السلطة تغير أفورقي ارتريا... من ثائر إلى مجرم
بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - ديبلوماسي أرتري سابق في الإتحاد الإفريقي
إن الديمقراطية مبدأ إنساني مطلق وهبة فطرية لا يمكن الحياد عنها أو الصمت دونها، وفي ظل غيابها لا يمكن أن نحلم بإحترام حقوق
الانسان وننتظر من حاكم ديكتاتوري مارد إطلاق هوامش من الحريات في أرتريا، ومن يحلم بذالك هو إنسان سطحي وساذج لأبعد الحدود في فكره ومفهومه السياسي.
وإن منطق الواقع السياسي داخل أرتريا يوحي لنا بأن هناك صعوبة لأحداث معادلة التغيير لطبيعة السياسة القمعية المتبعة من قبل العصابة في الداخل وإن أفورقي أرتريا ليس ساحرا حتى نهابه أو نشعر بالانكسار أمامه إنه لقد فقد كل رصيده النضالي أمام الشعب ألارتري وتحول من ثائر حر إلى مجرم مطلوب أمام العدالة الشرعية، وإن هذه الخلاصة تعول علينا تدارك المواقف بسرعة متناهية للخلاص من هذه العصابة المتسلطة على الشعب ألارتري، وألتي سرقت وسلبت وحورت كل إنجازاته وبطولاته وإنتصاراته وجعلتها خصما عليه وعلى كرامته وأغرقت الوطن في بحيرة دامية من الحزن والأسى دون أن تمييز أحد من مكوناته الإجتماعية وجعلته مستعبدا في أرضه وقابع في غياهب الظلم والهوان في عهد طقوس العولمة والمصالح الذاتية الضيقة وفي زمن المساحيق السياسية وثعلبة التشكيلات الانتهازية النتنة ألتي لا ترقى إلى القيم الإنسانية النبيلة.
إن هذا الوضع الأليم يقودنا أن نضع أكثر من مليون علامة إستفهام عن وجودنا كبشر وعن طريقة تفكيرنا كسياسيين ومقاومة ودعات تغيير لإنقاذ ما تبقى من هذا الشعب العنيد وعلينا مراجعة هذا المسار لوضع حد لهذه المهزلة السياسية الماحقة والمفاهيم الضيقة ألتي لا تتعدى عتبات الكنتونات المدبلجة بالمصالح الشخصية، إذن السؤال المطروح أين الصحوة والوعي السياسي الجامع والفكر الإيجابي في إيطار المفهوم الوطني؟؟؟ أسوة بذكري عيد الإستقلال المجيد هل نحن اليوم بصدد الطعن في حريتنا وكرامتنا حتى نختلف في إحياء هذه الذكرى المجيدة ومن يفكر بهذا المنطق فهو ليس منا ولا يمكن الصمت والرهان على أمانة الشهداء، فمن ينتهج هذا الفهم عليه إعادة تقييم هويته الأرترية وتحديد موقعه من السيادة الوطنية وهذا التوجه يعتبر خصم حقيقي على مظلة المواطنة الأرترية لأن الحرية ملك للشعب وليس للزمرة الحاكمة في أرتريا ولابد من إعادة الحقوق المصادرة إلى وضعها الطبيعي.
وإن غياب الدستور ومصادرته في أرتريا يعني لنا قتل الديمقراطية برمتها وهو أعدام كامل لحقوق المواطنة وهذا النهج أدى إلى تكريس تام لسلطة وحكم الفرد في أرتريا، ونحن اليوم نتطلع للإحتفاء بالعيد الوطني السادس والعشرين للحرية والإستقلال المرصع بدماء الشهداء وهذا يحتم علينا أن نقف أمام المهام بكل مسؤولية وحضور ذهني وتجرد علينا أن نثمن حجم التضخيات والتحدي ألذي صنع هذه الهبة القيمة وألتي أتت بعد عقود من الزمن المرير وإسمها الحرية وبهذه المناسبة نزف التحية والإجلال والاكبار لشهداء الثورة الارترية ونقول بكل إباء وشموخ والمجد والخلود لكم أيها البررة ونحي بهذه المناسبة جميع أسر الشهداء ونخص الآباء والأمهات والزوجات والأبناء ونعض على نواجزهم ونعدهم بالتكريم الأمثل ألذي يليق بهم ويرقى بمقامهم النبيل ومكانتهم السامية.
وهذا المداد هو روح متقدة للأمل والعمل بوعي وإدراك من أجل العدالة المفقودة إكراما لتلك التضحيات الجمة والدماء الطاهرة ألتي خضبت أديم الأرض وروت ثراه مدرارة من أجل حياة كريمة، ومع العلم إن العصابة الماحقة لقد ذهبت بكل الأماني الجميلة ألتي كنا نحلم بها ونتغنى لها وأصبحت من أعراف لزمن القديم ولابد من تجديدها قبل أن تؤول إلي كلمة كنا وكان.
وفي ظل غياب السلطات التشريعية والتنفيذية للحكم الديمقراطي لقد خضع الشعب للحكم الفردي بكل أمزجته ونزعاته ونعراتة ورغباته الشخصية وشذوذة السياسي، وهذا الممارسة تعتبر جرم وإختلاس ونهب للحقيقة ويتم هذا الفساد المشري في ظل غياب المظلة القانونية الواغية لحقوق المواطنة.
وإن غياب الديمقراطية في أرتريا أدى إلى الحكم المطلق للفرد من دون رقيب وعتيد وهذا يدعونا للتفكير الكمي والنوعي في ثمن التغيير الديمقراطي القادم من أجل العدالة الإجتماعية ووحدة الشعب ألارتري والتعايش السلمي بين مكوناته بكل تعدداته الاثنية والعرقية ومعتقداتة الدينية.
وإن تغيب السلطة القضائية المستقلة ألتي تتمتع بالحياد التام، وتغيب الإعلام الشفاف المستقل ألذي يمثل سلطة رابعة وسلطة رائدة في حكم البلاد وفق الصلاحية الدستورية المفقودة والمصادرة من قبل الدكتاتور ألارتري أسياس أفورقي وعصابته المجرمة ألتي غدرت بالحرية وكل المعاني السامية في أرتريا.
لكم مودتي
وكل عام والشعب الارتري حرا مستقلا
المجد والخلود لشهداء الحرية