في الذكرى السابعة لعملية فورتو المجيدة مشاهد من موقع الحدث - الجزء الثانى والأخير
بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ
سابدأ بمشهد دخول وحدات من الجيش وأفراد من الجيش الشعبي "مليشيات" الى مقر عدد من الوزرات
ومنها وزارة الخارجية في تمام الساعة السادسة مساءاً في يوم الاحد الموافق ٢٠١٣/١/٢٠م ثم وصول تعزيزات إضافية في صباح يوم عملية فورتوا.
المشهد الثانى:
تبليغ الوزراء وحكام الأقاليم بموعد إنعقاد إجتماع في قاعة "هقر" بوزارة الإعلام وهنا بنيت الخطة لمداهمة الوزراء وحكام الاقاليم ورئيسهم داخل وزارة الإعلام وإعتقالهم وإعلان التغيير والإصلاح المنشود.
من المؤكد بأن الجهات الحكومية ومنها قادة الجيش والأجهزة الأمنية والإستخباراتية كانوا على علم بالعملية وسأسرد بعض الوقائع التى تؤكد ذلك.
المشهد الثالث:
يتمثل في إتصال قائد المنطقة العسكرية الاولى وحرس الحدود الجنرال/ تخلى منجوس "بودى مسقنا" أحد أركان تلك المنطقة العسكرية ويطلب منه الحضور الى المكتب وكان ذلك في تمام الساعة الثالثة صباحاً من يوم ٢٠١٣/١/٢١م ظل ودى مسقنا مرابطاً في مكتبه طيلة النهار وكان يستقبل كافة الاتصالات التى كانت ترد إليه من مختلف مواقع الحواجز العسكرية المتواجد في مداخل أسمرا قبل وصول الوحدات العسكرية التابعة لمجموعة التغيير التى كان يقودها العميد البطل/ صالح عثمان والعقيد الشهيد/ سعيد على حجاى والعقيد/ ودى طقى وإثنين من القادة العسكريين لم يتسني معرفة أسمائهم وهم من قومية التغرنيا أحدهم برتبة مقدم.
أثناء تلقي ودى مسقنا الاتصالات من الوحدات التى تحرس الحواجز العسكرية على مشارف أسمرا كان يجلس بجواره قائد عسكري متقدم في السن أشيب الشعر ربما يكون العقيد الملقب بـ "جون على" قائد الفرقة العسكرية التى ترابط في أسمرا وضواحيها ، كان يصدر الأوامر لودى مسقنا بالاشارة للرد على تلك الاتصالات.
ودى مسقنا المرابط في مكتب المنطقة العسكرية الأولى بأسمرا أجرى إتصال بإسحاق محارى الشهير "بودى قشي" وهو مسؤول قسم التغرنيا بالتلفزيون بأسمرا ، رد عليه ودى قشي قائلا "أنا موجود في كرن يمكنك الاتصال بمن هم في وزارة الاعلام".
ثم بعد ذلك أجىر ودىمسقنا عدة اتصالات بمسؤولين في وزارة الاعلام بأسمرا وبلغهم بما يجب القيام به وهو قطع البث التلفزيون والاذاعى من محطى الارسال المتواجدتين في منطقتى "بيت قرقيش ومرحانوا" في ضواحى أسمرا ، مجرد بدء القاء البيان من قبل القادة العسكريين.
كل الإتصالات من مداخل أسمرا لجهة الجنوب تؤكد بأن هناك وحدات عسكرية تدخل الى أسمرا وهناك دبابات عسكرية تسير في الطريق العام المسفلت وتتوجه الى داخل أسمرا ، الرد كان "أتركوهم يدخلوا الى أسمرا ولا تتعرضوا لهم بأى حال من الأحوال".
المشهد الرابع:
يتمثل في تبليغ الكتيبة العسكرية التى تتولى مهمة حراسة وزارة الإعلام ليلاً بعدم التعرض للوحدات العسكرية التى سوف تصل اليكم غداً ما لم يقاتلونكم لا ترد عليهم افعلوا ما يطلبونه منكم.
المشهد الخامس:
في صباح يوم ٢٠١٣/١/٢١م فلبوس يتصل بالعميد البطل/ صالح عثمان لحثه على التراجع وأن العملية سوف لن يتم تنفيذها وفقاً لما هو مطلوب حيث قال له "أرجع بوحدتك ولا تدخل أسمرا حتى لا تشوه سمعتك وإسمك".
أيضاً إن مجموعة المندسين في العملية أكدوا للجنرال عمر طويل بأن المهمة تم تنفيذها بنجاح وطلبوا منه إصدار أوامر الى الوحدات التى تتحرك للوصول الى أسمرا بالتوقف لكنه رفض تلك المطالب ، ولكن يبدو أن مجريات الاحداث كانت سريعة بحيث لا تسمح بإتخاذ قرار ما.
سفحت أفريم وفلبوس شوهدوا صباح ذلك اليوم وهم يتحركون في الشارع الممتد من مستشفي اروتا الى مقر الجوازات ومقر تجمع بعض الوزارات.
المشهد السادس:
الشهيد/ ارونا أبرها الذى أعتقل ثم إستشهد في السجن ، وهو مسؤول مديرية للهقدف بأسمرا كان يتحرك في هذا اليوم كمسنق للعملية داخل مبنى وزارة الإعلام وهو الذى أجبر مسؤول التلفزيون التغراواى/ أسملاش بقرأت البيان تحت تهديد السلاح.
المشهد السابع:
العميد "ودى موكى" وهو تغراواى مشهور بحقده على الشهيد ودى على حيث كان يقول له دائما "القاعدة" لأن العقيد ودى على كان يرتدى دوما ملابسه التقليدية دون غيره من القادة ولأشتهر بمقاومته للتغارو والمتطرفين من قالقادة العسكرين.
"ودى موكى" حضر الى وزارة الإعلام برفقة إثنين من مرافقيه وحاول إصدار أوامر لأحد الجنود الذى كان يقف على ظهر الدبابة التى كانت تقف في الباب الرئيسي لوزارة الاعلام ، بل وتجرأ لخطف بندقية من الجندى الذى دافع ببسالة عن سلاحه ورفض تسليمها "لودى موكى" حينها أطلقت الرصاصات الخمسة على "ودى موكى" وسالت دمائها امام الوزارة ، يبدو إنه كان يغرد خارج السرب.
المشهد الثامن والأخير:
عملية فورتو كانت مخطط لها جيداً الا أن بعض الخونة الذين ظلوا يلعبون بوجهين هم السبب في إفشالها منهم من مات والبعض الاخر على قيد الحياة.
وإن الشائعات التى أطلقها النظام لوصف الذين قاموا بعملية فورتو بأنهم من أبناء الساحل ثم إنهم مسلمون متطرفون ...الخ. ليس لها أساس من الصحة لأن كل الذين شاركوا في تلك العملية هم من مختلف القوميات الارترية التى تسكن مختلف الاقاليم الارترية.
والدليل وجود عدد كبير من ابناء قومية التغرنيا سواء كانوا عسكريين أو سياسين.
المجد الابطال فورتو
الخزى والهزيمة لقوى التأمر
والتدمير والقمع الممنهج.
التعليقات
عزيزي ابوبكر شكرا على طرحك الجاد والمفيد:-
نحن نعيش في فترة تتميز بالضبابية في كل شيء حتى في فهمنا ومعرفتنا على اشياء يفترض أنها تحصيل حاصل ومن الثوابت التي لا يجب ان يكون هناك جدال حولها، حركة فورتو المجيدة لازالت تحتفظ باسرارها ولكن لا بأس من الاجتهادات طالما اردنا ان نُملكْ المعلومة للقراء باعتبارنا كنّا في الداخل او قريبين من الحدث وفي نفس الوقت لابد من تحري الدقة في انتقاء المعلومة الصحيحة.
لستُ هنا في موقع التبرير والنقد... ولكن مجرد ملاحظة ورأي خطر لي من خلال قرأتي للحلقتين حيث ايقنت بان الموضوع الذي كتبته عن حركة فورتو هو اجتهاد واستنتاج.
ملاحظاتي هي كتالي اولا، لم يكن أي تحرك او تعزيزات عسكرية في العاصمة اسمرا وتحديدا في وزارة الخارجية او وزارة الاعلام في يوم 20 يناير كما اشرت في مقالك.
ثانيا: من أطلق النار على العميد ودي موكي كان الشهيد سعيد علي حجاي رحمة الله عليه، استبعد بشدة محاولة العميد سهاي مكونن (ودي موكي) خطف سلاح الجندي الذي كان مرابط كما ورد في مقالك.
ثالثا: العقيد ودي مسقنا (الذي تم اعتقاله 2014) وهو مسؤل اللوجستيك للجيش لم يكن له أي دور في افشال حركة فورتو ولا ادري باي صفة كان يتواصل مع ودي قشي او مع وزارة الاعلام، علماً بان وزارة الاعلام كانت تحت اشراف مباشر لمكتب الرئيس وتتلقى الاوامر من هناك وانت سيد العارفين.
رابعا: الاجتماع الذي كان مزمع عقده كان مقررا لحكام الأقاليم السته + وزير الحكومات المحلية فقط وليس لمجلس الوزراء.
وعليه فمن راي ان حركة فورتو كشفت مدى ضعف الاستخبارات العسكرية للنظام، واشٌك بان النظام واركانه كانو يعلمون مسبقا واشك أيضا على هذه العبارة التي وردت في الحلقة الثانية من مقالك "أتركوهم يدخلوا الى أسمرا ولا تتعرضوا لهم بأى حال من الأحوال".
فعقلية النظام ومنهجيته لا تسمح بتلك الشفافية. كما ان سبحت افريم شوهد في مكتب الرئيس من الساعة 11 صباح وحتى انتهاء العملية (معلومة مؤكدة).
أخيرا اتفق معاك في المشهد الثامن وهي حقيقة مطلقة.
عزيزي ابوبكر أي شخص يستطيع ان يكتب ما يشاء، فوعي الشارع الارتري ً وصل حدا ً من التنامي والنضج لينفضّ ! ويفند !.
اعتقدٌ جازما بان ملاحظاتي مكملة لمقالك حتى نضع الحقيقة امام قٌرأك الأعزاء.