المناضل الجسور عبدالحفيظ سعد الدين في ذمة الله

بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن

بسم الله الرحمن الرحيم

"وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون" صدق الله العظيم

عبدالحفيظ سعد الدين 3 

تناقلت الانباء خبر رحيل احد قامات النضال الوطني الارتري ورعيلها الاول المغفور له باذن الله العزيز عبدالحفيظ سعد الدين، والذي حدثت وفاته يوم الخميس الموافق 2021/11/4م بمدينة مولبرن الاسترالية اثر علة لم تمهله قليلا، الراحل المقيم اب لخمس من الابناء الذكور وبنتين، وكنيته هى ابو عبدالرزاق نسبة لابنه البكر،

التحق بجبهة التحرير الارترية في ريعان شبابه،

فقد عمل في المجال الصحي بالمنطقة العسكرية الثانية التي كان يقودها الشهيد عمر حامد ازاز،

وفي العام 1967م ابتعث الى الجمهورية العربية السورية في دورة تدريبية في التمريض ليعود بعدها لممارسة مهامه النضالية في نفس المجال الذي ابدع فيه ايما ابداع،

تميز الراحل المقيم بروح الدعابة وحسن الخلق احبه جميع زملائه خاصة المقاتلين الذين كانوا يأتون الى العيادة العسكرية في الميدان يلاطفهم ويخفف عنهم الام الجراح الامر الذي يترك اثرا طيبا في نفوسهم وكانوا ينادونه دكتور حفيظ، فقد كان عمله يتجاوز مهام التمريض في كثير من الاحيان ويفضل المقاتلون التعامل معه اكثر من غيره من رفاقه في العياداة التي يتواجد بها لروح الدعابة التي كان يتعامل بها معهم.

واذكر ان المغفور له ابو عبدالرزاق كان مرجع في معرفة الانساب والعادات الاجتماعية في المنطقة.

في فترات لاحقة بعد الوحدة الثلاثية (وحدة جده) عمل في مستشفى التنظيم الموحد بكسلا والذي كان يديره اطباء مصريين وكان هو احد الادارت فيه وكان لصيقا بالجماهير التي تاتي للعلاج هناك،

وتحضرني حادثة في ذلك المستشفى ان أحدى السيدات اتت الى المستشفى وقابلت الطبيب المصري ولكنها لم تستطع ان توصل مشكلتها له خجلا الامر الذي دعى الطبيب استدعاء حفيظ ولكنه هو الاخر فشل في الوصول الى المشكلة، وفهم ان المرض خاص بالنساء ولم تستطع السيدة قوله فقال لها ببساطته لماذا لم تقولي ان مرض في (...) وكان الحديث في تلك اللحظة بالتقرايت فردت سريعا قائلة (ماى قبأ حفيظ)،

وفي فترة تواجدي في السودان قبل توجيهي الى الخارج كنت مقيم في كسلا حي (ابو خمسة) وصديقي حفيظ كان ملازمنا يأتي الينا في المنزل باستمرار وبحكم الصداقة ومعرفته بافراد الاسرة عند وصوله الى البيت يذهب مباشرة الى المطبخ يسأل أها الفطور وين جاهز يا ام صالح ويتحرك يمينا ويسار ويطلق النكات والضحكات والمرحومة ام صالح تقول له (حفيظ كشينت مى تحدي ديبا هليكا كين ديبا مجلس قسى) وهو يحاول ان ينكت ويضحك.

هذا هو الاخ العزيز ابو عبدالرزاق الذي رحل عنا في هذه الظروف الصعبة وكم تمنيت ان يوارى جثمانه الطاهر تراب الوطن في مدينة كرن التي شهدت مولده وصباه وعشقها، ولكن اقدار الله ولا نقول الا مايرضي الله انا لله وان اليه راجعون.

Top
X

Right Click

No Right Click