مجرد رأي
بقلم الأستاذة: مُــنى محمّد صــالح
برز حراك شبابي إرتري واعٍ يعمل بتنسيق عالٍ يجمعه الهمّ الوطني، ومعاناة شعبنا و قضيته التي تكالب عليها الظلم المسكوت عنه
وسط الكثير من التناقضات وفي ظل ظروف أختلط فيها الحابل بالنابل حيث لا توجد رؤية محددة.
ولكن أكثر ما يدعو للفخر في هذه المبادرة الشبابية الخلاّقة قد أخذت بزمام الأمور ويحدوها تفاؤلٌ كبير مبتعدة عن كل ما يثبط الهمم. وذلك بالإلتفاف حول عمل جاد موِّحد يخطو حثيثاً على نهج جبهة التحرير الإرترية رائدة النضال الوطني، حيث يعمل هؤلاء الشباب بترتيب مدهش ومرتّب وكفاءة عالية إحياءاً لمسيرة وتعزيز النضال الوطني على خطى مناضلين وشهداء ضحوا بارواحهم و بدمائهم الطاهرة فداءاً للوطن وأرضه وشعبه، و كل ما بُذِل من عطاء قيادات وثوار عبروا عن طموحات الشعب في الحرية والإستقلال ومهروا في سبيل غايتهم مسيرة النضال بتضحيات لا تقدّر بثمنِِ.
إنَّ المبادرة التي يلتف حولها تدعو حقاً لدفع عجلة الحراك الشبابي، والتغيير الباعث للأمل من جديد بقوة وثبات وعزم، وقد وجد هذا الحراك الشبابي الواعى ما يحمل طموحاتهم بقدر التحدي و الوعي الذي يصاحب حراكهم.. إذ تظل الثورة هي الخيار الأوحد الذي يرونه أمامهم الآن و ينتظره الشعب الارتري في الداخل والخارج الصامد أمام حكم جائر ومستبد.
شباب يتمسّك بعزيمة و إصرار امام كافة التحديات، وبخطى ثابتة لا يخالجه فيها شك علي نجاح هذا المشروع الداع لِــ جبهة التحرير الإرترية منذ انطلاقتها الأولي للكفاح المسلح بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر 1961 كمؤسسة تقف الان بثبات نحو تطلعات كبيرة، بما لديها من امكانيات و كوادر إدارية قادرة على إستيعاب هذا الحراك الشبابي و كسب ثقتهم وبما يقومون به من جهد رائع و إدراك تام بأهمية قضيته ومعاناة الشعب في الداخل والخارج، حري بهم أن يجدوا الدعم والمؤازرة سيما من الكوادر أصحاب التجارب النضالية من كُتاب ومثقفين وسياسيين ممن لديهم الخبرة بمعاصرتهم لحقب تاريخية مهمة في طريق النضال، من أجل أن تتحقق تلك الأهداف و المكاسب الوطنية المرجوّة.. بعيداً عن ترصّد الأخطاء، و النقد السلبي والهجوم غير المبرر و ما يتبعه الانشغال بقضايا إنصرافيّة لا تخدم أحداً غير أنها تطيل من عمر النظام البائس وما يرتكبه في حق شعب مغلوب على أمره من ظلم و ويلات، و معاناة صامتة مازالت تلاحق المختفيين والمغيبين قسراً في السجون والتعذيب و إنسانية مهدرة. و حقب متتابعة من التهميش المُمنهج بمآربه على مدى ربع قرن من الزمان.
هناك الكثير مما يحتاجه جيل بأكمله يبحث عن التوجيه الإيجابي الذي يبدأ بالتعلم والتعمق والارشاد الإعلامي لدعم تجاربه بما يخدم المصلحة العامة.. وهذا ما ينبغي علي كوادر قيادات التنظيمات و قوى التغيير القيام به، وإعطاء نموذجاََ إيجابياََ، دعماََ و دفعاََ للحراك الشبابي الساعي الي التغيير وهذا لا يتأتي دون عمل جماعي منظم والالتفاف حول حراكهم ودفعه نحو الأمام، وهو القابض الان على جزوة قضيته عاضاً عليها بالنواجز من أجل الأهداف التي يتطلع إليها و مصلحة الوطن أولاً وأخيرا.
إنّ ما يجمعهم الان أكثر مما يفرقهم، هموم مشتركة بكل ما يتعرض له الشعب من ويلات وجحيم يومي، وهذا الاستعداد التام للعطاء والتضحية والدعم بكل مسمياته وتلك القيم الإنسانية العالية الشفافية، وهم يسيرون بخطىِِ ثابتة راسخة حيث لا تراجع او تردّد يحولان دون بلوغ اهدافهم على نهج جبهة التحرير الإرترية رائدة الكفاح المسلّح التي عبّرت عن طموحات الشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة، والكثير من المكاسب الوطنية التي يسعى الحراك الشبابي الان بتصميم و وعى كبيرين الي تحقيقه.. هذا وحده كفيل بالوقوف معهم والعمل الجماعي الموحّد.
هذا في راي هو المعنى الحقيقي للنضال.. وظاهرة تدعو لتبني رؤاها لتسع للجميع.. وفي نهاية الأمر مهما تعدّدت الأساليب والطرق غير أنّ الهدف المنشود واحد.. برفع الظلم بكافة أشكاله، وإسقاط نظام متهالك البنيان و جائر، لم يفلح سوى في القمع والإستبداد والتنكيل بشعبه، ويكفي معاناة الوطن الموزع بين الشتات والقهر، وأرض ضاقت بأهلها حيث لم يعد يملكون سوى الصبر، ومعجزةََ توحّد صفوفهم والتطلع بأمل نحو شمس تشرق من جديد و حياة كريمة في وطن يسع الجميع.