تحية لعمال أرتريا في يوم عيدهم
بقلم الأستاذ: خالد كجراي - شاعر وناشط سياسي ارتري المصدر: جبهة التحرير الارترية (أدال)
يشكل العمال في أي بلد الركيزة الأساسية للبناء والتعمير وهم عماد أية تنمية فيه،
ولا يمكن لأي بلد يعمل على معاداتهم أو قمعهم أن يخطو خطوة نحو الأمام ولهذا الدور الكبير للعمال تتحاشى السلطة أو النظام الدخول معهم في معارك تؤدي الى عرقلة خطط الدولة في التنمية، كما تضغط نقابات العمال في الدول الديمقراطية من أجل الحصول على حقوق الأعضاء المنتسبين فيها كحق الضمان الأجتماعي وحق الأضراب عن العمل من أجل نيل الحقوق المشروعة لهم والتي يكفلها لهم الدستور أو النظام الداخلي للنقابة.
لقد عانى العمال الأرتريون في العقود السابقة كثيرا فلم يسلموا من النظام الأمبراطوري ولا من نظام الدرق وتنفس الكثيرون منهم الصعداء بعد رحيل المحتل لكن خاب أملهم في الحكومة الأرترية والتي عملت على تهميش دور العامل الأرتري الذي كان له الدور الكبير في دعم الثورة الأرترية وفي تثبيت بداياتها ولا يجهل أحدا بأن البنادق الأولى التي وصلت الى القائد حامد ادريس عواتي كانت من تبرعات العمال الأرتريين في الحجاز اقتطعوها من قوت أبنائهم لتبقى شعلة الثورة مستمرة.
ان المعاناة التي يمر بها العامل الأرتري اليوم لا تقل عن معاناة الأمس وقد انعكست كل الخصومات السياسية بين فصائل العمل الوطني على العمال الأرتريين ووزعت قوتهم بين تلك الفصائل نتيجة الأستقطابات الحادة والتي أستعملت فيها كافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وزالت اتحادات عمالية نتيجة لزوال السبب الذي أدى الى وجودها ولكن بقي ذلك الصرح الذي قاد المسيرة العمالية وكان له السبق في تأصيل وتثبيت دور العامل الأرتري في نفوس أعضائه أولا وفي نفس كل ارتري غيور على حق أخوته العمال والذي لا يستغني بيت ارتري من الأعتماد عليهم.
بقي الأتحاد العام لعمال ارتريا صرحا شامخا يعمل على ايجاد موقع قدم للعامل الأرتري في كافة المحافل النقابية العمالية الأقليمية منها والدولية وقدم الأتحاد من أجل بلوغ هذه المكانة خيرة قادته قرباناً من أجل الوطن كالشهيد علي حنطي أول رئيس له وبعد سنوات رئيسه أيضا الشهيد ادريس حشكب كما قدم كوكبة من القادة النقابيين دفع بهم العمال الى الدرجات العليا في جبهة التحرير الأرترية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:-
■ القائد النقابي البارز ابراهيم قدم – رئيس الأتحاد العام لعمال ارتريا الأسبق،
■ أحمد الشيخ اسماعيل – رئيس الاتحاد الأسبق.
ايضاً وكل من قادة العمل العمالي:-
• اسماعيل نادا ،
• عبدالرحيم أبوبكر شنقب ،
• اتو برهان كفلوم ،
• محمد نور درماس ،
• ابراهيم سليمان ،
• احمد انَّاتي ،
• ياسين علي جامع (ابو جهاد) ،
• بخيت عبد الرزاق ،
• آدم هاسري ،
• عبده هيجي ،
• احمد هبتيس ،
• محمد السيد ،
• محمد آدم ارتعا ،
• صالح سليمان ،
• محمود مرانت ،
• نوري محمد عبدالله ،
• محمد علي طاهر ،
• شوماي برهي ،
• القانيش قرزقهير كحساي ،
• أخيار ياسين ،
• آدم كرار ،
• صالح قلاتا ،
• بخيتة آدم ،
• عبدالوهاب عبدالرحيم ،
• برهيو تخلي برهان ،
• شريف ادريس الطيب ،
• عثمان محمد موسى ،
• ظهايي قلاتا .
لقد حقق الأتحاد العام لنقابات عمال ارتريا مكاسب كثيرة للعامل الأرتري في الخارج، على عكس الوضع في الداخل اذ يعاني العامل الأرتري من سيطرة الدولة على كل الأمور بواسطة الحزب الحاكم الذي لا يعترف بأبسط الحقوق الأنسانية للعامل الأرتري ناهيك عن الأمور النقابية، بل تعمل حكومة الشعبية دائما على النيل من العمال الأرتريين مرة باسم الوطن المهدد بالزوال (عام 2000) حيث فرضت عليهم دفع مبالغ طائلة بدأتها بعشرة في المئة 10% من الراتب ثم عشرين في المئة 20% وفي الثالثة راتب شهر كامل كأن هذا العامل لا يعيل أحدا اضافة الى الضريبة السنوية التي يدفعها وعانى الكثيرون ووصل الأمر بالبعض الى البحث عن جواز سفر يقيه شر الحكومة وما معاناة العمال الأرتريين إلاّ شاهداً على الوضع المزري الذي يعاني منه اخوتنا العمال الذين تحملوا دائماً من أجل أن تبقى الأسرة الأرترية قادرة على الأستمرار في الحياة وتعيش في كرامة تقيها شر السؤال.
اليوم ونحن نتذكر دور العمال الإرتريين في كافة مراحل نضالنا الوطني ضد المحتل ووقوفهم مع قطاعات كبيرة من الشعب في وجه الدكتاتورية وانحيازهم للنهج المقاوم نحيي الأتحاد العام لنقابات عمال ارتريا وكل الأعضاء فيه والقيادة المناضلة التي ارتضت أن تكون صوتاً للعامل الأرتري نحييهم وندعوهم الى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على المكتسبات التي حققها اتحادهم العملاق كما نتمنى لهم المضي قدما ومواصلة المسيرة لأنهم الأمل القادم لعمال ارتريا بعد رحيل النظام الجائر.
كما نحييهم في عيدهم (عيد العمال العالمي الموافق الأول من مايو) وكل عام وعمال ارتريا بخير ويزدادون كل يوم قوة ويحققون من خلال اتحادهم مكتسبات لا تصب في مصلحة أعضاء الأتحاد فقط بل لكل عامل ارتري فهم الآن يحملون الشعلة التي يجب أن يعمل الجميع على بقائها مرفوعة لتنير الدرب للذين سيقودون مسيرة التنمية والبناء والتعميرفي ارتريا الحديثة التي تحفظ لكل ارتري حقوقه وفق الدستور القائم على احترام كافة الحريات للإنسان الإرتري والمساواة والعدالة.