هل تستطيع الجبهة الشعبية الارترية مصادرة حقوق الا غلبية المسلمة في ارتريا
بقلم الأستاذ: عبدالقادر حمدان - فرانكفورت المانيا المصدر: جريدة صوت ارتريا
اكدت تجارب الشعوب ان الوحدة الوطنية هي شرط اساسي لابد منه للتخلص من تركة المستعمر كما هي ضرورة ملحة للمحافظة على
استقلال البلاد. وفي حالة غياب هذه الوحدة يستحيل اشاعة الديموقراطية وبناء مجتمع العدالة والرخاء.
ففي الوقت الذي تستمر فيه احتفالات الشعب الارتيري في المدن الارترية وقراها المحررة وفي الوقت الذي تسير فيه الجمعيات الرتيرية في المهاجر العربية والاجنبية مسيرات التأييد للثورة الارتيرية وفي الوقت الذي يتعانق فيها الشعبين الارتيري - والاثيوبي لخلاصهم من طاغية اثيوبيا منجستو هيلي ماريام، فاجئنا منجستو ارتريا الجديد زعيم الجبهة الشعبية الارتيرية اسياس افورقي بمؤتمره الصحفي في الخرطوم الذي اعلن فيه تشكيل حكومة الجبهة الشعبية المؤقتة وكشف في نفس المؤتمر خططه المستقبلية، مؤكدا ان حكومته ستشارك في مؤتمر مع الحكومة والفعاليات السياسية في اثيوبيا، لمناقشة احتياجات المرحلة القادمة، واضاف في مؤتمره الصحفي ان هدف الجبهة الشعبية هو اجراء استفتاء شعبي والبحث عن وضع سياسي مستقر في اثيوبيا ويقول انه بالامكان وضع دستور جديد وبموجبه يتفق على اجراء الاستفتاء، وختم قوله ان جبهته ترتبط مع الجبهة الثورية الاثيوبية باتفاق استراتيجي يقوم بحق الاعتراف بحقوق الشعب الارتيري في تقرير المصير، ومن جهة اخرى وحتى لا يترك مجالا للشك حول تكهنات البعض باشتراك الفصائل الارتيرية الخمسة في عملية بناء ارتيريا المستقبل، اجاب اسياس بالحرف الواحد انه لا يعترف بوجود اي فصائل اخرى يمكنها الان ان تشارك في حكم ”الاقليم“؟
ووجه دعوة لكافة الارتيريين بالعودة والاسهام في العمل السياسي كافراد وقال انه بامكان اي مواطن ان يشكل حزبا او تنظيما سياسيا ولكن بعد الاستفتاء الذي حدد له عامين.
هذه المعطيات كان لابد ان تتصدر موضوع الرسالة الى القارئ العربي، حتى لا يتهمنا باننا نكتب من منطلق عرقلة استقلال ارتيريا او لتفجير صراعات تعمق ماساة الشعب الارتيري اذا لم تفسد عليه نشوة الاحتفالات بجلاء اخر جندي اثيوبي من الاراضي الارتيرية.
ونحن لا نقوم باكثر من تلبية نداء ديكتاتور ارتيريا الجديد في استخدام حقنا المشروع كمواطنين ارتريين كان لنا شرف السبق في حمل البندقية وتعبيد الطريق لجيل الثورة، بهذا ان اعلان اسياس الفورقي بعدم الاعتراف بوجود فصائل ارترية اخرى تعتبر طعنة في حق شهداء الثورة ولعنة ستطارد جنرالات الكومندن الارترية الذين يحاولون استرجاع مواقعهم ليس فقط في ارتيريا بل في عموم اثيوبيا لاعادة اسلوب حكم الامبراطور هيلي سلاسي المقبور والذي يعتمد على الطقوس المسيحية ونحن كمواطنيين ساهمنا في تفجير الثورة نستغرب اعلان الجبهة الشعبية ان تضع هموم الشعب الاثيوبي في المقدمة وتدعى بضرورة التنسيق مع حكومة تغراي كما تريد التسليم بتبعية ارتيريا لاثيوبيا بتمييع قرار استقلال ارتيريا.
وهذا التباطؤ والتكتيك يكشف خلفية المؤامرة التى اعلنا عنها من خلال مكتب الاعلام الرتيري في ابريل الماضي عام 1990 ”دولة مسيحية في القرن الافريقي“ بقيادة الجبهة الشعبية الارتيرية وجبهة تغراي، لهذا نود ان نطمئن اسياس وجماعته المتسرعة ان الشرعية لا يمكن فرضها بقوة السلاح، بل سيحتاج هذه المرة الى النصاب القانوني ونحن نود التأكيد لرموزالجبهة الشعبية ان ارتيريا وشعبها لا يمكن ابتلاعها بالغش والتزوير للتاريخ والمسح الديموقراطي، ان الاستفتاء الذي يريده اسياس وشلته الصليبية المتعصبة هو نفس الاستفتاء الذي اجراه الامبراطور هيلي سلاسي عندما خصص فرق للقتل ومطاردة زعماء ارتيريا واعضاء الرابطة الاسلامية وحذر كل من يقف ضد قرار ضم ارتيريا الى اثيوبيا، واليوم يكرر التاريخ نفسه،
ان اتفاق اسياس افورقي وقائد جبهة تحرير تغراي الذي تربطه صلة قرابة باسياس وقعا اتفاقا لبناء دولة طائفية مسيحية في اثيوبيا تحظى بأييد الغرب ومجلس الكنائس الدولي، واقصى ما يمكن اعطائه للسعب الارتيري من حريات ستكون الكونفيدرالية تحت حكومة التاج الاثيوبي”مملكة اكسوم“ التي يحلم بها شعب تغراي وجزء من مسيحس ارتيريا، لهذا وجزء، لهذا ان حكومة اسياس ولدت معوقة لانها لا تملك الاغلبية بالمنظار الديمقوراطي، ان القوة التى يعتمد عليها اسياس هي غير ارتيرية ونعني في حالة حدوث استفتاء داخل الاراضي الارتيرية، لان التهجير بالقوة من قبل منجستو هيلي ماريام شمل شعب تغراي الذي وجدوا الامان والاطمئنان في الاراضي الارترية المحررة التي كانت تسيطر عليها الجبهة الشعبية، صاحبة الفضل في خلق وتدريب ثوار تغراي...
والمتابع لاحداث ارتريا وتطورات الصراع الارتيري - الارتيري في الحرب الاهلية التي استغرقت عشرة اعوام ان الجبهة الشعبية ساعدت في تهجير سكان المديرية الغربية الى السودان، بهذا استلم شعب تغراي من القاش وحتى منطقة الساحل مكان المواطنين الاصليين، وهم يدعون الان بحق المواطنة ومن الصعب تحديد هوياتهم لانهم يتحدثون نفس اللغة ”التجرينية“ ويدينون بنفس المذهب المسيحي الارثوذكسي للاقلية المسيحية في ارتيريا لهذا ان المسح الديموقراطي المزور للجبهة الشعبية والتي تحاول ان تظهر فيه اغلبية مسيحية في ارتيريا - واثيوبيا - هو مخالف للواقع لان سكان ارتيريا البالغ 3 مليون ونصف نسمة والذين ينقسمون الى تسع قوميات حسب دراسة الجبهة الشعبية ووثائقها الى ان ثمان من هذه القوميات تدين بالاسلام لهذا نحن نقبل باي استفتاء دولي على شرط ان تساهم فيه لجنة مراقبة من الدول العربية والاسلامية، ماعدا ذلك سيستمر الشعب الارتيري في حمل البندقية لاننا لم نقدم نصف مليون شهيد ومعظمهم من المسلمين ان نساعد في استبدال طاغية اثيوبيا منجستو بطاغية اخطر منه مكرت وعداوة للاسلام والعروبة.