقوله ، قتلت يوم قتل الثور الأبيض.
نحن امام مفترق طرق. خياران لا ثالث لهما اما التلاقى او دفن القضية.
فلنعرج اولا لنشاط وحضور شركاء الوطن. لهم حضور سياسى جامع محليا ودوليا عبر كل مؤسساتهم كتنظيمات سياسية وخيرية وشبابية وحقوقية وكنسيه بحيث كانت كحكومة او معارضة. لهم ندوات وسمنارات وبرامج وخطط وزمن محدد لإنجازها وتقيم وتغيير وتطوير. هذا غير العطاء المادى وبكل سخاء ناهيك عن الالتزام الشهرى. كما لا ننسى ان التوجه الكنسى له دور فى لقاءات علنية وسريه فى دول الغرب للعب دور فى تاكيد مشروع تجراى تجرنيا ومجموعات اخرى تؤمن بنبوه رسول السلام ابى احمد (عليه اللعنه) وتؤيد العودة الى تاريخ اندنت وأحضان ماما اثيوبيا.
كل هذة الأنشطة المكوكية من قبل ورثه اندنت ليست لاستعادة حقوق مغتصبة والدفاع عن الانسانية واذهار الوطن بالإيمان بالشراكة. ولكن للاحتفاظ على مكتسبات وضمان توارث القيادة وملكية البلاد والعباد والإقرار بسياسة الامر الواقع.
نرجع الى الامة المنكوبة وما العمل.
انه دور الجماهير وخصوصا النخب للتصحيح وردم الفجوه وتوجيه البوصلة الى مسارها الصحيح مره وللأبد. ليس بالتمنى ولكن عبر الإعداد الجيد لحوار سياسى. حوار بين نخب لها اطلاع وإدراك تام بتوجه الصراع الدائر من قضايا داخلية واقليمية ودولية. وعلى قناعة تامه بالشفافية والصراحة ولو بجلد الذات. ومنها القيام بورشات عمل واجندات ودراسة الافكار والخروج ببوتقة جامعة تحدد المسار عبر روءية سياسية متكاملة تعكس إمكانياتنا السياسية والأكاديمية والبشرية والحقوقية وبأننا رقم لا يمكن تجاوزه.
لسنا بحوجة لجلسات مقاهى ولا قروبات فيسية لمجرد الظهور والحضور الهلامى من مقالات وإسهبات خطابية رنانه لكنها فارغة. وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون تكميلية ولكنها ليست ببديل عن لقاءات مباشرة ودورية لقوى لها توجه وخطاب وهدف محدد. وليس مجرد تبريرات واصطفافات لكيانات متعددة وكاننا فى انتخابات وليس ثورة لاستعادة حقوق مغتصبة.
ونقول لعشاق الوطنية المزيفة ان استعادة الحقوق لا تاتى عبر الغاصب بالتملق والتوسل اليه ، ولكن بسواعدنا وعبر ايماننا لتاريخنا وتضحيات شهدائنا وبشرعية الحقوق والثوابت الوطنية وبشرط وحدتنا.
لابد من تشخيص الأمراض الوطنية المتفاقمة والانشطارات الفيروسية المعدية وتغيب صوت العقل الوحدوى بين ابناء الحقوق. لابد ايضا من ذكر الحقائق عبر توصيف واضح وصريح لممارسات شركاء الوطن منذ الاستعمار واندنت والى الان من مكتسبات هقدف. توضيح ممارسات شركاء الوطن بكونها وطنية ام عنصرية استعماريه؟ وما يتطابق مع الحقائق التاريخية وليس ضغائن وردود افعال.
اذ لابد من تحضير لسمنار عام للجماهير والنخب والمثقفين والأكاديميين وكل من ينتمى للامه المهمشة مسلوبه الحقوق والإرادة.
اى عمل لابد وان تكون له خطوات وأولويات محددة وملزمة ، وارى الآتى:-
١- تحديد لجنة تقوم بالإعداد الجيد والدقيق لسمنار يسمى سمنار (أنصاف التاريخ) او اى اسم يطابق الهدف المعنى. اللجنة تقوم بتحديد المكان والزمان والأوراق او الدراسات وتشرف على مستخرجاته والمتابعة والتقييم والنشر.
اللجنة تكون ملزمه حرفيا بما يتم الاتفاق عليه دون شطحات ولا اجتهادات واجندات خارجية. وتؤمن بالعمل الجماعى ورفض الأستاذية والتعالي.
٢- تحديد كوادر مؤهلة تتجول فى أماكن معيشة الجماهير فى كل بقاع العالم للتنوير ووضع تصور عبر ارائهم وتساؤلاتهم واقتراحاتهم. ودفعهم بإقامة مسيرات احتجاجية ومقابلة الحكومات والمنظمات المحلية.
٣- تحديد القنوات التى سوف يتم تطبيقها للتعاضد والعمل الوحدوى. كمثال احياء مشروع الجبهة الجامع لكل التيارات والايديلوجيات المختلفة
٤- التركيز على الدعم المحلى من ابناء التاريخ والنضال المشترك. عبر فرض رسوم شهرية والتبرعات وإقامة مناسبات اجتماعية فنية. وحتى لا نقع فريسه لدعم خارجى مشروط
٥- ترشيح كوادر مؤهلة لطرق أبواب العالم السياسى من دول الجوار والإقليمية والدولية لشرح قضايانا الحقوقية. لان النظام وحتى معارضة شركاء الوطن سوف يخلقون اتهامات باطلة ونعتنا بالارهاب وهذا ديدنهم.
٦- الاستفادة من احتجاجات وثورات دول الجوار لاستنساخ ما يفيد قضيتنا وخصوصا ان الجماهير الارترية بشرق السودان متعطشة وجاهزة للتوجه نحو الغرب -ارتريا- وانطلاق شرارة الانتفاضة.
انها ارضنا ووطننا ولسنا بوافدين من اجل اعمال السخره. حقوق الانسان تستوجب الدفاع عنها ولا تموت بالتغاضى ولا بمرور الازمنة وتبقى طالما بقيت الشعوب حيه. نحن لا نعادى ولكن ندافع عن حقوقنا وارضنا وتاريخنا ضد انتهاكات مميتة ومكرره من شركاء الوطن. ندافع عن الحقوق والوطن كما دافع عنها شهدائنا من اجل الإنصاف والتمتع بنعمة السلام والعدل والاذرهار مثلنا مثل بقية الشعوب.
التعليقات
للاسف الشديد الموضوع كله كلام وتقيم بيزنطي لا يمت للماضي والحاضر والمستقبل بصلة ولا يغير من الامر شيء يذكر... المؤسف كان الاجد بالكاتب ان يتحدث بالتباكي الحالي للكل للماضي الذي مضي والحاضر الذي ليسوا طرفا فيه... والمستقبل الذي سوف لن يعيشوه بواقعهم الحالي...
وبصراحة مصيبة العنصر المسلم هي البكاء على الاطلال والاعتماد على الغير... وهو انسان غير مستعد للتضحية والمصابرة... كما ان العنصر المسلم لايمتلك الرؤية الساقبة الواضحة لواقعه ودائما يعيش في الخيال...
واختصارا بقي للعنصر المسلم ان يقول صلوا بالنيابة عني واكلوني وشربوني... وهو غير مستعد لبذل أي شيء وانما ينتظر الاخر ان يبذل كل شيء...
واقع مؤسف والمؤسف اكثر هم من نطلق عليهم مثقفين ومسيسين ولكهم صفر على الشمال اناس ليسوا ذو فائد تذكر حتى لانفسهم ناهيك غيرهم... وبالتالي بلاش الكلام في شيء اكبر من حجمنا.
المحزن هم هؤلاء الابطال الذين ضحوا واستشهدوا من آجلنا... ولا يوجد من أبناء هؤلاء الابطال الاشاوس من هو على قدر المسؤولية وعلى قدر التضحية التى ضحى من آجلها ابنائهم هذا المؤسف وانتهي بلاش ان نتهم الاخر... اذا لم نكن نحن قدر المسؤولية وقدر التحدي.