اللجنة العليا لحقوق الانسان في إرتريا هل هي مؤسسة قانونية توفر الحماية والحقوق أم مهمتها ذر الرماد في العيون - الجزء الاول
بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبد الله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ
حقائق أسردها لأول مرة من واقع تجربتي كعضو في اللجنة العليا لحقوق الإنسان في إرتريا،
رن جرس هاتفي في تمام الساعة الرابعة عصراً من شهر أبريل من عام 2011م وأنا اقف بجوار فندق إمباسدر بوسط العاصمة أسمرا، وكان المتحدث الاستاذ/ سلطان سعيد رئيس الاتحاد الوطني لشباب ولطلبة إرتريا قائلا: لي أين أنت يا أبوبكر قلت له خرجت قبل قليل من مكتبي لمقابلة أحد الاصدقاء، قال لي بمجرد الانتهاء من مشوارك تعال فوراً لمكتبي هناك أمر مهم، هكذا ختم حديثه.
حقيقة لم أتفاجأ بإتصاله لأنه دوماً كان يتصل بي إذا كان هناك أمر طارئ أو هناك مهمة ما يرغب في تكليفي بها لإتمامها، رجعت فوراً الى مكتبه وجلست في الكرسي المقابل للسكرتيرة "هانا" وبدأت أتحدث معها ريثما يخرج الضيف الذي يتواجد في الداخل.
لم إنتظر طويلاً دخلت فوراً الى مكتبه وتبادلنا التحايا وقال لي هناك موضوع سوف أكلفك به وأنت الوحيد الأن الذي يستطيع يشارك ممثلاً للإتحاد الوطني لشباب وطلبة إرتريا، وفتح رسالة كانت أمامه وقرأ لي محتوياتها. وقال لي هذه الرسالة وصلتني من وزارة الخارجية لتعين شخص ليكون ممثلاً للإتحاد الوطني لطلبة إرتريا في اللجنة العليا لحقوق الانسان في إرتريا، وأنت بإعتبارك عضو باللجنة المركزية للإتحاد وخريج قانون خير من يمثلنا في اللجنة ووقع عليك الإختيار.
وقال لي غداً الساعة الرابعة عصراً تذهب الى وزارة الخارجية وتقابل السيد/ أدم عثمان وتبلغه بأنك ممثل للإتحاد في اللجنة، لم أرفض التوجيه والتكليف لشي في نفسي حتى أعرف شئ عن هذه اللجنة، هكذا إنتهي اللقاء بيني وبين رئيس الاتحاد الوطنى وخرجت من مكتبه وواصلت المشي الى وسط المدينة دون أن أعرج على مكتبي.
تزاحمت الأفكار والهموم في نفسي، حينها شعرت بشئ ما في صدري يغلي لغموض اللجنة التى لم يسمع بها أحد من قبل وثانيا إسمها وماهي مهمتها. بدأت أحدق في الافق الذي أمامي وطرحت الكثير من الأسئلة - هل هناك لجنة لحقوق الإنسان في إرتريا ؟ وماهي مهمتها ؟ ومن هم أعضائها ؟ وهل قادة الثورة المظفرة بالتحرير يؤمنون بحقوق الإنسان وهم الذين يتعاملون مع الإنسان كأنه وديعة في مكاتب الأمن والشرطة ومعسكرات الجيش.
الشعب الإرتري الذى كان يعيش في داخل البلد وتعود على حكم القانون ويخضع لسلطته في ظل الإستعمار صدمته تصرفات وأفعال الثوارالذين خرجوا بهدف تحريره وبجرد دخولهم الى أسمرا إنقلبوا عليه معتبرين أنفسهم كأنهم ملائكة وبقية الشعب مدنيين أقل درجة منهم ينظرون إليهم بنظرة الريبة والشك.
هل يؤمن قادة الجبهة الشعبية بحقوق الإنسان أصلاً حتى يكونوا لجنة تحمي تلك الحقوق، لأن ما شاهده الشعب الإرتري طيلة سنوات الحرير لا علاقة له بالإنسان والإنسانية، بل شهد ممارسات يندي لها جبين الإنسانية ووصمة عار ستظل تلاحق المستعمرون الجدد لأن أفعالهم تجاوزت في أدني حدها ما شهدته البشرية جمعاء طيلة قرون خلت.
ذهبت الى منزلي خلال فترة المساء وفي الصباح الى وزارة الأعلام لإعداد صفحتي الإسبوعية "ذكريات مناضل" وكنت إنتظر بفارق الصبر موعد اللقاء بالسيد/ أدم عثمان وهو خريج قانون حضرت مراسم تخرجه "بماي نفحي" وأجريت معه مقابلة للصحيفة.
العلاقة والمعرفة السابقة التي تربطني بالاخ/ أدم عثمان خففت على نفسي وطأت التساؤلات الكثيرة وفي الموعد المحدد ذهبت لمقابلته بمكتبه وزارة الخارجية الارترية لمعرفة ماهو المطلوب بالتحديد من الاتحاد ؟ وزلكي أعرف شئ عن اللجنة ومهامها ؟ ومن هم أعضائها ؟
إستقبلني بترحاب بمكتبه وجلسنا نتاقش حول المهمام المطلوبة وقدم لي تقرير العام الماضى الذى قدمته اللجنة الإرترية في جنيف للإطلاع عليه ومع بعض الأوراق الخاصة باللجنة ورسالة أخري وجهت للجنة من قبل لجنة حقوق الإنسان بجنيف بها مطالب وأسئلة يجب أن ترد عليها إرتريا ؟
كانت النقاط الموجهة لإرتريا للرد عليها حوالى سبعة أو ثمانية نقاط، وحدد لي النقاط التى يجب أن تعد اللجنة الردود عليها، ثم أشار الى عدد من النقاط وقال هذه سوف يرد عليها مكتب الرئيس !
لم إستفسر منه كثيراً عن اللجنة وقال لي بعد غداً تشارك معنا في أول إجتماع للجنة وسوف أضع إسمك في الباب الرئيسي ليسمحوا لك بالدخول لزيارتنا متى تشاء.
هكذا إنتهي أول لقاء بيني وبين الاخ/ أدم عثمان سكرتير اللجنة بمبنى وزارة الخارجية الإرترية.
يتبع... في الجزء الثاني...
عن المهام التي كلفت بها - وعن أعضاء اللجنة العليا لحقوق الانسان في إرتريا - وعن الاجتماعات التي كانت تعقد هناك - وكيف يتم إعداد التقرير السنوى - وعن الشركاء الذين يشاركون في التقيم الاخير للتقرير... وهكذا دواليك.