جنود مجهولة فى معركة التّحرير و(صالح قلاتى) نموزجا - الحلقة الثانية والأخيرة
بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب إرتري، المملكة المتحدة
وفى أمسية مقمرة فى الحيشان العامرة ونحن جلوس بمعيّة الجنود سألت (أبو محمود) قائلا: يا عمّى (صالح) متى خرجت
من إرتريا ؟؟؟
صمت العم صالح ولم يرد !!! وحينها غاب عنّى وعن الحضور رحل عنّا وسافر دون أن يدرى !!! وشخص بعينيه إلى الشّرق فى إتّجاه كسلا وإرتريا وتأكّدت يقينا حينها أنّه وصل مدينة مولده، وبدأ يتحسّس حيثيات وأحداث قبيل خروجه، إجابته كانت مهمّة لفهمى وإستيعابى ولكنّى أسفت على سؤالى.
ثمّ عاد (قلاتى) والحمد لله وإستعدل فى جلسته وكأنّه يستعدّ للسجود وقال: لماذا تذكرت اليوم موضوع خروجى ؟
قلت: السّؤال نطقته اليوم ولكنّه كان حاضرا فى كلّ يوم أقابلك فيه يا (صالح) كنت أتوقّع أن أسمع منك أخبار (عبدو محموداى، بخيت حشنيت، حسن باشميل) وكلّ المنارات فى ذاكرتى وذكرياتى وكلّ (فرسان أحلام) الصبايا فى المدينة ولكنّك تحكى عن عهود أخرى بعيدة أسمعك تحكى عن (إبراهيم سلطان - السيّد بكرى الميرغنى - كفرليرى إدريس لجام - على رادآى - سفاف هيابو) وأحيانا عن السّلف الصّالح من روّاد التّحرير (عواتى - آدم قدوف - عبدو عثمان - والآدمين (ملكين وأكتى) واليوم قرّرت أن أعرف فى أىّ عهد من العهود خرجت ؟؟ فهل خرجت أيّام المظاهرات العمّالية والطّلابية فى 1957 أو 1958… أم فى نوفيمبر الحزين 1962 يوم إنزال العلم ورمى الشّارات وتسريح الحكومة والبرلمان ؟؟؟
بعد قهقهة طويلة بصوته العالى والجهور نطق (صالح قلاتى) و قال: يا إبنى أنا خرجت من إرتريا عام 1948 !!
قلت حينها: إذن لم تحضر فترة تقرير المصير ولا مرحلة (ماتينزو) ولا (تدلا بايرو) ولا البرلمان المنتخب ؟؟؟
قال: لم أحضر هذا ولا ذاك!!؟ بل حضرت مناوشات وتقاتل بين أبناء الوطن الواحد وهو التقاتل الّذى حصل بين (شباب الرّابطة الإسلامية) و(شباب الأندنّت) فى يوم مشؤوم من عام 1948 وفى مدينة (كرن) حينها أراد (شباب الأندنّنت) عرقلة إجتماعا كان مقرّرا لشباب الرّابطة الإسلاميّة وأبدينا المقاومة فحصلت المواجهة بعيد صلاة الجمعة فراح أحد شباب كرن ضحيّة تلك المواجهة إثر إصابة فى رأسه رحمه الله إسمه: محمود عثمان حسب الله (1) فقد توفّى بعد ساعات قليلة إثر الإصابة… كان (أبو محمود) قد عاد بى وبالحضور ربع قرن من زمن الصّراع على صناعة (دولة إرتريا) يذكر أحداثها بذاكرة متّقدة حدثا بعد حدث رحمه الله… ثمّ أردف وقال: وفى اليوم التالى قصدنا الثأر للمقتول فكمنّا لشباب (الأندنت) وضربنا أحدهم ضربا مبرحا حتّى قيل لنا أنه قد مات فغادرت المدينة إلى مدينة أغردات وواصلت غربا حتّ وصلت إلى مدينة (تسنى) ومنها إلى كسلا وإلى الخرطوم وبعد فترة قصيرة إلى القضارف وفيها عشت وأعيش حتّى اليوم كان ذالك الحديث فى عام (1976).
وفى العام 1954 توفى والد (صالح قلاتى) المرحوم (إدريس محمّد قلاتى) وصالح قلاتى فى السّودان ولكنه عاد فى زيارة للأسرة قبيل إندلاع شرارة المقاومة بقيادة (أسد أدال وأومال) - عواتى ود فايدوم - فى العام 1960 مكث قليلا وعاد سريعا إلى السّودان… كما يذكر شقيقه (أبو عمر) ساكن الرّياض فى مملكة آل سعود… و مع بداية الكفاح المسلّح فى العام 1961 أعتقل شقيق المناضل (صالح قلاتى) (سليمان أبو عمر) من قبل المخابرات الإثيوبية بمعيّة الشباب (إدريس سيّد على) و(محمد آدم) و(عثمان خليفة محمود) و(صالح جمجام) و(آدم هاكيين) متّهمين بممارسة نشاط سياسى يعادى الملك ولكن كما أفاد (أبوعمر) لم يكن للإعتقال صلة بزيارة شقيقه (صالح قلاتى).
كان العم (صالح قلاتى) بالرغم من أنّه كان قد تجاوز الأربعين من عمره كان لا يزال يعيش بحماس (شباب الرّابطة) فى الأربعينيات ولا يعطى فرصة لأىّ إجتماع وإلاّ ويبدأه ب (بسم الله الرحمن الرّحيم) وعند الختام يطلب من الحضور رفع الأيادى ويختم الإجتماع بالدعاء على (إثيوبيا) وعلى كلّ من يعاونها فى إرتريا… ويصمت المناضلون المسيحيون ولا يرفعون الأيدى عند الدّعاء ويحسّ بعض المسلمون بالحرج ولكن (أبا محمود) لا يثنيه عن ذالك الدّعاء على (إثيوبيا) أحدا، بل يفعل ذالك كما يفعل الشيوخ الكبار والأولياء الصّالحين فى (إمبيرمى) أو (عد سيّدنا) عندما يطلب منهم حتّى الإرترى المسيحى الدّعاء لرفع البلاء.
عاصر المناضل (صالح قلاتى) مندوب اللجنة الثورية إلى القضارف المناضل (على محمّد صالح شوم) وذكره المناضل (على) من ضمن نشطاء مدينة القضارف فى كتابه (مذكّرات مناضل) كما عاصر (صالح قلاتى) فترة تكوين اللجنة المركزيّة فى نفس المدينة عام 1969-1970برفقة المناضل (محمّد حامد تمساح) عندما كان رئيس تشكيلات الجبهة فى المدينة حينها حتّى غادرها عندما أنتخب عضوا قياديّا فى اللجنة المركزيّة لفروع السّودان اللجنة التى ساهمت فى التغيير وأصبح قياديوها أعضاءا فى اللجنة التحصيرية للمؤتمر الوطنى الأول وأصبح جزء آخرا أعضاء فى قيادة الجبهة منهم (محمد حامد تمساح- إبراهيم محمد على-إبراهيم إدريس حامد توتيل).
كما رافق (أبو محمود) رفيقا آخر هو المناضل (محمّد موسى ألقديناى) رئيس فرع العمال لاحقا وعضوا فى المجلس الإدارى للإتّحاد العام لعمّال إرتريا هذا الصّنديد ولد فى السّودان وناضل لإرتريا وكلّ ما يعرفه عن إرتريا هو (قرقر والجبرت وحمرّت كلبوى) و كلّها مراكز ومعالم وإستراحات مرّ بها وشاهدها وهو فى طريقه لحضور المؤتمرات العمّالية ثمّ كانت فرصة تحرير المدن فتبرّك بالتحرير وبزيارة مدينتى (تسنى وعلى قدر) كان يحمل الجنسية السّودانية بالميلاد وموظّف ضرائب فى بلدية القضارف حاربه وخاصمه كلّ أقرباءه لإلتزامه الجبهجى لأنّهم كانوا فى التنظيم المناوئ ولكنه ظلّ صامدا وشامخا ندّا لقناعته حتّى توفاه الله مثله مثل (أبو محمود - صالح قلاتى)… رحمههم الله جميعا.
كما عاصر المناضل (قلاتى) المناديب العسكرية مثل (سرقى بهتا) والمناضل (شلال محمد على) والمناضل (إبراهيم محمود) ثم مندوب اللجنة التنفيذية (الأستاذ آدم محمّد سعيد عدوى) شقيق أحد مؤسّسى (جبهة تحرير إرتريا) وعضو اللجنة المركزيّة عند التّأسيس ورفيق الأستاذ المؤسّس (محمود محمّد صالح) شهيد إرتريا وشهيد أغردات المناضل الفدائى (صالح محمّد سعيد عدوى) رحمه الله. (2)
المناضل (قلاتى - أبو محمود) لم تكن له خليّة ثابتة فهو عضو فى كلّ خلايا (إتّحاد العمال) بل أىّ كادر سياسى لا يبدأ إجتماع خليّة أو كلّ الخلايا مجتمعة وإلاّ (صالح قلاتى) حاضرا.. لا تجتمع خليّة نسائية وإلاّ يكون (صالح قلاتى) مشاركا، وإشتراكات النّساء لم تكن أقلّ أهمية أو كميّة من إشتراكات العمّال وقبل أخبار الثورة والمواجهات مع العدوّ ينقل (صالح قلاتى) أخبار المجتمع الإرترى فى مدينة القضارف إلى كلّ إجتماع من مرض ومن تعافى من دخل المستشفى ومن خرج منه ومن أنجب طفلا أو طفلة.. حتّى الفوارق الدّينية كان يتجاوزها (صالح قلاتى) بعفويته، فهو عضوا الجبهة البارز فى المدينة وبلا منازع، شخصية قيادية شعبية تؤدّى دور الجندى المجهول بكلّ جدارة… فهو عضو المكتب العسكرى المتطوّع وعضو (مكتب الأمن) المتطوّع وهو المستشار لكلّ خلايا إتّحاد النّساء، وأذكر عندما أرسل إتّحاد المرأة الإرتريّة مندوبة له إلى مدينة القضارف عام 1976 المناضلة (أدحنت عندو) (3) قالت: (أعطونى صالح قلاتى) أعطيكم نقابة نسائية ناجحة وفعالة.. فمع (صالح قلاتى) سجلّ الخلايا ورؤساء الخلايا ومسؤلات الماليّة وهو الوحيد الذى يعرف أماكن سكنهنّ.
وعندما عقد المؤتمر الأوّل للإتّحاد العام للمرأة الإرترية رشّح المناضل (قلاتى) عضوا للشّرف فى ذالك المؤتمر وأصبح ذالك تقليدا فكان يحضر كلّ مؤتمرات الإتّحاد النسائى ومشورته فى كثير من الأمور كانت هى المفصل بصدقه وإخلاصه وعفويته وعشقه لتراب أرضه، لو وُهب ملكة الشّعر لقال فى إرتريا وطنه أكثر ممّا قاله (مجنون ليلى) عن محبوبته.
كان يستعين بالمناضل (صالح قلاتى) كوادر و قيادات الإتّحاد العام للفلاحين الإرتريين وعلى رأسهم المرحوم (المناضل إسماعيل سراج) كما كان له باع كبير فى ترتيب زيارات مناديب جبهة تحرير إرتريا وكوادرها لزيارة (رابطة الاجئين الإرتريين) وقياداتها فى معسكراتهم (أم سقطة - أم بروش - سالمين أم قرقور - دهيمة) أمّا نقابته الرّأيسية (الإتّحاد العام لعمّال إرتريا) فكان هو فيها كلّ شيئ…عضوا فى لجنتها ومندوبها إلى كلّ النقابات الفئويّة الجبهجيّة الأخرى.
قد يأتيك (صالح قلاتى) أحيانا فجأة وبلا مقدّمات !! ليقول: أحتاجك اليوم كن جاهزا ومستعدّا !!! لا نسأل لأنه لا يحبّ السّؤال ولا يرضى النّقاش.. يقول: عندما نقول لكم تحرّكوا ما عليكم إلاّ التّحرّك المناضلون فى الميدان يدفعون دماءهم وأرواحهم من أجلكم !! أمّا أنتم تتلكؤون لحضور إجتماع من أجل قراءة بيان لأهلكم الفلاحون والرّعاة… كنّا نصحبه إلى أحياء البادية فى شرق القضارف إلى الرّعاة الذين تركوا أرضهم ومأواهم ومراعيهم فى (بركا) و(القاش) من قرى (ستّمو) و(أبو قمل) من جرّاء الحرب.. ففئة ترحل مع البهائم وفئة ترسوا على أطراف المدينة مع الأبقار الحلوب ضاربة أطناب عبابها لأنّ مدينتى (حشم القربة) و(القضارف) هما أكبر المدن قربا من مراعى ضفاف (نهر سيتيت) يأتون بأبقارهم الحلوب لتسويق إنتاجها من الحليب ويتابعم (صالح قلاتى) فى حلّهم وترحالهم وهكذا تتبدّل الأبقار فتذهب مجموعة وتأتى أخرى من وإلى المراعى، و يتبادل الأدوار الرّجال أيضا بين الرّعى والإستقرار… ولكن شيئ واحد لا يغيب ولا يتبدّل وهو الإشتراك الشّهرى لكل واحد فيهم إن كان على أطراف المدن أو رحل إلى مراعى نهر (تكّزى - سيتيت) هؤلاء الرّعاة إن سكنوا السودان مرحّبا بهم وإن عادوا إلى إرتريا فهم أصحاب حق وأرض ولكنهم كانوا ملتزمون بعنوان وطنى جامع هو (جبهة التّحرير الإرترية)… وجبهة التّحرير الإرترية بدورها كانت تحميهم وأسرهم ومواشيهم وتردّ لهم ما سرق من قبل (شفتا والقايت) لتى كانت تنشط فى مناطق سيتيت - والحمرا وبمحاذات النهر فى كلّ قرى ومدن (قرقف) و(وأم حجر) و(الهشابة) و(حلة حكومة) و(ودّ الحليو) و(حمدايت) وفى كلّ قرى الصعيد السّودانى حتّى عبدالرّافع و (جبل قنا) و(بربر) وفى العمق السّودانى بالقرب من مراكز (دوكة - وباسندة) وتتدخّل لحلّ النزاعات بينهم وبين الرّشايدة والشّكرية على المرعى، وهنا كان الدّور البارز والأوّل للمناضل الفريد الذى قاتل بلا سلاح ولعب دورا محوريّا وساعد فى جمع كلّ ذاك الشّتات الإرترى فى بوتقة وطنية واحدة تحت راية (جبهة تحرير إرتريا) الماضل (صالح قلاتى) ومعه كثير من الجنود المجهولة التى تعمل فى صمت ولا يسع المجال الآن لذكرها وحصرها. (قلاتى) كان رجل إعلام الجبهة وساعيها لإيصال آخر الأخبار والتطوّرات وهو السكرتير المالى الذى يجمع الإشتراكات الشهرية و القاضى فى حالة حدوث أىّ خلاف أو نزاع أو تباين فى الرّأى.
فى تلك الرّحلات كان يستعمل (أبو محمود) درّاجته القويّة يعلوا ويهبط بها الرّوابى حتّى يصل بها إلى هؤلاء الرّعاة كان يذهب إلى هناك وهو مسلّح تسليحا كاملا (عصى غليظة) مربوطة على عاضم الدّراجة وكشّاف (بطارية) فى الخلف وكشف بأسماء الرّعاة ودفتر الإشتراكات… وعندما يقترب من الحىّ ومن سكن الرّعاة يهبط (صالح قلاتى) من درّاجته وينادى فيردّون هولاء الطيّبون بـ (مرحبا بك يا صالح تفضّل) أرحب قدم بلْ… يقدم له ولضيفه سريرا (عنقريب هبّابى) ليجلس عليه ولكن يفضّل الجلوس أرضا… وينادى فيهم هيا هيا (خارجونا) إجتماعنا إندى أتممنا إقل نيقيس كان يريد (قلاتى): أن يجتمع له القوم بسرعة يسمعهم كلمة الشهر وأخبار معارك جيش التحرير وكلّ أخبار إرتريا… ليخرج دفتر الإشتراكات ليبلغهم ما على كلّ فرد منهم من متأخرات ويدفع الكل عن نفسه وعن غيره وخاصّة الغائبين فى مراعى الصعيد السودانى وحوالى حوض نهر (سيتيت - تكّزى).
عندما غاب المندوب المتجوّل للجبهة فى قرى الصعيد السّودانى كان على المناضل (صالح قلاتى) ملأ الفراغ يسافر صباحا ويبيت فى قرية ليرحل منها إلى أخرى مؤدّيا الواجب… وكان لكلّ قرية فى الصعيد لجنة تدير فيها أمور الملتزمين فى (جبهة التحرير الإرترية) وقد صاحبته مرّة إلى قرية (تبارك الله).. إجتمع باللجنة الجبهجية ثم بعامة الجمهور وقيّد كلّ الإشتركات أعطى كل البيانات وآخر الأخبار.. وفى الصباح الباكر صحبته إلى مركز ( القريشة) وآخر محطته كانت قرية (شاشينا) التى كان فيها لفيف من رعاتنا الوطنيين منضوين تحت الرّاية يدفعون الإشتراكات ويسمعون الأخبار ويؤدّون الواجب وفى مساء اليوم الثانى عدنا إلى مدينة القضارف بسلام.
وفى الأعوام 1980-1982 كان المناضل (صالح قلاتى) خير من قام نشطا فى لجان الدّفاع عن (جبهة تحرير إرتريا) مصاحبا الكوادر السّياسية لكلّ الإجتماعات الجماهيرية وقام بكلّ ما يستطيع عمله لحشد الجماهير الإرترية خلف جبهة تحرير إرتريا للدفاع عن مبادئها وكيانها، أمام التصفية التى تعرّضت لها من الـ (جبهة الشعبية لتحرير إرتريا) بالتّحالف مع الـ (جبهة الشعبية لتحرير تقراى - ويّانى) حينها.
شارك المناضل (قلاتى) فى المؤتمر الوطنى الأوّل والثّانى وشارك فى أغلب مؤتمرات الإتّحاد العام لعمال إرتريا.. وفى العام 1978 أوفده الأتحاد لحضور دورة نقابية فى (دمشق) فى سوريا الشّقيقة والصديقة.
تزوّج المناضل (صالح قلاتى) بعد عودته من سوريا وكان زواجه الثّانى وأنجب من هذا الزّواج بنتين وولدين أكبرهم (محمود) وبه لقّب ثمّ تبعه (منتصر وفتحية وسميّة) حفظهم الله وأبقاهم حافظين تأريخ والدهم المشرّف فى سبيل تحرير وطنه منذ العام 1948 وحتى وفاته وتحققت أمنيته فى التّحرير.
توفى المناضل (صالح قلاتى) أبو محمود فى شهر نوفيمبر من عام 2001 فى مدينة القضارف بالسّودان بعد أن كحل عينيه بنور الحريّة التى حلم بها وعمل لها ثلاثا وأربعون عاما من عمره رحمه الله رحمة واسعة فيما قدّم لوطنه إرتريا مجاهدا ومكافحا منذ الصبا الباكر.
هوامش وإيضاحات:
1. وثّقت الحادثة وتأريخها من موقع المختار وهذا هو النصّ المكتوب فى موقع المختار (”الشاب الذكي“ النائب محمود عثمان حسب الله، عضو الرابطة في كرن، تم إغتياله في ليلة الجمعة 20 صفر 1367هـ الموافق 3 يناير 1948م، توفي بعد ثلاث ساعات من إغتياله وهو الشهيد الثاني للرابطة)
2. راجع مقال الأستاذ المناضل/ عبدالله أسد (أغردات صفحات مجهولة)
http://www.samadit.com/index.php/historical-documents/history-of-eritrean-revolution/2479-%D8%A3%D8%BA%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9
3. المناضلة (أدحنت عندو) قد أصبحت من أشهر كوادر نقابة (الإتّحاد العام للمرأة الإرترية حتّى وصلت عضو اللجنة التنفيذية ومسؤول الشّؤون التنظيمية، وقبيل التحرير هاجرت مثل غيرها إلى (أوروبا) وتحديدا (فرنسا) وأثر مرض عضال أصابها ا فارقت هذه الدنيا الفانية فى العام 2009 فى محلّ إقامتها… كانت متزوجة من المناضل القديم والمشهور،(تسفاى تخلى إزقى) مدير المكتب السياسى (1975-1977 ثمّ لاحقا قائدا لكتيبة من كتائب (جبهة تحرير إرتريا) وكان من ضمن القوات التى تصدت للهجوم الإثيوبى فى العام 1978 فى (مرب) جرح هناك فى الرّأس وأصيب بإعاقة دائمة يعيش الآن فى (فرنسا).