وثيقة العهد الإرتري فهل من زعيم!!؟
بقلم الأستاذ: أحمد صلاح الدين المصدر: عواتي كوم
ميلاد وثيقة العهد الإرنري تجئ متفردة ومتمّيزة لا يشبهها أي مكتوب إربتري في تاريخ الوثائق والمنشورات ما ظهر منها و ما بطن،
فهي ليست كالبكاء او الصراخ الذي ألفناه في سلسلة مكتوبات مسلمي إرتريا من جراء المظالم أو التظلمِ و شكواه ضد من يعتقدون فيه شريكاً لهم في إرتريا من مسيحيهم، كما أنها لن تستعطف أحداً او تستلطِّف.
هذا الإمتياز المصاحب للوثيقة يكمن في منهجية فعلها، و ذلك هو الغائب الحاضر في جل ما عرفناه من مسالك العمل السياسي الإرتري، المتمثل في جميع مسارات منتظماتها السياسية ذات التعريف الجبهوي و ما تشعب منها من خيارات يكاد أن يكون سوادها الأعظم متطابقاً بالتمام و الكمال من حيث المبادئ و الأهداف، و ما التعدد المختلق ليس بشئ غير و سيلة من و سائل تبادل الضرر منذ هابيل و قابيل.
نعم فالمنهجية هي وحدها التي أوقفت جموع المعنّين و أُولئِك الذين خصتهم الوثيقة بمادرتها و هي تطرق نبض التصالح مع النفس الأمَّارة بالسوءِ، إذ كان ذلك واضحاً في تنقيب اللغة التي وقع عليها الإختيار المتمثل في الإنجليزية، ويقيننا يشير بأنها النسخة الأصل التي نطق بها المولود بفعل من قام على إشراف إعدادها - لهم منا الثناء و التقدير، وقي ذلك آيةٌ للمنهج ولم تحيط به من الخطيئة شئ.
فالآية يستقر مفاد خاطبيتها بأن الوثيقة إستهدفت في أولويات متناوليها أو مطاليعيها من القُراء أُولئِك النخبة و الصفوِّة التي شاء نفرٌ ليس بالقليل من أهلهم أن يتعّمد ويعتمد النهج (الإثنوقراطي) الوارد في ذات الوثيقة، و هو بيانٌٌ مَرجعي أخر نستدل به مقصد المنهجية هنا. فما الترجمة إلى العربية على حسن ظننا الاّ لبسط المعرفة وتوسيع المجلس في المشورة بخبرٍ يسير، ولعل أهل الدار لا يتنازعون الأمر بينهم - أو ياليت قومي يعلمون - فهل من مدّكر - وهكذا نعتقد.
و لأن الوثيقة لا ريب في دلالات مستدلاتها من حيث البرهان و قطع الحُجَج ِ لمن يشكك أو يسنكر فحوى مرماها، فلا نرى في الذين خصتهم من اهل الظلم أن يستعصى عليهم فهم أمرها أو أمر فهمها، وهم على ما يفعلون بشركائِهم شهود، الاّ من أصابته الغشاوة بفعل تمادى الزمن الذي بلغ من السدر في هكذا (إثنوقراط) جيلين او ثلاثة فصدّق أحقية إستحوازه لأشياء الوطن و العباد دون عناء وبلا ملل.
و فوق هذا و ذاك نطرح ما إستنبطناه من مستفهمات نضعها كما يلي:
الوثيقة إذا اصاب تعبيرنا الَمعنَى نراها وكأن لسان حلها يقول: (يأ صفوة ونخبة أهل المرتفعات من اتباع المسيح عليه السلام و إخوة أفورقي وصحابته هاكم أقرأوا كتابية وهذا ما ُأتوتيت من نضاليه. و لا جُناح عليكم أن ننبئكم ونتلو عليكم كتاب بنو ديمطروس و إسياس ومن والاه وقد سئمنا صبرا فهل تداركتم الأمرَ !!)
أما بالنسبة لأهل الدار (أُمة محمد صلعم) فنرى وثيقة العهد تقص عليهم أصدق القصص حتى يكتمل إيمانهم جميعاً و لكي يستأمن بعضهم بعضا في رباطٍ و رابطة، فإن تولّوا بعد ذلك، إنما هم في شفاق وما كان على المجلس الاّ البلاغ و لاسيما أن مجلس إبراهيم مختار لهم منا كامل الشكر والإحترام لقد أدى الآمانة و نصح الملة فملّكهم الرسالة و أقامَ الحُجة، وما أجرهم الاّ من عند الله سبحانه و تعالى، فكيف يا قومُ أنتم بعد هذا غافلون.
أهل المسيح من المرتفعات و صدى الوثيقة:
منذ إعلان وثيقة العهد الإرتري و نشرها وهي تعلو سقف موقع عواتي دوت كوم، إلتزمنا نحن معشر القراء الترقّب لنتائج مردودات هذا المنتوج التاريخي الهام - و لا نقول ردود الأفعال، إنما مدى التفاعل معها من قبل الذين وصفناهم بالصفوة و نخبة القوم المعنيّن بخطابية الوثيقة التي أُعدت لهم من مثيلٍ في ذات المنوال و أُناس آمنوا بربي موسى وعيسى و رب خاتم النبيين رب العالمين.
فبلغنا الشهر زمناً و عِّدة من الايام ونحن القُراء نترصد من أهل التقرنية المتثقفين و بما أُتوا من العلم لكي يدلوا بقولًٍ و رأي آملين مخرجات طيبة و ذلك بعد دراستهم و التفاكر في الوثيقة، أو أضعف الوسع بعد عُجالةٍ من القراءة كما نحن فاعلون، ولكنه لم نحصوَّ َ الاّ قلماً تمثل في البروفسور برخيت هبتي سلاسي (*) واضعاً شعاع ضوءٍ يعلو شمعة التفاؤل على بُعد ذاك النفق، فحسبنا له الأجر بألفٍ من الحسنات وكيف لا وهو عليمهم في العلم وكبيرهم سِنًا وليكن ذلك في ميزان وطنيته بعد الذي كتب و ما آتٍ من كتابه المرتقب بالدليل و البرهان و الشاهد على معشارٍ من حائق وثيغة العهد الإرتري و لا نقول كلها و ما زلنا ننتظر قابضين على شعرة بيت قرقيس - تران نبايع الوثيقة و هي تبسط يدها لكلمةٍ سواء من أجل وحدة غائبة غياب سنوات التحرير و بعمر دولة إرتريا المستقلة، وقد ينفذ الصبر حين لا صدر يتسع - و يصيب الأُذن الصمم و لا عذر لمن أُنذر.
أمة محمد من أقوام إرتريا - و ثم كلا سوف تعلمون !!؟
الوثيقة بين أيديهم و ليس بها من الإفك ما تُكذّبه عين اليقين، فهي برهانهم لمن أراد الدليل بل أنها ميثاق وحدتهم فيما يرتقب من الحوار الوطني مع الآخرين، و أكثر من ذلك ان هذه الوثيقة هي مرامهم الوحيد من الوطن و ما تمثله الدولة من سقف التفويض لمجريات الحياة وعناصر سيرورتِها اليومية بتوازنٍ مرجعه العدل والمساواة بين الناس و هنا يكمن السلام لمن أحبه، و لولا خوفنا من عبئ القول لما فيه من الحقيقة المُرّة، فواللّه الواحد الصمد أنّ هذه الوثيقة هي الماء الذي يبطل جميع أركان التيّمم الذي ظل و ما زال يمارسه الكل من مسلمي إرتريا لآداء الفعل السياسي تحت مسميات تنظمية أميبية التكاثر وهي تقصد
إشباع رغبتها من الحقوق و الواجبات في الوطن.
أما الذين وفقهم الله لإعداد هذه الوثيقة نحسبهم من حكماء القوم و مستنيريها في العلم - زادهم الله نورا على نور، إذ رأيناهم لم يفارقو كل صغيرة أو كبيرة من نتوءات الخلل و جذور المشكلات في بلادنا إرتريا إلاّ أحصوها في الوثيقة و على راس الإشكاليات الوحدة الوطنية بين أهل المسيح من المرتفعات وا لآخرين من مكونات مواطني إرتريا و هي أٌم المشاكل و بيت القصيد لشتى مصائبنا.
و عليه يأتي أيماننا بأن الوثيقة ليس للجدل الداخلي بين أهل الدار من (الحوش الواحد) إنما هي زمام حوارنا الوطني مع شريكنا من مسيحي المرتفعات أى (حوش الجيران الإثنوقرطي) متمنين لأهل منخفضاتنا الحبينة و عرين ثورتنا بأن يستسمحوا هذا القلم عذرا في إختياره مفردة (الحوش) إشارةً للبيت الواحد، و إنّ اللبيب بالإشارة يفهم، لإن الجدل الداخلي و ما تصاحبه من إستفهامات كالبحث و التساؤل عن أصحاب هذه الوثيقة و لماذا توقيتها الآن و..و..و.. يعتبر القتل عمداً للوثيقة في مهد ميلادها.
و كلمة أخيرة نراها خفيفة على هذا القلم الذي يبادلكم الرأي وثغيلة على المتلقي من أهل الدار- ألا وهي أن و ثيقة العهد الإرتري تحتاج منا نحن معشر (الحوش الواحد) الى زعيم - و ذلك مفتاح وحدة الكلمة و الصف ولمَّ الشمل... ليس زعيم قبيلة أو عشيرة و لا طائفة.. بل زعيم يعدل بين ما ذكرنا و يزيد - نطيعه بتقوى الله و مخافته ويساوي بين الناس من جميع البشر الإرتري وذلك شئ عظيم فهل لنا من زعيم !!؟
و في ختام هذا القلم نقول لمن يعدُِّون (الحوار الوطني للتغير الديمقراطي): عند الوثيقة الخبر اليقين و أنها قطعت قول كل خطيب و محاور.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.