فكرة الأقازاويان... وآهات الهوية الأرترية - الحلقة الثانية
بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - دبلوماسي ارتري سابق في الاتحاد الافريقي والمنظمة الاممية لتنمية افريقيا
كانت الحلقة الأولى عبارة عن بداية معالم وموجهات عامة تمثل مدخل وأرضية لسرد مشروع
هذه الفكرة العابرة للحدود كما ذكرت في المداخلة السابقة وهناك أسباب مزمنة دعت إليها في تلك الحقبة التأريخية من تأريخ هذا المنطقة ألتي بشرت بنهاية مملكة أكسوم الحبشية وألتي عاشت عدت قرون قبل الميلاد على حسب الروايات الواردة في صفحات التأريخ من قبل العديد من المؤرخين والمختصين في تأريخ منطقة أرض الحبشة.
إن الأهمية القصوى لبقاء مملكة أمام شراسة حملات الامهرة لقد أدى إلى بروز فكرة الأقازاويان العرقية على السطح لما لها من أسباب إرتبطت بوجودها من أجل الاستمرارية وإن هاجس الخوف والحرب كان له أثر كبير في نفوس التقراي المنطقة وكان من أهم أسباب قيامها لأن الحروب الإثنية الدائرة بشكل دائم بين ملوك الامهره والتقراي كانت تمثل لب الفكرة الأقازلوية كمضمون يمثل مخرجا لها، ولكن لم يحالفها الحظ لأن هناك عوامل خارجية طغت عليها وعجلت من نهايتها في ربوع المنطقة وسوف نلقي عليها الضو في الحلقات القادمة لتوسيع رقعة المعرفة لإستيعاب تلك المراحل وذلك التأريخ القديم المتجدد في مجازه المرسل من قبل بعض المهتمين بشؤن هذه المنطقة ونجزم القول بأن السبب الرئيسي لهذا العداء العرقي وتدعياته ألقى بظلاله على كل المنطقة.
إن صراع أباطرة الحبشة والعداء المستمر بينهما في تلك العصور وتحديدا في عهد الملك يوهنس الرابع ملك ملوك مملكة أكسوم الواقعة شمال إثيوبيا الحالية والمعروفة اليوم بإقليم التقراي ونده العنيد منليك الثاني ملك ملوك أباطرة قومية الامهره في الهضبة الحبشية لقد عاشوا دوامة صراع عرقي خلف تأثيرات سالبية على مستقبل شعوب المنطقة برمتها وراهن على أمنهم وسلامهم حتى تأريخ اليوم وإن المشهد السياسي الإثيوبي الحديث كفيل بالإجابة على هذا التفكير الاقطاعي ألذي كان حينها حاضراً بكل صفاته السيئة في ربوع الحبشة القديمة واليوم نجد تطورات المشهد القديم يتجدد في إيطار الدولة الدستورية الحديثة.
إذن هذا التفكير المزمن لقد خلف العديد من الأفكار السلبية في المنطقة وان فكرة الأقازاويان لا تخرج عن مضمون هذا الفهم الضيق من أجل نهم السلطة الإقطاعية المتخلفة على حساب مصالح شعوب هذه المنطقة.
وسوف يكون موضوع الحلقات القادمة من هذا الجهد المتواضع في ركاب هذه المنطقة ان نستشف من أين انطلقت فكرة الأقازاويان؟ ومنهم عرابها تأريخيا؟ وكم عمرها ومدى مفعولها وما هي علاقتها بالتقسيم على قواعد عرقية؟ وما هو ومدى تأثيرها الجغرافي من بعد الحداثة وتكوين الدول والحدود الموروثة من قبل الاستعمار الأبيض بكل أشكالها على الخارطة الإفريقية وهل هي كفكرة عرقية تتمتع بمقومات التجديد أم لا؟ أم هي محطة متكرر للعبور قصد منها إستهلاك الزمن لبقاء السلطة الدكتاتورية في أرتريا عبر هذه الأصوات الموشحة بطنين العنصرية وما تلاها من هذه الترهات الطائفية العرقية الشاذة وما هو موقف الهوية الأرترية منها في هذه الشأن.
نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة