غزال العين تألقت 17 موسماً رغم هجوم الصحافة

بقلم الأستاذ: طلحة عبدالله - العين  المصدر: البيان

أحمد عبدالله أو (الغزال الأسمر) كما يحلو لجمهور نادي العين مناداته، ارتبط في ذاكرة جماهير

البنفسج بزمن جميل في تاريخ النادي العريق، واحتفظ بكل صفاته كنجم متفرد وهداف تاريخي للفريق البنفسجي برصيد 124 هدفاً، سجلها في شباك الخصوم، كرقم ظل عصياً على كل من حاول تجاوزه، ليُحلّق وحيداً في الصدارة التاريخية للهدافين الذين تعاقبوا على زعيم الكرة الإماراتية.

بدأ مشواره الكروي مع العين موسم 1978، ولم ينتظر كثيراً حتى يلمع نجمه ويتوهج وسط الكواكب التي كانت تتلالأ في صفوف الفريق العيناوي في تلك الفترة، ليحجز لنفسه موقعاً خاصاً في قلوب جماهير الزعيم طوال 17 عاماً صال وجال خلالها في الملاعب، بالرغم من أن قائمة الفريق وقتها كانت تعج بالنجوم المواطنين والأجانب.

ولم يزده تألقه وتفرده وعشق الجماهير له إلا تواضعاً وأدباً وتهذيباً، حيث لايزال حتى الآن يحتفظ بلقب النجم المثالي بأخلاقه واحترامه لنفسه والآخرين. الغزال فتح قلبه وعقله لـ «البيان الرياضي» وعاد بشريط ذكرياته إلى الماضي مسترجعاً أحداثاً ومناسبات لا تخلو من طرائف ومفارقات.

من الفريج إلى العين:

عن بداية مشواره مع كرة القدم، يؤكد أحمد عبدالله أن بدايته مثل اي لاعب كرة قدم، حيث كانت الطلة الأولى على عالم الساحرة المستديرة، في الفريج ومن بعدها المدرسة، حيث كان يعشق اللعبة ويمارسها باستمرار في أي مكان وهو صغير السن، قبل أن يتم استقدامه مباشرة للفريق الأول لكرة القدم بنادي العين موسم 1978.

حيث كان مدير الفريق وقتها عبدالله بن هزام، وهو الذي كان سببا في انضمامه للفريق عن طريق أحد المعارف، ويضيف الغزال: وجدت استقبالاً حافلاً من العيناوية في مشهد لن أنساه لدرجة شعرت معهم انني ابن النادي، وهو الأمر الذي عزز من معنوياتي وضاعف ثقتي بنفسي ومن يومها عاهدت نفسي أن أقدم للبنفسج أغلى ما أملك وأن أضحي من أجله بكل غالٍ.

الامتحان الصعب:

عاد الغزال أحمد عبد الله بذكرياته إلى الماضي، وقال: كانت المباراة الأولى لي مع العين عبارة عن امتحان صعب، فأنا أعرف حجم النادي وطموح جماهيره، وكنت أشعر بقليل من الرهبة لأن تلك كانت أول تجربة رسمية في مشواري مع كرة القدم، وكان هدفي أن أرد الجميل للعيناوية الذين استقبلوني كأفضل ما يكون.

ولحسن حظي وجدت لاعبين أفذاذ ساعدوني على الانسجام والتأقلم مع الأجواء، والحمد لله استطعت اجتياز ذلك الامتحان بنجاح كبير، وحصلت على ثناء المدرب وزملائي اللاعبين وكذلك إشادة النقاد والصحافيين والذين كتبوا عني كلاماً جميلاً على صفحات الجرائد في اليوم التالي للمباراة، ومازالت حتى هذه اللحظات أحتفظ بتلك القصاصات في منزلي.

الهداف المرعب:

يقول الغزال الأسمر ان بدايته مع الفريق الأول بالعين كانت ناجحة إلى حد كبير بفضل الله أولاً ومساعدة زملائه اللاعبين وقتها، حيث كان يتواجد معه أفضل النجوم ومنهم أحمد الراشدي، والمرحوم سيف محمد، وعلي سعيد، وعوض سعيد، وفايز سبيت والحارس العملاق جاسم الظاهري وغيرهم من اللاعبين المميزين في ذلك الوقت وهو ما ساعده في مهمته كرأس حربة.

حيث سجّل في أول موسم له 13 هدفاً من 11 مباراة ونال لقب هداف الدوري في عام 1982، كما حصل على الحذاء الذهبي كهداف للعرب عام 1984 بعد أن سجل 20 هدفاً في 18 مباراة وكان ذلك مناصفة مع لاعب الوصل حينها فهد خميس.

ماكينة الأهداف:

وعن اللاعب الذي كان يصنع له اللعب ويساعده في مهمة تسجيل الأهداف، يؤكد أحمد عبدالله، أنه كان وقتها يلعب وسط مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين يتمتعون بقدرات عالية ومستويات متقاربة، لذلك كان يجد المساعدة من الجميع عن طريق التمريرات المتقنة أو رفع الكرات العرضية أمام المرمى..

أو بفتح الممرات والمنافذ إلى مرمى الخصم بالتحركات الذكية من دون كرة، وغير ذلك من الأساليب المتميزة التي كان يتقنها أولئك اللاعبون، والذين كانوا بمثابة ماكينة لصناعة الألعاب والأهداف، خصوصا وأنه كان يجيد اللعب في أكثر من مركز.

تنافس رهيب:

عن أقوى الأندية على أيامه وضح الغزال: كان هناك تنافس رهيب بين أندية العين والأهلي والشارقة والشباب والنصر والوصل والوحدة، وكانت أية مباراة بين هذه الفرق تجذب جماهير غفيرة تملأ مدرجات الملعب تماماً بسبب خصوصية التنافس، وكانت مباريات العين مع الشارقة أو الأهلي مثلا هي مباريات الجمهور.

ولذلك كل لاعب يتمنى المشاركة فيها ويستعد لها استعداداً خاصاً من جميع الجوانب، ومن اللاعبين النجوم في ذلك الزمن كان هناك فهد خميس من الوصل ومحمد المري من الشباب، وسالم من الوحدة، وعبد العزيز محمد من الشارقة، وعدنان الطلياني من الشعب وغيرهم.

أوجه الاختلاف:

عن أوجه الاختلاف بين فترة لعبه والفترة الحالية بين نجم نادي العين، ليس ثمة اختلاف كبير اللهم إلا أن كرة القدم على أيامنا كانت هواية محببة لجميع اللاعبين، فهم يلعبونها من أجل الشعار والفوز دون أن ينتظروا مقابلاً، لكن اليوم دخلت اللعبة عالم الاحتراف وأصبح اللاعب محترفاً، بسبب التطور وتغير نظام المعيشة.

وكانت المعسكرات على أيامنا لفترات طويلة، حيث تسافر الفرق للاعداد لفترة لا تقل عن شهر، وتزيد لتصل إلى 40 يوماً أحياناً، في حين تقلصت المدة في هذا الزمن وأصبحت فترة المعسكر لا تتجاوز الـ 15 يوما، وهذا ايضاً مرده لتطور اللعبة وأساليبها..

كما أن اللاعبين محترفون ولا يحتاجون لوقت طويل في الاستعداد وأداء المباريات الودية للانسجام مع بعضهم والتعود على ضغوط المباريات واستيعاب أفكار الجهاز الفني، وكان طول وقت المعسكرات في ذلك الزمن يؤثر بعض الشيء على اللاعب لأنه يقضي فترة ليست بالقصيرة بعيدا عن أهله ومعارفه.

طالبوني بالاعتزال:

وأكد هداف نادي العين، أنه مثلما تلقى الإشادة من النقاد والكتاب والمعلقين على مستواه فإنه لم ينجو من الانتقاد العنيف، حيث كان بعض النقاد الرياضيين يكتبون عنه بطريقة قاسية عندما يهبط مستواه، وهو أمر طبيعي يحدث دائماً، فأحياناً يكون اللاعب في غير يومه أو يواجه ظروفاً خاصة تجعله يفقد التركيز بما ينعكس على أدائه في الملعب.

وقال: بعد أن أكملت 10 أعوام في العين بدأت مرحلة الانتقاد وكان البعض يطالب بإنهاء مسيرتي باعتبار أن عقداً من الزمان كافٍ للاعب، ولكنني في كل مرة كنت أرد عليهم بالتألق وتسجيل الأهداف، حتى أكملت 17 عاماً، وهي فترة تعتبر طويلة بالنسبة للاعب كرة القدم، والحمدلله أنا راضٍ عما قدمته للنادي، وأفتخر بمسيرتي معه.

أول وأكبر مكافأة:

عن أول وأكبر مكافأة مالية حصل عليها الغزال قال نجم الزعيم العيناوي: كان ذلك في موسم 80-1981 عندما حصلنا على لقب الدوري، حيث تسلمت مبلغاً قدره 50 ألف درهم، وقد كان ذلك أول مبلغ كبير أحصل عليه في ذلك الزمن، ويومها انتابتني مشاعر جميلة وشعرت بالثراء، وبعد ذلك توالت المكافآت.

وهي تكبر بالتدريج حسب ما يتناسب وظروف الحياة وتطور الزمن والحالة المعيشية، وأكد أحمد عبدالله أنه إذا عاد به الزمن وطُلب منه اختيار نادٍ ليدافع عن شعاره فإنه سيختار ولا شك فريق العين، فهو النادي الذي يتمناه أي لاعب يرغب في النجاح خلال مشواره الكروي، فالعين نادٍ له اسمه وتاريخه وبطولاته وإنجازاته .

الجيل الحالي:

أكد الغزال ان المقارنة لن تكون غير منطقية بين مستوى جيلهم والجيل الحالي من اللاعبين، لأن لكل جيل نجومه حسب ظروف زمنه، وقال: على أيامنا كان هناك نجوم يحققون الانتصارات والبطولات..

ويسعدون جماهيرهم، برغم أنهم هواة غير متفرغين لكرة القدم كما في الوقت الحالي فأغلبهم طلاب أو لديهم دوام عمل، فكانوا يأتون من مناطق بعيدة في أبوظبي ودبي للتدريب قبل أن يعودا ليذهبوا إلى الدراسة أو العمل في اليوم التالي، ولم تكن الحركة سهلة في ذلك الوقت كما هي اليوم، حيث كل شيء متوفر ومريح للاعب، ولكن هذا لا يعني أن مستوى اللاعبين اليوم أقل من مستوى ذلك الجيل، فلكل زمن نجومه ورجاله.

تجربة الاحتراف:

عن تقييمه لتجربة الاحتراف في كرة القدم الإماراتية، أكد أحمد عبدالله أنها تمضي بثبات نحو النجاح وينقصها قليل من الجهود لتبلغ الدرجة الكاملة، وهذا يحتاج لتقييم التجربة ودراسة أوجه القصور والسلبيات لعلاجها وتصحيحها، وبالتدريج ستحقق التجربة النجاح المأمول، وكل الدول الأخرى لم تبدأ ناجحة في مشوارها مع الاحتراف، لكنها مع مرور الوقت أكملت النواقص وعززت الإيجابيات، حتى حققت أهدافها.

بروفايل:

الاسم: أحمد عبدالله علي

تاريخ الميلاد: 1 أغسطس 1956

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لأربعة أبناء ثلاثة أولاد وبنت

الوظيفة: مساعد مدرب الفريق الأول، ومدرب الفريق الرديف بالعين

يتقن أحمد عبدالله اللغتين الإنجليزية والإيطالية بالإضافة إلى اللغة العربية، كما يجيد التحدث بالإسبانية والبرتغالية، ويفهم اللغة الفرنسية لكنه لا يتكلمها، ابنه الأكبر لعب لرديف العين قبل أن يتفرغ للدراسة، فيما تخرج ابنه الأوسط من الجامعة، أما ابنه الأصغر ماجد فهو يلعب حالياً بالفريق العيناوي الرديف، ويأمل في الوصول إلى الفريق الأول، أما ابنته الوحيدة فهي مازالت طالبة بكلية الطب.

Top
X

Right Click

No Right Click