المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي
بقلم المناضل الأستاذ: أبوبكر فريتاي - كاتب ومفكر سياسي
اولا اتمنى التوفيق لكل من بذل جهدا للوصول الى محطة المؤتمر.
انعقاد المؤتمر يستوجب استيفاء الآتي:-
• مشاركة مؤسسة المجلس الوطني المنتخبة (تنظيمات ومنظمات) لضمان الشرعية التنظيمية وفق مواثيقه.
• تجاوز اي كيان عضو في المجلس بأي مبرر هو من صلاحيات الاجتماع التمهيدي للمجلس قبيل المؤتمر و الذي يصادق على اوراق ومسودات التحضيرية لعرضها على المؤتمرين.
كذلك فإن قبول عضوية جديدة (تنظيمات ومنظمات) هو من اختصاص المجلس والذي بدوره يحيله للتحضيرية لادراجه في قوائم المشاركين.
• النبرة التي تصاعدت خلال الفترة الماضية حول تدخل اثيوبيا في شئون المجلس غير مبررة مع اطنان الجمل التي سكبت في اثير العامة سابقا.. واتمنى ان لا تكون ارضية مفاصلة (قصيرة الرؤية) وغافلة عن ما تحتاجه المعارضة من ساحات عمل ميدانية او سياسية في المرحلة القادمة.. (والمعارضة في اثيوبيا وعلى بعد فراسخ من ارتريا عجزت عن تحقيق خطوات مواجهة او ضغط على النظام.. فكيف الآن والرحال يحط في اوربا) هذا مع التأكيد على انني كنت ضد رؤية اثيوبيا وتعاملها مع المعارضة عبر كتابات ما زالت موجودة في هذه الصفحة.
• اغلب ظني ان النقلة الاوربية للمعارضة ستترتب عليها نقلات اخرى ربما تمهد لمشهد جديد في الصف القائد كأطر ولا اعنى اشخاص.
• النجاح الحقيقي للمؤتمر ليس انعقاده فحسب وانما مخرجاته.. والأهم ان لا تكون القيادات السابقة التي اسست ازمات المجلس بإتقان وارهقته في سدة القيادة القادمة اذا كانت حريصة على حياة المجلس الوطني ودوره.
لضمان عقد مؤتمر ناجح للمجلس يمثل ارادة الجميع، وكما لاحظ المتابعون للمنشور وردت تعليقات نحت بافكارها صوب الدفاع عن المؤتمر وكأنّ الآخرين يصطفون ضده، متناسين انني بالذات عملت في هذه المؤسسة منذ نشوئها وواكبت وثباتها وكبواتها، ودون الحاجة للإستطراد أنصح فئة الأخوة الذين يضعون الناس في منزلة الضد والـ مع أن اخرجوا من هذه الدائرة لأن المجلس ليس مسجلاً لملكية س أو ص، وان من يدافع عن فلان أو علان فإنما يضعه في إطار محدود وضيق ويساهم دون ان يدري في تحجيمه على عدد معين من المدافعين، وعفا الله عنا جميعاً.
نعود الى المؤتمر المنشود وابتداءً أدعو الله ان يكلل جهودنا جميعاً بالتوفيق، ولكي يتم هذا التوفيق بحول الله فالنعبّد الطريق الذي يلينا وندع للأقدار دورتها، والذي يلينا الأن ويتوجب علينا هو المناصحة وابداء الرؤى الهادفة لتجويد التحضير وضمان نجاحه وفي ذلك انوه للأهمية الى الآتـــــــــــي:-
أولاً: بما اننا نعقد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الإرتري، فهذا يحتم اننا مسؤولون وجوباً عن استحضار هذه المؤسسة بالمخرجات المنبثقة عن مؤتمر أواسا في نوفمبر 2011م من برنامج سياسي ونظام اساسي وملحقاته من الأوراق الهامة التي توافق عليها نحو 600 مندوب ومندوبة من الإرتريين، ومثل أهم نتاج تنظيمي وأوسع مظلة ارترية، بغض النظر عن نجاحها أو تعثرها. وما تم التوافق عليه حينذاك تضمن استحقاقات لجميع التنظيمات والمنظمات الأعضاء، وعلى أساس ذلك يشاركون الآن في المؤتمر الثاني وأخص بالتأكيد على صيانة ما تم التوافق عليه من ذاك الحضور الواسع في موضوعات منها مثلاً : الأرض - اللغة - اللاجئين - حق تقرير المصير - نظام الحكم ...الخ.
ثانياً: المؤتمر الثاني يبنى تنظيمياً وسياسياً على مخرجات المؤتمر الأول أو التأسيسي في أواسا، وما أعقبته من اجتماعات سواء في دبر زيت أو أديس أبابا أو شيري هي إجتماعات أقل من مستوى هيئة المجلس وبالتالي ما تمخض عنها من موجهات متعلقة بهيكل المجلس أو غيره لا تؤخذ كثوابت تعلو على نصوص مؤتمر أواسا، كذلك فإن الحرص على أن ينأى المؤتمر عن إشكاليات الفترة الممتدة من الاجتماع الدوري الأول للمجلس 2012م ولحين الاجتماع الأخير في شيري سيتيح للمؤتمر فرصة وضع تفسير للمفاهيم التي اختلطت على الهياكل القيادية للمجلس وبوضوح تام يجنب المرحلة القادمة التخبط الذي عاشته مؤسسات المجلس القيادية واصطرعت حتى أردت بعضها وعانى المجلس ما عانى.
ثالثاً: الجسم الممثل للمجلس الوطني يرتكز قانونياً على ما تمخض عن المؤتمر التاسيسي أو الأول، وهو الكيان المسئول الآن أمام المؤتمر لإنتخاب سكرتارية رئاسة المؤتمر والاخير يدعوا التحضيرية كحلقة فنية مكلفة لتقديم الأوراق المعدة من قبلها، لتنتهي مهمتها بعد اقرار ما أعدت، أو رفضه والعودة الى وثائق مؤتمر أواسا، ومهم ايضاً التنبيه الى أن مشاركة عضوية جديدة منتخبة من الفروع والأقاليم تكون وفق الأسس والصلاحيات المكفولة في النظام الأساسي للمجلس ورئاسته لضمان شرعية التمثيل لكل عضو مشارك في هذا المؤتمر.
رابعاً: في المداخلات التي تابعتها في المنشور السابق وردت آراء لها مبررها، تقول ان هذا المؤتمر يتم في ظرف استثنائي و و ...الخ، ولهذا فإن مجرد عقده يعتبر نجاج للمجلس!!! هذا رأي في تقديري يكتنفه الخلل، لأن مسايرته والعمل به وتجاوز ما أشرت اليه من أسس، تعني أننا قادمون على إنهاء المجلس وتأسيس كيان أو مظلة جديدة وهذا أمر له عواقب وخيمة، ابسطها أن المؤتمرين سيشكلون كتلة، وربما يسير غيرهم على ذات المنوال ليشكل كلتة اخرى، وهنا عوض ان يكون المؤتمر سفينة انقاذ سيتحول لا قدر الله خطاف إغراق للمجلس.
خامساً: المؤتمر وعبر رئاسة المجلس الوطني مدعو قانوناً لدعوة كل عضوية المجلس الوطني، بما في ذلك عضوية قيادات بعض التنظيمات التي شكلت كتل خاصة بتحالفاتها، والمؤتمر هو الذي يبت في استحقاق عضويتهم بناءً على حيثيات ماثلة أمام المؤتمرين، وإن تشكيل تحالفات بينية داخل مؤسسة المجلس هو امر متوقع وسائد في الكثير من المؤسسات التمثيلية طالما اننا نمارس سياسة ولسنا كتلة دينية أو عقائدية تحرم حرية تلك العلاقات، ومن جانب آخر فإن ساحة التنظيمات السياسية العضوة في المجلس شهدت خلال المدة الفائتة تصدعات واشكالات يتابعها الجميع وفي هذا الإطار فإن الأسس المتبعة للتمثيل منصوص عليها في لوائح ونظم المجلس فيبغي إتباعها ليتجنب المؤتمر الغرق في نقل صراعات عضويته التنظيمية الى قبة المؤتمر.
إعتذر عن الإطالة في النقاط أعلاه، وتبقت جزئية واحدة ومهمة لمسيرة المقاومة الوطنية ومتعلقة بمقر المجلس وما قيل عن إثيوبيا ومواقفها من إستقلالية المجلس وحريته في قراراته، سأناقشها في وقت لاحق ان شاء الله.
سؤال: أين التحالف الديمقراطي الإرتري؟؟؟ واعتبرو يا أولي الألباب.
سؤال ثاني: لماذا تنتهي مظلات الإرتريين بالسكتة الدماغية أو الأنيميا أو بالضرية القاضية؟؟؟
الملاحظة الأخيرة:
عبارة (الملاحظة الأخيرة) التي اوردها لعنوان هذا المنشور لا تعني أن كل ما ينبغي تأشيرة على مسيرة مجلسنا الوطني قد طُرحت وهي كثيرة جداً وثقيلة أيضاً لدرجة أنها ابطأت إن لم اقل شلت قدرته على الأداء طيلة الفترة الماضية، والحديث عنها يعني غوراً في معوقات قد لا يجدي سردها حالياً، لأننا وفي نشوة انبثاق هذا الكيان وضعنا كل بيض العمل في سلة واحدة عنوناها بـ (وحدة العمل المقاوم) والشطط الذي انزلقنا فيه هو تصورنا ومفهومنا لهذه الوحدة حيث اردناها وحدة (سيامية) تلتصق فيها كل الآجسام في جسد واحد وما خطر لنا أن ذلك يعد من التشوهات الخلقية التي لا يقوى غالبها على الصمود والبقاء، في اقل الأحتمالات نزع الحياة من جسم معين لتوهب لآخر وهكذا، والحال ايضاً يتكرر مع مفاهيم اخرى مثل (القيادة التنسيقية، القيادة العليا، القيادة المشتركة، ملتقى فلان، ورشة علتكان ...الخ) وكل تلك المسميات بلا ضوابط منصوص عليها ولكنها تولد هكذا قيسرياً في المنعطف (أ) وما تلبث أن تتحول الى إشكالية في المنعطف (ب) ويدور رحى النقاش والخلافات لفض اشتبكات الفتاوى التي يصدق فيها قول (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا).
نعود الى النقطتين التين اثرتهما في المنشور السابق:-
1. عقد المؤتمر في أوروبا.
2. اتهام اثيوبيا بالتدخل في شئون المجلس.
في النقطة الأولى المتعلقة بمكان عقد المؤتمر في اوربا، أعلم أن ارجحية المكان قد استند ربما للآتي:-
1. هامش الحرية في عقد مثل تلك المناشط في اوربا وتعذرها في موقع مثل السودان أو اي دولة عربية اخرى، وهذا مقبول، ولكن: هل تم تأمين أمكانية حضور جميع عضوية المجلس؟ والحال ان أختيار موقع عقد اي مؤتمر لتنظيم او كتلة ما يكون بمقتضى تهيؤ الفرصة لمشاركة الجميع وحضور الجميع أو أغلبيتهم هي شرط معتبر لإكتساب الشرعية، كما انها شرط لأستمرار التوافق وصيانة وحدة المجلس، وبغض النظر عن تحقق الشرعية التي يمكن استكمالها بأي وسيلة، فهل يتحمل المجلس ان يغيب عنه عضو أو أكثر بسبب عدم قدرته لأي ظرف من الحضور؟؟؟
الجانب الآخر في مآخذ المؤقع الأوربي، يتمثل في عدم مشاركة عضوية وجماهير السودان وغيرها من الدول لكثير من العوامل ابرزها الظرف المادي وعدم الحصول على التأشيرات .. الخ، وفي مقابل ذلك سيكون متاحاً لكل المرشحين من الدول الأوربية وأمريكا وغيرها الحضور للظروف المعروفة، وربما نخرج بمجلس يتكون من عضوية هذه الدول يقابله انحسار في تواجد المستحقين من الشرق الأوسط والسودان، فهل يصب ذلك في مصلحة مكون المجلس كما نطمح ان يكون الممثل الشرعي للمقاومة؟؟؟
وفي هذا السياق قد يرد قول ان اوربا تتاح فيها حرية العمل الدبلوماسي والاعلامي، رغم ان معارضتنا بأطيافها كافة لم تستفد من ذلك الا في نطاق محدود ومن اطراف محدودة ظلت تجاهد لخلق مناشط ارترية معتبرة ومهمة، ولكن الأمر بالنسبة للمجلس الوطني ومهامة المرسومة في برامجه المقرة هو ان يعمل على الآرض التي تشكل مساحة الوجود الإرتري من مقاومين للنظام ولاجئين ومهجرين يشكلون اجسام تنظيماتنا، ثم اذا كان المطلب الذي يتردد على مسامع المجلس الوطني طيلة الحقبة الماضية هو مد اذرعه وعمله الى الداخل الإرتري، واستيعاب تلك الجموع المتدفقة من ارتريا الى دول الجوار، فكيف سيكون الحال اذا ما ركن المجلس في منصات اوربا؟؟؟
وسؤال أخير في هذه الفقرة رغم ان ما يقال حولها كثير جداً: هل تحررت الشعوب التي نتابع احداثها،عبر المذياع والتلفزيون والعمل الدبلوماسي فحسب، أم أن ذلك تم بحضورها المؤثر فوق الأرض؟؟؟
2. أما بالنسبة للفقرة الثانية المتعلقة بتدخل اثيوبيا في شئون المجلس الوطني فهذه نقطة حساسة جداً ولها ما بعدها، وطرحها صارخة على عواهنها له ابعاد تلقي بظلالها على تنظيمات المعارضة وعلى اللاجئين في معسكرات اثيوبيا، وهي تنسف كل ما كان يقوله المجلس الوطني كممثل للمقاومة الوطنية ويعبر عن ارادة الإرتريين، والكارثة أنها تعزز وتؤكد ما كاان يقوله النظام الدكتاتوري على المعارضة الإرترية كونها معارضة مفبركة من التقراي!!!؟؟؟.
والسؤال: ما هو نوع هذا التدخل؟ هل كان يدير مؤتمرات المعارضة؟ هل كان يدير انقساماتها المتعددة؟ هل كان يحضر اجتماعات مؤسسات المجلس كضابط أو آمر؟ هل منع هذه التنظيمات من النشاط والعمل؟ هل كان يدعم تنظيم ويمنع آخر؟ ...الخ.
في هذا السياق أخوتي الكرام انا كنت اكتب من اديس ابابا مقالات وتقارير ما زالت موجودة في صفحتي هذه خلال فترة تواجدي في اثيوبيا أتهمها فيها ليس بالتدخل في شئون المجلس والتنظيمات ولكن كنت ابرز ميلها على تنظيمات بعينها على حساب آخرى، كنت اتواجس من دور اثيوبيا في فتح ساحتها للعديد من المناشط الشبابية المرأة والمثقفين... وكنت اعتبر ذلك اضعاف للمعارضة وتضخيم مثقل لحركتها.
ولكني لم الحظ خلال عشرة سنوات من 2005 الى 2016 ان مندوب اثيوبي حضر وفرض قراراً على مؤتمر أو اجتماع مجلس، أذكر كل ذلك لأصل لتساؤل واحد: هل كنتم يا قيادات تنظيماتنا وخاصة هؤلاء الذين كانوا يراجعون مكتب الجنرال بتقارير أو ترجمات لما ينشر من الإرتريين!!! تتلقون أوامر من مكتب صنعاء فورم أو مكتب الجنرال؟؟؟ وظللتم طيلة هذه الفترة تحجبون عنا رؤية الحقيقة لتسفروا عنها الآن!!!
هل تريدون القول ان تناطحكم وتشاحنكم وخصوماتكم وفي بعض الاحيان رفع اياديكم على بعض: كل ذلك كان من وراء التدخل الإثيوبي؟؟؟ هل قعودكم وانحصاركم في مكاتب اديس وعدم الخطو نحو ارتريا كان بتدخل اثيوبيا؟
واذا افترضنا ان كل ذلك صحيح: كيف مررتم ذلك وسكتم عنه لعقدين تقريباً وتذكروه الآن.
مهما يكن من أمر يا اخوة : انتم تمارسون عمل سياسي وستحتكون بدول ولوبيات حتماً لا تدعمكم او تتفاعل معكم الا لمصلحة ما، وهذه المصلحة خاصة بها ولكن تتماها مع اهدافكم، ولا يوجد في عالم اليوم من يقف معك لوجه الله، فالسياسة تقول: ان عدوي وعدوك مشترك، انت قمت لمواجهته لفارق عوامل الشرعية بيني وبينك فلا بأس من ان ادعمك واشجعك لأن انتصارك عليه فيه مصلحة لي.
خلاصة هذه الفقرة:
1. تعطي رسالة بان التظيمات التي لها وجود في اثيوبيا تتعاطى مع اجندة اثيوبيا وهذا خطأ جسيم، على الاقل أنا كعضو في جبهة التحرير الإرترية ورئيسي المناضل حسين خليفه وغيرنا لسنا عملاء لأحد ونمارس دورنا في أي موقع وفق مقرراتنا وبرامجنا.
2. هي إشارة سلبية (مستقبلاً ياجماعة) للعلاقة مع اثيوبيا وهذه نقطة تحتاج الى تدقيق لمن يمارس السياسة، (واللبيب بالإشارة يفهم).
3. أخشى ان تكون الرسالة المعقدة في هذه التهمة مقدمة لنقل نشاط المعارضة الى أوربا.
وبعد هذا:-
عدم مشاركة الشرق الاوسط والسودان ومعسكرات اللاجئين والمنظمات المدنية الى شاركت في أواسا ثغرة مميتة لحيوية المجلس امام جماهير هذه الثغور.
(ما زلت مؤمناً بالمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي وأتمنى ان يوفق الحضور منه في هذا المؤتمر وننتظر المخرجات العملية والناجحة ان شاء الله ليتعمق هذا الأيمان).