ارتريا تؤتي من الخاصرة
بقلم الأستاذ: ابن زولا
لعل المتتبع للسعي الحثيث من قبل ابي احمد يتلمس بعد التغير في كيفية التعاطي والتعامل مع المطالب الاستراتيجية لأثيوبيا.
والتي تكمن في حاجتها الملحة للنهوض بإقتصادها الذي يبدي التعافي من الركود وللدفع بعجلة نموه كان لابد من البحث عن بدائل عديدة ولعل اهم الخيارات بالنسبة لاثيوبيا هو التوجه الي ارتريا بوضع خطة استراتيجية قريبة وبعيدة المدي. وللشروع في هذا المنحي اخذا بجمع وحصر كل اﻷفكار ووضعها في سلة واحدة ثم فرزها حسب اولوياتها.
فكان المدخل قبول اتفاقية الجزائر وقرار محكمة لاهاي بخصوص قضية الحدود. ثم اتبعها بزيارة ويداه تلوح بالسلام سرعان ما استدار وانفرد بإسياس كانت المفاجئة لم يتطرقي الي قضية الحدود تم تجاهلها عمدا ﻷن الحرب والقطيعة لم تكن أصلا بسبب الحدود بل أخذة كسبب للوصول الي الغاية. ولثنيه عن تعنده كان لا بد من الضغط علي نقاط ضعفه ففعل وليخفف عنه وطأة الضغط والترويع قدم له منحة الترغيب وهي رفع الحصار عنه. هنا اكمل ابي احمد المشهد الاول من المسلسل.
فتلاه العرض وكان تناوله للمشهد علي شاكلة مشاهير السينما وما كان لأسياس الا دور بطل يتصدر مشهد عابر مصتصحبا العرض بإبتسامة رضي دون الخوض او التعليق في حبكة قصة السلام ومن ثم قفزا علي التطبيع دون وضع أسس لحل مشكلة الحدود هكذا تركت الأمور مبهمة لتأخذ منحي آخر.
ولكن زيارة ابي احمد للولايات المتحدة الامريكية كشفت عن الكثير مما لم يبح به اسياس لشعبه. اضافة الي التلميح المستقبلي وما يحمله من اجندة لا تخفي علي اﻷرتريين ولو كانت علي شاكلة ضبيب النمل. ابي احمد يريد تحقيق اهدافه المستقبلية مستغلا كل الوسائل الممكنه ولن يتورع ابدا ما دامت السياسة عنده انتهاز الفرصة الممكنة قبل فوات الاوان. ولأن الامر يبدو كذالك وحصوله علي الضؤ الأخضر من قبل اسياس سيمضي قدما لتحقيق المسستحيل ان امكن.
ومن خفايا نواياه تجاه ارتريا وشعبها انه وعقب اللقاء الذي اجراه مع الجالية الاثيوبية بواشنطن اتاح مساحة لأسئلة واستفسار مواطينه وفي خضم الاسئلة المطروحة كان هنالك سؤل للشاب الكفيف تيدروي طقاي كما يلي:-
هل يري رئيس الوزراء الاثيوبي ان لاثيوبيا الحق القانوني في ان تمتلك منفذا الي البحر ام ﻷ ؟
اجابه ابي احمد بأنه ليس هنالك متسع من الوقت للإجابة علي هذا السؤل الذي يحتاج الي نقاش معمق ولكن سألتقي بك خارج هذا اللقاء.
هنا يتبادر الي ذهن المتلقي او الحضور بأنه ليس من اللآئق ان يجيب سؤل بمعزل عن الحضور مادام طرح السؤل امام الملأ. وكما اشرنا اعلاه هنالك فهم سائد لدي النخب وعامة الشعب اﻹثيوبي مفاده ان رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي فرط في حق اثيوبيا القانوني والطبيعي في امتلاك منفذ علي البحرالاحمر. وﻷن هذا الهاجس يؤرق الجميع حاول ابي احمد تجنب اﻹجابة المباشرة عليه وهذا دليل بأن هنالك ما يحاك في الخفاء.
وفيما يتعلق بالكنسية الأرثودكسية الأثيوبية قال لا نريد رؤية كنسية ضعيفة ومقسمة لذالك سعينا في رأب الصدع والتوفيق بين البابوين واضاف نحن الان بصدد توحيد الكنيسة الارثودكسية الإرترية.
هنا ما يزيد الحيرة والقلق هو لما كل هذا التهافت في بلد ذات سيادة. الم يكن من اﻷجدر ان لا يتدخل في شؤن كنائسنا وامورنا الداخلية. ام انه يريد ربط الكنيستين الأرثودكستين لأرترية واﻷثيوبية حتي يتمكن من تذليل الفوارق ثم يلي التقريب والتعجيل لمشروعه المستقبلي.
هنا ننوه ونكرر مطالبين كل رجال الدين الغيورين علي سمعة الكنيسة والوطن بأن لا يستجيب لهذا النداء الشائن والمشبوه في مقاصده والذي سيسئ حتما الي سمعت الكنيسة وربما يقلب المواجع مرة اخري.
التعليقات
شكرا يا استاذ ابن زولا، كلامك منطقي وقراءة سليمة. كلنا نريد السلام ولكن يجب أن لا يكون علي حساب السيادة الوطنية