رسالة في حضرة روح الشهيد المناضل/ موسى محمد نور
بقلم الأستاذ: إبراهيم إدريس - دنفر ولاية كلورادو
اليوم عصراً كتبَ لي صديقي بأن الثرىّ هُناك في مقابر شيخ الأمين في ذات المدينة التي احببتَ
واوفيتَ لها عُمركَ والعطاء، تفتح كفتيها لِقامتكَ و قلبُكَ الكبير و عقلكَ النبيل.
تابعتَ من هُنا صلوات الكادحيِنَ
وساحاتَ المدينة و الأيادي العفيفة الوِصال، إذ حملتَ نعشكَ، عهدكَ، و صمودكَ الأبي، مُبتهِلة في خشوع المُؤمنينَ مُتيمةَ بِسركَ المُهيبَ نحو نداء القدر
و القدر
و القدر
و الألم
لفراق
الكبير فينا
إبن الوطن.
سؤالي لنفسي:
أهي ذات المدينة التي أعطيتها صمودكَ في البدء وأنت الأسير حينها، حينَ آدال
أعلنتَ مسار الحِحقبَ، نعم كنتَ في كارشيلي
و المحاكم
و المدارس
و المساجد
واخريا و عداقا حموس
وحديش عدي
و اخريا
و السوق
وفي كل الدروب، تحمي الفقير، تقبل الصغير
تراعي المريض،
وكنت
وكنت
وكان
الشهيد مبتسماً
بحِراك عَقليتك الفريدة.
هل بحق قَبرتّكَ اليوم
ذات المدينة التي راعيتَ فيها الثكالى وزوجة الشهيد في زمن الدرق البغيض.
أقسُم إليك
يا شيخنا الان، بأن
الاولونَ يقصُونَ لنا تاريخكَ المجيد.
قالوا: جمعتَ الذرة من التجار و أعطيتها للفقراء امام كنيسة أندا ماريام و الجامع الكبير، لم تهابَ حينها الدرق و الثوار يحاصرُونَ المدينة في المشارف.
وهناك من حدثني انك كنت مع
الوطن من اجل الوطن،
لم تهابَ
بل دوماً كُنتَ انتَ المُهاب في كُل المعارك.
بل قالوا:
الفقراء كانوا أصدقائكَ و صحبكَ؛ لكرمكَ داخل المنازل و امام الجوامع، و بيقين أقول حتماً بناتكَ باحجبِتهن يصلون و يدعون لكَ، و يبنشدون كعهَدّهُنْ "طلع البدرُ علينا"
كيف لا،
و كبرياء حضورك الباهي هو عنوانكَ،
بل هو عهدكَ، حيثُ كان نصلكَ في المدينة
قبل يوم إعتقالك...!
نَعلم يا شيخنا انكَ تواقاً
للقاء ربك و الحبيب
و الشهيد،
ورفاقكَ هُناك في إنتظارك
لِتبلغهم عن حسرة المدينة
لفراقهم و العهد التليد،
وشعار
الوطن لنا
و لغيرنا،
ولن نبدل
الهوية
و القضية.
نعم
الفقد للذي
لا يتبع طريقكَ
في هذه المسيرة،
و لنَ تُسَتوُعبَّ رسالتك غير دولة المدنية، الحديثة، بالتنوع و العدل و مساواة الحق بالحق من اجل الحاضر و الغد.