لماذا مساواة السجين بالسجان؟

بقلم المناضل الأستاذ: إبراهيم محمود صالح قدم - أبو حيوت

من يطالع المواقع الإرترية المحسوبة على المعارضة ، لن يجد ما يجمع أو ما يقرب المسافات والمواقف

وإحياء الشعور الوطني الذي وصل الى اضعف حلقاته ، بين ابناء الوطن الواحد ، الذي يعمل نظام افورقي ليل نهار لزرع الفرقة والإرتياب وعدم الثقة من منطلق نظرية "فرق تس" و لإلهائه من التفرغ للنضال لإسقاطه.

مابالنا نحن في معسكر المعارضة ؟ لم نعد نفرق بين تناقضاتنا ، الثانوي منها والرئيسي ، حتى فقدنا القاسم المشترك الذي يجمع بيننا ولن أكون مبالغاً لو قلت من أننا نضيع جهدنا في مقارعة البعض اكثر مما نبذله ضد النظام الديكتاتوري واكبر مثال على ذلك هو مقال الأخ ابراهيم محمد علي "لمصلحة من الإصرار على الفرز الطائفي" الذي وللأسف ساوى فيه بين السجين والسجان.

معادلات مجنونة ومعقدة يصعب فهمها ، أن تكون المعارض والذي تعارضه في آن واحد ، وكأنك في مسرح الشخص الواحد !!! هذا ما قاله الأخ ابراهيم محمد علي "بعض أطراف المعارضة سيما أصحاب مشاريع الفرز والإصطفاف الطائفي والقبلي والتمييز بين مكونات الشعب الواحد على أسس دينية أو لغوية أو قبلية فكلاهما الحاكم الدكتاتور ودعاة الفرز الطائفي وإن بديا في الظاهر معارضين لبعض إلا أنهما يشكلان في الجوهر وجهان لعملة واحدة" والمعادلة المجنونة تقول أن التحالف بوجهين وأبوجهين هذا مستحيل يحقق ما يرنو اليه شعبنا من الإنعتاق والحرية وسيظل يراوح مكانه. فهل يحق لي أن اسأل ماذا يعمل التنظيم الذي يدافع عنه الأخ ابراهيم في التحالف ؟ ولا المسألة هى ياترى من نوع "هليكو مثلكا بعل لالي".

أخي إبراهيم هل نسيت بأن الفرز الطائفي والإقليمي والقبلي لم ببدأ اليوم بل بدأ عام 1970 بميلاد قوات التحرير الشعبية ، جماعة اسياس (سلفي ناطنت) ، جماعة ابوطياره وجماعة عوبل ، ومازلنا ندفع الثمن وانت ادرى بذلك اكثر من غيرك اما مانعيشه اليوم فالمسئول الأولى والأخير عنه هو النظام الديكتاتوري الذي سلب الحقوق واستعبد البلاد والعباد.

والسبب الثاني هو فقدان الثقة في كل التنظيمات ووعودها بل فشلها في إقناع الجماهير ببرامجها وممارساتها. وهناك ايضاً التأريخي وعلى رأسه فشل قيادة الجبهة في الحفاظ على المنجازات والدفاع عنها ومحاولة فرض سيطرة لون سياسي واحد ونسيان أن جبهة التحرير وعاء وطني جامع لكل الأفكار والأراء مما ادى الى فشلنا في التصدي للمشروع الإقصائي لتحالف المصالح بين الشعبية والوياني وتقييم مسببات النكسة لتجاوزها. ذكريات مثل هذه وممارسات النظام الغير عادلة والتعدي على حقوق الناس وسلب اراضيهم وطمس ثقافتهم وفرد اللغة الواحدة عليهم اجبرهم على تكوين تنظيماتهم للدفاع عن مصالحهم وقضاياهم.

اما قولك "فالحاكم اللاشرعي لكي يضفي الشرعية على ادامة حكمه الإستبدادي على البلاد ورفضه الديمقراطية وحكم القانون ، ولكي يبرر ممارسات القتل والتعذيب النفسي والجسدي ضد الوطنيين الدمقراطيين ، او الزج بهم في المعتقلات المجهولة الأماكن ، انما يستقل وجود دعاة الطائفية والقبلية السياسية في المعارضة يقدم نفسه بطلاً مدافعاً عن الوحدة الوطنية" لكن ما يعرفه الكل هو أن النظام لا يعترف بوجود معارضة اطلاقاً واذا ذكرها فهى تنظيمات غير وطنية و عميلة للوياني وامريكا فمن أين اتى الأخ إبراهيم بهذا الذي يشبه التبرير ولقبلت هذا لو اسمع حتى ولو تلميحاً استعداد النظام للتحاور مع مايعتبرهم الأخ إبراهيم تنظيمات غير طائفية أو قبلية.

وعن الطائفية فأول من ادخلها هو اسياس حامل لواء الطائفية في زمن كانت البراءة والطهرالثوري العنوان. بدأ اسياس مشواره الموجه من اسرات كاسا ممثل هيلي سلاسي واعوانه من العملاء الذين كان هدفهم الوحيد دق اسفين الفرقة بين ابناء الشعب وكان حصان طروادة الذي جاء لينفذ المخطط التخريبي وقد وجد الأمر سهلاً جراء حسن النية اللامحدود من الثوار الذين كان همهم مشاركة كل ابناء الوطن في حمل السلاح وتحرير البلاد. كم اتمنا أن يسمح النظام الإثيوبي بفتح الأرشيف من زمن هيلي سلاسي حتى نعرف الحقيقه والمهمة التي كلف بها اسياس حيث لا أمل في ارشيف إرتريا الذي يكون اسياس قد حكم عليه بالإعدام حتى لا يكشف المستور.

عودة الى المقال الذي دفع الأخ ابراهيم للرد بهذه الحدة والذي لم يكن مبرراً من وجهة نظري من مناضل افنى عمره مدافعاً عن حقوق وكرامة الوطن والمواطن أن يفقد توازنه وكان يكفي تحليل ونقد ماقاله الأخ حامد بهدوء وهذا ما قاله الأخ حامد تركي" كتلة الحزب الديمقراطي وحزب الشعب... وهذا التكتل يجسد التوجهات الثقافية والدينية والسياسية لقومية التقرنجة المسيحية ، أو هو تكتل المسيحيين وحلفائهم المسلمين ويؤكذ على تكتل الشعبي / الديمقراطي ميله الشديد الى تزكية دوره النضالي والطليعي في الساحة الأرترية ، الى جانب حرصه على احتواء تنظيمات المعارضة الاخرى واصراره على الإعتراف له بهذا الدور من الجميع وسعيه منفرداً في خياره لوراثة سلطة وتراث الجبهة الشعبية الحاكمة؟! وقد يكون هذا حقه الطبيعي في لعبة السياسي كما أن دور الحزبين النضالي في الساحة الإرترية معروف ومقدر ولا ينكره احد.

أرى في ماورد اعلاه أن الأخ حامد لم يكن دقيقاً في وصفه للتكتل من واقع برامج التنظيمان وهومايهمنا اما الوصف المجرد لن يخدم نضالنا للتخلص من الطاغية. وكذلك صعب علي فهم قوله "حلفائهم المسلمين" لأن ما أعرفه عن المسلمين في التنظيمين هو كونهم اعضاء كاملين وليس حلفاء من الخارج حسب فهمي البسيط لكلمة الحليف.

ومعنى الحلف في الفيروزبادي في القاموس المحيط هو العهد بين القوم والمعنى اللغوي للحلف إذن هو التعاهد والاتفاق على التعاضد والتناصر والحماية. ولهذا اعتقد أن الكلمة جاءت في غير محلها حسب فهمي المتواضع. الظاهر نحن في حاجة الى متخصصين في اللغة لمساعدتنا في اختيار المصطلحات السياسية المناسبة وتفسيرها حتى لا نتوه كما هو الحال. هل من يتطوع ويأخذ هذا الواجب المنزلي ويبحث عن الفرق بين التحالف والتضامن والحليف والحلفاء وله جزيل الشكر مقدماً.

لم افهم لماذا تناول الأخ حامد الموضوع اذا كان يعتقد أن هذا من حقهم كما يقول في مقاله ، وانا أكرر نعم من حقهم أن يطمحوا للوصول الى السلطة وأن يكونوا الأقوى تماماً كما هو من حق الأخرين ولكن دون التقليل من شأن الأخرين. وساذجاً وموهوماً هو من يعتقد بأن مفاتيح السلطة حكراً على طائفة أو قومية أو مجموعة لأن الوحيد الذى يعطي السلطة أو يمنعها هو الشعب الإرتري.

وفي مقال للأخ اسفها ولدي مكئيل تجد شيئا مشابها عندما يقول أن موقع عواتي والنظام الدكتاتوري وجهي لعملة واحدة فماذا تقولون ياسادة وانتم تعرفون الدور الطليعي الذي يلعبه موقع عواتي في نضالنا للتخلص من الديكتاتور وكمنبر حوار وطني. ولكن يبدو أن المسألة هي وصف كل من يعارضك أو يختلف معك بالوجه الثاني للنظام ألا يعني هذا بأننا اصحاب وجه واحد هو اسياس ومن أننا نعاني من مرض نفسي خطير يجعلنا نرى كل الناس اسياس ولا علاج لنا من هذه الحالة إلا بالتخلص من الكابوس حتى نجد وجوهنا الضائعة.

لأننا في زمن المعادلات الصعبة التي لا نجد لها مثيل ترانا نختلف على تعريف النظام في اسمرا بين من يقول عليه طائفي ومن ينفي عنه هذه الصفة ويستميت ليقنعنا بأن لا لون ولا طعم له ومن أن الكل متضرر منه. متضرر نعم ولكن هناك ضرر متضاعف على النصف وهذا الذي لا يراه الإخوة من قومية التقرينية أو لا يفهمه.

وكلنا ينسى لماذا اسس هذا التنظيم في ال70 ؟ انفصل من الجبهة للدفاع عن حقوق ومصالح طائفته واقليمه حسب وثيقة "نحنان علامانان" وواقع الحال في وطننا يؤكد عدم تخليه عن ماجاء في مبادئه ولهذا اصبح الوطن وطن القومية الواحدة والثقافة الواحدة واللغة الواحدة وما تبقى يعيش على الهامش ومن ينكر هذا ارجوه أن يتابع الفضائية الإرترية 24 ساعة حتى يقتنع بالحاصل عندما يجد السلطة من الرئيس الى البواب في عموم إرتريا في ايدي ابناء الكبسا المسيحيين.

ولن تعالج هذه الحالة إلا عندما يعترف الوطنيين والديمقراطين من ابناء قومية التقرينية بتقاسم السلطو بالظلم المتضاعف الواقع على باقي القوميات ويأخذوا الموضوع بدون حساسية مفرطة ، ويتجنبوا التهوين من حجم معاناتنا ويبتعدوا عن حالة الدفاع التي نلحظها عندهم كلما طرح الموضوع والمثال الحي بعدم اعتراف الكثيرين منهم بالظلم الواقع علينا هو الهجوم الشديد على الأخ علي سليم الذي يكتب في موقع عواتي عن إغتصاب الأرض والتغيير الدموغرافي الذي ينفذه النظام بنقل قرى بكاملها من المرتفعات الى القاش وبركه.

ولكن وسط هذه الأجواء المريضة هناك القليل مما يعطي الأمل لفهمه للمسؤولية الكبيره الملقاة على عاتقه لصون الوحدة الوطنية. بإختصار لن ينفعنا دفن الرؤوس في التراب والتهرب عن البحث عن الحلول ، كأن امورنا عال العال ويتوقفوا عن إتهام من يطرحون هموم الوطن بأللاوطنين و ليفهموا أن من يتحدثون عن المظالم ، من اغتصاب الأرض الى الثقافة ، يحملون هذا الوطن في حدقاتهم تماماً كما فعلا ابائهم.

ولا يجب ان ننسى أن هذا القول ينطبق على كل تنظيمات المعارضة حيث لا نريد الوعود بالفردوس عندما يصلوا الى الحكم بل نريد أن نرى هذا العدل والقسمة المتساوية الآن ولسان حالنا يردد المثل بالتقري "سنيت من طبباحاتا" و بألتقرينية "اتطجبني قيطا اب مقلوأ انكلا إفلطا" وهو ما يعني إن الإنسان يعرف القرص الذي يشبعه وهو في التنور.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click