اللاعب الدولي اسماعيل محمد سعيد الشهير ب(اسماعيلو) الحلقة الثانية

بقلم الأستاذ: عبدالقادر شيخ حسين شيخ زايد - أبو رأمي

يقول اسماعيل في سرد تاريخه الكروي الحافل بالانجازات بمناسبة افتتاح الملعب الجديد المشهور (جيجرو)

بالعاصمة اسمرا زار العاصمة الارتريه اسمرا فريق ايطالي عريق من الدرجة الاولى ويطلق عليه (فاريزي) ليلعب مباراة ودية مع منتخب محافظة اسمرا وكانت الدعاية للمباراة على اشدها وقد كنت في تلك الايام حديث عهد بفريق حماسين وقد اختاروني حتى اكون من ضمن اللاعبين الذين سيخوضون غمار هذه المباراة ضد هذا الفريق الزائر ولا احد يشك في عراقة الفرق الايطاليه التي تنافس الفرق الاوروبيه ناهيك من اللعب مع فرق افريقيه ترزح تحت نير الاحتلال تعاني ماتعاني من اوضاع سياسيه واقتصاديه غير مستقرة.

كنت احمل الفنيله رقم (10) ولكن المدرب ولخطة دفاعيه اعادني للخطوط الخلفيه وارتديت الفنيله رقم (3) لانني كنت سريع الحركة وعداءا لا يشق له غبار.

وبعد بحث وتقصي معلومات دقيقة عن نقاط قوة الفريق الزائر علموا ان مهاجم الفريق سريع الحركة وهداف من الدرجه الأولى ولااحد سيحد من خطورته إلا شخص سريع الحركه ووقع الاختيار على شخصي.

تحدد يوم المباراة وذات مساء احتشد الجمهور في الملعب واكتظ بالحضور وبعد دخول الفريقين لأرض الميدان وترحيب الجمهور بالفريقان المتباريان اطلق الحكم صافرته مؤذنا ببدء المباراة فحمي وطيسها بين كر وفخر ومنتخبنا اصبح ندا قويا لهذالفريق ذو الخبرة العالميه وقد كنت كاللصيق للمهاجم الايطالي الذي كان يحمل فنيله رقم (7) فكتمت على انفاسه وشللت حركته تماما وعندما يئس من ان يفعل شيئا رغم محاولاته المتكررة للإفلاة من رقابتي استشاط غضبا وبدأ يسبني ويشتمني ولم اعر له اي اهتمام بل كنت ابتسم من تصرفه الغريب تجاهي لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.

وكان تعادلا بطعم الانتصار مع فريق كبير ومن دولة اوروبية عظمى كإيطاليا.

وكان من الضيوف المدعوين في حفل الافتتاح لفيف من كبار الشخصيات والاعيان وعلى رأسهم رئيس اتحاد الكرة الاثيوبي القادم من اديس ابابا السيد (يدنقاشو).

ومن ثم توجه الفريق الإيطالي الي العاصمة الإثيوبيه (اديس ابابا) ليلعب مباراته الثانية مع المنتخب الاثيوبي .
وبما ان اداريي اتحاد كرة القدم الاسمراوي ورئيس اتحاد الكرة الاثيوبي كانوا حضورا في تلك المباراة اعجبوا بأدائي اختاروني لأنضم لمنتخب اديس ابابا وانتشر خبر انضمامي للمنتخب وكتبت عنه الجرائد الاثيوبيه وارسلوا لي تذكرة للسفر عبر الخطوط الاثيوبيه وبالفعل وصلت لأديس ابابا وانضممت للفريق وفي اليوم التالي اقيمت المباراة وبحضور جماهيري غفير وهذه المرة ايضا لعبت في خانة الدفاع ولسوء حظ المهاجم الايطالي كان هذه المرة ايضا من ضحاياي ضيقت عليه الخناق وقضيت على حركته وبدأ يسارقني النظر من فترة لأخرى ويتعجب من سرعتي وقوتي لاني كنت قوي البنيه ومفتول العضلاة وسريع الحركة لتنتهي المباراة بالتعادل الايجابي هذه المرة 1-1.

واعجب الجمهور الاثيوبي من هذا اللاعب القادم من محافظة ارتريا وذاع صيتي وتحدثت عني الصحف الاثيوبي واشادة بأدائي .!!!

المنتخب الاثيوبي من ضمن من كانوا يلعبون في صفوفه رياضيين من محافظات اثيوبيه ومن مدن (هرر ودريداوا) وفيهم ايضا من اقليم الصومال الاثيوبي (او غادين) واولئك اللاعبين كانوا من ضمن لاعبي منتخب اثيوبيا في الخرطوم ولعبوا ضد المنتخب السوداني ومن ثم هربوا او طلبوا حق اللجوء اما للسودان او لدول اخرى وكل مافي الأمر انهم لم يعودوا لاثيوبيا وكان من ضمن اولئك اللاعبين لاعب بارز يدعى (اسماعيل قربلي) من اقليم (اوغادين) وبعد اختفائه عن الساحة الرياضيه الاثيوبيه ترك فراغا وبعد مدة وجيزة من اختفائه كان ظهوري في المنتخب الاثيوبي وقدلَفَتُّ الانظار فكتبت الصحف الاثيوبيه عني قائلة (ذهب اسماعيل وعوضنا الله باسماعيل آخر احسن منه). ومن ثم اصبحت من اللاعبين الاساسيين في المنتخب الاثيوبي.

وقد سافرت للعب مع المنتخب (لنيروبي) مايقارب الخمس مرات وكذلك سافرت مع المنتخب الي تنزانيا وزامبيا واوغندا ومدغشقر وكذا السودان اكثر من مرة.

يقول اسماعيل لعبت في صفوف المنتخب الاثيوبي بتفان واخلاص وكان دوري مميزا وذلك لأثبت للاثيوبيين ان محافظة ارتريا المضطهدة والمستعمرة تمتلك خامات ارتريه اصيله في عالم المستديره كما ان به رجالا ذوي عقول زكية تتفوق على عقول المستعمرين في شتى المجالات.

ويقول اسماعيل في معرض حديثه الشيق والتاريخي ما يؤكد صدق حديثي انه في عام 1968 اعلن الامبراطور هيلي سلاسي بالسماح للاعبي المنتخب الاثيوبي الذين احرزوا بطولة كأس الامم الافريقيه عام 1962 بالسفر لامريكا واوروبا او لأي مكان يريدون وذلك مكافأة لهم على انجازهم المشرف واحرازهم كأس البطولة الافريقيه.

وكانت قد اقيمت تلك المباراة في العاصمة الاثيوبيه (اديس ابابا) وكان الفريق المنافس للمنتخب الاثيوبي على احراز الكأس هومنتخب (مصر) وكانت النتيجه 3-1 لصالح المنتخب الاثيوبي.

وللحقيقة والتاريخ يقول اسماعيل كان من ضمن لاعبي المنتخب الاثيوبي الذين احرزوا الكأس وقتذاك ثمانية لاعبين ارتريين واربعة لاعبين ارتريين ايضا كانو في دكة الاحتياط.

وبعد مضي خمس سنوات من تلك المبارات النهائيه التاريخيه لكأس افريقيا سمح للاعبي ذلك المنتخب بالسفر لحضور اولمبياد تقام في الدول الاوروبيه تكريما لهم ولانجازهم الفذ.

ولقد طلب الاتحاد الاثيوبي اضافة خمسة لاعبين لينضموا لذلك المنتخب وليحلوا محل بعض اللاعبين الذين توقفوا عن اللعب بعد ان كان لهم شرف اللعب مع المنتخب الذي احرز الكأس.

وقد وقع الاختيار على شخصي لاكون احد الخمس المختارين وكنت الوحيد هذه المرة من محافظة ارتريا والبقية كانوا من الاقاليم الاثيوبيه الاخرى.

وقد تجولنا مع المنتخب الي دول اوروبيه كألمانيا وامريكيه كالمكسيك.

وقد لعبت مع المنتخب الاثيوبي حتي عام 1975.

اما مدة لعبي الكرة في العاصمة اسمرا والمنتخب بصفة عامة كان من عام 1967 حتي عام 1975.

في سبعينيات القرن الماضي كانت الثورة الارتريه في احسن اوضاعها من حيث العدة والعتاد والعمليات الفدائيه وكان الشعب ملتفا حول ثورته يتابعها ويدعمها في الداخل والخارج رغم ان الخلافات بدأت تدب فيها لتنخر رويدا رويدا في جسد هذه الثورة.

يقول اسماعيل مع اشتداد المعارك وتنامي روح المقاومة والعمليات الفدائيه للثورة الارتريه التي ارهقت المستعمر واقضت مضجعه كانت ارتريا في حدقات عيوننا ونتابع احداثها متابعة حثيثة رغم تواجدنا بالداخل ونقوم بما نستطيع القيام به من دعم للثورة والثوار.

في العام 1975 جاءتنا رسائل من (جبهة التحرير الارتريه) وكنا ثلاث لاعبين من اصول ارتريه شخصي والشهيد تخستي وثالث لا استحضر اسمه لان الفترة طالت.

كنا نستعد للسفر لاديس ابابا للانضمام للمنتخب الاثيوبي جاءتنا رسايل ثوريه تمنعنا من السفر لأديس وتحذرنا ان نحن قررنا السفر ولم نمتثل لاوامر الثورة فعلينا بتحمل تبعات ما سيحدث لنا والرسائل سلمت لكل واحد منا (نحن الثلاث) وكانت تحمل ختم جبهة التحرير الارتريه.

اسماعيل ورفيقيه هل سافروا لاديس للانضمام للمنتخب الاثيوبي خوفا من بطش النظام في حال الرفض ام امتثلوا لاوامر ثورتهم الوطنيه وقرروا مغادرة اسمرا ؟

كل هذه التساؤلات وغيرها سنكمل سردها في الحلقة الثالثة من هذه القصص التاريخيه والمشوقه.

ترقبوني لان اجمل القصص اصدقها فما بالك ان كانت وطنية ؟!!!

بالتاكيد تستحق المتابعة.

تـابـعـونـا فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة... وحلقات اكثر تشويقا لرجل يحمل ارثا كرويا وحكاوي مشوقه.

Top
X

Right Click

No Right Click