مذكرات وأوراق للدكتور محمد عثمان أبوبكر - الحلقة الثانية عشر

بقلم المناضل الأستاذ: محمد عثمان أبوبكر - القيادي في التنظيم الموحد سابقا

ولا يفوتني أن أذكر أحداثاً كارثية ليس لها علاقة مباشرة بي، ولكن حدثت تطورات بعد وفاة عثمان سبي عام 1989، مجموعة من

البحر الأحمر على رأسهم محمود أحمد ليمونة، إدريس محمود وإبراهيم ياسين جميل كانوا في ابو ظبي في مكتب الخليج، وكانوا على ضيافتي في المكتب وسكنوا هناك مؤقتاً، وكانوا يمارسون نشاطاً سياسياً سرياً دون علمي حيث أجروا لقاء مع وفد إثيوبي مرتين في الهند، وتبنوا هذا الموضوع دون أن نعلم، كانت هناك مجموعة من أبناء المنخفضات مرتبطة.

بعد أن علمتُ أن عمر سراج هو المفكر والمخطط لهذا المشروع الذي سمي مشروع المنخفضات وهو أن تقسم إرتريا إلى قسمين،قسم مرتفعات والأخر منخفضات وتأخذ حكم ذاتي في إطار الدولة الإثيوبية، اتخذوا هذا الموقف نتيجة لخلافاتهم مع الجبهة الشعبية وقالوا بدلاً أن تحكمنا الجبهة الشعبية أفضل لنا إثيوبيا ونأخذ حقوقنا في ظل الحكم الإثيوبي كمسلمين وأبناء المنخفضات وكانوا يخططون لتنفيذ المشروع وتحركوا من أبو ظبي إلى أديس أبابا وكنت وقتها في قطر حيث علمتُ في إذاعة بي سي سي بأن وفداً برئاسة عمر سراج وشوم صالح والمجموعة المذكورة طرحوا مشروعاً لتقسيم إرتريا إلى قسمين منخفضات ومرتفعات، وتحت حكم ذاتي، وقالوا نحن نمثل 750 الف مواطن من الجاليات في السودان والخليج، واستقبلهم منجستو في احتفالات رهيبة، ووافق على المشروع.

وحينما سمعتُ بهذا الأمر زعلتُ وصعقتُ ما كنت أتوقع في يوم من الأيام أن المجموعة تقدم على هذا المشروع، وخاصة أن إرتريا لم تتحرر بعد، وهذا يتنافى مع مبادئ الثورة التي تطالب بالاستقلال وتحرير الأرض كلها من الاستعمار الإثيوبي، وكون إرتريا تبقى تحت الحكم الإثيوبي، هذا يعتبر في حد ذاته انحراف عن مبادئ الثورة واستخفاف بدم الشهداء في تلك الفترة. كنتُ أول من إدان هذه الخطوة، وأصدرتُ بياناً يرفض تماماً، وأعلنتُ بأن هؤلاء لا يمثلون الشعب الإرتري باي حال من الأحوال، هذا ما ذكرته من باب تذكير لأن هذا الحدث طبعاً له تأثير كبير، حيث إثيوبيا رحبت به، وشرعوا في موضوعهم عبر تجوالهم في إرتريا لتدريب قوات خاصة لحماية المشروع فيما اعتقد أن منجستو كان صادقاً معهم ولكن بعض المنضويين في قيادة منجستو كانوا غير مقتنعة بهذا المشروع، وتعليقي على ذلك أن الأخوة الذين تبنوا هذا المشروع لم يقرأوا جيداً تطورات الأحداث في إثيوبيا قراءة سياسية حيث أن المعارضة الإثيوبية بوقوتها، وكانت تشير إلى تغيير حتمي للخارطة السياسية في إثيوبيا ومنجستو آيل للسقوط، وكانت الثورة الإرترية قاب قوسين أو أدنى من النصر.

حينما علمت الجبهة الشعبية بهذا الموضوع سارعت بتحرير مصوع وطردت جيش المنخفضات الذي أعد من قبل المجموعة وقضى عليه، على كل حال من حيث المبدأ المشروع مرفوض من الشعب، ويؤكد المشروع بقاء إرتريا تحت الحكم الإثيوبي وهذا كان العيب الذي كان فيه لأنه يتنافى مع مبدأ الاستقلال. ومن اراد أن يقرأ التفاصيل عن هذا الموضوع يقرأ مذكرات وأوراق عمر إبراهيم سراج حول هذا الموضوع. هذه واقعة أردت زيارتها في تاريخ مذكراتي لأنها كانت حدثاً مهماً عاصرته.

توجهت بعد الاستقلال من جدة في عام 1992 إلى إرتريا، ولم أخبر الحكومة بموعد وصولي نزلت في فندق نيالا، وفي اليوم الثاني مساءاً زارني في الفندق الأمين محمد سعيد وزير الإعلام في تلك الفترة وعلي سيد عبدالله وزير الداخلية حينه وعدد من الكوادر المتقدمة والمعارف ورحبوا بي وتحدثنا كثيرا، وقالوا لي الرجاء أن تزورنا في مكاتبنا، وفعلاُ عملتُ جولة من الزيارات شملت وزير الخارجية محمد سعيد باري ووزير الداخلية علي سيد، والأمين محمد سعيد وزير الإعلام، ومحمود شريفو وبطروس سلمون ونايزقي وغيرهم من المسئولين الذين كانت تربطني بهم علاقات قبل التحرير، وكانت الزيارات ناجحة تبادلنا المعلومات وتحدثنا عن التطورات في الساحة الإرترية وكانت زيارات ناجحة، والتقيت بمدير دائرة الشرق الأوسط السيد يوسف صايغ تربطني به علاقات وصداقات قديمة.

وطلبت من يوسف صايغ تحديد موعد مع الرئيس أوعدني بأن يعرض الموضوع على الرئيس قائلا يستحسن أن تقابل صالح كيكيا الذي كان مديراً لمكتب الرئيس وقمت بزيارة صالح كيكيا بمكتبه وطلبت منه نفس الطلب، وكان قاسياً معي، استقبلني استقبالاً فاتراً وحدث بيننا حديث منفرد لم يرحب بي ترحيب يليق بمقام مناضل مثلي وتركني أمام مكتبه واقفاً قلت له أنا ناضلت بعمرك في الثورة الإرترية ولم أطلب مساعدة، تعاملني معاملة الشحاذ، فقال لي أجلس، فجلستُ وقلتُ له أريد أن تحدد لي موعد مع الرئيس، قال لي الرئيس مشغول في هذه الأيام، قلتُ له بعد أن يفرغ من مشغولياته يمكن أن أقابله، رد لي قائلاً ليس بالإمكان أن تقابله في المنظور القريب.

تركته وذهبت، أبلغتُ الواقعة وما حدث بيني وبينه لحسن كيكيا بالتليفون، وانتقده على ما فعل، واعتقد رفع الأمر الى إسياس الذي أبلغ حسن كيكيا بخصوص المقابلة بأن أراجع المراسيم، وفعلاً تركتُ الأمور وسافرتُ إلى مصوع ومكثتُ فترة، بعد عودتي بشهر أبلغني صايغ بأن يحدد لي وجماعتي لمقابلة الرئيس، وقال بأن ضيافتي على حسابهم.

حدد موعد يرافقني صالح اياي ومجموعته، رفضتُ هذه المقابلة، قلتُ أريد إسياس وحده، لدي مذكرة أريد تسليمها له، صحيح أننا كنا معاً في التنظيم الموحد وجئنا كأفراد بعد أن انهيتوا التنظيم الموحد، ولذلك كان للتنظيم الموحد ثلاث تيارات الجبهة واللجنة الثورية وقوات التحرير الشعبية، أنا كنتُ أرأس وأمثل قوات التحرير الشعبية، ومن حقي أن أقابل الرئيس منفرداً.

قلتُ ليوسف صايغ أعرض هذا الموضوع على الرئيس، خلال أسبوع لم يعر صايغ لموضوعي أي اهتمام، وابلغني بعد أسبوع بأن سيارة ستأتي لتوصيلي إلى مكتب الرئيس بصحبة صالح اياي وجماعته.

سافرت اليوم الثاني إلى مصوع، وسمعتُ مقابلة صالح اياي ومجموعته مع الرئيس في الإذاعة، وحينما سألهم إسياس أين محمد عثمان أبوبكر قالوا له سافر إلى مصوع رافضا مرافقه مجموعة الجبهة، قال لهم بأن يحددوا لي موعد في أقرب وقت ممكن.

قبل سفري إلى مصوع جاءني في الليل عند الثالثة صباحاً حسن عبد القادر وهو يرتجف، وكان يسكن معنا. وصباح الخميس كان له شيخ خاص أبلغه أن لا يقابل إسياس مساء الخميس لأنه كافر وظالم ومستبد وديكتاتوري واسأل الله كيف تضع يدك في يده، وابلغه بأن يغادر فجر الخميس إلى تسني ومنها إلى كسلا بأن يصلي صلاة الجماعة في الختمية وقال بأنه سوف يقابله هناك. وابلغ الشيخ حسن عبد القادر بأن يذهب إلى محمد عثمان أبوبكر ويأخذ منه تذاكر سفر إلى تسني اضافة الى المصاريف، وأخبره بأن محمد عثمان أبوبكر لن يقابل إسياس وهو يسافر إلى مصوع، وأخبره بأن يسافر إلى تسني ومنها إلى كسلا.

وجاءني الشيخ حسن وأخبرني بهذا الموضوع، كما أخبر الحسن محمد عثمان أبوبكر سيقابل إسياس أفورقي وحده بعد أسبوعين وطلبت من الشيخ حسن الإثبات بحقيقته وجلسنا الخميس في الجامع وأوصلته إلى مواصلات كرن وتسني وأعطيته 200 دولار. ورجعتُ إلى الفندق وسافرتُ إلى مصوع.

في نفس اليوم فوجئ صالح اياي بعدم وجود الشيخ حسن لأنه يمثل واجهة البني عامر ولأن المجموعات الأخرى كانت معها مذكرة، وحين عودتي إلى أسمرا بعد اسبوعين، ابلغني يوسف صايغ عن تحديد موعد لمقابلة الرئيس إسياس، وفي صباح اليوم التالي جاءتني سيارة مراسيم، وكنتُ أتناول وجبة الافطار مع محمد نور أحمد، وأبلغني يوسف صايغ بأن محمد نور أحمد سيكون برفقتي في مقابلة إسياس، وقلتُ له أمام محمد نور أحمد، رفضتُ سابقاً مقابلة الرئيس بصحبة صالح اياي وجماعته، وكان عضواً معي في التنظيم الموحد، فكيف تريد لي أن أقابل إسياس مع محمد نور من المجلس الثوري، قال نمشي هناك وتقولوا هذا لمكتب الرئيس، ووصلنا إلى الرئاسة وطرحت الموضوع على الأمين شيخ حسين وكان سكرتيرا لمكتب الرئيس، وقال للرئيس يرفض محمد عثمان أبوبكر أن يقابلك مع محمد نور أحمد، جاءني بالرد مخبراً إياي أن أدخل للرئيس بمفردي على أن لا يدخل محمد نور الا بعد خروجي، وكان الزمن المحدد لي ربع ساعة، ودخلت على إسياس وسلمتُ عليه، وأخذ بنا الحديث إلى ذكريات قديمة واستغرق الوقت حوالي الساعة والنصف، قدمتُ مذكرة لأسياس - مسائل مهمة في الدستور الانتقالي أهمها تثبيت اللغة العربية بجانب التجرينية والتعليم يكون في المدارس والجامعات العربية والتجرينية والإنجليزية، وإقامة تعددية سياسية في إرتريا، ونقل رفات عثمان صالح سبي وإبراهيم سلطان من السودان إلى إرتريا، قلتُ إلى منطقته على غرار دفن عواتي في هيكوتا، وأسمح لي لن اتحمل أي مسئولية أو وظيفة إلى حين السماح بإقامة تعددية سياسية وإقامة حزب يمثل تيار قوات التحرير الشعبية.

أخذ مني المذكرة، وقال سندرس الموضوع، ونحن نقرر أي شيء سريعاً، وعام 1993 سنعمل استفتاء لاستقلال إرتريا (استفتاء عام) وبعدها تشكيل لجنة أعداد دستور، وسيتضمن مطالبتك في الدستور، وقال لي أنت في بلدك وفي أي وقت تريد مقابلتي الباب مفتوح لك، واشار للأمين شيخ حسين الذي كان معنا خلال المقابلة وامره بأن لي الحق في مقابلة الرئيس في أي وقت أشاء. وأخبرني إسياس بأن أي تكاليفك في الفندق على حسابنا، وكنت قد ذكرت له أنني رأيتُ رؤية قبل استقلال إرتريا بعشرة سنين عام 1975 رأيتُ جالساً معك رمضان محمد نور وعلي سيد وانا معهم وانا كنت أقرأ كتاب حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وطلب مني الاطلاع على الكتاب، وقلتُ له أعطيك له بشرط أن تعمل وفق العدل ويكون دينك في بناء الدولة كما بين الرسول محمد بالعدل في الدولة الإسلامية، وقلتُ له في المنام أن إرتريا ستستقل وستكون أول رئيساً لها، وأخذ الكتاب في المنام وقبله ووضعه في الرف، قال لي طالبا حديثي معه في المكتب بعد أن حكيت له الرؤية أرجو أن تحضر لي الكتاب، وقلتُ له أنا مسافر إلى السعودية وسأرسله لك عبر السفارة إلى الأمين شيخ حسين.

وفعلاً بعد أن استلم الكتاب قبله ووضعه في الرفـ، ولم يقرأه، هذه واقعة سردتها لاسياس وقلتُ له يا إسياس إذا عدلت وحكمت بالعدل ستكون رئيس إرتريا للابد. لأن إرتريا لها خصوصية باننا مسلمين ومسيحيين، إذا ملت إلى جانب طائفة دون أخرى ستقبل عليك مباشرة، وقلتُ هذا الكرسي جلس فيه قبلك تدلا بايرو وأسفاو ولدميكائيل، لو كانت تدوم لما دارت عليهم الايام والسلطة لا تدوم، بالعدل يمكن أن نعيش فيه.

ذهبتُ ومن المملكة إلى أبو ظبي ومنها إلى القاهرة، نقلتُ أبنائي من ابو ظبي إلى القاهرة، وأسستُ مركز لدراسات القرن الأفريقي عام 1993م، وبعد 3 أشهر عدتُ إلى أسمرا للمشاركة في الاستفتاء.

في أسمرا التقيتُ في هذه الفترة باناس كثيرة من كوادر التنظيم الموحد وقوات التحرير الشعبية، وما قمتُ به من أعمال خلال فترة تواجدي لا داعي لذكرها في هذه الفترة لأن وقتها لم يحن بعد، لكن كنتُ على اتصال مع هذه الكوادر، وأقمتُ لقاءات واسعة وكانت الحكومة ترصد تحركاتي ولكن لم يجدوا عذراً واحداً لتوقيفي، بعد أن مكثت ثلاثة اشهر في بيت إيجار في (ماي شهوت) في أسمرا وكنتُ استقبل فيها ضيوفي وعلى كل حال، وطبعاً كنتُ استقبل الضيوف بعد أن عدت إلى القاهرة، وكنت أتي من حين لأخر وما كان لي إقامة دائمة في إرتريا.

ألفت كتاب بعنوان تاريخ إرتريا أرضاً وشعباً في العام 1994م، صدرت منه 4 آلاف نسخة بعد أن طبع في القاهرة، ووزعت في جميع المكتبات الإرترية ودول الخليج والسودان ومصر، وأعددتُ دراسات كاملة حول القرن الأفريقي، وقدمتُ مذكرة تفصيلية باسم المركز للجنة الدستور تحوي أفكار ورؤانا فيما يتعلق بالدستور، واقتراحات حول النظام الديمقراطي ودولة المؤسسات في إرتريا مع إعداد اقتراح مسودة الدستور أعدها المركز للاستفادة منها من قبل لجنة الدستور، وكنتُ أتردد من حين لأخر إلى إرتريا، وسافرتُ إلى السعودية وطلبت من الرابطة الإسلامية دعم المركز، التقيت رئيس بنك التنمية الدكتور أحمد علي، وأخبرني بأن البنك لا يستطيع أن يقدم شيء باسم المركز ـ ولابد أن أسس جمعية خيرية للاغاثة ومن خلال هذه الجمعية نقدم لكم منح ونبني لكم مركز تدريبي مهني، ومدارس شرط أن يكون هذا النشاط في أسمرا، وتقديم الإغاثة شرط أن تكون في إرتريا، عدتُ إلى أسمرة عام 1994 وتقدمتُ بطلب لفتح مركز لدراسات القرن الأفريقي، ولكن ما طلبوا مني حتى عام 1995، توجهتُ بمطالب جديدة بعد أن أسسنا جمعية إغاثة خيرية في اسمرا وطلبنا من الحكومة الموافقة عليها. قلنا لهم وجدنا دعم مادي وعيني من خلال هذه المؤسسة نستطيع أن نبني مستوصف طبي ومدرسة مهنية، ومركز ثقافي. وبنك التنمية يقوم ببناء هذه المباني في أرض كانت تابعة للأوقاف الإسلامية، واقنعنا اللجنة بالموافقة على أن يمنحوا هذه الأرض وتشكل لجنة عمومية وعملنا دراسة كاملة لمشروع الإغاثة وطلبنا الموافقة من وزير الداخلية. ولكن هذا الموضوع حول إلى جمعية (إيرا) والتي كانت مسئولة من الجمعيات الإغاثية العاملة من إرتريا.

وبعد ستة شهور من السعي لإيجاد تصريح بالعمل، رفض طلبنا، وفي إحدى المرات جمع حاكم إقليم سمهر إبراهيم توتيل كبار الأعيان، ووجه لي دعوة ضمت آخرين من أبناء سمهر وكان حاضراً السيد حسن كيكيا في أسمرا وحضره صالح جابر قولاي ومحمود عواتي وطه سراج وجميع التجار من سمهر، فتح باب التبرعات للإقليم وأنا تحدثتُ قائلاً إذا كان الإقليم في حاجة إلى مساعدات لبناء مستشفيات وبعض المنازل للمحتاجين قلتُ له إذا استطعت أن تشكل لجنة من كبار الشخصيات وكان معنا أيضاً أحمدين، هذه اللجنة تتكون من حسن كيكيا، وصالح قولاي ومحمود عواتي ومحمد عثمان أبوبكر وطه سراج وتعمل جولة في منطقة الخليج والسعودية لتطلب الدعم والتبرعات لبناء البنية التحتية لإقليم سمهر، ولكن قال توتيل لا استطيع تشكيل لجنة دون مراجعة الرئيس، إذا قلتُ أكتب مذكرة للرئيس واعرض عليه مطلبنا إذا اتينا بملايين من الخليجيين والسعوديين والحضرميين على أن يدخل المبلغ في خزينة الإقليم والباقي في خزينة الدولة.

توتيل خاف من هذا الطرح أو التصور وقال لا استطيع أن أكتب مذكرة للرئيس بهذا المعنى وكل محاولاتي من أجل المساهمة في معركة البناء والتعمير التي كانت تنظيم البلاد حاولنا بقدر المستطاع أن نجد حلولاً عملية والمساهمة في إزالة الكثير من العقبات ودفع التنمية، بينما كل مساعينا قوبلت بالرفض مع أن المنظمات الكنسية الأوروبية كانت تعمل بكل سهولة في بناء المدارس وتقديم المعونات لأبناء المسيحيين. وكانت تتاح فرصة العمل في هذا المجال بينما المسلمين تغلق الأبواب أمامهم.

Top
X

Right Click

No Right Click