الاعلام سلاح النظام وبعض المعارضين للهيمنة
بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ
هذا المقال رسالة للمهمشين الذين يتمسكون بوهم الوحدة الوطنية التى لا تسندها الحقائق على الارض وتنطبق عليهم
مقولة "حب من طرف واحد" لأن ما نعتقدهم شركاء سواء من كان منهم في المعارضة أو الحكومة لا تعنيهم هذه الكلمة ولا يلتزمون بها في كافة تحركاتهم ونشاطاتهم الا بالقدر الذى يحقق لهم مزيد من الهيمنة والاقصاء هنا وهناك.
اولا أبارك وأشجع وأدعم مشروع القناة الفضائية التى ستنظلق قريبا لملئ جزء من الفراغ الذي نعاني منه نحن أبناء القوميات المهمشة في ارتريا من قبل النظام والمعارضة التى تتفق معه في المنطلقات والأسس والقناعات ويختلفون معه في الخطاب السياسي محددين خلافهم فقط في شخص اسياس أفورقي ومظالم الاعتقالات التى تعرضوا لها ويصمتون عن الظلم والاضطهاد الذى حدث للمكونات الأخري ولا يذكرونه في فضائياتهم وإذاعاتهم سواء كان في عهد الإستعمار الإثيوبي أو وكلائهم الحاليين الذين يسيطرون في مقاليد الحكم في أسمرا.
ماهو إعلام النظام بأسمرا:-
• القناة الفضائية الوحيدة التى يطلق عليها "ERI-TV" وتبث برامجها بنسبة 98% بلغة التغرنيا.
• صحيفة التغرنيا يطبع منها في اليوم 20 الف نسخة وتسخر لها كافة الإمكانيات وتوزع في كافة أنحاء ارتريا والخارج.
• هناك صحيفة ارتريا الحديثة باللغة العربية يطبع منها الف نسخة وهي تصدر اربعة ايام في الاسبوع وتعاني من قلة الكادر البشري وسوء التوزيع عمدا، ولا تجدها في "كمشتاتو" في الصباح، لأن أعداد قليلة هي تنزل للاسواق وحتى الباعة يتركونها في الكرتونة ولا يعرضونها للبيع الا إذا سألتهم عنها والباقي يخزن ولا تصل الى عواصم الأقاليم الارترية الا نسخ قليلة جداً، طبعا هذا تهميش متعمد تابعته عن قرب لانني كنت أكتب في الصحيفة منذ 2004م وتلك قصة أخري سأعود إليها يوما ما.
• إذاعة صوت الجماهير الإرترية قسم التغرنيا تتوفر لديها أحدث الأجهزة وتبث على مدار الساعة وإذاعات ما يطلق عليها القوميات "للتقليل من شأنهم" تبث فترات قليلة خلال اليوم في وقت الذى لا يستمع فيه أحد للإذاعات.
• راديو "نُما" هي إذاعة FM تبث برامجها بلغة التغرنيا خلال فترات معينة خلال النهار والليل.
• راديو "زرا" إذاعة FM تبث برامجها بلغة التغرنيا على مدار اليوم ويصل بثها لجزء من إقليم عنسبا فقط وهي مخصصة للأقليم الجنوبي والاوسط، لديهم برنامج إسبوعى يبث أغاني عربية لمدة ساعتين كل يوم الثلاثاء.
• هناك إذاعة كنسية تابعة للكنيسة الكاثوليكية إستمعت إليها عن طريق الصدفة في إحدى المرات وهي تبث برامجها من أسمرا من الساعة الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساءاً.
هذا هو إعلام نظام أسمرا مكرس للهيمنة الثقافية وفرض لغة التغرنيا وثقافتها على بقية القوميات الارترية.
إعلام المعارضة الفعال عبر الاذاعة والتلفزيون:-
• فضائية " أسنا" على النايل سات التى إنطلقت في بداية العام الحالى وتبث برامجها بلغة التغرينا، تابعت هذه القناة جيدا وهي قناة تمثل فقط قومية التغرنيا بإمتياز لأن الخطاب الاعلامي يتركز على المظالم التى تعرضت لها قوميتهم التى هي الداعم الاساسي لنظام أسمراسواء أن كان ذلك في الخارج والداخل، والمعتقلين لديهم هم مجموعة الـ 15 وبتودد أبرها وراعى الكنيسة الارثوذكسية والوزير برهاني ابرها فك الله أسرهم جميعا لأنهم سجناء ضمير يجب الوقوف معهم.
أما المعتقليين الذين يقبعون في معتقلات النظام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان من بقية القوميات فلا تتعرض عليهم بالذكر ولا يذكرون التهميش الذى تتعرض له القوميات ثقافياً وعرقياً ودينياً ولا ينتقدون أو يدينون سياسة الإستيلاء على الارض والتهجير الممنهج التى يمارسها النظام ضد من كانوا بالأمس القريب يتصدون للإستعمار بكافة الوسائل ودفعوا الثمن غاليا لمقاومتهم الاستعمار الاثيوبي.
الجدير بالذكر أن هذه القناة بدأت تتحول الى قناة كنسية لكثرة ضيوفها وبرامجها وخطابها الديني الطائفي الصارخ.
• إذاعة "أسنا" على النايل سات هي الأخري تسير على نهج تلفزيون أسنا في ممارسة التهميش والإقصاء وتبث برامجها بلغة واحدة في تجاهل صريح للمكونات الأخرى.
• تلفزيون "أرتريا سات" على النايل سات هو الاخر محسوب على المعارضة ويبث برامجه بلغة التغرنيا على مدار الساعة ومن الغرائب يبثون برامج رياضية ترفيهية بدل بث برامج بلغات القوميات الاخرى الذين لا يملكون وسيلة إعلامية فاعلة كالفضائيات.
هذا هو حال إعلام قومية التغرنيا سواء كانوا مع النظام والمعارضين له، هذا الوضع يستدعي من كافة المنتمين للقوميات المهمشة وقادة أحزابها المعارضين وقفة مع النفس قرأت المشهد من خلال نظرة واقعية لمواجهته لأن التهميش القادم ممن يدعون المعارضة سوف يكون أشد سوءاً وأكثر إيلاماً وإقصاء.
غن مشروع تلفزيون "سبتمبر" هو الرد الفعلي على هذا التهميش ورسالة واضحة لهؤلاء، كما أتمني من كل الاحزاب المعارضة المحسوبة على المهمشين البدء في إنشاء قنوات تلفزيونية تعكس الظلم الذى تتعرض له أمتهم وشعبهم من قبل نظام الهيمنة القومية في أسمرا وقوى الاقصاء والتهميش في المعارضة.