إرتريا... الحِرمان من نِعمة الأوَطَان

بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب أرترى

(1) إن الإنسان مجبولُ على حُب الوطن والعيش في أرضه وتحت سمائه، فالوطن إنتماءُ وحياة، طُموح ُوإستقرار، وهو الملَاذ

ْوالمرجع، يتحمل أبناؤه مسؤلية الذَّوْدُ عَنْ حِيَاضِه والحِفاظ على تاريخه ونسيجه الإجتماعى، تُراثه وثقافته، قيمه وموروثاته، فالمُواطنة إذاً عَهْدُ ومِيثَاق مع الذَّات بدونه تَفَقِد الأوطان قيمتها وقدسيتها.

(2) ارتريا بلدُ جميل يتمتع بِميزات سياحية نادرة ومُناخ هادىء وجَميل يبعث الحياة والأمل ومناظر طبيعية تُنعش الحياة وتُبهج الروح، وعاصمةً يُوشح الجمال أركانها الأربعة حداثةً وعراقة ًونظافة، ولكن كل ذلك أصبح محرومُ منه المواطن فأصبح الشعب مكسور الخاطر يَكتوى بالحِرمان الذى يفرضه النظام على الوطن والمواطن طيلة ربُع قرن من عُمر الزمان فلا المواطن يستمتع بأرضه ولا الوطن يزدهر بأبنائه.

(3) كثير من الشعوب ليست لديها خلفية عن الحِرمان الذى يُعانيه الشعب الإرترى فى ظل النظام البربرى حيث الحياة مُسلوبة!! والحُريات مُنتهكة !! والتضييق فى كل مناحى الحياة هو سُلوك يومى للنظام، فالحُقوق السياسيّة مُغيبة حيث لا إنتخابات ولا أحزاب وليس بمقدور المواطن أن يُبدىء وجهة نظره فى أى موضوع، فالحقوق السياسية فى ارتريا التى تُحكم بلا قانون أودستور نوعُ من الترف فهى ليست مُفقودة فحسب بل هى خارج سياق التفكير والنظر لدى السلطات هناك، وعن الحقوق الإقتصاديّة فى ارتريا فالمواطن نَهبتْ الدولة مُدخراته فى وضح النهار بحُجة تغيير العملة وأستولت على اموالهم فى البنوك حيث يُمنح المواطن من ماله الفُتَاتُ فقط، أما العمل فهى حُقوق المواطن المُصادرة بالتضييق والسياسات والإجراءات وأن الشباب الذى يعتمد عليه الإنتاج محُكوم عليه بخدمة وطنية لاحدود لها، والتجارة إسْتَحْوَذَعليها الحزب الحاكم تماماً حتى البقالات فى الأحياء وبصات المواصلات !! كما أن البناء ممنوع بحُجة التخطيط ولاتخطيط وشراء الأراضى السكنية او الزراعية ممنوع أيضاً بُحجج ٍواهية بل وقد هدم النظام المنازل على المواطنين دون تعويض وهو الذى قد سمح لهم فى فترات سابقة بأوامر محلية بِبنائها فتخيل عزيزى القارىء حجم الظلم الواقع على المواطنين، والأنكى إن النظام أستولى َعلى أراضى زراعية خاصة لمواطنين فى منطقة قلوج وضواحيها بعد أن صرف المواطنين أموالاً طائلة لإستصلاحها ووقتاً وجُهداً كبيرين حيث وزعها النظام على المواطنين دون اي تعويض لأصحابها مع العلم أن تلك الأراضى الزراعية كانت قد مُنحت للمواطنين قبل سنوات من السُلطات المحلية، هذا ولم يسلِم المواطن بالخارج من ممارسات النظام حيث فُرض عليه دفع ضريبة 2% وهى ضريبة مُلزمة تتوقف عليها جميع التعاملات الحكومية فى الداخل والخارج.

(4) إن بديهِيات حُقوق المواطنة التى يجب أن تتوفّر لكل مواطن فى بلده أصبحت في ارتريا أهدافاً وأحلاماً وكل هذا يعود إلى السياسات المُتّبعة من قِبل النظام المُستبدّ فى ارتريا وبحرمان الشعب من حقوقه يفَقَد الوطن الكثير من فُرص العمل وتتراجع التنمية، ومع تغير القوانين وسياسات الدول الحاضنة للشعوب يتعاظم اليوم دور الوطن وأهميته فى حياة المُواطن الإرترى، فالمواطن الإرترى اليوم يمر بأحلك الظروف وأتعسها حيث من الصُعوبة بمكان أن يعود لوطنٍ أصبح سجناً كبيراً بسبب سياسات النظام، ففى الوقت الذى تُعود فيه جاليات الشعوب الأخرى لبلدانها بالآلاف مُسنودة بحكومات بلدانها تٌقدم لهم ما تستطيع من خدمات وتسهيلات، يقف المواطن الإرترى حائراً بين العودة لوطن طارد ونظام قاهر وبين صُعوبة البقاء مع السياسات الجديدة فى بعض الدول تضمنت رسوماً إضافية على الإقامة أو منعاً للعمل فى بعض المهن فى دول أخرى، نتيجة لذلك أصبح المواطن الإرترى يبحث عن مكاتب المُنظمات الأممية والدولية يُعكس لها أوضاع بلده وصُعوبة العَوَدة إليه باحثاً عن مخرج، لهذا نتمنى من الدول ومُنظمات الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمُنظمات الحُقوقية والإنسانية تقدير موقف شعبنا وأوضاعه، وعلى الشعب الإرترى أن يُدرك أهمية النضال من أجل التغيير وتصعيد وتيرة النضال عِوضاً عن حياة الإنكسار والتيه.

للتواصل مع الكاتب:عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click