القائد المناضل الشهيد عمر محمد البرج

بقلم المناضل الأستاذ: عبدالقادر بكري حمدان

وتلك الأيام نداولها بين الناس - كتبت الكثير عن الشهيد عمر البرج فى صحيفة صوت ارتريا

عن دوره فى خدمة القضية الإرترية فى مرحلة النضال وبعد الإستقلال - لكن ما اكتبه اليوم قد يختلف عن ما كتبته فى الماضى - وبهذه المناسبة اقدم اعتذار فى تقصيرى فى الكتابة حول شهداء الثورة الإرترية - إلا فى المنسبات المحدودة .. في نهاية ثمانينات القرن الماضي، حضر الشهيد عمر البرج الى المانيا بدعوى من احد اعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لألمانيا من ولاية سكسونيا السفلى، وذلك للمشاركة فى المؤتمر السنوى للحزب - رافقه فى الزيارة الشهيد صالح أياى - والشهيد طه محمد نور.

قمت بمرافقتهم فى جولتهم وزيارتهم داخل المانيا - بحكم تنظيمى للزيارة - ومعرفتى القديمة للشهداء الثلاثة - وإقامتى فى المانيا - ما لفت انتباهى اثناء النقاش بين الشهيد عمر البرج مع احد البرلمانيين الألمان - عندما سأله عن التظيم السياسى الذى ينتمى اليه فى الساحة الإرترية - كان رده - مسالة التنظيمات والتباين الفكرى بيننا - يعيننا نحن الإرتريين - ولا يعنى غيرنا - نحن اتينا الى المانيا ليس للحديث عن تنظيماتنا وخلافاتها - بل جئنا للتعريف لقضيتنا - وعن حق تقرير المصير للشعب الإرترى - للحصول على إستقلاله من إثيوبيا التى تستعمر بلادنا - وأضاف مبسماً بما اننى كنت اترجم حديث الشهيد عمر البرج الى اللغة الألمانية - فى داخل مبنى البرلمان - قال لى الشهيد برج - اخبره - انا انتمى لكل التنظيمات السياسية والعسكرية التى تناضل من اجل تحرير ارتريا.

عذرا أيها الشهيد فنحن شعباً لا نقدر شهداءنا- عذرا لأننا عاجزون- عذرا وإلى جنات الخلد يا شهيد الوطن ستكون دائماً فى قلوب شعبك.

في الذكرى الرابعه عشر لرحيل المناضل الكبير الشهيد الشيخ عمر محمد البرج - الرجل الذى رفض المساومة بمبادئه - والتفريط في الحقوق الوطنية والسيادة الوطنية الإرترية - كل ذلك لم يشفع له - استشهد خارج وطنه وأرضه فى بلد غريب - لندن.. مات بعيداً عن وطــنٍ أحــبه ووهبه العمـــر - كان المناضل الإريتري الكبير عمر البرج، الذي ظل وبرغم تعدد التنظيمات والخلافات والنزاعات فى الثورة الإرتيرية منذ بداية السبعينيات وقبلها وحتى رحيله المحزن جداً في الأسبوع الأخير من شهر اغسطس 2007 فى لندن؛ رجلاً قومياً يرعى كل الإريتريين طلاباً.. وعمالاً.. وزواراً للعاصمة الليبية طرابلس - ورما العاصمة الإيطالية في حقبة سبعينيات القرن الماضي حتى تاريخ انتقاله واستشهاده فى لندن.

قال المناضل الكبير الشهيد عمر البرج للقيادة الليبية: عندما طلبت منه القيادة الليبية - أن يلعب دوراً فى التقريب بين وجهات النظر بين القيادتين الإثيوبية - وقيادة الثورة الإرترية لبحث الحلول السلمية - فى عهد حكم نظام الدرقى التى كانت تعتبره السلطات الليبية فى عهد القذافى - نظام اشتراكى - كان رد الشهيد البرج بكل شجاعة كما عرف عنه «إن الإريتريين لم يقاتلوا.. ويناضلوا.. ويستشهدوا بالآلاف لكي يحكم إثيوبيا ـ اشتراكي كاذب.. أو أمبراطور متسلط.. إن الإريتريين يريدون الاستقلال التام من الإستعمار الإثيوبى - وبعدها يمكن الحوار حول نوعية العلاقات مع إثيوبيا أو غيرها - بعد إستقال إرتريا سافر الشهيد عمر البرج الى أسمرا لأول مرة بعد سنوات النضال الطويل وسجد في مطار أسمرا مقبلاً أرض بلاده المستقلة، إلا أن تلك ـ السجدة ـ كما كان يقول الشهيد ـ وموقفه الواضح من العلاقة المستقبلية مع إثيوبيا - كانت هي التي شكلت العلاقة المتوترة بينه وبين رفاقه السابقين فى الثورة الإرترية - ماركسى التوجه كما كان يصفهم الشهيد البرج.. رحمة الله عليه.

Top
X

Right Click

No Right Click