الأمين محمد سعيد والسقوط المتكرر
بقلم المهندس: عمر أبوبكر المصدر: رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
أدلى سكرتير الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الأمين محمد سعيد في مساء الجمعة العاشر من نوفمبر الجاري، ضمن كلمته أمام
اللقاء الجماهيري الذي عقده في سفارة دولة إرتريا بالرياض بمناسبة فعّاليات مهرجان إرتريا السنوي الذي تنظمه السفارة في شهر أكتوبر من كل عام، بالتصريحات التالية، وذلك نقلا عن شبكة رصد الإخبارية الإرترية وإذاعة ارينا الدولية:
(إن الحكومة الإرترية علمانية ولن تسمح بإنشاء المدارس الدينية ووضع صورة مريم العذراء أو الآيات القرآنية في الأماكن العامة... ما حدث في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي في أسمرا كان عبارة عن تحريض لأطفال صغار للخروج والتظاهر وإن حسم الأمر لم يستغرق دقائق) وردا على هذه التصريحات، أقول للسيد السكرتير:-
• هل إرتريا ملكية خاصة ورثتموها من أجدادكم لكي تفرضوا على شعبها نمط حياة الإلحاد والفساد الأخلاقي ؟
• وهل الحكومة العلمانية تمنع شعبها من ممارسة شعائره الدينية ؟
• أم أن علمانيتكم مختلفة عن أصل العلمانية العالمية ؟
نحن الإرتريين نعيش في أمريكا، كندا، أوروبا، وأستراليا ولم تمنعنا حكومات هذه الدول من ممارسة شعائرنا الدينية السمحة ولم يطلبوا من بناتنا ونسائنا خلع الحجاب والتبرج، ولم يمنعونا من فتح مدارس دينية خاصة لأولادنا وبناتنا. بل بالعكس تساهم حكومات هذه الدول ببعض المال لإنشاء مثل هذه المدارس الخاصة. فهل العلمانية التي تعلمتموها في الجبال هي عكس ما عرفها العالم؟ وتعتمد على التسلط وهدم القيم السمحة للمجتمع بالسماح بالفجور والانحطاط الأخلاقي ؟
إن أمركم هذا لعجيب ! إنه آخر الزمان أن تفرضوا التفسخ والرذيلة وتجبروا الشعب كله من سكان الريف والمدن أن يعيش في حالة من الذعر من زوار الفجر وبيوت الأشباح التي تُمارس فيها فنون القمع الجماعي ضد المواطنين.
ألهذا ناضل شعبنا ؟
نحن قبلنا بحكمكم بعد التحرير مباشرة كمرحلة انتقالية، وكان عليكم تعميق الأسس السليمة لقيام دولة ديمقراطية تعبر بصدق عن شعبها المناضل وتحترم تعدده الديني والاثني والثقافي وغيره.
هذا الشعب الأبي الذي قدم الآلاف من الشهداء لقيام مثل هذه الدولة التي كان يحلم بها كل مواطن في الداخل والخارج بعد معاناة وتضحيات كبيرة قدمها الإرتريون من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدل والسلام كان من حقه عليكم ومن المفترض أن تكونوا على مستوى ذلك الحدث التاريخي. إلا أنكم وبالعكس تماما سخّرتم نتيجة تلك النضالات لصالح مشروع الهيمنة القومية للتقرنية على حساب بقية المكونات، وجعلتم من إرتريا بكل فئاتها وأقوامها وثقافاتها وأديانها في خدمة هذا المشروع المدمر، على الرغم من أن مثل هذه المشاريع لن تلقى أرضية بين الشعب وتتعارض مع التعايش الوطني والمشاركة العادلة في السلطة والثروة.
إن ما يحدث الآن في إرتريا هو نتاج لممارسات طغمة فاشية متعطشة لسفك مزيد من الدماء ضد المواطنين الأبرياء العزل وقتل المناضلين الشرفاء والزج بالشباب والكهول في السجون، التي لا تراعى فيها ظروف المسنين، وكذلك معاداة الإسلام واللغة العربية من أجل خدمة الهيمنة القومية.
وكما هو معروف إن الوطن ينهض بنهوض قيم السلم المجتمعي والشراكة الوطنية بين المكونات ويسقط ببروز قيم التعصب والانغلاق على الذات كما هو الحال في واقعكم الآن، وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على قرب نهاية حكمكم القهري ليُلقى بكم في مزبلة التاريخ والى الأبد إن شاء الله.
أما ما ذكرته حول ما حدث في 31 أكتوبر بأنه عبارة عن تحريض أطفال صغار للخروج والتظاهر، أو تذكيرك هنا بأن من قام بمظاهرة في سوريا هم أطفال صغار يرددون ارحل ارحل يا بشار. وبما أن حكومة بشار لا يقل إجرامها عن حكم عصابتكم فعاقبت من قام بهذه الفعلة مما جعل أولياء أمور الأطفال ينتفضون ليطالبوا بإخراج ابنائهم من السجون. وعندما تعنتت حكومة بشار انتفض الشعب كله وانظر الآن الى ما وصلت اليه سوريا، وقد أعذر من أنذر.
أما قولك إن حسم الانتفاضة لم يستغرق دقائق، فأبشرك بأن الشعب الإرتري تعلم من تجاربه معكم ومن تجارب غيره في العالم ورفع شعار إسقاط النظام لتحقيق العدالة الحقيقية والديموقراطية والسلام، وإن نصر الله لقريب.