أزلام النظام يلجأون للتهم الصفيقة للي عنق الحقيقة
بقلم الأستاذ: أبو عثمان المصدر: رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
إنه من سخرية القدر وعجائب الدهر ومهازله أن يكون أذناب وأدوات وعملاء النظام هم أدعياء
الحرص على الوطن ووحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي.
لصرف الأنظار عن انتفاضة مدرسة الضياء وما أحدثته من حراك في أوساط الإرتريين في الداخل والخارج وما أحدثته من تعاطف في الامتدادات وما أحدثته من تفاعل في وسائل الإعلام باعتبار أنها فرضت نفسها بحيث لا يمكن تجاهلها، ظهرت بعض الأصوات للتقليل من دور الانتفاضة ووصمها بأنها عمل خارجي يستهدف سيادة ووحدة الوطن.
بعيدا عن دعاوى الاتهام بالإرهاب والداعشية لكل من الدكتور عبد الحي يوسف والشيخ أبو الرشيد، وهما معروفان بنهجهما الوسطي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، من المؤسف جدا أن يتحدث ”الهقدف“ وأتباع وأذيال وأزلام نظام الهيمنة القومية عن الشراكة والتعايش وحق العبادة واحترام القيم والدين والموروث.
إذا كانت استجابة الدكتور عبد الحي يوسف لصرخات الفتيات المسلمات اللائي نزع حجابهن واجبرن على الاختلاط وترك القرءان واللغة العربية وسجن الشيخ التسعيني موسى محمد نور لمجرد وقفته الشجاعة، فماذا ترك نظام الهيمنة القومية، القاتل الجاثم على صدر الشعب الإرتري، للتعايش والتسامح؟ وأي وحدة هذه التي تبكي عليها النائحات المستأجرات ؟ إن هؤلاء أغبياء، والغبي دائما يعتبر الآخرين أغبياء مثله.
نريد إجابات من المطبلين للنظام من أدعياء الوطنية والوحدة، حيث لدينا أكثر من عشرة آلاف مخفي من الأساتذة، وبصفة خاصة أساتذة المعاهد الإسلامية، والسياسيين والفنانين وقدامى المناضلين وقادة الرأي والفكر في مجتمعنا، وطلاب العلم والنساء والفتيات القاصرات أمثال سهام علي عبده وجدها التسعيني اللذين اعتقلا بجريرة الوزير علي عبده الذي كان من اقرب الداعمين لرأس النظام واكثر المزاودين بوطنية النظام حتى في ظل الفترة التي كان والده معتقلا فيها في المرة الأولى، وفي النهاية هرب بجلده والأسئلة كثيرة، ومنها :
1. أين هؤلاء السجناء منذ لحظة اعتقالهم منذ 26 سنة ؟
2. وهل هم أحياء ؟ وإن كانوا غير ذلك، كيف ماتوا وأين دفنوا ؟
3. ولماذا لا يراهم أقاربهم منذ لحظة اعتقالهم ؟؟
4. ولماذا لا يقدمون إلى محاكم علنية ويحضر أقاربهم المحاكمات ؟؟
في زمن الاستعمار الأثيوبي الذي استبدلناه بنظام أكثر ظلما ووحشية، كانت العدالة متوفرة والأخلاق عندهم موجودة، ولديّ تجربتي الخاصة معهم حيث اعتقل أحد أقاربي في ذلك الوقت من قبل الأثيوبيين فكان كل شيء واضحاً...
▪ أسباب الاعتقال: التعاون مع الثوار وتقديم المساعدة لهم وهي معروفة للمعتقل ولذويه؛
▪ مكان الاعتقال: معروف والأسرة تسجل زيارات أسبوعية للسجين وتقدم له الغذاء والأغراض؛
▪ العدالة: توجد محاكم وقانون ودستور للدولة الأثيوبية تتم المحاكمات بموجبه - رغم اختلافنا مع حيثياتها - وبصورة علنية ويحضرها ذوي المعتقل، هذه المحاكم تحدد العقوبة وتتوفر كل وسائل الدفاع عن النفس من الاستئناف والاسترحام - وإن كانت شكلية - وتكون فترة الحكم محددة؛
▪ ومكان السجن معروف وتوجد الخدمات العلاجية للسجين.
هذه المعايير تنعدم تماما في دويلة العصابة الحاكمة في أسمرا التي يُلام الشيخ الفاضل عبد الحي يوسف بتوجيهه اللوم لها وتعريتها.
للمطبلين أقول، هذه الدويلة لا تمثل الشعب الإرتري وحتما سوف تزول غير مأسوف عليها، وإن العصابة المشكلة من أمثال ”ودي كاسا“ و”ودي ممهر“ و”ودي عقبى ازقهير“ وكبيرهم ”إسياس“ الذي علمهم السحر. هؤلاء وكذلك شذّاذ الآفاق أمثال الأمين محمد سعيد الذين يلعبون دور المغفل النافع ضد المكونات الإرترية المُهَيْمَن عليها. هذه العصابة لن تصمد طويلا وسوف تسقط وتزول.
ربما هؤلاء يرون ذلك اليوم بعيداً ولكننا نراه قريباً، والمؤسف جدا أن يتحدث أبواق ”الهقدف“ وأتباعهم وأذيالهم وأزلامهم عن الشراكة والتعايش وحق العبادة واحترام القيم والدين والموروث وهم لا يحفظون إلاَّ ولا ذمة لأحد ولم يوفروا حتى أقرب رفاق دربهم إليهم ونكلوا بهم أشد ما يكون التنكيل مثلهم مثل غيرهم، فهل كانوا هم أيضا دواعش وإرهابيون ؟ أم إنها التهم تُلقى كيفما اتفق وهواهم وما يريدون تحقيقه منها ؟ تهم جاهزة، مفصلة لكل مناسبة وزمان ومكان ولكن هيهات أن يستطيعوا حجب الشمس بغربال.