الذكرى ال57 لضم ارتريا الى اثيوبيا
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن
يصادف يوم 14 نوفمبر الجاري الذكرى ال57 لضم ارتريا قسرا الى اثيوبيا بقرار فردي من
الامبراطور هيللى سلاسى في العام 1962م.
ناضل الشعب الارتري منذ بداية الاربعينيات من اجل الحصول على الاستقلال التام من الانظمة الاستعمارية، وفي ظل ذلك الحراك السياسي انذاك برزت بعض الاطراف التي طالبت بضم ارتريا الى اثيوبيا متمثلة في حزب الانضمام (اندنت)، وفي الاتجاه المقابل كان حزب الرابطة الاسلامية وقوى سياسية اخرى اصبحت فيما بعد الكتلة الاستقلالية كانت تطالب وتعمل على تحقيق الاستقلال الناجز للوطن الارتري الذي تشكل وفق الاتفاقات التي ابرمت بين الايطالين والبريطانيين على الحدود الشمالية والغربية لارتريا الحالية والاتفاقية الايطالية الاثيوبية ممثلة في منليك انذاك والايطالين على الحدود الجنوبية، نذكر هنا ان الحراك السياسي انذاك لم يقتصر على الطرفين المذكورين بل كانت هناك جماعة التقسيم والتي نادت بتقسيم ارتريا الحالية الى جزئين كما هو معلوم في التاريخ فهو مشروع انجليزي تبنته تلك الجماعة كما كان هناك من نادى ببقاء الاستعمار الايطالي في شكل وصاية لمدة محددة.
نتيجة لهذه الصراعات المحمومة دخل الامبراطور على خط الصراع بالتحالف مع الولايات المتحدة الامريكية فكان قرار الجمعية العامة للامم المتحدةالقاضي باقامة اتحاد فدرالي بين ارتريا واثيوبيا لمدة عشر سنوات يبدأ في العام 1952م وهي مدة انتهاء الانتداب البريطاني . الهدف من ذلك كان لكل من الامبراطر الاثيوبي والامريكان اهداف يخفونها اهمها اطماع اثيوبيا في ضم ارتريا اليها نهائيا ورغبة الامركان التواجد في منطقة القرن الافريقي وارتريا بما تمثله من موقع استراتيجي المطل على البحر الاحمر والتي ترى تحقيقه من خلال الامبراطور الاثيوبي.
الكتلة الاستقلالية بقيادة حزب الرابطة الاسلامية رأت في القرار خطورة فقدان الوطن ولكنها تداركت الامر وحفاظا على وجود الكيان الارتري الموحد وخشية من عواقب اكثر سوءا قبلت بالاتحاد الفدرالي، كان هاجس الامبراطور الاكبر هو ضم ارتريا اليه باي ثمن، لذلك اول ما اقدم عليه هو تعطيل جميع اليات تنفيذ مشروع الاتحاد الفدرالي، وكان ممثل الامبراطور في اثيوبيا هو الحاكم الفعلي هيمن على على كل السلطات التنفيذية للحكومة الفدرالية والجمعية التاسيسية، حاول المناضل الراحل الزعيم ادريس محمد ادم تفعيل دورها خلال رئاسته للجمعية من خلال التمسك بنصوص اتفاق الاتحاد الفدرالي، وعندما ادرك ممثل الامبراطور محاولات الشيخ ادريس محمد ادم اقاله من رئاسة الجمعية التاسيسية ليأتي مكانه حامد فرج الذي قام بتلبية رغبات اثوبيا في ضم ارتريا الى اثيوبيا.
كل هذه التطورات وانعكاساتها السياسية اخذت في التسارع فكانت عجلة المواجهة بين النظام الاثيوبي والشعب الارتري مما دفع الامور الى الاستعداد التام والتهيؤ لتغيير الواقع.