كلمة في ذكرى يوم الشهداء
إعداد: مكتب الإعلام والثقافة لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، ذكرى مذبحة قرية "عونا" التي ارتكب فيها جيش العدو الإثيوبي مجزرة بحق مئات المواطنين
العزل في عام 1970م. لا شك بأن قوات الاحتلال قامت بمجازر عديدة، قبل وبعد مجزرة عون، راح ضحيتها عشرات الآلاف من أرواح الإرتريين، مدنيين أو مقاتلين، إلا أن ما حدث في عونا يعتبر فريدًا، حيث تم إزهاق أرواح أكثر من ألف مواطن في وقت واحد. لذا قررت جبهة التحرير الإرترية - المجلس الثوري أن يكون هذا التاريخ يوما للشهداء.
وتأتي ذكرى هذا العام، وإرتريا التي قدم مئات الآلاف من الشهداء أرواحهم، فداءً لاستقلالها وسيادتها وعزة إنسانها وكرامته، تمر بمنعطف جد خطير، يهدد سيادة الأرض والإنسان الإرتري. فبعد أكثر من سبعة وعشرين عامًا، على تحرير التراب الوطني الإرتري، يجد الشعب الإرتري نفسه اليوم، في وضع يكابد فيه مآسٍ وويلات وانتهاكات لأبسط حقوقه الإنسانية والوطنية، تفوق في حجمها وجسامتها ما لاقاه إبان فترة الإستعمار.
بالطبع لم يتوقع هذا المآل أكثر الناس تشاؤمًا، وإدراكًا لطبيعة إسياس ورجاله، ولا حتى من أتهموه بالعمالة للمخابرات المركزية الأمريكية، على خلفية اتصالاته بقاعدة "كانيو ستيشن" بأسمرا، التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ سي. آي. إي (CIA)، في بداية سبعينيات القرن الماضي، هذا النهج المدمر الذي صار عليه الرجل بعد الاستقلال، إلى أن وصل بالبلاد اليوم إلى لحظة مفصلية، ربما تفسر لماذا قام إسياس بكل ما قام به خلال مسيرته في مرحلتي الثورة والدولة !!
واليوم ونحن نحيي ذكرى شهداء إرتريا، وأكفنا على قلوبنا من المصير المجهول الذي ينتظر شعبنا وبلادنا، في ظل قيادة هذا الرجل، الذي دمر كل أوجه الحياة، السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية. وأصاب الأمن والإستقرار والتنمية في إرتريا في مقتل، من خلال الخدمة العسكرية المفتوحة، التي فرضها على الشباب، ومن خلال غلق المؤسسات التعليمية العليا، واحتكار النشاط الاقتصادي، وتهجير الطاقات الوطنية، وإنتهاك ممنهج لحقوق الإنسان، وزرع الرعب في أوساط المواطنيين وتأجيج الصراعات بين المكونات الاجتماعية، والعمل على حرمان إرتريا من أهم مظاهر الدولة المتمثل في الدستور، والقوانين، والبرلمان، والمحاكم، والأحزاب السياسية، والإعلام المستقل، كما عمل رأس النظام على احتكار كافة السلطات التشريعية والتنفيذية في يده. ومن ثم حول البلاد إلى سجن كبير، يسعى الكل لمغادرته في أول سانحة وفرصة مواتية.
وفي ذات الوقت لم يكتف النظام بجرائمه السابقة، بل نراه اليوم يعرض السيادة الوطنية إلى مخاطر حقيقية، فالتراب الوطني الإرتري أصبح مستباحًا، وموانئه ومياهه الإقليمة باتت ترتع فيها قوات أجنبية، ويقوم بتوريط إرتريا في محاور إقليمية لا تخدم مصالح الشعب الإرتري. من خلال تأجير موانئ إرتريا، وإرسال قوات عسكرية للمشاركة في حرب اليمن. وبعد أن ظل يتشدق بضرورة إنسحاب القوات الإثيوبية من التراب الإرتري، وترسيم الحدود، قبل الجلوس مع إثيوبيا وتطبيع العلاقات معها، يهرول نظام إسياس باتجاه إثيوبيا، ويبني معها علاقات غير واضحة المعالم، تعيد للاذهان الأطماع الأثيوبية القديمة.
ربما أفضل ما في هذه الفترة الحالية، على سوداويتها،أنها كشفت لغالبية الشعب الإرتري خطورة ونهج إسياس، على بقاء إرتريا كيانًا مستقلًّا، وأن كل الآعيب التي استخدمها لإخفاء نواياه الحقيقية، لم تعد بعد اليوم مجدية.
ونحن في رحاب ذكرى شهداء الحرية والاستقلال، الذين هم أكرم وأشرف أبناء إرتريا، ندعو كافة قوى التغيير الديمقراطي إلى توحيد جهودها، والدفاع عن الأهداف والمبادئ التي سقط تحت رايتها شهداؤنا الأبرار، وإلى تصعيد النضال حتى لاتسقط راية الإستقلال بعد أن صارت إرتريا علمًا بين الأمم. وليكن شعار المرحلة الذي لا ينبغي أن يعلوه شعارٌ آخر، الحفاظ على سيادة وطن تحقق بتضحيات الشهداء، من عبث العابثين والخونة والمارقين.
المجد والخلود للشهداء في يوم ذكراهم.
عاشت إرتريا حرة أبية مستقلة.
مكتب الإعلام والثقافة لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.