منافيستو 68
بقلم المهندس: موسي عَوِلْ خير - كاتب إرتري
استفهامات:
• ما قصته وما سر الرقم 68؟
• ما موقف الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا منه قديماً؟
• ما علاقته بحرب الجياع التي اندلعت بين ارتريا واثيوبيا في العام 1998م؟
• ما موقف الجبهة الشعبية من البيان بعد اندلاع الحرب؟
تعود علاقة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي TPLF بالجبهة الشعبية لتحرير ارتريا EPLF إلى ما قبل تأسيسها عندما جاءت بعض عناصر المعارضة الاثيوبية التقراوية بالاضافة الى عناصر حزب الشعب الثوري الاثيبوبي EPRP إلى الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا لاكتساب بعض الخبرات النضالية داخل الاراضي الارترية التي تسيطر عليها بعيداً عن أعين النظام الاثيوبي، كي يعودوا فيما بعد إلى الداخل الأثيوبي لمواصلة نضالاتهم ضد نظام الامبراطور الاقطاعي ومن بعده نظام منقستو هيلاماريام الدموي، كان من بين أولائك الذين عادوا إلى الداخل الاثيوبي المقاتل/ محاري تخلي، وبعد عودته قام باجراء مشاورات مع حركة تقراي التقدمية والتي تم تأسيسها من قبل طلاب الجامعات في إديس أبابا ليقترح عليهم اطلاق كفاح مسلح، ونتيجة لهذه التفاهمات تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير تقراي في فبراير 1975م والتي تم تدريب النواة الأساسية لكوادرها في مراكز تدريب الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا، وبعد فترة قصيرة جداً انشقت إلى حركتين فولدت الجبهة الشعبية لتحرير وياني، بالاضافة إلى حركات تقراوية أخري مثل حركة إدو EDU والجبهة الشعبية لتحرير تقراي - اللجنة التنفيذية - ونتيجة للصراعات المسلحة التي اندلعت بين هذه الحركات والتي خرجت منها الجبهة الشعبية لتحرير تقراي منتصرة بفضل الدعم الذي وجدته من الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا، انفردت الجبهة الشعبية لتحرير تقراي بالساحة التقراوية.
في فبراير 1976م قامت الجبهة الشعبية لتحرير تقراي باصدار بيان عرف بـ "مانفيستو 68" وذلك بايعاز من الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا أسوة ببيان "نحنان علامانان" سيئ السمعة، وبما أن نحنان علامانان كان اعلاناً لدولة التقرنيا في ارتريا فإن مانفيستو 68 كان اعلاناً عن جمهورية تقراي الكبري، ومن بين أهم ما جاء فيه الفقرتين التاليتين:-
1. يعرف البيان شعب التقراي بأنه كل شخص يتحدث لغة التقرنيا حتى لوكان يعيش خارج اقليم التقراي بالاضافة إلى الكوناما والساهو والعفر والأقو وكذلك والقايت.
2. يوضح البيان أن الحدود الجغرافية لجمهورية تقراي الكبرى تمتد من نهر (ألوها) جنوباً في وللو Wello بما فيها (ألما أتا) و (اشينقي) وحتى نهر (مرب) وأراضي الكوناما بما فيها بادمي وما جاورها شمالاً، ومن أراضي (والقايت) والحمرا غرباً حتى ميناء عصب شرقاً لتضم اقليم العفر وزالمبسا وما جاورها.
هذه أهم مقررات وأهداف الجبهة الشعبية لتحرير تقراي وفق ما ورد في البيان المعروف بالبيان 68 في فبراير 1976م، أما سر الرقم (68) فهو العام الذي صدر فيه البيان بالتقويم الاثيوبي والذي يتأخر عن التقويم الميلادي بحولي سبعة إلى ثمانية سنوات، فقد صدر البيان في عام 1968 حسب التقويم الاثيوبي.
موقف الجبهة الشعبية من البيان قديماً:
نظراً لكون الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كانت تمثل العرَّاب الحقيقي للجبهة الشعبية لتحرير تقراي فإنهم قاموا بعرض البيان عليها في مرحلة التوزيع الرسمي وقبل أن يتم توزيعه على المستوى الجماهيري، وبالرغم من أن البيان تغول على ارتريا أرضاً وشعباً، إلا أن رد فعل الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا كان غاية في الهدوء والسكينة حيث أبلغت التقراويين بأنها تري أن منهجية البيان غير واقعية - هكذا كان رد الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بكل برود أنها تراه غير واقعي عطفاً على الظروف الذاتية والموضوعية في تلك الآونة - وبناءً على هذه التوصية قامت الجبهة الشعبية لتحرير تقراي بسحب البيان قبل أن يتم توزيعه على المستوى الجماهيري لكنه تسرب فيما بعد وربما كان التسريب برغبة من التقراي لشيئ في نفس يعقوب.
موقف الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا من البيان بعد الحرب في 1998م:
بعد اندلاع الحرب قامت الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا باطلاق حملة اعلامية ضد البيان متهمةً القيادة التقراوية بأنها افتعلت حرباً بينها وبين ارتريا بسبب ذاك الحلم القديم الذي تم الاعلان عنه من خلال البيان 68 وأن القيادة التقراوية لأثيوبيا وبعد أن تمكنت من قوة الامبراطورية الاثيوبية جددت أحلامها في تأسيس جمهورية تقراي الكبرى باستعادة حدودها حتى ميناء عصب بعد أن تمكنت من ضم الحدود "المُدَّعاة" داخل اثيوبيا في وللو Wello وبقامدر Begemidir خلال السنوات السبع التي حكموا فيها اثيوبيا، جاءت هذه الاتهامات عبر البيان الصادر من وزارة الاعلام الارترية والمنشور في موقعها الالكتروني المعروف باسم (شابايت shabait.com) في ثلاثة حلقات وبتوقيع المحرر ابتداءً من تاريخ 7 ابريل 2010م تحت عنوان اثيوبيا: في مرحلة حاسمة بين شعبها والجبهة الشعبية لتحرير تقراي Ethiopia: At A Decisive Stage Between Its People And TPLF في بكائية مكشوفة على اثوبيا الكبرى.
وبناءً على هذه التوضيحات هل يجوز لنا أن نتساءل عن سبب اصدار الرئيس الارتري تعليماته للقوات الارترية المرابطة على جبهة عصب بالانسحاب؟
وهل كان مانفيستو68 في طريقه لاستكمال رؤيته بتأسيس جمهورية تقراي الكبرى والتي أعلن عنها في 1976م لو لم يقم قائد جبهة عصب العميد/ صالح عثمان برفض تعليمات الرئيس والدفاع عن جبهة عصب كما تقول الرواية ؟ ثم ماذا كان مصير العميد الصامد؟
أترك لكم الإجابة...
تحياتي،،،