الى جنات الخلد فقيد الوطن المناضل عبى عبدالله أبو عبدالعزيز
بقلم المناضل الأستاذ: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى سابق، لندن بريطانيا
انتقل في شهر فبراير الماضي الى رحمة مولاه المغفور له باذن الله المناضل والفنان المبدع ”عبى عبدالله“
والذي يعتبر احد رواد الفن الارتري، تمتع فقيدنا بشعبية كبيرة من خلال ما كان يقدمه من اعاني وطنية معبرة والعاطفية واسلوبه المتميز في الاداء والكلمات المعبرة، بالاضافة الى كل ذلك كان شخصية فكاهية وصاحب نكته معبرة.
كان طيب المعشر متواضع وعفيف، وكان يحظى بتقدير واعجاب جميع ابناء وطنه دون استثناء.
مارس الفن في بداية الستينات، واذكر انني دعوته في العام 1967م لاحياء حفل زواج شقيقتي من ابن خالى ادريس محمد علي كروش في مدينة ”كرن“ في حى ”وربا“، احيى الراحل المقيم حفلا في غاية الروعة وكانت امسية جميلة بكلما تحمل الكلمة استمرت حتى الفجر تخللها اغاني عاطفية ووطنية اذكر منها:
اى هلا سحاق وتلهيا *** اى هليت شبان ارتريا
ميدان فقرت اقل *** تحزي حريا
وانما ابكفني عريا *** مي قاري ديب مين حلفكي
تجاوب معها الشباب ففي اليوم التالي التحق عدد كبير منهم بالثورة، هذه الاغاني الوطنية جعلته عرضة للمساءلة من قبل السلطات الاستعمارية الاثيوبية، الا انه وبذكاء حاد كان يخرج من كل مساءلة سالما.
لم يجد الفنان عبى الدعم الكافي لابراز مواهبه واسلوبه الكوميدي الذي لا يقل شأنا من الاخرين، وان مجمل اعماله الفنية لم توثق للاسف، وفي هذه السانحة اتوجه الى جميع الاخوة للعمل الجاد من اجل جمع اعمال الفنان الراحل المقيم عبى عبدالله وتوثيقها لتصبح ملكا للاجيال الحالية والقادمة وحفظا للتراث الثر الذي خلفه لنا المغفور له عبى.
وفي الختام ندعو له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه المولى فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. عزاءنا لاسرته واحبائه.
انا لله وانا اليه راجعون