الجبهة تحتسب القائد/ سليمان ادم سليمان
إعداد: اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة:155-157
مصاب جلل وفقد عظيم أصاب اليوم 2017/2/8م جماهير الشعب الإرتري والقوى الوطنية المناضلة في مقاومة الظلم والاستبداد في ارتريا برحيل المناضل القامة والرجل النبيل/ سليمان أدم سليمان دقي (ابو محمد) الذي افنى حياته فتى وشاباً وشيخاً في مسيرة النضال الوطني الذي بدأه قبل انطلاقة بندقية عواتي في اطار حركة تحرير ارتريا وتواصل فيه بزخم اعلى وارتباط أعمق بعد اندلاع ثورة التحرير وانطلاق مسيرة جبهة التحرير الإرترية عام 1961م، وبهذا الفقد الكبير لرجل مثل منصة وطنية وفيّه لكل الإرتريين بمختلف مكوناتهم واتجاهاتهم فإننا في اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية نتوجه بآي العزاء لكل ابناء شعبنا في داخل ارتريا وخارجها ونتوجه بالعزاء الواجب لأسرته الصغيرة وكل الاخوة الكرام من آل دقي الذين ارتبطوا بمسيرة النضال الوطني شيباً وشباباً.
(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي)
ولد الشهيد القائد أبو محمد سليمان ادم سليمان في أسرة محافظة وأصيلة في ارتريا في مطلع اربعينات القرن الماضي وتلقى تعليمه الاول بين هيكوته واغردات ليكمله من ثم في السودان بحكم واقع الاحتلال والقهر. والتحق في وقت مبكر ابان فترة الاتحاد الفيدرالي ليعمل في المجال الوظيفي الذي سرعان ما غادره ليلتحق بمسيرة العمل الوطني عام 1960 بحركة تحرير ارتريا ثم يندمج بحماس مع تيار المقاومة المسلحة للاستعمار عبر التزامه واندماجه مع مسيرة جبهة التحرير الإرترية.
لقد تميز التزامه بخط الجبهة في هذا الوقت المبكر وهو يعمل ويتحرك داخل المدن الإرترية بعنفوان واقدام شهد به رفاقه ومعاصريه وكان الشهيد نشطاً بصورة ملحوظة في تأسيس خلايا الداخل من المناضلين والوطنيين الذين ارتبطوا بجبهة التحرير وتركز استقطابه وتأثيره على الشباب خاصة في مدينة تسني ومنها أمتد الى بقية القرى والمدن.
قدم المناضل الشهيد في تلك الحقبة المبكرة من مسيرة الجبهة عطاءً ملحوظاً رغم مخاطر العمل والتحرك في داخل المدن الإرترية وأمام أعين قوات الاحتلال، رغم انه كان يعمل موظفاً في سلك القضاء والمحاكم في فترة الحكم الفيدرالي. وكان له تواصله مع القيادات الاهلية والاعيان وهو المعروف باهتمامه البالغ بحل كل المعضلات التي كانت تعتري واقع مكونات المجتمع الارتري.
ثم انتقل الى السودان ليعمل في مختلف مؤسسات الجبهة حيث كان من المؤهلين والمقتدرين لخلق علاقات رصينة بين جبهة التحرير الإرترية والسلطات السودانية ابان تواليه لمسؤلية ملف العلاقات العامة والتنسيق بين الجبهة والسلطات الحكومية خاصة في مدينة كسلا.
نال القائد الشهيد ابو محمد سليمان ادام ثقة رفاقه وعلى رأسها قيادة الجبهة حيث تم تكليفه بمهام تمثيل الجبهة في عدة اقطار عربية: ليبيا ثم القاهرة ثم بغداد ثم القاهرة وكان خلال توليه لهذه المهام منارة يلجأ اليها الارتريون وهم موقنون بأن كل قضاياهم ستجد الصدر الرحب من قبل القائد ابو محمد الذي اشتهر عنه تفانيه في قضاء حوائج الارتريين بغض النظر عن لونهم السياسي وانتمائهم وقد كرس لهذا الدور كل الامكانات المطلوبة، ويكفي ان نذكر في هذا الاطار ان منزله العامر في مصر ورقم هاتفه الشخصي كان مفتوحاً لكل ارتري يأتي في حاجة الي مصر.
رحم الله القائد الشهيد والابن البار لارتريا وقلعة الصمود التي ما غيرت وما بدلت عن مواقفها الاصيلة فلقد كان ترجمان لمسيرة النضال الوطني وارشيفاً موثقاً لأهم محطات الثورة والنضال الوطني.
أللهم يا رحمن السموات والارض تقبله في عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
وألهم أهله ورفاقه وذويه الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون
اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية