مذكرات وأوراق للدكتور محمد عثمان أبوبكر - الحلقة الثامنة
بقلم المناضل الأستاذ: محمد عثمان أبوبكر - القيادي في التنظيم الموحد سابقا
المؤتمر الأول لقوات التحرير الشعبية في الكويت عام 1977 في تلك الفترة كنت ممثلاً لقوات التحرير في الخليج. وانتخبت رئاسة
اللجنة التحضيرية وكان معي في اللجنة احمد محمد جاسر وأبوبكر محمد جمع وحامد محمد أدم (همرشول) وعلي عمر حنا وأدم صالح وغيرهم الكثيرين أنا كنت أرأس هذه اللجنة لخبرتي في عقد مثل هذه المؤتمرات الطلابية.
وبالتالي أعددنا في المؤتمر أعداد جيد علاقتي وخبرتي التي أسستها من خلال تجربتي النضالية مع الصحفيين حشدت له إعلامياً هذه الصحف العربية والسجلات على رأسها رئيس تحرير صحيفة ليموند الفرنسية، وجمعنا حشد كبير من الصحفيين من مصر وسوريا والعراق ولبنان والسودان وكان من السودان أبرزهم سيد أحمد خليفة وليبيا كما حضروا ممثلين لهذه الدول في المؤتمر ومن الأحزاب السياسية العربية ولحضور هذا المؤتمر كان المؤتمر ناجحاً بكل المقاييس وانتخب فيه الشهيد عثمان صالح سبي رئيساً للجنة التنفيذية واللجنة المركزية لقوات التحرير الشعبية وطلب مني عثمان عدم تقديم اسمي للترشيح لإتاحة الفرصة للأخرين.
ولو رشحت نفسي كنت سأفوز وكان عثمان يعرف هذه الحقيقة. كان عندي شعبية في المؤتمر، لذلك بذلنا جهد من القيادتين وكان عثمان يرغب انجاحهم في المؤتمر لاعتبارات قبيلة والقيادة التي انتخبت في اللجنة التنفيذية والمركزية مرفقة مع الوثائق وفي الهامش. وجددت لي الثقة لمواصلة نضالي وكممثل لقوات التحرير الشعبية في الخليج.
وكانت صوتت اللجنة عثمان شعبان وبعد الانقسام بين قوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية هذا الانقسام مذكور في كتب كثيرة وخاصة في رسالة الماجستير التي قدمتها وشاركت في بداية إرهاصات بين جبهة التحرير الإرترية وقوات التحرير الشعبية وانتخبت هذه البعثة الخارجية كان حضره إسياس أفورقي على رأس وفد في (عالا) وكان المكتب يكون من ممثلي مكاتب العلاقات الخارجية لجبهة التحرير الإرترية - قوات التحرير الشعبية حضر فيه محمد علي عمرو ورمضان محمد نور وعلي سيد عبدالله وكانت قيادات، وإسياس باعتباره ممثل مجموعته في عالا وانا شخصياً شاركت باعتباري من الكوادر المتقدمة في الحركة الطلابية للجبهة.
وشارك في هذا المؤتمر أيضاً ممثلين للجنة الثورية احمد أدم عمر وعثمان عجيب وصالح شاتر. الجدير بالذكر في هذا الاجتماع حينها حضر إسياس، رمضان، علي سيد، وعمرو توتروا.
وقالوا لأسياس لما ذا استدعيت إسياس وما كانوا راضيين بمجيئه وقبل المؤتمر كان رمضان وعلي سيد يحملون بيان فيه عزل عثمان صالح سبي للبعثة الخارجية وكانوا يريدون ان يختاروا محمد علي عمرو رئيساً للبعثة الخارجية وعثمان كان غضبان منهم واستدعاني انا كنت في القاهرة للتشاور مع أحمد جاسر جاء من عدن وجلسنا جلسة خاصة معه.وسألناه قائلين هل أنت تمثل الثورة الإرترية ومن المؤسسين لها أم تمثل ابناء سمهر وطلبنا منه توسيع المؤتمر بدعوة إسياس وزملائه ودعوة اللجنة الثورية التي كان يقودها عثمان عجيب في هذا المؤتمر ناقش كل القضايا وترفض تقديم استقالته ويواجه الموضوع بشكل موضوعي وحيادي وكانت الجبهة على أبواب عقد المؤتمر الأول الذي انتخب إدريس محمد أدم رئيساً للجبهة ونحن كنا نتابع أخبار الجبهة بأنها ستتخذ قرار من المؤتمر لأنه كان يقوده قيادة حزب العمل.وانهم سيتخذون قرار بتصفية قوات التحرير الشعبية والحرب الأهلية على الأبواب.
ولذلك طلبنا من عثمان كقائد أن ينصاع وأن يواجه المشاكل بحكمه ولا يعير أن اهتمام للبيان الذي صدر، كما طلب عثمان استدعاء حضور محمد علي عمرو باعتباره كبيرهم وأعقلهم لإقناعهم للتراجع من بيانهم.
واتفق الجميع في النهاية الأعضاء لهذا المؤتمر إعداد جيد عبر أجندات واتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة وضم الجيش واختيار إسياس رئيس اللجنة الإدارية في الداخل والبعثة الخارجية يراسها ولدآب ولدماريام ورئيس العلاقات الخارجية عثمان صالح، وطلب إسياس قبل اندماج الجيش توزيع الإمكانيات على ثلاثة أطراف لحين انعقاد مؤتمر عام تبقى الأمور كما هي إلا إذا جاء حدث يوحدهم مع بعض قبل المؤتمر التالي قسم السلاح إلى ثلاثة أقسام جزء إلى قوات التحرير الشعبية وجزء للجبهة الثورية وجزء ثالث لاسياس واتفقنا على أن تكون المكاتب تكون ضيقة.
بعدها تكونت البعثة الخارجية لجبهة تحرير الإرترية قوات التحرير الشعبية في اجتماع بيروت واللجنة الإدارية برئاسة إسياس أفورقي، خرج علينا مؤتمر الجبهة بتصفية قوات التحرير الشعبية وعوبل (اللجنة الثورية) وأصدروا قرار في نفس الوقت بإعدام عثمان صالح سبي ومحمد علي عمرو وللتاريخ إدريس محمد أدم وجميع العناصر ذو التوجه العربي الإسلامي وعلى رأسهم البني العامر رفضوا هذا القرار واستنكروه وإدريس محمد أدم انسحب وجلس في خيمته وتبنى هذا القرار كوادر حزب العمل وقياداته اللامسئولة فاسقطوا إعدام عثمان سبي ومحمد علي عمرو وتبنوا قرار تصفية قوات التحرير الشعبية.
وتعتبر هذه الخطأ والموقف نقطة سوداء في تاريخ إرتريا المعاصر، وبدأت الحرب أوزارها استمرت أكثر من عامين بين قوات التحرير الشعبية والجبهة وأبرز عناصر عسكرية التي استهدفت في هذه الحرب المدمرة من كلا الطرفين خير عناصرهم على رأسهم أبوبكر محمد حسن وأحمد هلال وصالح ططو وغيرهم الكثير من الطرفين وما فقدناه من الرجال وخاصة قوات التحرير الشعبية الكثيرين وكانت الحرب من مصلحة إسياس أفورقي الذي انفرد بالساحة فيما بعد لاستشهاد العديد من الكوادر القيادية التي لها سمعة ومكان قوية في تلك الفترة.
وعلى كل حال أودت قيادا حزب العمل سيئة السمعة أودت بالجبهة في كف عفريت لأنهم دفعوا الثمن نتيجة لأخطائهم الشنيعة فيما أجبر الجبهة خلال ممارساتهم الخاطئة إلى الخروج من الساحة بعد أن أعلن الجبهة الشعبية الحرب على الجبهة على قرار الأسلوب الديكتاتوري الشوفيين مفاده بأن الساحة الإرترية لا تتحمل أكثر من حزبين بدأته الجبهة على حساب قوات التحرير الشعبية وكان هذا ظلماً كبير وثقافة عدم الاعتراف بالرأي والرأي الأخر أزمة تعاني منها حتى يومنا هذا بالرغم من استقلال أرض هذه الثقافة رسخت على قيادات الجبهة والجبهة الشعبية سابقاً وحاضراً. لأن الظلم مرفوض وعواقبه شديدة. وتفاصيل هذه المواقف موجود في كتاب عثمان صالح سبي يمكن الاستعانة في أزمة الخلافات الإرترية - الإرترية وطرق معالجتها كما أبرز العناصر التي استشهدت موجودة في الوثائق يمكن الاستفادة منها عند الحاجة إلى ذلك.
وايضاً بسبب الجبهة حصلت خلافات بين جبهة التحرير الإرترية وقوات التحرير الشعبية الإدارة الخارجية والبعثة الخارجية وكانت هناك جهود مقدرة من الأشقاء العرب لرأب الصدع بين الطرفين وخاصة القيادة العراقية حزب البعثة العربي الاشتراكي بدأ يتوسط وأقنع عثمان وعبدالله إدريس لعقد مؤتمر للتقارب واللقاء أول ثم في بغداد والثاني كان في السودان حضرته قيادات صومالية منها السيد أحمد سرعان رئيس جهاز الأمن بالدولة سابقاً في عهد سياد بري وكان للسودانيين حضور منهم أبو القاسم إبراهيم نائب الرئيس جعفر النميري، وأبلغ عثمان سبي اللجنة الإدارية للمشاركة في هذا الاجتماع ولكن إسياس كان له هدف آخر ومسبق رفضه بعدم إتمام وحدة الجبهة وقوات التحرير الشعبية لحاجة في نفس يعقوب ظهرت هذه النوايا فيما بعد في كتاب (نحنان وعلامنا) وايضاً قيادة حزب العمل كانت نيتها سيئة لأنهم كانوا هدفهم حلق فجوة وخلافات بين عثمان سبي ممثلاً عن البعثة الخارجية والجنة الإدارية. وبحضور المراقبين قال عثمان إذا كانت جماعة إسياس أفورقي يرفضوا الوحدة بيننا نحن يمكن أن تنظيمنا وندخل كأفراد في التنظيم الجديد إذا صدقت النية من الطرفين.
وبعد فترة وجيزة تحقق ما كنا نحس به ونظنه من خلال متابعتنا فعلاً قيادة حزب العمل كانت غير صادقة في الوحدة مع قوات التحرير الشعبية جناح عثمان وفتحوا حوار مع إسياس من وراء ظهرنا وافشلوا الاتفاق الذي كان بينهم وبين عثمان، على كل حال يمكن أن يخرجنا هذا الموضوع من لب المذكرات الشخصية ولذلك إذا أردنا التفاصيل الدقيقة عن هذا الموضوع يمكن الإطلاع على رسالة الماجستير للاستاذ أحمد هريش بعنوان الخلافات الإرترية في هذا الإطار قوات التحرير الشعبية بعد أن أنهت مؤتمرها الثاني في لوكيب عام 1977 أخذت تتفرق للنضال من أجل تقوية هذا الجناح برئاسة عثمان ونحن على هذا الحال عام 1979 الجبهة التحرير الإرترية تشن هجوماً كاسحاً على قوات التحرير الشعبية جناح عثمان وقتلوا من قتلوا وسقط من سقط وبقت قوات التحرير في مواجهة الجبهة دفاعاً عن النفس وليس استمرار للحرب الأهلية كنا اتخذنا قرار في المؤتمر اللا نستلم لقيادة حزب العمل ولا نتجر معها في الحروب الأهلية ولن نقوم بأي هجوم ضد الجبهة فقط ندافع إذا هوجمنا.
توقفت الحرب ولكن شهدنا أيضاً مؤامرات ثانية مدبرة تبعث خيوطها من الخارج برئاسة عثمان عجيب رحمه الله عليه باسم حزب البعث قاد انقلاباً فاشلاً برئاسته وأبوبكر محمد جمع ضد القيادة الشرعية ـ في المؤتمر لقوات التحرير الشعبية برئاسة عثمان سبي ولم تستمر هذه المؤامرة ولم ينجح الانقلاب ولكن أدى إلى انقسام في قوات التحرير الشعبية بقت عناصر رئيسية مع عثمان سبي بينما خرج آخرون (اليعيشون منهم وقلة) مع عثمان عجيب وكان عثمان عجيب وجد تشجيعاً من قبل الجبهة ولكن مع الأسف بعد هذا الانقلاب تم تصفية جناح عثمان عجيب من قبل الجبهة وشنت عناصرهم ما بين قتيل وجريح وهارب إلى السودان.
وبعد عدة شهور قاموا لعملة عناصرهم وأعلنوا عن تأسيس اللجنة الثورية بقيادة أبوبكر محمد جمع وعثمان عجيب، واستمرت قيادة قوات التحرير الشعبية بزعامة عثمان صالح سبي، وتدخل السودان برئاسة اللواء عمر الطيب وكان موجه ومدعوم من قوة خارجية وخاصة هذا البعث للاعتراف جناح عثمان عجيب ولكن القيادة السودانية كانت تتعاطف مع عثمان سبي وعلى رأسهم اللواء عثمان السيد والنميري وأبو القاسم إبراهيم تصويب لشعبي الجماهير عبر صندوقين أحدهما سبي لقوات التحرير الشعبية برئاسة عثمان والثانية للجنة الثورية برئاسة عثمان عجيب وانا شخصياً مكثت في تلك الفترة بعد انقلاب عجيب سبعة أشهر في كسلا وكان معي أحمد جاسر وإبراهيم معلم ـ وتثبيت قواتنا ونحن جماهير الملتزمة مع قوات التحرير الشعبية بالوقوف موقف صلب ولمواجهة الطرف الأخر وحددوا الفترة لإجراء الاستفتاء (عام) وكان عثمان سبي في كسح صندوقه وأخذوا أغلب الأحداث بنسبة 80% لقوات التحرير الشعبية. واعترف السودان بهزيمة عثمان عجيب ونجاح سبي في عملية التصويت واستمرت العلاقة بين السودان وقوات التحرير الشعبية وبقت مجموعة عثمان عجيب على هذه الحال.
وبذلت السعودية مساعي من أجل الوحدة وبين قوات التحرير الشعبية برئاسة عثمانسبي وجبهة التحرير الإرترية برئاسة عبدالله إدريس واللجنة الثورية برئاسة عبدالقادر الجيلاني تكللت جهود السعودية بالنجاح واتفقت اللجنة الثلاثة (اجتماع جدة) في الإعلان وحدة اندماجية بين الفصائل الثلاثة ويشمل ذلك توجد الجيش والعمل السياسيوالدبلوماسي والإعلامي واختيار قيادة سياسية موحدة وسميت هذهالوحدة.
جبهة التحرير الإرترية التنظيم الموحد، على أن تتم هذه الوحدة عبر عقد مؤتمر جامع وحدوا فترة زمنية لاتمام الوحدة فيما بينهم تحت رعاية السودان والسعودية.
وفي التوقيت المحدد طرأت ظروف خارج إرادة الجميع الأطراف الثلاثة وقعت في فخ ومؤامرة أخرى بعد إتمام الوحدة وفشلت جميع المساعي التي كانت تستهدف لاتمام الوحدة بأي ثمن كان وانقسمت التنظيمات الثلاث على بعضها البعض جناح من الجبهة برئاسة إدريس قلايدوس وصالح اياي ومحمد صالح حمد، وأعلن عن حتمية الوحدة مع عثمان سبي وايضاً جناح اللجنة الثورية انقسم إلى قسمين الأول برئاسة أبوبكر محمد جمع وأغلبهم من الماريا أعلنوا على حتمية الوحدة وتخلوا عن البني العامر (البعثيين) أيضاً قوات التحرير الشعبية انقسموا إلى الأول برئاسة محمد سعيد ناود وأحمد جاسر رفضوا الوحدة مع الجبهة بينما كان عثمان سبي متمسكاً بالوحدة كمبدأ أساسي لاستمرار النضال وجناح اللجة الثورية من يقفوا مع عبد القادر الجيلاني وجناح عبدالله إدريس من الجبهة اتفقوا على إتمام الوحدة فيما بينهم، والأطراف الثلاثة التي أوصت بضرورة إكمال الوحدة وهي أجنحة سبي وأبوبكر محمد جمع وصالح اياي أعلنوا وحدتهم بعد عقدهم مؤتمر مصغر. بعد فترة وجيزة تفرغ من خرج عن رأي هذه الوحدة. وأصبح أحمد جاسر ومحمد سعيد ناود لوحدهم بينما جناح عبدالله إدريس بقى وحده واللجنة الثورية أصبحت لوحدتها برئاسة عبد القادر الجيلاني والسعودية أيدت الوحدة الاندماجية المتصلة في التنظيم الموحد.
على كل حال كانت أيادي خارجية خطية تلعب بالنار لتهميش المسلمين وعدم تمكينهم من الوحدة لكن تبقى مرتعاً لمجموعة إسياس كله حدث بعد دخول الجبهة إلى السودان سنة 1981. وتبعثرت المجهودات اصبحنا بدل قوة واحدة ثلاثة قوة مجزأة.