الاتجار بالبشر حقائق مرعبة تورط مسؤولين أمنيين و دعم كامل من الحكومة السودانية
بقلم الأستاذ: مصطفى عمر المصدر: سودان موشن
الحكمة من التشريعات السماوية و الوضعيه تنظيم العلاقة بين البشر، الانسان بطبيعته يقع في الأخطاء
فقد جاء في الحديث الشريف ”كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ“.. تترتب على أخطاء الانسان أضراراً تستوجب جبرها عن طريق ضمير الانسان نفسه باعتبار أنه يمتلك عقلاً و ضميراً، و لكن يوجد من بين الناس من لا وازع لهم، و هؤلاء هم المخاطبون بالتهديد و الوعيد و بالقوانين في الأصل حتى تردعهم و توفر الحماية للضحايا المحتملين، يوجد من بين بني البشر من يمتلكون أعلى درجات الأخلاق و النبل والرقي والأدب، وكذلك يوجد من هم في أدنى الدرجات يتطبعون بصفات القسوة و الهمجية و الوحشية حتى صاروا أسوأ من كل المخلوقات الأخرى، و هؤلاء إن لم تكن هنالك قوانين رادعة تعاقبهم حتى يكونون عبرة لغيرهم من الطبيعي أن يسود في المجتمعات ما هو أسوأ من شريعة الغاب، لأنه في شريعة الغاب تأكل الحيوانات المفترسة الأضعف منها بهدف الغذاء و لا تتجاوز ما يكفيها و يسد رمقها..، عدم وجود وازع الدين أو الضمير لمثل هؤلاء الأشخاص، مع عدم وجود السلطة التي تطبق عليهم أحكام القوانين هو السبب الرئيسي في تفشي الظلم و ضياع حقوق الناس، أمًا أن تكون السلطة المناط بها وضع التشريعات التي تحمي الضعفاء داخل حدود سلطتها غير مبالية بما يحدث، أو أن يكون الأشخاص المكلفين بصيانة القانون وحمايته و تنفيذه هم نفسهم في أدنى درجات القسوة، أو ضعفاء لدرجة أنهم لا يحركون ساكناً أو شركاء في الجريمة فهذه هى الكارثة الكبرى... و أم الكوارث هى أن يتغول على هذه السلطة أناس فاسدين في أدنى درجات السلم.. هذا هو واقع الحال في السودان الذي ينطبق على ما نحن بصدد الحديث عنه هنا..
في الاسبوع الماضي بجدة إلتقيت بالصدفة بشابين أعرفهم جيداً سبق و ان التقيتهم آخر مرة بالسودان العام الماضي بحكم أنهم أبناء منطقتي و أعرفهم معرفة جيدة و أعرف أهلهم، شدت انتباهي حالتهم التي يرثى لها، و الكدمات على الأجزاء الظاهرة من أجسادهم خاصةً الوجه و الرأس نتيجة لما تعرضوا له من تعذيب... سأشير إلى أسمائهم بالحروف مراعاةً لحقوقهم..تولى أحدهم الرواية بينما الآخر شارك في تذكيره بعض الأحداث، حكى لي (ح.م) و (ع.خ) طريقة وصولهم إلى جدة و قصة سفرهم الكاملة و كيف أنهم وقعوا ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر التي يدريها بعض المنتسبين لقبائل الرشايدة و القبائل الأخرى في اليمن.. سأتكلم بالدارجي حتى أستطيع ايصال الرواية كما سمعتها: يقول (ح.م): البالغ حوالي 35 سنة: قبل خمسة شهور جيت معاي نفرين (ذكرهم بالاسم، و أعرفهم أيضاً) جينا سواكن عشان نسافر السعودية بي السنبك، و لاقينا ناس السنابك و اتفقوا معانا يوصلونا اليمن.. لقينا واحد رشايدة قال لنا أنا بوصلكم مجان ..نحنا بنمشي من هنا فاضيين و بنجيب بضاعة من اليمن، و السنبك لازم يكون تقيل عشان يكون ثابت في البحر الموج ما يقلبه..و في اليمن بنسلمكم لي ناس بنعرفهم يهربوكم لي السعودية..هم برضه بيمشو السعودية فاضيين بي عرباتهم عشان يجيبو بضاعة من هناك..، و فعلاً بعد يومين جأ رشايدي لاقانا في سواكن وودانا لي حتة جنوب سواكن مسافة ساعة و شوية بي البوكسي و معانا عشرة أنفار كلنا ركبنا معاه و العربية دخلت في حتى زي غابة و منها ودونا لي خيم قعدنا فيها و قالوا لنا السنابك بتتحرك بعد ما يتفقوا مع ناسن في الشرطة ..و بعد ما دخلونا في الخيم تاني ما في زول بيدخل و لا يمرق من الخيمة و حارسنها بي الكلاشات و قالوا لنا البحاول يهرب بنضربه طلقة لأنه بيكشفنا. ..قال لي المهم بعد ثلاثة يوم عايشين فيها علي الموية بس و لا أكل و لا شئ قدرنا أنا و الاتنين المعاي نمرق من الخيمة و نهرب لي غاية ما وصلنا الشارع، بعد داك مشينا أهلنا.. و ما عارفين الحصل شنو لي الناس الخليناهم قاعدين... أها بعد ما تميت زي خمسة شهور تاني جيت و معاي (ع.خ) دى و جينا لي واحد تاني في سواكن و اتفق معانا برضه يوصلونا مجان بي نفس التبرير.. و يسلمونا لي ناس في اليمن يهربونا السعودية.. و جينا لي نفس الحتة حقت الخيم، قعدنا يومين والسنبك اتحرك... السنبك بكون واقف في مسافة بعيدة و الناس بخوضوا في الموية لي غاية الصدر حتى يصلوا.. المهم اتحركنا ..السنبك فيه اكتر من مية نفر... رجال و نسوان واحدات معاهن أطفال.. بعد يوم في البحر وصلنا لي جزيرة صغيرة قريب اليمن وقفنا فيها، بعد شوية جأ سنبك تاني شايل أسلحة كلاشات و جيم تلاتة، فرغ حمولته في السنبك الكنا راكبين فيه، و رجع السودان و نحنا ركبنا في السنبك الكان شايل السلاح و مشينا لي غاية ما وصلنا قريب الشاطئ في اليمن قال أنزلوا و تموا المسافة بي رجولكم الموية ضحيلة و الناس البهربوكم السعودية بيلاقوكم في الشاطئ... قال لي فعلاً نزلنا و الموية ما بتتجاوز البطن و لما وصلنا هناك لاقونا الناس المفروض يهربونا لي السعودية ركبونا في بكاسي و جابونا في حوش كبير و سوره عالي.. نزلونا في الحوش و مشوا.. بمجرد ما مشوا جونا ناس كانوا في الحوش فيهم زي عشرين واحدين شايلين بنادق وواحدين شايلين عصي و سياط قال لي لموا فينا ضرب شديد و في حفرة كبيرة في نص الحوش مليانة موية و فيها زيت راجع و جازولين دفرونا فيها و دوروا فينا ضرب بلا رحمة ..و قالوا لنا نحنا اشتريناكم.. و أي واحد فيكم.. لو دايرنا نفكه يكلم أهله يحولوا لنا قروش و يحددوا المحل البنسلمكن فيه.. و ادونا تلفونات عشان نتصل علي ناسنا البنعرفهم يدفعوا ليهم و بعد داك يحررونا، قال لي المهم لي حسن الحظ كنا حافظين تلفونات ناس في السودان، كلمناهم و كلموا اهلنا في السودان و اتصلوا بي اهلنا في السعودية و ادوهم الرقم حق الناس الاشترونا و لي غاية الوقت داك شغالين فينا ضرب و أول ما التلفون يرن و يدوك ليهو يزيدوا في الضرب و يفتحوا الاسبيكر عشان الزول التاني يعرف معاناتك.. و يسمع بي أضانو صراخ الناس... المهم قال لي حددوا مبلغ الدفع بي سبعة ألف ريال لي كل واحد فينا أنا و الزول المعاي في حالة التسليم جيزان، و تمانية الف ريال في حالة التسليم جدة و تسعة ألف في حالة التسليم الرياض.. المهم اتفقوا معاهم انهم يسلمونا جازان، بس قبل ما يسلمونا الدفع مقدم و لازم زولن يأكد ليهم انه استلم القروش ..حتى بعد داك يهربونا لي جازان..المهم قال لي قعدنا يومين بي الحالة دي اكلونا فيها مرة واحدة، و الموية بي غطاية الجركانه و مخلوطة بي جاز..لي غاية ما أقاربنا الفي السعودية عرفوا القصة و لموا القروش و سلموها لي زول ناس العصابة الحددوه ليهم في السعودية حتى بعد داك خلونا من الدق و التعذيب.. و أدونا أكل و موية..قال لي بعد داك جأ واحد ساقنا نحنا الاتنين و معانا زي 20 تانيين بي بوكسي لي محل تاني مسافة نص ساعة تقريباً و جابنا سلمنا لي نفرين تاني، اتحركنا هم ورانا و نحنا قدامهم بي رجولنا الواطأ ليل، كل واحد فيهم معلق بندقية علي كتفه و شايل معاه سوط و نحنا ماشين قدامهم و هم ورانا كاشيننا زي الغنم، البيرخي في المشي يقعوا فيه دق، المهم قال لي ماشين زي ثلاثة ساعات جينا في وادي هم وقفوا، وقالوا لنا تقطعوا الوادي دى زحف بعد ما تقطعوا الوادي بلاقوكم ناس بي هناك منتظرينكم، قال لي ديل ما مشوا منتظريننا و قالوا لنا البيرفع راسه بنضربه طلقة لأنه حرس الحدود و الدوريات بتراقب، قال لي المهم الوادي كله شوك و مسكيت و حجار و قطعناه زحف وواحدين ما قدروا قطعنا خليناهم... المهم نحنا القطعنا الوادي فينا زي 17 نفر و لما وصلنا بي غادي لقينا نفرين تاني منتظريننا في الجانب التاني من الوادي، ساقونا و مشينا قدامهم بي نفس الوضعية سلاح و سوط في حتة جبلية، الناس الما قطعوا الوادي خليناهم في واديهم داك.. و بعد حوالي ثلاثة ساعات ماشين كان في تلاتة جيبات واقفه واحد ركبنا فيه نحنا و معانا خمسة تاني وودونا جازان فكونا هناك و مشو..
القصة دي ما قالوا و قلنا.. حكوها لي الناس العاشوها و كل ما ورد على مسؤوليني الشخصية..
بعد ما انتهت القصة، قلت ليه طيب: ناس السنابك ديل كيف لاقيتوهم ؟ قال لي عندهم محلات معروفة في سواكن.. سألته: طيب في وكالات بتبيع تأشيرات مقيدة في السوق في السودان ما بتتجاوز العشرة مليون، ليه ما تشتروا تأشيرة منهن و تجوا... الجابركم شنو علي كدى ؟ قال لي لو عندنا عشرة مليون كان قعدنا في السودان، قلت ليه طيب إنتو هسي دافعين أكتر من 16 مليون و شفتوا الموت بي عيونكم.. قال لي نحنا ما كنا عارفين انه الرشايدة قايضونا بي السلاح و لا كنا عارفين انهم ببيعونا لي اليمنيين..لي غاية الوقت داك كنا مقتنعين بي كلام الزول القالوا لينا في سواكن، و لما اتصلنا علي أهلنا كانوا أمام الأمر الواقع إما يدفعوا وللا نموت..قلت ليه طيب: الناس الخليتوهم الحصل عليهم شنو..قال لي شفتأ بي عيني دي ناس ماتوا بي التعذيب و غطسوهم في الموية... باقي الناس والله ما عارفين البقى عليهم شنو... لكن الحالة الشفتها دي الما بيلقى زول يدفع لو و يمرقو بيقتلوه... شفتأ بي عيني ناس رصصوهم قدامنا و رموا الجثث في الموية الخاتيننا فيها.
هذه القصة تتطابق كلياً مع ما أوردته العديد من التقارير الصحفية و الاخبارية الموثقة بالفيديو عن ممارسات الاتجار بالبشر من السودان بواسطة بعض المنتسبين لقبائل الرشايدة (بالطبع ليس كل الرشايدة سيئين، و ليس كل من يعملون بها من الرشايدة فقط).. تتحدث التقارير عن أنهم يختطفون ضحاياهم اختطافاً و لا ينتظرونهم لكي يأتوا إليهم بإرادتهم كما هو معلوم فإن قبائل الرشايدة تستوطن شرق السودان، مركزهم في كسلا.. و هنالك العديد من الأسباب الموضوعية التي جعلت من شرق السودان مورداً رئيسياً لتجارة البشر في العالم، أهمها وجود معسكرات اللاجئين الاريتريين و الاثيوبيين، حيث تقول مصادر مفوضية اللاجئين بأنها أقامت تسع معسكرات كبيرة للاجئين في المنطقة، تضم لاجئين مسجلين بصفة رسمية (مفوضية اللاجئين تتحدث عن أن مواردها لم تزيد منذ العام 2004 على الرغم من أنها تستقبل اسبوعياً من 200-250 طلب لجوء جديد، و شهرياً ما بين 800-1000 طلب جديد) و مع زيادة التدفقات و ثبات نفس الموارد تعقدت الاحوال الانسانية مما قذف بالكثير من اللاجئين في الشوارع خارج المعسكرات للبحث عن وضع حياة أفضل و لكنهم سرعان ما يقعون لقمة سائغة لدى عصابات الاتجار بالبشر... الفيديو التالي تم تصويره بواسطة قناة الجزيرة في شهر أغسطس الماضي في حلقة من برنامج تحت المجهر بعنوان بين الرمضاء و النار، مادة الفيديو عبارة عن تحقيق في معسكر الشقراب، يتحدث عن معاناة اللاجئين الاريتريين حيث تتحدث مفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين عن استقبال عدد 250 طلب لجوء اسبوعيا، و الأعداد اليومية من القادمين عن طريق التهريب عبر الحدود تفوق هذا الرقم..فهؤلاء كلهم يقعون ضحايات لعصابات الاتجار بالبشر من الرشايدة، لأن من يدخلون المعسكرات غير مسموح لهم بالخروج إلا عن طريق التهريب، النتيجة الحتمية أن هؤلاء الناس سيكونون لقمة سائغة للعصابات التي تهربهم بالسنابك لليمن و مقايضتهم بالسلاح كما تحكي القصة في بداية المقال، أو تهريبهم لمصر و تسليمهم لبدو سيناء.. و معاناتهم مع تجار البشر تبدأ من تهريبهم لداخل الحدود السودانية مقابل 3 مليون جنيه للفرد..معظمهم لا يذهبون للمعسكرات و انما يتم تهريبهم مباشرةً عبر الصحراء إلى سيناء و تسليمهم لعصابات الاتجار بالبشر في مصر أو بالسنابك لليمن.. بعدها إما أن يدفعوا و يطلق سراحهم أو تباع أعضاؤهم و يقلتوا.. كما يظهر التحقيق الموثق في الفيديو من الدقيقة 28 و حتى الدقيقة 38... تتحدث عن اختطاف هؤلاء الناس بواسطة الرشايدة (اختطافاً)... و من داخل المعسكرات بخلاف من يغرر بهم خارجها..مع العلم أن هؤلاء الناس بحكم القانون الدولي هم مسؤولية الحكومة السودانية و حمايتهم واجب عليها.
http://www.youtube.com/watch?v=VNR5SGsJX8A
أما السلطات السودانية التي يحتم عليها الواجب و المواثيق و القوانين الدولية حماية هؤلاء.. فهى على النقيض تماماً.. متورطه حتى النخاع في عمليات الاتجار بالبشر بصورة مباشرة حيث تعمل على رعاية و دعم هذه العملية الخطيرة و تشجيعها و تشجيع أجهزتها الأمنية على رواجها و يعمل منسوبيها ضمن من يمارسونها، و الصمت عليها، و هذا ما يثبته تقرير هيومن رايتس ووتش الصادر بتاريخ 11 فبراير 2014، الذي أكد تورط أمنيين سودانيين في عمليات الإتجار بالبشر، التقرير من 79 صفحة بعنوان ”تمنيت لو أرقد وأموت: يتحدث عن الإتجار بالإريتريين وتعذيبهم في السودان ومصر”، فيه توثيق شامل عن كيفية قيام العصابات التابعة للرشايدة و قبائل سيناء بتعذيب أشخاص إريتريين في شبه جزيرة سيناء، بما في ذلك عن طريق الاغتصاب والحرق والتشويه. كما يوثق أيضاً حالات تعذيب على أيدي عصابات الرشايدة في شرق السودان، و29 واقعة حيث قال ضحايا لـ هيومن رايتس ووتش إن مسؤولين أمنيين سودانيين ومصريين قاموا بتسهيل انتهاكات المتاجرين بدلاً من اعتقالهم وإنقاذ ضحاياهم.
مادة التقرير تم أخذها من 37 مقابلة أجرتها هيومن رايتس ووتش مع الضحايا و ذكروا أن منتسبي العصابات عذبوهم لابتزاز مبالغ كبيرة من أقاربهم. و قال جميع الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم رأوا أو تعرضوا إلى الانتهاكات على يد العصابات، بما في ذلك اغتصاب سيدات ورجال، والصعق الكهربي، وإحراق الأعضاء التناسلية للضحايا وأجزاء أخرى من أجسامهم بالحديد المحمى والماء الساخن والبلاستيك والمطاط المذاب والسجائر، وضربهم بقضبان معدنية وبالعصي، وتعليق الضحايا من الأسقف، وتهديدهم بالموت، وحرمانهم من النوم لفترات طويلة.
وقال 17 من الضحايا إنهم شاهدوا آخرين يموتون خلال التعذيب. قام أقارب الضحايا بعد سماع صرخاتهم عبر هواتفهم الخلوية، حسب الشهادات، بجمع وتحويل المبالغ الكبيرة التي طلبها المتجرون. (و دى نفس الرواية التي حكاها لي (ح.م) يعني الشغلانة كلها واحدة سواء كان عبر البحر بالسنابك لليمن أو بالبر إلى مصر) دى التقرير كامل في الفيديو أدناه على اليوتيوب، مع إنه قديم شوية لكن ما ورد فيه متطابق تماماً مع ما يحدث الآن و أشار إليه تقرير قناة الجزيرة في الفيديو الفات: http://www.youtube.com/watch?v=Y6uIkZBitZs
تقارير دولية أخرى تتحدث عن تورط الحكومة في الاتجار بالبشر فى السودان:
بخلاف التقارير القديمة و التوثيقات التي تحكي تهريب البشر من السودان إلى اسرائيل عن طريق مصر و بيع بعضهم و تشليح أعضاء البعض الآخر و دفهم....تصدر وزارة الخارجية الامريكية تقريرا سنويا عن الاتجار بالبشر يغطى كل الانشطة المرتبطة بقضية الاتجار فى البشر على مستوى العالم، صدر آخر تقرير فى يونيو 2014 حيث يقول جزء تمت ترجمته من التقرير..(يعتبر السودان مصدر و معبر ومقصد للرجال والنساء و الأطفال الذين يتعرضون للعمل القسري والاتجار بالجنس، يحدث الاتجار بالبشر داخل الأراضي السودانية، النساء و الفتيات السودانيات خاصة المنحدرات من المناطق الريفية أو المشردات داخليا ”النازحات“ هن على الدوام عرضة للسخرة كخادمات في المنازل في جميع أنحاء البلاد، بعض هؤلاء النساء والفتيات تم استغلالهن جنسيا من قبل الأعضاء الذكور البالغين من افراد الأسر التى يعملن بها أو يجبرن على الانخراط في أعمال الجنس التجاري، تتعرض النساء والفتيات السودانيات إلى العبودية المنزلية في دول الشرق الأوسط مثل البحرين ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية والاتجار بالجنس في البلدان الأوروبية، المواطنين السودانيين والإرتيريين عوملوا بوحشية من قبل المهربين من قبيلة ”الرشايدة“ في ”سيناء“ بما في ذلك الجلد والضرب والحرمان من الطعام والاغتصاب و تقييدهم بالسلاسل مع بعض، وبعض من هؤلاء الأفراد كانوا غير راغبين فى الهجرة الا انهم خطفوا من مخيمات اللاجئين فى السودان أو على المعابر الحدودية.
السودان هو أيضا بلد عبور ومقصد للنساء الإثيوبيات والأريتيريات بما في ذلك المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين الذين يتعرضون للعبودية المحلية في السودان والشرق الأوسط، تعرض عمال المنازل الأجانب المعينين بواسطة وكالات التوظيف التى تتخذ من الخرطوم مقرا الى ممارسات استغلالية مثل عدم دفع الرواتب والاعتداء الجسدي، النساء الإثيوبيات و الأريتيريات والصوماليات يتعرضن إلى البغاء القسري في السودان، يقوم وكلاء بتعيين الشابات من الاثيوبيات ”الأوروما“ و وعدهن بوظائف ذات اجور مرتفعة كخادمات في المنازل فقط لإجبارهن على ممارسة البغاء في بيوت الدعارة في الخرطوم... القوات المسلحة السودانية على سبيل المثال يقال انها جندت أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة من مخيم ”سقلي“ للأشخاص المشردين داخليا في مدينة ”نيالا“، كذلك تم التحقق من واقعة اطفال مرتبطين بقوات الدفاع الشعبي الموالية للحكومة (pdf) خلال العام في كل من دارفور و المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق وكذلك مع الميليشيات الموالية للحكومة..) التقرير طويل جداً و يتحدث عن فظائع كلها تطابق الروايات الموثقة.
يمكن الاطلاع على التقرير بالانجليزية هنا: http://www.refworld.org/docid/51c2f3871c7.html
يمكن الاطلاع على تقارير انتهاكات حقوق الانسان من الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الامريكية:
http://www.state.gov/j/drl/rls/hrrpt/2013/af
و كذلك التقارير السابقة: http://www.state.gov/j/tip/rls/tiprpt/220164.htm
يبقى السؤال المهم: ماذا نحن فاعلون في ظل الصمت المخزي من المؤسسات الدولية و منظمات المجتمع المدني العالمية التي تقول بأنها لا تمتلك الموارد اللازمة لمجابهة الظاهرة، و أن الحكومة السودانية ملزمة بالقوانين الدولية لمحاربة هذه الظاهرة و لكنها في نفس الوقت لم تحدد الآليات التي تجبرها على محاربة ما يحدث من فظائع ضد الانسانية ؟
خاتمة القول: لا بد من اسقاط هذا النظام حتى نستطيع أن نبدأ ببناء كل ما دمرته أياديهم القذرة...
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.