مؤيدي النظام الديكتاتوري الاريتري في النرويج
بقلم الأستاذ: سمير محمد - كاتب وناشط سياسي إرتري
سوف اتناول في هذه المقالة موضوع مهم الا وهو تصرفات بعض اللاجئين الإريترين في النرويج بمشاركة حدث احتفالي
تم من خلاله كشف المستور من أتباع النظام الاريتري والذي شارك فيه العديد من داعمي النظام الديكتاتوري وكان من بينهم لاجئين فارين من بطشه على حسب قولهم وقد حدث الاحتفال في العاصمة النرويجية أوسلو تحديدا بتاريخ 3 أغسطس 2019 بمناسبة ذكرى 25 سنة من بدء الخدمة العسكرية الإلزامية في أريتريا وبناء معسكر ساوا معقل التجنيد الاستعبادي و الغريب في الأمر أن معظم الحاضرين لم يهجروا بلادهم إلا بسبب التجنيد الغير منتهي المدة أي بمعنى الاستعباد والمعاملة السيئة من الانتهاكات التي تجري في ظل التجنيد التي تفرضه الحكومة الإريترية.
تقدر الإحصائيات بأن عدد الإريترين الفارين من إريتريا وطلبوا اللجوء في النرويج بأكثر من 22,000 منذ عام 1990 ومعظم اللاجئين القادمين منهم بعد تولي الرئيس الحالي أسياس أفورقي الديكتاتوري زمام الأمور والسيطرة على السلطة في عام 2001 ونشر سياسته وانتهاكاته ضد شعبه وبالتالي أجبرت العديد من المواطنين للفرار وطلب اللجوء في دول الخارج حتى وصلت الاحصائيات مؤخرا بأن عدد الإريترين الفارين من إريتريا شهريا تقدر بخمسة ألاف مواطن.
شارك في الاحتفال يماني قبري أب والملقب بثاني أقوى رجل في نظام اسياس أفورقي القمعي وقد تم أخذ صور مع الحضور والمثير للدهشة أن المشاركين كانوا يرتدون الزي العسكري وحاملين العلم الاريتري وهم مفتخرون وقد تم مشاركة الحدث في وسائل التواصل الاجتماعي مما لفت انتباه الحكومة النرويجية وأخذ الموضوع محمل الجد بتغيير سياسة اللجوء وإعادة النظر في قضية اللاجئين المشاركين في الحدث مما يتسبب في سحب تصريح اللجوء منهم وبالتالي ترحيلهم لإريتريا كون ذلك كان يعتبر مسرحية هزلية للحصول على حق اللجوء بالنسبة لهم.
إن ما حدث باحتفال مؤيدي النظام الإريتري في النرويج يفسر أن هنالك بين الكثيرين ممن يدعون الاضطهاد والظلم وهم أعوان الظلمة وحاشيتهم في الحقيقة ولم تكن هجرتهم إلا لبث وانتشار فكر النظام الطاغي في الخارج مثل هؤلاء هم في الحقيقة ركائز النظام الديكتاتوري وماحدث منهم يظهر نواياهم بالرغم من أنها لم تكن ظاهرة ولكن مهما تخفى أتباع النظام الديكتاتوري سوف تظهر خباياهم.
تم نشر الخبر وتوثيقه من قبل هيئة الإذاعة النرويجية (NRK) المملوكة للحكومة النرويجية وهي أكبر مؤسسة إعلامية في النرويج تم تغطية الخبر في بث مباشر ونشره في الموقع الخاص للقناة. وقد تم وصف الحاضرين في الحدث بأنهم حاصلين على حماية من الحكومة النرويجية على أساس باطل ويتوجب على الحكومة نزعها. على الرغم من أنه ليس بالأمر الهين على أي حكومة تغيير أي قرار إلا في حالات مهمة يتوجب فيها تغيير القانون. وبكل تأكيد ماحدث في إحتفال المطبلين للنظام الطاغي كان دليل كافي للحكومة النرويجية لاتخاذ قرارات حازمة في نظام اللجوء وحرمان من ليس لهم الحق في الحصول على حق اللجوء.
بلا شك إن ما فعلته الحكومة النرويجية بخصوص تغيير قانون اللجوء لن يقف فقط ويطبق في النرويج ولكن معظم الدول الأوروبية سوف تتبع نفس المنهج على اللاجئين الاريتريين. ولعل أهم سؤال يدور في ذهن أي شخص، إلى أي درجة من العلنية وصل بها مطبلون النظام الديكتاتوري وهم يفتخرون به في الخارج ؟ هذا الحدث كان خير دليل على أن هنالك من هم متواجدون في الخارج ويظهرون ولائهم للطاغية ويحيون مسيرته الحافلة بالظلم وهم نزحوا للخارج على اساس الظلم ضدهم ! فعلا شي لا يمكن تصوره ومن الصعب فهمه.
قرار الحكومة النرويجية إزاء هذا الخبر شكل صدمة لجميع حاشية النظام الديكتاتوري حيث أنه سيتم متابعة كل من لهم صلة بالنظام الارتري. حيث أن الحكومة النرويجية أتبعت نظام لجوء مشدد في الآونة الأخيرة وقد قررت الحكومة اليمينية التفاوض مع الحكومة الإريترية لترحيل الإريتريين المرفوضة طلبات لجوئهم قسرا على الرغم من أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد بأن ترحيلهم سوف يعرضهم للخطر والتعذيب وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن حالة حقوق الإنسان في أريتريا ولا تتوقع أن يتحسن الوضع وقد وجد تحقيق أجري بتفويض من الأمم المتحدة أن هناك نمطًا واضحًا لانتهاك حقوق الإنسان في البلاد.
وبالتالي ما حدث في إحتفال النرويج بذكرى التجنيد الإلزامي الغير منتهي المدة من الممكن أن يصعب معالجة طالبي اللجوء الاريتريين بكل الأحوال من هم في حقيقة الأمر بحاجة إلا حق اللجوء حيث أن معظم طالبي اللجوء الفارين من إريتريا لم يفروا إلا لتفادي نظام الخدمة الإلزامية الوحشي الذي يمكن أن يستمر مدى الحياة ويشمل العمل القسري والاستعباد بكافة أنواعه.
إن ما قررته الحكومة النرويجية بملاحقة كل من له صلة بنظام أسياس أفورقي سوف يتم التعامل معه بحزم وطردهم بلا شك يمثل ضربة موجعة لعملاء أو مرتزقة النظام الديكتاتوري في الخارج الذي استمد حكمه من طغيانه على شعبه وتهميشه لهم.
ليس من الغريب توقع أن للنظام الارتري الكثير من المؤيدين له وينشرون مسيرته في الخارج فهنالك الكثير من البراهين التي لا غبار عليها ومن مصادر موثوقة بأن هنالك أتباع للسلطة الديكتاتورية الاريترية التي نشرت سمومها في الخارج وعلى سبيل المثال ماحدث عندما أقدمت الحكومة السويدية الجارة للنرويج بطرد ديبلوماسي رفيع المستوى يمثل الحكومة الإريترية في السويد بسبب زرع جواسيس لمتابعة المواطنين الإريتريين في الخارج الذين لهم سياسات ناقدة ضد النظام الارتري الذي تسبب في تشريدهم كان خير دليل على ذلك.
إن حرب النظام الإريتري ضد معارضيه ليست كما يظن البعض بأنها ليست جدية وأن النظام القمعي لم يضعها في الحسبان أو من ضمن أولوياته فإن كان كما يظن البعض فلما تم طرد دبلوماسيين إريتريين رفيعي المستوى من قبل الحكومات في دول أوروبا ؟ مع أنه ليس من السهل أن يتم اتخاذ قرارات بالطرد أو قطع علاقات دبلوماسية إلا في أمور بالغة الأهمية وتوجب فعل ذلك، على الشعب الأريتري من هم في الخارج معرفة أن من بينهم من يوالون النظام الديكتاتوري ومهمتهم هي بكل بساطة عرقلة مضيهم قدما نحو تحقيق رغبتهم في التحرر من بطش الطغاة حتى وأن كانوا في المنفى.
قد يستغرب أي شخص بأنه هل يمكن للنظام الاريتري فعل ذلك وإيصال كيده حتى في الخارج؟ نعم وبالدليل ولكن يجب القول أنه لا يمكن حصر و ذكر كل الأدلة ليس ذلك لعدم وجودها بل لكثرتها وحسب. على سبيل المثال تم التسبب ضبالأذى والضرر لنشطاء حقوقيين في المنفى بسبب آرائهم وكشفهم لأفعال النظام الديكتاتوري الدنيئة تجاه شعبه تم تغطية الخبر تحديدا في قناة الجزيرة بتاريخ 27 يونيو 2019 وفي نفس الخبر تم توثيق وكشف مواقف كثيرة ضدهم أحدها ماتم ذكره. ولا يخفى على أي أحد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بوجود العديد من مؤيدي النظام الإريتري وهجومهم على كل من له أراه مناقضة لسياستهم وممارستهم لتكون حرب النظام الاريتري ضد المعارضين في جميع مستوياتها في العالم الواقعي والافتراضي.
وزد على كل تلك التماديات من النظام الإريتري على شعبه بتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، في حقيقة الأمر ماتم تسميته من قبل الأمم المتحدة للنظام الاريتري بأنه مشابه لسياسة كوريا الشمالية في انتهاكاتها ضد شعبها كان وصف دقيق لممارسات النظام الاريتري البشعة ضد شعبه.
ويجب على كل مؤيدين وعملاء النظام الأريتري في الخارج أن يعي ويعرف أن هذه الحادثة دق ناقوس الخطر في اعادة النظر في قضاياهم الإنسانية لدى الدول التي منحتهم حق اللجوء وان هنالك عيون تراهم في جميع زوايا مواقع سلطتهم خارج أسوار دولتهم مهما تظاهروا بخلاف ذلك.
التعليقات
مقال جميل يدل على سذاجة بعض اللاجئين وظنهم انهم اذكياء على حساب انفسهم