القيادة الإريترية، أين كانت وأين وصلت؟
بقلم الأستاذ: إبراهيم علي المصدر: جريدة السلام
إذا كان الهدف الأساسي من الكفاح والنضال هو تحرير الشعوب المضطهدة، فعلي المناضلين توحيد صفوفهم كعصبة واحدة موحد
بعيدا عن المناطقية والقبلية والعشائرية من خلال تطوير الوعي السياسي لدي الجماهير الإرتيرية.
وفي بداية تكوين الثورة الإرتيرية وإنطلاقتها توحدت معظم الفصائل الإرتيرية في مرحلة من المراحل. وكان يمثل ذاك الجيل الولادة الجديدة لإرادة الجماهير الإرتيرية المتطلعة الي دولة تسودها العدالة والحرية، وكانو يؤمنون بوحدة الصف وتعبئة قواهم من خلال النضال والكفاح المسلح، وهذه الرؤية منحت الفرصة للثورة الإرتيرية وأعطت لها إمكانية التغلب علي القوة الإستعمارية في إثيوبيا.
وعندما تناضل الشعوب تحت رأية قيادة موحدة تؤمن بوحدة المعارضة من أجل حقوقها التاريخية تصل الي هدفها مهما طال بها الطريق.
ويقول سلامة موسي: ”إن الإستقلال وحده لا يكفي، وأن أمة مستقلة متخلفة، سواء في حكوماتها أو هيكلها الإجتماعي، لا تحيا حياة كريمة“.
ومعظم الثورات الناجحة في تحرير شعوبها هي الثورات التي تعرف كيف تعالج قضاياها الداخلية قبل أن تتوسع دائرة الخلافات بين صفوفها.
وبعجالة نوضح الدور المهم الذي لعبته جبهة تحرير إرتيريا مع الجبهة الشعبية الفلسطينية في فعاليات وتعبئة النضال التحرري الوطني للشعب الإرتيري من خلال تقديم مساعدات تكتيكية ومادية ومعنوية، ومن بين هذه الأدوار التاريخية برز إسم إنيس النقاش الذي كلفه أبو جهاد بمقابلة الشهيد الراحل عثمان صالح سبي الذي كلفه فيما بعد الي السفر الي العاصمة الإثيوبية للإفراج عن سجين إرتيري في أحد سجون إثيوبيا.
وهكذا تمت تكلفة نقاش بالعملية وسافر الي أديس أبابا ليحرر سجينا إرتيريا لم يلتقي به سابقا. ومن حسن حظ نقاش كان الرجل طليقا خارج السجن، وهذا ما وفر عليه إعداد خطة لتهريبه.
التقي معه ودربه علي كيفية الخروج من إثيوبيا وأعطاه جواز السفر لتسهيل خروجه من المطار، ثم بعد ذلك شرح له كيف يضع صورته في الجواز، وكيف يسافر الي إيطاليا، وهناك يلتقي بشخص آخر يقدم له جواز جديد ليواصل به رحلته نحو لبنان.
وهكذا يصل السجين الإرتيري الي لبنان ويتلقي فيه التدريبات اللازمة ثم بعد ذلك يرجع من حيث أتي ليقوم بالعملية التي كلف به من قبل قيادة الثورة.
وأما اليوم، فالقيادة الإرتيرية غير قادرة علي إقناع مواطنيها في المهجر.. بينما في السابق رأينا كيف حققت نفوذا وكثيرا من الأتباع في الشرق الأوسط. وخاصة في اليمن الجنوبي وسوريا ولبنان والسودان والصومال ودول الخليج وتونس والرباط.
وإن دل هذا علي شئ، فإنما يدل علي حكمة الرعيل الأول من المناضلين الكبار في الساحة الإرتيرية.
لو أن القيادة الإرتيرية إستثمرت تاريخ نضالها الحافل بالإنتصارات وأستكملت مشوارها، فإنه من الممكن أن تستعيد قوتها في الداخل والخارج.
فهل تعيش القيادة الإرتيرية في الخيال أكثر من الواقع ؟
أين كنا، وأين وصلنا ؟