أرتريا... قياداتنا هى إرثنا
بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب أرترى
إن تاريخ قياداتنا الوطنية هو إرثنا النضالى ودربُ من دروب المُحافظة على الإنتماء الوطنى، فهو إرثُ نعتمد عليه فى إحداث التغيير
وهو المِحراب الذى نتكىء عليه لننال منه الدافعية والقوة والعزم فى الحياة وشرفنا الذى يُجب أن يُحفظ ويُصان، قتل هذه المعانى فى روح الأجيال يعنى الحُكم على شعبٍ كامل بالضياع، وتوقيف لأى حركة تغيير قادمة، وتفتيت للمجتمع وكسر للثقة بين الأجيال ومناضليها السابقين، وإن تشويه مناضلين بالعمالة والخيانة تقليل لتضحيات بُذلت وتقزيمُ لنضالات قُدمت.
(2) الثورة الأرترية وقياداتها أرتكتب أخطأ فى حق الثورة والمناضلين فقتلت بعضهم بدمٍ بارد وتم تعذيب البعض وإعتقالهم من جبهة التحرير مروراً بالتنظيمات الأرترية وإنتهاءاً بالجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كل ذلك تم بناءاً على تقديرات خاطئية وقرارات غير حكيمة وتصرفٍ غير مسؤل والنتيجة هو ما نشاهده اليوم من كيانات مُبعثرة ومُجتمعٍ مُتفرق لايجمعها ولاَءَ ولا يتفق على فكرةٍ وقضية، مع نظام حُكم مُستبد إستغل الحالة الماثلة واوغل ظلماً وتهميشاً.
(3) إن صديق الثورة السورى الأصل السيد/ أحمد ابو سعدة شرع فى كتابة مذكرات عن الثورة الأرترية فى وسائل التواصل الإجتماعى وفى الحلقه العاشرة اصدر ابوسعدة حُكماً بالعمالة والخيانة لأحد ابرز القيادات الوطنية السيد/ أحمد جاسر مسؤل المكتب العسكرى لتنظيم قوات التحرير الشعبية ورئيسها لاحقاً وهى إحدى فصائل الثورة الأرترية أتهمه فيها بالتواصل مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا و قال بأنه سلمهم سلاحاً قادماً من إيران وبدورى تواصلت بالقيادى أحمد جاسر حيث نفَى جُملةً وتفصيلاً ما أورده السيد أبوسعدة وذكر أنه لم يتم تسليم أى سلاح للجبهة الشعبية كما أن السلاح القادم من إيران وصل 1977م وحينها كنت مسؤلاً لمكتب التوجيه المعنوى بقوات التحرير الشعبية ولاعلاقة لى بالعمل العسكرى أما التواصل مع الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا فقطعاً كانت هنالك إتصالات عبر لجان بغرض الحوار ولم تصل لنتائج وكانت تلك فترة حوارات بين جميع القوى الأرترىة لوقف الإقتتال بين أبناء الوطن الواحد، وأفاد أن ماورد فى مذكرة السيد أحمد أبو سعدة محضُ إختلاق وفبركة لا أساس لها من الصحة.
(4) السيد / أحمد ابو سعدة إعلامى سورى وثق للثورة الأرترية فى بواكيرها وكان له دوراً فى توصيل رسالة الثورة للعالم الخارجى مما أتاح لها التمدد ولن ننسى فضل سوريا ودعمها للثورة فى ظروفٍ بالغة الحرج ولكن لا يمكن أن يكون ذلك مُبرراً لإصداره حُكماً بالعمالة والخيانة لمناضلين أرتريين شُرفاء، كما أن ابوسعدة ليست لديه الأهلية ليُصدر حُكماً على مناضلين بتهم ٍتصل لحد الخيانة والعمالة وأن المعلومات التى أوردها غير صحيحة وكان الأَوْلَى أن يكتب مُشاهداته ويترك الحُكم للقارىء، وأنه كان يُفترض أن يظل على الحياد من كل الأطراف بإعتباره سورياً يتضامن مع قضايا الشعب الأرترى وصديقاً للثورة، وأن التواصل مع الجبهة الشعبية لا تُعتبر خيانة وعمالة وأن قيادة التنظيمات حُرة فى أن تختار حليفها تنسيقاً او تعاوناً حسب ما تُمليه الظروف وهو حقُ مشروع لأى تنظيم أتفقنا أو اختلفنا معه فى ذلك الوقت وكل الأوقات وليس لأحد الحق فى أن يُحدد لقياداتنا وتنظيماتنا الخيار والمسار الذى تنهجه، وأن تعاون جاسر مع الجبهة الشعبية بدأ حين حاصرته التنظيمات الأخرى وأغلقت عليه الحدود وحين أرادات الجبهة الشعبية فرض شروطها عليه رفض تلك الشروط وخاض معارك شرسة ضدها وأنتهى به المطاف بالخروج من الميدان كما خرجت التنظيمات الأخرى، ولم يعرف عنه رفاقه صفة الخيانة والعمالة إطلاقاً ولا أدرى من اين أتى ابوسعدة بذلك، أما عيشة المُلوك التى وردت فى حلقة أبوسعدة فالرجل عاش فى القاهرة على الكفاف مؤجراً مسنوداً بأهله برفقة بنته التى كانت تدرس بمنحة دراسية فأين عيشة الملوك التى كتب عنها أبوسعدة، والمناضل أحمد جاسر لمن لايعرف هو أحد ابرز القيادات العسكرية ومن الذين أسهموا فى مسيرة النضال الوطنى بنصيبٍ وافر وكان مُشرفاً على منظمة العِقاب الفدائية التى كانت تقوم بعملياتها خارج ارتريا ومنها خطف الطائرات وهذا لايعنى أن لاتوجد عليه ملاحظات كإنفصاله من الشهيد سبى وقد تكون لديه أسبابه ايضاً.
(5) إن الدفاع عن المناضل أحمد جاسر يأتى فى صياغ دفاعنا عن حقوق الشعب ومناضليه ولا يمكن أن يكون جاسر إستثناء ولم يكن لدينا غرض أو هدف من دفاعنا ولكن ورود معلومات خاطئة وغير صحيحية هى السبب، هذا لايعنى إطلاقاً أن من نُدافع عنهم معصُومون عن الخطأ فمُعظم القيادات الأرترية أرتكبت أخطاء كانت نتائجها كارثية ولكن لايُمكن بأية حال أن نجعلهم خونة وعملاء بكل بساطة دون تقدير لنضالاتهم وتضحياتهم فذلك يقدح فى وطنيتنا فى المقام الأول ويُعطى الأهلية لمن لايستحق أن يُصدر حُكماً على مناضلينا وقياداتنا، وأعتذر للقراء إن وجدوا مايسىء فى بعض ردودى على وسائل التواصل الإجتماعى فهى ليست مقصودة وجاءت فى صياغ الرد على أصحاب الأسماء المُستعارة التى تُجبرك للخروج عن الإتزان أحياناً، وللذين أطربهم تخوين للمناضل أحمد جاسر اقول لهم إن القائد أحمد جاسر مُناضل فَذَّ ولن ينال ماقيل من قيمته وقامته وتاريخه وإرثه ومُجاهداته فالتحية له ولكل المُناضلين الشُرفاء فى بلادنا الحبيبة.
وكل عام والجميع بخير
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.