بقلم المناضل الأستاذ: محمد إدريس جاوج - ديبلوماسي أرتري سابق في الإتحاد الإفريقي

عندما فكرت في الكتابة عن فكرة الأقازاويان ألتي بدأت في عهد مملكة أكسوم الحبشية

لقد راودتني العديد من الأسئلة المتقاطعة حول هذا المشروع في عرقه القديم ولونه الطائفي المتجدد منذ بداية نشأته حتى هذه اللحظة.

فإن محاولت البحث والتنقيب في ثنايا وحنايا هذا الفكرة عملية ضرورية حتى نضع المتلقي بشكل جلي في صورة واضحة وفق حقائق تأريخية مرتبطة بحركة النمو والتطور في محيط هذه المنطقة ألتي تميزت بالعديد من الصراعات النزاعات والحروب العرقية والطائفية المدمرة لسلام وأمن شعوبها تحت العديد من المسميات والعناوين والمشاريع المبهمة.

كذلك إن الأوضاع السياسية والمظالم في أرتريا لقد القت بظلالها على هذا المشروع الذى تميز بالعنصرية العرقية والطائفية دون مرجعية جغرافية محصورًا في بيئة إجتماعية مغلقة تتمتع بلغة وثقافة أحادية تسعى لإقصاء وتهميش باقي المكونات الإجتماعية المرتبطة بجذور المنطقة تأريخيا وجغرافيا وهذا يمثل مشروع رفض للتعايش السلمي وهو إستهداف معلن للهوية الأرترية بشكل إستراتيجي، ويعتبر هذا مهدد خطير ويمثل أكثر من محطة يجب الوقوف عليها وأن نضع أمامها أكثر من علامة إستفهام.

ومن دواعي الكتابة هناك ضبابية وغشاوة في النقاش الدائر في منابر وقنوات التواصل الإجتماعي وهناك شعور بالندية وإصطفاف متسارع ضد هذا المشروع بنفس المقاييس وبنفس المشاعر الندية بشكل معلن أقرب إلى بديل آخر مماثل له ولكن نجده في الإتجاه المعاكس والنتيجة تراشقات كلامية أسبابها ضحالة في الفهم ناتج إستخدام العاطفة والمشاعر السالبة قبل تحكيم العقل، بالإضافة إلى تعاظم المشكلة وفقر ورتابة المعلومات في هذا الشأن مع العلم بأن المكتبة العربية الأرترية وقصاصاتها المتناثرة متواضعة في حجمها وفقيرة جداً أو معدمة في محتواها في هذا الجانب وهذا بدوره يصعد من وتيرة الجانب العاطفي على حساب الجانب المعرفي الغير مدعوم بحقائق وشواهد التأريخ وكذلك هذا القصور يحد من معرفة مفهوم فكرة الأقازاويان وأسباب ظهورها بشكل متكرر ونشأتها التأريخية وهذا سوف يكون موضع الحلقة الثانية في الفترة القادمة.

نواصل... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

• السابق
• التالي