انتفض الشعب وماذا على الشباب والنخب
إعداد: مكتب الاعلام حزب النهضة الارتري
إن انتفاضة الشعب الارتري التي عمت كل أرجاء العالم ليس لها مثيل بالنظر إلى كل جوانبها
من حيث عددية المشاركة والتنظيم وتكرارها والتناسق في الشعارات والهتافات والأماكن التي تقوم أمامها وتكرارها في تصاعد مستمر برغم محاولات النظام في بلبلة هذه الجماهير من خلال بث سموم الاختلافات الدينية والقبلية والمناطقية قد مثل الإصرار في الاستمرار بعزيمة مؤكدة بان هذه المظاهرات هي صوت الشعب الارتري بأكمله تعكس سنوات العذاب والآلام والكبت والاضطهاد التي ظل ولا يزال يعيشها شعبنا الارتري تحت نظام يستخدم الأسلوب البوليسي في إحكام القبضة على شعبه في تعتيم إعلامي رهيب حيث أن العالم لا يدري عن ارتريا إلا عبر المقابلات التي يعقدها رئيس النظام والمهرجانات التي يقيمها بقصد ابتزاز الارتريين بالخارج والحصول على الأموال من خلال هذه المظاهرات يعبر شعبنا عن بشاعة هذا النظام وفساده وعجزه عن إدارة البلاد وتسببه في الدمار والتشرد.
هذه الانتفاضة قامت لان كل أسرة ارترية لم تسلم من ظلم النظام وتصرفاته الطائشة وهذه الأسر من قريب او بعيد تتجرع الآلام نتيجة للتشرد واللجوء والسجن والتعذيب داخل السجون ومرض يفتك بالكبار والصغار وحيث لا علاج، وفقر حيث لا عمل ولا من يعول، فكم من شاب مات بحثا عن الأمان وكم من امرأة ماتت من عسر الولادة حيث لا رعاية صحية وكم من أطفال ماتوا نتيجة الجوع او سوء التغذية وكم من كبار السن ماتوا كمدا لعدم وجود من يرعاهم فصارت البيوت خرابا بعد عمار وعدد كبير ممن فقدوا العقل وصاروا مجانين نتيجة للصدمة الواقعية التي لم يستطيعوا الصمود أمامها والصبر عليها وكم من تاجر غادر البلاد بعد ان تألم من كثرة التسلط والنهب والسلب والمضايقات والتهديد والوعيد فلم يأمنوا على ممتلكاتهم وأنفسهم، وكم من الفنانين والرياضيين مثلوا منتخب بلادهم وبقوا حيث حطت أقدامهم خارج الوطن لأنهم في هذا الوطن وفي ظل نظام اسياس افورقي لم تجد المواهب أية اهتمام أو رعاية.
وان الاتجار في البشر صار العنصر الارتري هو سوقها الرائج صارت مورد زرق وفير لجنرالات اسياس حيث صاروا شركاء مع المهربين وفي القرن الواحد والعشرون وبعد كل هذه النضالات والاستشهاد من اجل الحرية يصبح الارتري عبدا يعرض للبيع والشراء في سوق العبيد في ليبيا وقد تداولته وسائل الاعلام العالمية وصار مادة للنقاش في اللقاء الاوروبي الافريقي في ابيدجان في نوفمبر من هذا العام 2017م انه العار الذي يطبع جبين أي ارتري صار الفساد الاداري ينخر كل مفاصل الدولة حيث المحسوبية وشراء الذمة بالمال والسجون تمتلا بالمنتظرين للتصفيات الشخصية وزد على هذا تردي كافة الخدمات وطن بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طرق امنة والناس يقفون طوابير أمام المخابز ليحصل كل مواطن على حبة خبز ويقفون طوابير حتى يحصلوا على النصيب المحدد لهم سحبه من اموالهم في البنوك، ويقفون بالطوابير لكي يستخدموا الانترنت في مقاهي النت التي لكي تستخدمها تمر باجراءات امنية مشددة.
بلادنا في ظل نظام هقدف صارت شواراعها وزواياها تعكس الحالة المزرية التي تعيشها وذلك من خلال انتشار مرضى النفس والمجانين وكذلك المتسولين ففي البلاد لا ترى على المحيا الابتسامات فالعبوس هو المسيطر والاطفال ليسو اطفالا فالهموم اخذت من وقت لعبهم والخوف والرعب اخذ من وقت طفولتهم وبراءتها فهؤلاء الاطفال كل همهم وجل اهتمامهم هو الخروج من البلاد هربا ويمنون بالعيش خارج الوطن حتى لا يكون مصيرهم كابائهم، والاسرة الإرترية تعمل بكل ما تستطيع من اجل تمكين اطفالها للخروج من هذا الجحيم حفاظا على سلامتهم وان يجربوا حظوظهم في حياة مختلفة في بلاد اخرى، فالنظام قد وسد كل المنافذ التي منها تتحقق الحياة التي استشهد من اجلها ابطال ارتريا في حرب التحرير.
فالانتفاضة الشعبية حاليا صارت اكثر اتقادا ولهيبها اخترق عقول جنرالات النظام وصاروا يتخبطون في كل شيء ويصدرون من فينة واخرى قرارات اعتباطية بدلا من التجاوب مع هذه الهبة من خلال اخراج قرارات تستجيب لمطالب هذه الجماهير اقلها الاسراع في اطلاق سراح السجناء والمعتقلين ولكننا نراهم يشعلون حربا شعواء ويستخدمون كل الحيل والاساليب من اجل البقاء على الظلام، ولكن المتظاهرين قد اقسموا بان تكون وقفة الشيخ سليمان هي الوقفة الاخيرة وان سجنه اخر سجن ولن نسمح ابدا بمزيد من الأحزان، فهذه المظاهرات تكتب من حروف اخريا بان هذه هي اخر ايام النظام.
وان عالم اليوم نراه يتحرك تجاوبا مع هذه الانتفاضة، لأن هذه المظاهرات فتحت منافذ ليدخل منها الاعلام العربي والاجنبي ويتحدث عن فظاعة النظام وأساليبه الماكرة واستئساده على شعبه وأكدت على انفصال النظام من شعبه تماما. والا فان هناك الاما فظيعة وارتكاب جنايات في حق شعبنا ترتكب صبح مساء وصرخات شعبنا في السجون وحتى في سفارات هقدف بالخارج وخاصة في الدول العربية حيث المواطن يعد فريسة لنهب امواله وهو المورد المفضل للنظام وتمارس هذه السفارات التهديد بمختلف صورها حتى يقبل عليها المواطن مستسلما ويدفع اليها كل ما تطلبه مجوعا ابناءه ورامياعائلته لعجزه عن سداد الايجار، انها ماساءة حقيقية يحتاج ان يتحدث عنها الاعلام، وشعبنا بالخارج عليه عكس هذه الماسات كما يجري اليوم عبر الاساليب الحضارية التي يقدر العالم المتقدم اليوم.
ان التفكير في مستقبل الوطن والمجتمع اذا كانت مسئوليتها تقع على كل ارتري الا ان النخب الفكرية والسياسية يتعين عليها تحمل اعبائه ومخاطره لانها تحمل الاهلية والمقدرة في التفكير بحرص وبنظرة متعمقة وبتجرد من العواطف والمشاعر التي تبعث بها الأحداث، كذلك شباب الوطن هو الاخر معني بالمستقبل من حيث الاستفادة وتحقق المنفعة لان الشباب هم المستقبل وبناء الاوطان وعمارها وازدهارها يقع مسئوليتها عليهم، فالشباب دورهم طليعي في التغيير والبناء في أي امة فهم يتمتعون بالقوة الجسمانية والارادة الفولاذية حيث تكمن فيهم القدرة على المخاطرة ومواجهة التحديات.
بالتالي ازاء الوطن الذي يمكن وصفه بانه لم يصبح وطنا بل صار مهجورا من اهله لان الملايين في الخارج بدلا من ان يعودو للوطن بل يزداد عددهم بخروج عشرات الالاف من داخله هربا، فمن الذي جعل من هذا الوطن على هذا الوضع، اليست مدرسة ضياء حالة تعكس جانب من الوطن الذي تلاشت فيه كل مؤشرات الامل في المستقبل الموعود.
نعيد ونقول بان دور النخب والشباب هو السؤال الابرز اليوم،اليس يتعين عليهم الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية التي طالما تشوق اليها كل ارتري في عام 2011 ايام الربيع العربي حيث انتفاضة الشعوب على حكم الجبروت ومصادرة الحريات وكتمان الانفس وحبس العبرات، فالفرصة قد دانت واتت وابطال اخريا فجروها بصدروهم العارية الا من الايمان بان لهم الحق في الحياة كغيرهم من البشر في الدنيا، هذه الفرصة الذهبية يجب الا تفلت وينبغي استثمارها من اجل تحقيق الغايات العظمى التي تتطلع اليها جماهير ارتريا.
تأييد هذه الانتفاضة وتحفيز الجماهير للتظاهر والاستمثار والصمود واجب النخب والشباب وعليهم التصدي للنظام ومن يروجون لاكاذيبه في محاولاتهم البائسة للنيل من هذه الانتفاضة ومقصدها واسبابها وتثبيط عزم الجماهير حتى تفقد رؤية بريق الامل الذي يلوح في الافق، ويجب على النخب والشباب الا ينجرفوا مع النظام في البحث عن اسباب قيام المشكلة في مدرسة الضياء او المحاولة للاجابة عن التساؤل لماذا قامت الانتفاضة في اخريا ولم تقم في غيرها فالدخول في هذا الجانب يعني تغافل المشكلة الكبرى وهي أن الوطن برمته يئن والملايين من البشر لا تنام بالليل وعشرات الالاف من الابرياء في سجون النظام يعدون الانفاس ومثلهم مئات الالاف من الارتريين بالخارج يتحينون فرصة العودة للوطن للم الشمل، فكم من ام تنتظررؤية احفادها وكم من اب يترقب كل ما اشرقت الشمس ان يلتف حوله ابناؤه واحفاده، ان المشكلة هي الوطن الذي ينادي ان هبو الي والشعب الذي يستنجد ويرسل الاهات والعبرات.
ان على النخب والشباب التفكير في الخلاص من الوبال الذي خيم على بلادنا لسنوات، فوجود هذا النظام هو سر البلايا و ليكن اقتلاعه هو الهدف الأسمى ولتحقيق ذلك على كل الجهود ان تتكاتف في تصعييد وتطوير العمل المناهض للنظام والذي انتظم فيه الارتريون في مشهد غير مسبوق من قبل حتى اضحت تحقق مكاسب كل يوم مزيدا من تاييد الدول وبمزيد من عزل الغيوريين من ابناء هذا الشعب الذي يخدمون النظام في السلك الدبلوماس والعسكري ولتكن مطالب كل الجماهير اننا نبحث عن حياة افضل بعد زوال النظام الذي ليس له أي فسحة من الوقت للتفكير في حالة الشعب وما يكابده ومصير الوطن وما يتربص به من مكائد ومؤامرات.
وبالذات شباب ارتريا وهم المستقبل الواعد ان تكون لهم دور الريادة فحماسهم وعنفوانهم هو المعول عليه في ان تكون الاداة التي تقتلع النظام ففي كل حين الجماهير الارترية يتساءلون اين الشباب فهم معقد الامل وطوق النجاة الذي لا يزال ينادي بها الشعب في أي مكان وفي كل حين على الشباب ان يفكروا مليا في اخوتهم الصغار واباءهم وامهاتهم فارسال المساعدات والمصاريف هو حل لمشكلة وقتية اما الحل الدائم فيكمن في احلال السلام والاستقرار في الوطن حتي يتغير حلم الاطفال من الهرب الى خارج الوطن الى شحذ الهمم في التعلم واكتساب المهارات من اجل بناء الوطن ورفعته، على الشباب ان يقولوا للنظام كفاك التلاعب بمستقبل جيل باكمله فكونو قوة هذه المظاهرات وشعلتها التي لا تنطفي ليكون صوت الرفض أعلى من كل اصوات الخانعين والقابعين في نعيم زائل.