من الحركة الإسلامية الإرترية إلى حزب الوطن الديمقراطي الإرتري

بقلم المناضل الأستاذصالح عثمان كيكيا - رئيس المجلس الوطني لحزب الوطن الديمقراطي الارتري  نقلا من مجموعة: حوار لوعي مشترك - واتس آب

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الوطن الديمقراطي الارتري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن استن بسنته واتبع هداه الى يوم الدين... وبعد

بداية يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان للأخ الفاضل صلاح أبو ناصر الذي بإدارته وحنكته - بعد عون الله - وصبره أدار هذه المجموعة المتميزة (مجموعة حوار لوعي مشترك) وأسس لثقافة حوار بين أصحاب اتجاهات سياسية وفكرية مختلفة يمكن أن نعتبرها نموذجاً يحتذى، وتجربة تستحق الإشادة والتقدير.

كما أزجي التحية الخالصة لأعضاء مجموعة حوار لوعي مشترك كلٍ بمقامه ومكانته وقدره واتقدم إليكم أيها الإخوة الأفاضل بورقة بعنوان:

من الحركة الإسلامية الإرترية إلى حزب الوطن الديمقراطي الإرتري

السيرة والمسيرة:

الحركة الإسلامية الإرترية (الإخوان المسلمون) تأسست كتنظيم سري في منتصف السبعينات من القرن العشرين، انتمى اليها أفرادُ من الوسط الطلابي خَبِروا العمل النقابي والسياسي في تنظيمات الساحة الارترية آنذاك متفاعلين مع بقية الفعاليات السياسية الإرترية في مسيرة النضال الوطني الإرتري، ولذلك لم تكن الحركة الإسلامية الإرترية يوماً من الأيام مبتوتة الصلة والوشائج بمحيطها الوطني ولم تبتعد عن العمل السياسي. فمفهوم (إرتريا وطن يسع الجميع) كان حاضراً في أدبياتها وبياناتها.

لقد مرت الحركة الإسلامية الإرترية في مراحل مسيرتها المختلفة بعدة محطات، منها: السرية، والعلنية ومرت بمسميات الحركية والحزبية، فهي حركة موارة بالتجديد و الإبداع والتكيف مع مقتضيات ومتطلبات المراحل المختلفة، تواجه كل مرحلة بفقه منفتح متجدد، والتغيير سنة مألوفة في العمل الإسلامي عامة وفي الحركة الإسلامية الإرترية خاصة وله مبررات وظروف حسب كل مرحلة. فالحركة تواقة إلى الأمام مستثمرة المتاح من الإمكانيات وهي تنظر إلى إمكانياتها البشرية والمادية وإلى التحديات التي تقف في طريقها ولهذا ظلت تتطور حسب تلك المبررات والظروف. ويمكن تلخيص مبرر كل مرحلة فيما يلي:-

أولاً - مرحلة السرية التنظيمية:

تميزت هذه المرحلة بما يلي:-

1. تتابع الأحوال السياسية بوعي، وعبر دراسات بحثية محايدة تقرأ الظروف بعين عاقلة وتستخدم الشورى الخاصة والعامة آليات لاتخاذ القرارات التحولية المصيرية سواء تعلقت بالوسائل أو الأهداف وترتيب أولوياتها.

2. كان حضور فكرة التغيير حسب مقتضى الحال في الوسائل وترتيب الأولويات في الأهداف لكل مرحلة وكان اتخاذ القرار في صناعة التحولات التنظيمية يتم بعملية تفاعلية تنظر ما لدى التنظيم من القدرات من ناحية وتقوم بمراعاة الوضع المحلي والاقليمي والدولي من ناحية أخرى.

3. كانت الحركة عند ميلادها تنظر إلى نفسها أنها ناشئة وفي محيط طلابي صغير وهي حركة صفوة تنتقي منسوبيها، قليلة العدد من حيث الجمهور، ومحدودة الإمكانيات،ولهذا كان مبرراً أن تكون متصفة بسرية التنظيم وعلانية الدعوة فخطابها الدعوي كان مفتوحاً مشهوداً وتنظيمها لا يعرفه إلا المنتمون فيه وبمستويات إدارية مرسومة بمعايير تنظيمية خاصة.

4. إن اليسار الذي كان يتحكم في قيادة الثورة الارترية لم يكن يقبل بأي فكر يزاحم الفكر الشيوعي ممثلاً في حزبي (العمل و الشعب) ولهذا كان هناك توجس من الإيذاء المحتمل على يد عناصر اليسار المتطرف المتصدر لقيادة الثورة مما دعا القائمين على الحركة الإسلامية أن يلوذوا بالعمل السري من باب اتقاء شر الأقوياء الظالمين وشعارهم السائد (أن الساحة الارترية لا تحتمل أكثر من تنظيم - وبالتالي أكثر من فكر).

ثانياً - مرحلة حركة الرواد المسلمين:

في هذه المرحلة كانت الساحة الإرترية تعيش حالة تسلط حزب العمل الشيوعي على الإسلاميين والقوميين في جبهة التحرير الإرترية كان من نتائجها في عام 1978م أن سُجِنت قيادات إسلامية ظلت حبيسة سجون الجبهة حتى انسحابها من الساحة الإرترية بفعل ضغط عسكري لتحالف الجبهة الشعبية وجبهة تحرير تقراي.

وشهدت إرتريا بعد خروج الجبهة من الساحة تسلط حزب الشعب - الذي يقود - الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا بشكل مزعج حيث الاعتداءات على الحرمات و الأنفس. ورغبةً في سد الفراغ الذي خلفه خروج جبهة التحرير الإرترية من الساحة الارترية نتيجة تحالف الشعبية و التقراي، و تهيؤ الشعب الإرتري في المهجر لقبول الشعار الإسلامي وإنسجاماً مع شعارات إسلامية كانت ترفعها الجماعات الإسلامية في العالم أصبح الجو والواقع السياسي ملائماً لإعلان حركة الرواد المسلمين لتناضل في الساحة الإرترية مع بقية الفعاليات السياسية التي كانت تعج بها الساحة الارترية فكل أعضائها كانوا جزءاً من حركة النضال الوطني الإرتري وقدمت في مسيرة الثورة خيرة شبابها مناضلين وشهداء ومعتقلين.

ثالثاً - مرحلة حركة الجهاد الإسلامي الإرتري:

يمكن أن نلخص الأسباب والعوامل التي أدت لبروز حركة الجهاد في الآتي:-

1. ازدياد اعتداءات الجبهة الشعبية على الحرمات ضد الشعب الإرتري.

2. ازدياد نشاط النهب المسلح في بعض الأقاليم الإرترية برعاية من الجبهة الشعبية.

3. انتفاض الشعب بالداخل واشتداد الصدامات لمواجهة الجبهة الشعبية خاصة بسبب تجنيد الإناث قسراً.

4. إحساس الجماهير المنتفضة دفاعاً عن معتقداتها وأعراضها بأنها وحيدة في الساحة الإرترية بعد انفراد الجبهة الشعبية بالساحة و اختراقها للبعض من القيادات وفصائل الثورة.

لقد كان للحركة الإسلامية الإرترية القدح المعلى في تكوين حركة الجهاد والتحضير لمؤتمرها الأول وقيادتها السياسية وذلك بعد أن حلت تنظيمها (حركة الرواد المسلمين) و اتحدت مع أشقائها في التنظيمات الإسلامية الأخرى، فإن تلك المرحلة كانت تقتضي أن يتمرحل العمل الإسلامي إلى إبراز القوة و الانتقال من مرحلة (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) - سورة النساء، آية 77 - إلى مرحلة (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ) - سورة البقرة، آية 194 - إن فترة حركة الجهاد الإسلامي الإرتري ارتبطت في نفوس المسلمين الإرتريين بعلاقة عاطفية جياشة ورأت فيها جماهير المسلمين سفينة الخلاص من الاستعمار والظلم والاضطهاد، ولكن عندما خُرٍقت هذه السفينة وانشقت الحركة إلى جزئين، استمرت الحركة الإسلامية بمسمى - حركة الجهاد الإسلامي الإرتري - حتى عام 1998م، وهذا ما يدعونا لتناول المرحلة التالية من تطور الحركة الإسلامية الإرترية.

رابعاً - مرحلتا حركة الخلاص وحزب العدالة والتنمية:

انشقاق بعض السلفيين ثبط همة الجماهير الأمر الذي قلص فرص نجاح الجهاد المسلح.

بناء التنظيم ومعالجة آثار الانشقاق وهي مرحلة تواصلت فيها جهود كبيرة لإعادة العافية للبناء التنظيمي المتماسك.
إعادة النظر في تخليص التنظيم من أفكار وسلوك وشوائب علقت به في مرحلة حركة الجهاد، لم تكن محل اجماع بين الإسلاميين مثل التكفير أو الشطط في الخطاب الدعوي ضد المسلمين من أصحاب الطرق الصوفية أو غيرهم أو النظر إلى كل من في الجبهة الشعبية على أنه عدو تجب محاربته والجهاد ضده. وتم إعادة النظر في الخطاب الحماسي الشديد الذي كان يرد على ألسنة بعض الدعاة الذي تخيل أن المؤتمر القادم في ارتريا أرض الخلافة والإسلام.. كل ذلك تم ضبطه لصالح الخطاب الإسلامي الرشيد الذي يرتب الأولويات حسب المشتركات الوطنية دون إقصاء لأحد بسبب دينه أو قبيلته أو إقليمه أو فكره او خلفياته التاريخية والنضالية.

كثرة المعارضة الأرترية وظهورها بفصائل عديدة كلها تعمل في الساحة المهاجرة وتلتقي في تحالفات رغبةً في إيجاد التعاون المشترك في المتفق عليه وهذا مما شجع على تطوير خطابنا للتعاون مع الآخرين المخالفين عقيدةً وسلوكاً ما داموا يشتركون معنا في العمل المعارض وهذه مرحلة متطورة أتت بعد أن كان الإسلاميون يحسون بعظم المسؤولية الوطنية وحدهم حينما عاد إلى الوطن بعض من قيادات المعارضة مطاوعين لمشروع الجبهة الشعبية الذي طلب من المعارضة العودة الفردية.

مرونة في التنظيمات المعارضة تجاه تقبل الإسلاميين بأسمائهم وأولوياتهم خلال مسيرة العمل المشترك مع التحفظ في مصطلح "الإسلامي" الذي تتحلى به تنظيماتهم وكان حذف صفة "الإسلامي" في المؤتمر السادس للحزب، تستجيب لرغبة الطرف الآخر ولا يوجد في الإسلام ما يوجب التشبث بها بل كانت المصلحة في تجاوز هذا المصطلح كسبا لجمهور عريض معارض والعمل معه في سبيل إسقاط النظام.

أتت فكرة طرح تحالفات مع الآخرين وطرح مبادرات إيجابية داعمة للجهود الجماعية المعارضة وكان للإسلاميين فيها النصيب الأوفى، ونحسب أن التخلي عن اسم "الإسلامي" وما يصاحب ذلك من تحرير المصطلحات في الأدبيات والوثائق يأتي متصلاً بالمبادرات الإيجابية التي هم قدوة فيها دون التقليل من أهمية جهود الآخرين.

خامسا - مرحلة حزب الوطن الديمقراطي الإرتري (حادي) في المؤتمر السادس:

تظهر لنا مبررات التغيير التي صاحبت المؤتمر السادس فيما يلي:-

من خلال الفترة الماضية والعمل في وسط المعارضة اتضح لنا حسب القراءة البصيرة أن الاحتفاظ الذي عليه كل تنظيم مع أولوياته الخاصة وقناعاته الأيدلوجية، لن يعين على مواجهة التحديات القادمة ولن يساعد على تحقيق أهداف المعارضة في إسقاط النظام وبناء ارتريا الدولة الموحدة الآمنة المستقرة التي يسود فيها العدل والمساواة والحرية والتنمية.
الرغبة في بناء تنظيم فعال يجمع المعارضة بكل عناصرها الاجتماعية وخلفياتها التاريخية والفكرية من شأنها أن تشكل حضوراً قوياً يفرض نفسه وهو ما لم يكن يتحقق للمعارضة بشكلها الفردي او بتحالفاتها المتخالفة التي تحتفظ بكياناتها المتهمة بالتقوقع على جسمها الصغير أكثر من استيعابها كل فئات الشعب الأرتري كانت في الساحة آراء إيجابية ناصحة تدعو إلى أن الحزب مؤهل لاستيعاب كثيرين لو تخلى عن صفة "الإسلامي" وقد رأينا التخلي عن صفة الخصوصية ليكون التنظيم لكل المواطنين بغض النظر عن عقائدهم أو خلفياتهم التاريخية والفكرية. وقد تم التوصل إلى هذا القرار عبر الحوار و النقاش الذي عقدته اللجنة التحضيرية لجميع عضوية التنظيم في سمنارات بلغت 30 سمناراً وست مؤتمرات فرعية و أقره المؤتمر العام السادس بالإجماع.

الأوضاع الداخلية في ارتريا تستوجب هذا التحول بهدف الإسراع لإسقاط النظام والتنظيمات ذات الخصوصية ليست قادرة على إحداث نقلة كبيرة في العمل المعارض.

توصل حزب الوطن الديمقراطي الإرتري "حادي" من خلال تجاربه الماضية أن التفرغ للعمل السياسي من واجبات المرحلة لكونه يرحب بكل المواطنين الذين لا تهمهم أولويات الحزب القديمة من دعوية وتربوية وتنظيمية كما أن التخصص السياسي قد يساعد في اجادة العمل لزيادة المردود الكسبي جماهيرياً وسياسياً ويتيح فرصة التعامل مع كل الجهات الاقليمية والمحلية والدولية دون تحوطات سوى ما توجبه المصلحة الوطنية العامة المشتركة وخصوصية المواطن الإرتري وحقه في التمتع بكنوز وطنه في حرية واستقلال وأمن وتنمية واحترام عقائده وتقاليده وتراثه واختياراته السياسية وهذا التفرغ يعد من جديد المرحلة لكونه يجعل الحزب يتخفف من التزامات كان يتشبث بها عبر مسيرته.

اعتماد آلية التغيير السلمي على آلية العمل العسكري، وذلك لعدم فاعليتها من الناحية العملية، ولعدم تمايز جبهة الخصم لوجود كثير من الجيش الإرتري غير موالي للنظام وأنه يعيش حالة أسر وكبت مثل بقية المواطنين فلا يستحق منا رجماً بالسلاح حرباً، وإنما يستحق الدعم ليكون جزءاً من عملية التغيير إلى الحكم الرشيد.

وبهذا يتضح لنا أن كل مرحلة لها مبررات تختلف عن مرحلة أخرى والشرع الحنيف والعرف النبيل يجيز للناس ان يتعاملوا مع واقعهم بحكمة وهي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق الناس بالاستباق إليها والظفر بها. علما أن الحركة الإسلامية الأرترية وعندما كانت تُرحل صفة "الإسلامية " في اسمها بعد كل مؤتمر لم تكن تعتقد أن هذه الصفة شرط لصحة إسلامها ولم تكن تعتقد أن الذي لا ينضم إليها لا حظ له في الإسلام، ولم تكن تعتقد أن عملها مع الآخرين يتناقض مع ثوابتها العقدية والسلوكية. كما أنها الآن لا تعتقد أنها خرجت من ظلمات إلى نور، ولا من تاريخ سيء إلى مرحلة جديدة حسنة، وإنما تعتبر المشهد الجديد من مسيرتها أكثر نضجا،وأوسع ماعونا،يساعد في تحقيق الأهداف الوطنية المطلبية التي تعد مشتركات لكل قوى المعارضة سواء كانت في الخارج او الداخل.

نصوص مختارة من وثائق (حادي):

أولاً - التعريف:

إن حزب الوطن الديمقراطي الارتري (حادي) هو حزب سياسي وطني ارتري يعمل لإعلاء قيم العدل والحرية والديمقراطية وبناء دولة القانون.

ثانياً - من مبادئ (حادي):

1. حماية وتعزيز الحريات الفردية والجماعية من حرية الرأي والتعبير والتنظيم وحرية الفكر و الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وحرية التجمع و التنقل وحرية المشاركة في الحياة العامة.

2. الدولة الارترية دولة مدنية يحكمها الدستور والقانون وتحترم سلطة القضاء و استقلاليته.

3. المواطنة هي الأساس و المعيار لكافة الحقوق والواجبات والمساواة بين كل الارتريين دون تمييز.

ثالثاً - من أهداف (حادي):

يسعى الحزب لتحقيق عدة أهداف منها:-

1. حماية استقلال الوطن وتنمية مكتسباته وصيانة وحدته بالتعاون مع كل أبنائه.

2. العمل على تقوية اللحمة الوطنية على أسس ومبادئ العدالة والديمقراطية والقانون.

3. العمل على قيام دولة مدنية ديمقراطية يحكمها الدستور وتحترم سيادة القانون والفصل بين السلطات الثلاثة.

4. اعتماد مبدأ اللامركزية الدستورية ضمن حدود الوطن الواحد.

5. حرية واحترام كل الأديان واصدار قانون صريح يعاقب كل من يسئ الى وحدة النسيج الاجتماعي الارتري.

6. محاربة الجهل والأمية ورفع مستوى التعليم وتطوير المناهج ودعم البحث العلمي والعمل على إعادة صياغة المنظومة التربوية والتعليمية بما يؤهل البلاد للانخراط في مجتمع المعرفة.

7. بناء الجيش وقوى الأمن الداخلي على أسس وطنية، والتأكيد على أن الجيش هو الحامي للمؤسسات الدستورية والدولة المدنية، دون التدخل في السياسة.

8. يعمل الحزب ويدعو الى حرية الصحافة والنشر والإعلام بما يحقق التقدم والإزدهار لارتريا مع الاحترام الصريح للدستور والقانون والأساليب الديمقراطية والاحترام التام للمواطن ودينه وتراثه وثقافاته المختلفة.

رابعاً - من وسائل (حادي).

ويلتزم الحزب لتحقيق أهدافه وسائل سلمية مشروعة منها:-

1. اعتماد نهج الحوار السلمي كأسلوب حضاري لحل الاشكالات والخلافات بين الاحزاب وحتى مع السلطة.

2. بلورة الرؤية والموقف والمشاركة في توعية المجتمع يكون عبر الوسائل الاعلامية المختلفة.

3. استقطاب كل الفئات في الحزب من شباب وعمال ومرأة وفلاحين وطلاب وتفجير طاقاتهم وتحفيز المبرزين في المجالات المختلفة.

إن كل ما نصبو إليه لا يمكن أن يتحقق مالم تتكاتف جهود كل القوى الوطنية الحادبة على مصلحة الشعب الارتري والحريصة على تخليص شعبنا الصابر الصامد من براثن النظام الدكتاتوري الغاشم، ولذلك فإننا في الحزب نمد أيدينا لكل القوى السياسية الارترية لتوحيد الجهود وتكوين كتلة معارضة موحدة لمواجهة النظام. وتسهيلاً لهذه المهمة فإن الحزب يمكنه أن ينتظم في تحالف أو اتحاد لقوى المعارضة الوطنية يتمتع بالفاعلية وذلك بقرار يتخذه المكتب القيادي موافقا عليه من المجلس الوطني. كما أن الحزب يمكن أن يندمج في اطار حزب قائم أو في حزب جديد بقرار من المجلس الوطني بأغلبية الثلثين.

وختاماً:
هذا كتاب "حادي" مفتوح لكل المتابعين، واضح لا خفاء فيه، شفاف لا دخن فيه، نعرضه لكل الناس. الذين يختلفون معنا ندعوهم لنجعل من خلافاتنا خلافات تنوع لا تقوقع ولنوجه سهام كناناتنا جميعا لإصابة هدف واحد هو تخليص شعبنا من براثن النظام الديكتاتوري الظالم.

لكل هؤلاء نقول: نحن نمد أيدينا إليكم، ولن نقبل من أنفسنا للتحول مخلصة إلى غير خصمها الرئيس، فعوارض الطريق كثيرة لن يعالج كثيراً منها إلا غض الطرف عنها. فالتجاهل خير سلاح في وجه من يتعمد الإساءة وهو بصير، ننثني لتفوت السهام الطائشة ولا نبالي، فسلامة راميها وسلامتنا من مقاصدنا الحسنة.

أما من بارك مسيرة "حادي" وعزز توجهها، ورحب بها وأشاد فنحن نبادله تقديرا بتقدير فبكم بعد الله كنا نثق عندما غادرنا "اسماً" و"مصطلحاتٍ"، واخترنا الانفتاح إلى الجمهور الأرتري فنحن منه، وهو منا، ونحن به، وهو بنا، فالشجرة اسم لجذوع تنمو، وعروق تغوص في التربة، وأغصان وأوراق مخضرة، وثمار يانعة، فلا يستغنى بعضها عن بعض. ونحن للوطن والوطن للجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Top
X

Right Click

No Right Click