اللاعب الدولي اسماعيل محمد سعيد الشهير ب(اسماعيلو) الحلقة الخامسة والأخيرة
بقلم الأستاذ: عبدالقادر شيخ حسين شيخ زايد - أبو رأمي
كان قدوم اسماعيل للعراق مرة اخرى بالجواز العراقي وعندما قرر السفر للامارات
كان سفره بجواز اثيوبي ارسل اليه من بيروت وكان الا ستعانة بجواز اثيوبي او صومالي من ضمن النشاطات والتسهيلات التي برعت فيها الثورة الارتريه لتنفيذ اهدافها الثوريه في شتى المجالات ولذا لزم التنويه انه لاتعارض ولاغرابه في حمل جواز اثيوبي عند الضرورة.
وبالجوازات الاثيوبيه وببطاقات اثيوبيه قام فدائيونا بتنفيذ عدة عمليات في عمق معسكرات العدو وفي مكاتبه بالداخل والخارج.
ولا احد ينكر تعاطف حكومة الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري مع الارتريين وبمنح تسهيلات حمل الجواز الصومالي للارتريين على اختلاف مشاربهم فالتحيه والامتنان للشعب الصومالي صديق ونصير الشعب الارتري في كل المراحل النضاليه.
العم اسماعيل غربل صندوق ذكرياته ففاجأني بصور لأفراد لاعبي المنتخب ايام الشباب صور كان فرحي بها كبيرا وهؤلاء اللاعبين الافذاذ يستحقون ان يخلدوا ويجب علينا معرفة شخصياتهم وصورهم لأنهم رفعوا اسم وعلم بلادنا في المحافل العربيه والدوليه.
ويَذكر فيما يذكر بعد ان استدرك بعد الذكريات ويقول ان الحكومة العراقيه بعد قدومنا لبغداد قدمت لنا مدرب عراقي ليقوم تجاهنا بواجب التدريب وكان اسمه (محسن السماوه) رجل طيب وخلوق ومدرب كفوء قام بواجبه خير قيام وكللت مجهوداته وتدريباته وتوجيهاته بالنجاح حيث لم نخيب ظنه وكان الفوز حليفنا في المعارك الرياضيه التي خضناها.
وكان التنسيق في اشده بين اداريي منتخبنا برهاني قشو وشوكاي ومدلك الفريق تادسي عقبا ميكائيل وبين المدرب محسن السماوه.
وللعلم المدلك تادسي كان من ضمن الثمانيه عشر لاعبا الذين خرجو من العاصمة اسمرا للميدان.
وذكر الكابتن اسماعيل في بحر ذكرياته ان بعض اللاعبين الارتريين الذين كانوا في المنتخب الاثيوبي قدموا للقاهرة مع المنتخب الاثيوبي وعندما علموا بتواجد اخوتهم في المنتخب الارتري قرروا الانفصال عن المنتخب الاثيوبي والتحقوا بالمنتخب في بغداد وهم ثلاثة برهاني وتسفاي وثالث نسيت اسمه.
وللتوثيق يقول اسماعيل سأذكر اسماء اللاعبين الذين اسعفتني الذاكرة بتذكرهم وليعذروني في البقيه واذكر منهم:-
• اسماعيل محمد سعد – من ابناء كرن،
• احمد عبدالله – الذي لقب في الخليج ب(الغزال الاسمر) من اِمْبَا سُويْرَا وليس إمبا سِيرَا كما ينطقها البعض خطئاً،
• عبدالرحمن عبدالله – الملقب ب (باجي) وتعني السلام،
• نقاش عثمان،
• جميل حسن – رحمه الله،
• سليمان عبدالله،
• يوهنس جوكر – من ابناء كرن،
• تخستي – من اوكلوقزاي او امباسويرا.
• تسفاقرقيش،
• بإيدي ماريام (قوقح)،
• محاري تكابو،
• يماني يوسيف،
• سمري،
• كداني،
• مكنن،
• الياس مسمر،
• برهاني،
• تسفاي،
• شوكاي – إداريالفريق،
• برهاني قشو – إداري الفريق،
• تادسي عقباميكائل – مدلك الفريق.
ومعظم لاعبي المنتخب كانوا من اسمرا.
وللمعلوميه الفرق التي كان يلعب بها بعض افراد المنتخب مثل فريق حماسين واكلو قوزاي وسرايي تغيرت فيما بعض ففريق حماسين تحول اسمه الى فريق اسمرا واكلو قوزاي تحول اسمه الى (امباسُويْرَا) نسبة للجبل المشهور وسرايي تحول اسمه الى مندفرا.
كان التغيير القصد منه حتى لا تأخذ التسميات اسماء جهويه ومناطقيه ولكن الاستعمار استخدمها خدمة لمصالحه وهذه المحاولات جعلت الشعب الارتري اكثر وعيا وتمسك بإرتريته وثورته.
على كل العم اسماعيل استطاع جمع كميه مقدرة من صور اللاعبين ونعذره في الصور التي لم يوفق في الحصول عليها.
انه جهد مقدر واستطاع تمليكنا صور لرموز يستحقون التكريم والتعظيم والاشادة.
اولئك آبائي فجئني بمثلهم؟
حقيقة نحن فخورين بهم لانهم رفعوا اسم الوطن في حقبة زمنية
وكانوا النواة الاولى لمنتخب ارتري خالص لاتشوبه شائبة
حملوا البندقية بيد وادهشوا العرب في المستطيل الأخضر.
رحم الله المتوفين منهم ومد في عمر الاحياء ومتعهم بالصحة والعافيه.
الاستعمار كله مبغوض ومكروه ولكن مادام استعمار لإستعمار لفضلنا ان نواصل مع الاستعمار الإيطالي او الانجليزي بدل ان نظل تحت الاستعمار الاثيوبي البغيض والفقير من كل النواحي وعلي مااظن في ذلك الحين انها سابقه ان تستعمر دولة افريقيه لدولة افريقيه.
اردت ان اقول لو ان الاستعمار الايطالي او البرطاني واصل معنا بدل الاثيوبي لظللنا محتفظين بالكثير من الوثائق المؤرشفه وعلى رأسها لكانت مباريات فرقنا بالداخل محفوظه في الفيديوهات ولشاهدنا الكثير من الفيديوهات لفرقنا الارتريه في المدن الارتريه!!!
لم نكسب من اثيوبيا سوى الدمار.
(قاتل الله الاستعمار) ايًا كان.
يقول العم اسماعيل في معرض سرده لمسيرته الكرويه المشرفه بعد دخولي لأرض الامارات امرني مسؤول محطة البترول البرطاني بالبدء في العمل فورا وذلك بعد ان اجتزت اختباره بنجاح وقد عملت في الشركة لأكثر من عشرين عام.
وما احمد عليه ربي انني كنت محبوبا في عملي من الجميع والاخلاص كان ديدني في كل اعمالي.
وقد تتساءلون هل اعتزلت الكرة بعد انخراطي في العمل ام واصلت فيها؟
في الحقيقه لم اعتزل الكرة لانني احترفتها منذ صغري لقد انضممت لفريق شركة البترول التي كنت اعمل بها وكالعادة والحمد لله ماانضممت لفريق او منتخب الا وكان النصر واحراز الكؤوس حليفي فلقد حزنا مع هذا الفريق على عدة كؤوس ولي صور تذكارية توضح ذلك.
وعندما كنت بالامارات قام البعض من الاخوة الارتريين بمحاولة ضمي لالعب في الانديه الاماراتيه العريقة آنذاك كما فعل الاخ احمد الله ولكني فضلت مزاولة عملي واللعب مع لاعبي الشركه وكان في مقدوري من خلال مستواي الرياضي بالدخول في احد الفرق الاماراتيه والحصول علي الجنسيه الاماراتيه ولكني لم افعل.
وبعد اعتزالي الكرة بالامارات عينوني مديرا لإدارة فريق البترول الرياضي في الشركة.
قد يرى البعض اني بعد دخولي الامارات نسيت او تناسيت قضيتي الارتريه!!
ولكن هيهات البعض من المتحذلقين والمتهكمين كان يظن كل من تطأ قدمه ارض الخليج لايهتم بقضيته بل يكون همه الشغل ولكن هذا الكلام عار من الصحة تماما.
زعموا سلوتك ليتهم نسبوا الي الممكنا
فالمرء مهما سلا هيهات يسلو الموطنا
لم انسى قضيتي مثلي مثل الكثيرين من بني وطني بل ظلت قضيتي محفورة في داخلي وكنت اتابع احداث وطني اول بأول وكم كان يحز في نفسي وضع التشرزم الذي كانت تعيشه الثورة الارتريه آنذاك مما جعل البعض يصاب بالاحباط ويفضل الاغتراب.
كنا في الامارات علي صلة قوية بقضيتنا قد كانت لكل شخص توجهاته وميوله وآراؤه وانتماءاته الا ان الشيئ الذي لايختلف فيه اثنان هو حبنا لإرتريا الأم.
ويقول اسماعيل كنا نقوم بواجبنا في جمع الاشتراكات وارسالها للثوار بالميدان.
واذكر فيما اذكر من اعضاء الجاليه بالامارات الذين كانو ينشطون في العمل الوطني وجمع الاشتراكات ومن كونوا اتحاد ولجان اتذكر منهم فــكــي حامد. ومحمــود كــنوني. وشــيخ الـدين ادريس (من ابناء بارنتو).
ولقد قمت بعدة زيارات للميدان لحضور المؤتمرات التي كانت تعقد من فترة لأخرى واذكر فيما اذكر اننا ذات عام جمعنا مبالغ هائله وبعثناها عبر العراق واستلمها المناضل الكبير (صالح اياي) رحمه الله.
وذات مرة زرت الميدان وحاملا معي كمية من الجاكيت (ليزر) انواع فاخرة وسلمتها للمناضل الشهيد ملآكي تخلي وكان فرحهم بها كبيرا.
ومع بزوغ العام 1991 كانت المعارك في الساحة الارتريه علي اشدها ومنقستوا الذي ضلت جحافله وجيوشه فقدت بوصلتها وانتصارات الجيش الشعبي تزحف نحو النصر المحتوم كنا في متابعة دقيقة لتلك الاحداث وعندما عم الارجاء خبر دخول الجيش الشعبي للعاصمة الارتريه اسمرا وانه دحر قوات الاحتلال وطهر العباد والبلاد من دنس المستعمرين ورمى بهم في مزبلة التاريخ وسطرت الثورة الارتريه سبقا حيث هي اول ثورة تغلبت على مستعمر افريقي ادعى زورا وبهتانا ان ارتريا جزء لا يتجزء منه كان تفاعلنا مع هذه الانتصارات عظيما وكيف لا وهي انتصارات ثورتنا الابيه التي كللت نضالها بعد ان دفعت غوالي التضحيات بالنصر المؤزر.
واثبتت الثورة الارتريه علو كعبها علي المستعمر رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد.
انها عزيمة الفعل الارتري التي قهرت الظلم والظلام.
بعد ان نقلت الينا وكالات الانباء خبر انتصار ثورتنا على المستعمر ونحن في الامارات زحفنا نحو مكاتبنا الارتريه وقضيناها اياما وليالي فرحاوحبور وسرور وسجلت بعدها زيارات متتاليه للوطن واستنشقت نسيم الحرية الذي حرمت منه لسنوات فالحمد لله علي هذا الهواء النقي وهذا النسيم العليل نسيم الحريه.
وفي العام 2008 حزمت حقائبي وقررت العودة الى حضن الوطن وقررت القاء عصى الترحال وفضلت الاستقرار فمهما شرقت او غربت لن اجد اجمل من الوطن.
وانخرطت بعد قدومي في تخصصي في الشأن الرياضي وكنت ومازلت رئيس الاتحاد الرياضي لاقليم عنسبا بحاضرة اقليم عنسبا مدينتي كرن الأبيه.
تزوجت في بداية سبعينيات القرن الماضي ولي من الابناء والبنات ابراهيم وجميله ومحمد وفايزه ومحمود ورمضان.
ولم يقتفي من ابناءي اثري في الرياضه عدى محمود الذي كان يذهب معي للميدان بالامارات وهو في سن الصغر وحول ميوله فيما بعد للكرة الطائرة لعبها لفترة ولكنه الآن الى جانب عمله اختار التحكيم في الكرة الطائرة.
واحمد الله سبحانه وتعالى ان ابنائي وبناتي يعيشون في الغرب وقد وفقوا في مجال التعليم وتخرجوا بامتياز في تخصصاتهم البنات تزوجن والاولاد بعضهم تزوج والبعض في طريقه للدخول في القفص الذهبي وقد اصبحت. والحمد لله جدا منذ سنوات ويرجع الفضل كل الفضل مع مجهوداتي في تربية ابنائي لزوجتي ماجدة التي تحملت المسؤوليه وبنجاح منقطع النظير.
في العام 2018 زار رئيس اتحاد كرة القدم العالمي السيد (جواني إيفنتينو) العاصمة اسمرا للإلتقاء بالمسؤولين في الشأن الرياضي وكان لي شرف الالتقاء به والتقطت معه صور تذكاريه وقد ابدى لي اعجابه بتاريخي الكروي المشرف.
رموزنا الوطنيه مااكثرهم وكل ابدع في مجاله واسماعيل هو احد رموزنا الوطنيه في عالم كرة القدم متعه الله بالصحة والعافيه.
مازال اسماعيل يعيش في تلك المدينه التي ولد فيها وترعرع ودرس وتعلم بها فنون الكورة ومنها انطلق الى العاصمة ثم للعالميه تلك المدينه التي لم تغب عن باله يوما رغم طول ومرارة الاغتراب.
مدينة احبها واحبته وعاد اليها بعد تلك الرحلة الشاقه من الاغتراب والتي تجاوزت الثلاثون عام.
ولإن قال اليمنيون (لابد من صنعا وان طال السفر) فنحن نقول (لابد من كــــرن ولو طال الزمـــــن).!!!
كلمة شكر:
• للعم اسماعيل (اسماعيلو) الذي استقبلني بصدر رحب لاجراء هذه المقابله المميزه.
• والشكر للاعب الهلال السابق والادري حاليا الاخ رمضان ابراهيم (كلومبس) لمساعدتي في جمع صور اللاعبين.
• والشكر للاخ عبدالرحمن محمد ابراهيم الذي امدني بصورة المناضل والاداري شوكاي.
ختاما سعدت شخصيا بهذا التوثيق التاريخي فلله الحمد من قبل ومن بعد.
وانتم على موعد مع الصور التاريخيه للاعبي المنتخب الارتري.