بقلم المناضل الأستاذ: ياسين محمد عبدالله - باحث وكاتب صحفي

بسم الله الرحمن الرحيم

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

صدق الله العظيم.

رحل أحد صناع الملحمة الإريترية، أحد أكثر الناس نبلاً وإنسانية، سليمان أدم سلميان...، المناضل المتفاني والإنسان المعطاء...

بدأت مساهمة سليمان في العمل الوطني مبكراً، شارك وهو في المرحلة المتوسطة في مدينة أغردات في الاحتجاجات ضد تجاوزات إثيوبيا لبنود القرار الفيدرالي. انضم سليمان إلى حركة تحرير إريتريا في 1959 وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره.

وفي فبراير 1962 انضم الراحل لجبهة التحرير الإريترية. قدم سليمان مساهمات عظيمة في السنوات الأولى من انطلاقة الثورة ووفر مع رفاقه في تسني بعض حاجات القائد عواتي ورفاقه وأرسلوها سراً له وكانوا يمدونه بالمعلومات الضرورية.

وشارك الراحل في تنسيق عمليات التجنيد والعلميات الفدائية وتوفير الأموال في تلك السنوات الصعبة من النضال الوطني الإريتري. ولعب الراحل الكبير أدورا مهمة في تنسيق نشاطات فرع تسني مع القيادة الثورية في كسلا.

اضطر لمغادرة إريتريا في مارس 1967 بعد أن اكتشفت سلطات الاحتلال دوره في التنسيق والتجنيد وقررت اعتقاله. وشارك في كسلا في عمل القيادة الثورية حتى انعقاد مؤتمر أدوبحا في 1969.

ساهم سليمان بما عرف عنه من مثابرة وحنكة في توثيق علاقات جبهة التحرير الإريترية في مصر، ليبيا والعراق وخلق علاقات وثيقة في تلك البلدان وظفها لصالح القضية التي منحها عمره. في سنواته الأخيرة كرس الراحل أغلب وقته لحل مشاكل الإرتريين الذين يفدون إلى القاهرة كان بالرغم من ظروفه الصحية لا يرفض مساعدة أحد ومصاحبته إلى المستشفى أو الطبيب أو إلى مكان له فيه حاجة.

تميز الراحل بالتواضع ونكران الذات وروح الدعابة وطيب المعشر.. كان رحمه الله محبوباً ومحباً للناس، كان وطنياً كرس عمره من أجل حرية شعبه، وفياً لرفاقه، متسامحاً، وكريماً.

برحيل سلميان تفقد إريتريا وشعبها أحد الذين أعطوهما بلا حدود، وسنتفقد نحن من عرفنا أفضاله وأخلاقه وسماحة نفسه، من ناضلنا معه، أخاً وصديقاً ورفيقاً تميز بالثبات على المبدأ وبنكران الذات.

وداعاً سليمان، ستبقى ذكراك خالدة ما بقي في الناس الوفاء وتقدير القيم الكريمة.

رحم الله سليمان آدم سليمان

• السابق
• التالي