عودة للكتابة بعد غياب لتناول الأحداث المتصارعة في منطقتنا خاصة في إثيوبيا وإرتريا
بقلم الأستاذ: أبو صالح
الجديد في الأمر في الوقت الحاضر هو قبول اسياس افورقي بالمبادرة التي تقدمت بها الحكومة الأثيوبية ممثلة في دولة رئيس الوزراء
دكتور أبى أحمد.
وكما هو معلوم أن إثيوبيا وارتريا خاضتا حرباً طاحنة في الفترة من 1998-2000م وكانت النتيجة كارثية في عدد القتلى من الجانبين, حيث فاق عدد من سقط في تلك الحروب أكثر من 100,000 (مائة ألف) قتيل حسب التقديرات المستقلة وإن كانت غير رسمية وكان في جانب ارتريا 19,000 (تسعة عشرة ألف) حسب التقرير الرسمي لنظام و30,000 (وثلاثين ألف) حسب تقرر الشعب كل هذا حدث في حرب استمرت عامين فقط ولم نخسر هذه الخسارة البشرية في حروب الثلاثين عاماً هي عمر النضال المسلح الذي خاضه الشعب الارتري في الفترة من 1961-1991م.
السؤال الأساسي من المستفيد من هذه الكارثة الدموية التي حصدت هذه الأرواح البشرية ؟
السؤال الثاني والاهم من يتحمل مسئولية هذه الدماء ؟
قد يقول قائل أن النظام في ارتريا نظام غير شرعي وليس له مشروعية حتى يكون مسئولاً عن هذه الكوارث التي لم نخسر مثلها في التاريخ أبداً لا في الماضي ولا في الفترة التحررية التي امتدت ثلاثون عاماً دون انقطاع في حرب والكر والفر والحروب الهجومية والحملات المنظمة التي حشدها المستعمر الأثيوبي.
الأثيوبيين يسيرون في الطريق الصحيح:
التغيير الذي حدث في أثيوبيا مؤخراً بين رئيس الوزراء المستقيل ورئيس المنتخب ينبغي التوقف عنده واحترامه والتعلم منه كيفية تداول السلطة في المستقبل نعم الأثيوبيين ليسوا من خارج القارة الأفريقية التي تعاني من التسلط والدكتاتوريات المقيتة بل كانت أثيوبيا من أشد البلدان الإفريقية التي تعرضت للتسلط ونظام الحكم الوراثي ثم نظام عسكري انقلابي ومع ذلك جاءت الثورة الأثيوبية من رحم المعاناة ونجحت حتى الآن وهي تسير في الطريق الصحيح وبخطى ثابتة والسبب في ذلك القيادات التي تصدرت الثورة في اثيوبيا حيث كانت مكونة من أربع فصائل مختلفة في اللغة والعادات والتقاليد ومع ذلك كونت تحالف ثوري عُرف بثورة شعوب أثيوبيا ومضى على التحالف بينهم 27 عاماً حيث أجازوا دستوراً اتفقوا عليه ويحكمون بموجبه أثيوبيا اليوم وهنا لي وقفة على التماسك الذي حدث بينهم ولم تتفكك الاتفاقيات التي تمت بينهم وهذا يعني أن الأمر أصبحت له ضمانة الاستمرارية في المستقبل لماذا ؟ لأن الجيل الذي تسبب في استقالة رئيس الوزراء السابق هم جيل هذه الثورة وهذا التحالف وببساطة هو في عمر 27 سنة شباب لا يعرف إلا هذا التحالف الذي يحكم أثيوبيا منذ ولادته وهنا مربط الفرس الشباب الذي ترعرع في ظل التحالف لا يعرف أثيوبيا هيلي سلاسى ولا إثيوبيا منغستو هيلى ماريام الذي هرب ليعيش في زيمبابوي التي نجحت بدورها في تغيير صديقه الحميم روبرت موغابي.
وتتلخص انجازات التحاف الثوري الحاكم في أثيوبيا بإيجاز في التالي:-
• إجازة وانجاز وتطبيق الدستور الفيدرالي الذي وافق عليه كل الشركاء.
• تداول السلطة بشكل سلس منذ العام 1991م حتى تاريخه.
• بناء سد النهضة الذي أضحى حديث كل سياسي ومحلل في المنطقة وخارجها.
• حسن التعامل السياسي والدبلوماسي مع دول الجوار ما عدا ارتريا التي أبت.
هذه الحقائق المذكورة حدثا في عهد رئيسي الوزراء هيلي ماريام دسالين وأبى أحمد مع أن رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي هو المهندس الرئيسي للذي يحدث ولكن لم يحالفه الحظ ولم يمهله الأجل لتحقيق ذلك في حياته وقد حققه من أتى بعده من رؤساء الوزراء لأن ابن خالته وصديقه الودود الذي أصبح فيما بعد عدوه اللدود اسياس افورقي لم يترك له فرصة وإلا فهو كذلك حيث كان العداء الشخصي بينهم بلغ بهم أن لا تراجع إلا بغياب أحدهم عن المشهد السياسي أو الرحيل عن الحياة الدنيا وهذا ما حدث !
الخلاصة كل هذه المآسي لم تكن بهذه السهولة إلا بشجاعة أبى احمد الرجل الإنسان قبل أن يكون الرجل السياسي ورئيس وزراء وسوف لن ينسى التاريخ له هذه الحكمة والحنكة السياسية مع أن أثيوبيا أصبح لها مؤسسات برلمانية وحكومة منتخبة ومع ذلك فعلى من يقود السفينة لابد أن يكون مثل الدكتور أبى احمد لكي يتخذ القرارات المصيرية.
أنا كإرتري اقدر له هذا القرار ولحكومته وسوف يكون مستقبل الأمة الارترية والأثيوبية بخير وعلى خير بوجود رجال من أمثالك و يكون المستقبل أكثر إشراقا بغياب اسياس ومن هو على شاكلته عن المشهد السياسي.
وفي الختام أود أن أذكر رجال السياسة والحكم من أمثال الدكتور أبى أحمد وأقول: لا تقودوا الشعوب دون أن ينتخبوكم ، فليكن المبدأ الذي نتحاكم عليه:-
• الدستور،
• البرلمان،
• القضاء،
• الصحافة الحرة،
• التعددية السياسية (تعدد الأحزاب)،
• الابتعاد عن القمع والإرهاب الفكري والسياسي،
أبارك للشعب الأثيوبي هذه القيادة الواعية.
وأدعو الشعب الارتري الإطاحة بالقيادة الفاشلة التي تقوده وعلى رأسها الفاشل الكبير اسياس افورقي.