هيلى منقريوس و اللعب فى الزمن الضائع
بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب و ناشط سياسي إرتري
هذا العنوان ليس تأويل ولا انتقاصه ولكن الغرض هو الاستفادة من الدروس والعبر من منظور اخر.
كتبت مقال قبل فترة قريبة اتساءل فيه: اين دور سعادة السفير الأممى المدعو هيلى منقريوس بلعب دور وطنى بتبنى القضية الارترية فى المحافل الدولية طوال فترة بروز نجمه كقيادة اممى وبعد موافقة اسياس افورقى لعضويته للأمم المتحدة ؟ المدعو هيلى منقريوس ليس فقط ينتمى الى المنظمة الامميه اسميا ولكن بكونه يشغل منصب هام وحيوى وهو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى افريقيا وايضاً عراب حلحلة الخلافات بين الدول.
لماذا الهمس والسكوت طوال مدة خدمته؟ والسكوت علامة الرضا !
الان وبعد نهضة وثورة شعوب الدول المجاورة مثل السودان والجزائر يعلن سيادة السفير الاممى بعقد مؤتمر بلندن بغرض التغير الديمقراطي فى ارتريا. بحضور سفراء افارقة ومن الاتحاد الأوربي وبعض الأمريكان. كما تحوى قاءمته المباركة بعض مسميات ارترية التى كانت جزء اصيل من النظام وإجرامه ولها ادوار مشبوهة اتجاه العمل المعارض.
الشىء الغريب - الذى كان متوقعا - هو خلو قائمته من عناصر وطنية وقيادية ! هل ناتج من نقص فى الكفاءات وفى الخبره والدبلوماسية و مؤهلات قيادية حتى يتم استثناءهم من هذا الحدث ؟ هل المدعو هيلى منقريوس يملك قرار سيادى بتسمية فقط من يحلو له من شخصيات كبساويية صرفه لتداول وتدويل قضية تغير النظام فى حدث دولى مثل هذا. وقد تكون ايضا رساله مبطنة للغد القريب... عند تكوين مجلس الدولة الانتقالى ومن بعده السيادى وخلوه من اصحاب التاريخ والقضية. والحجة بان الرجل المناسب فى المكان المناسب. او بان المجتمع الغربى يعرف فلان وعلان فقط؟ وهذة كانت نفس ممارسات اثيوبيا عند احتضانها للمعارضة الارترية. القيادات الوطنية لم تسنح لهم فرصة - مقصودة - بالسفر للغرب ولا أمريكا لكن فقط فى السودان وضواحيها. بينما كان ال كبسا من المعارضة يتجولون بجوزات سفر دبلوماسية اثيوبية فى كل أنحاء العام وحتى يكونوا معروفين لاصحاب القرارات ويخلقو منهم كيان لقيادات ارترية مستقبلية. لماذا ؟
المهم... سوف تبدء المزايدات الان ومن يجعل من المدعو هيلى منقريوس البديل القادم. نقول لهولاء يكفى الانجرار خلف الستار وتبريرات فاشلة جربت مرات ومرات وبسببها وقعنا فى اخطاء كارثية ورهانات قاتلة. فمن مارس الاندنت ونحنانان علمانان ومكتسبات هقدف. والان يتجاوز التاريخ وتنوع المجتمع الارترى مع الإدراك الكامل باختلاف الإسهامات والتضحيات منذ الثورة والدولة والعمل المعارض. هولاء لم نرجو منهم خير فى الماضى ولا الحاضر ولا المستقبل.
من هذا المنطلق انه من واجب جميع المعنيين بإزالة وخلع النظام سواء تنظيمات وشعوب ومجتمعات ومجموعات وأفراد ونخب في المعارضة ان يعوا ويستفيدوا من التجارب وليس تكرارها.
نقر هناك مسببات داخلية مثل ضمان مكتسبات قومية واحده.. وخارجية من تضارب مصالح دول إقليمية وعالمية. لكنهم لا يعطو ولا يولو ذره تعاطف ناهيك عن مواقف ديمقراطية وعدالة ولا حتى إنسانية لاى شىء لايعكس مصالحها وبقاء قوتها.
فلنستفيد من التجارب المحيطة حولنا:
١. الاحتجاج والانتفاضة الشعبية وما لها من زخم وخصوصا من الطبقة المغضوب عليها. هذة الانتفاضة متجذرة وسوف تتسع وتوءتى أكلها خلال فترة قياسية. وبالتاكيد هناك سوف يكون قمع ولكن التحدى بالمثابرة واثبات الذات هما عنوان الوجود واسترجاع الحقوق كاملة عير منقوصة.
٢. العمل على انشاء شرعية ثورية للاحتجاج - جسم قيادى - يراعى التنوع المكون الشعب الارترى بغرض التحكم فى مسار الانتفاضة الشعبية بالحزم والتوعية والتغلب على الفتن والمزايدات والإغراءات والوعود بإصلاحات كاذبة. وقد يستغل النظام فشله الى جر العباد لحروب طائفية. كما تناولها النظام من قبل باسلمة انتفاضة فورتو الإرهابية ونعت الشهيد موسى محمد نور والطلاب الصغار بالمرتزقة الإسلاميين.
٣. صمود وتفاعل الجماهير قاطبة مع الانتفاضة الشعبية عامل هام لوقف الجيش مع الشرعية الشعبية لحماية الثورة وليس النظام البائد. والاحتراس من طموحات الجيش اتجاه السلطة.
٤. تنظيف وتنقية الجسم الانتقالى من البقايا السرطانية للنظام البائد بغرض الاستماتة للحفاظ على مكتسباتة ولو بالانقلاب على الشرعية الثورية من داخلها.
٥. التعامل مع دول الجوار والمجتمع الغربى بخاصية عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لدول الجوار ومع الاحترام الكامل لكل المعاهدات الدولية.
وأخيرا.. يقول المدعو هيلى منقريوس "ان تشكيل هيئة وطنية جديدة من ممثلى الشعب الارترى بعد نهاية الدكتاتور الحالى ستمنع استخدام العنف" وما يفعله هيلى منقريوس الان من استئثار وإنكار لأطراف اخرى يتناقض مع طرحه ويؤكد عدم المصداقية المفقودة أصلا. وقد تؤدى أساليبه الى ما لا يحمد عقباه واستخدام ما ينهى عنه. وفى الاخر لا تختلف أعمالهم حيث كان هيلى منقريوس او هيلى عندبرهان او هيلى بعتاى او هيلى افورقى.
سعادة السفير الاممى هيلى منقريوس... نحن نعى انك تسجل نقاط لصالح مكتسباتكم حيث كانت بالامس والان.. ولكنك لا تعى ان انتفاضة الشعوب المسحوقة والمهمشة هى الضربة القاضية ولها الكلمة الاخيرة.