من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة التاسعة والعشرون
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
يا عبدالله أنتم تتجهون نحو الهاوية...؟
رد علي عبدالله قائلا: خليك بأفلامك يا أبو سعدة...؟
وياليتني سمعت كلامه وبقيت بأفلامي على الأقل كنت فعلت شيئا واسترجعت بيتي الذي بعته وقدمت ثمنه إلى قيادة جبهة التحرير وأسكنت أولادي في منزل استأجرته بعد أن كان لي منزلا ملكا لي... لقد قضيت أكثر من ثلثي عمري مع هذه القيادة... لقد قاعدوني قبل وقتي أي قبل أن يحين موعد تقاعدي في الحياة، لم أعد أستطيع أن أفعل شيئا سوى العودة إلى الماضي وإلى الذكريات لقد قتلوني قبل أن يأتي أجلي لقد أصبح الآن عمري حوالي الثمانين عاما وبترت قدمي اليمنى كما أن الأمراض أخذت تدب في جسدي على كل حال أنا أفضل من غيري فأنا مازلت حيا استنشق الهواء ولو كان هواء فاسدا أما أخوتي الثوار الذين دفنوا وغطى التراب وجوههم.. الله يرحمهم ويسكنهم جنانه وأما من تشرد وهام على وجهه الله يساعده... وهنا أريد أن انقلكم قليلا إلى ما شاهدته في المعسكر السوداني الذي كان يعيس فيه الثوار تحت حراسة الجيش السوداني.
جاءني الأخ والصديق والمناضل الكبير الشريف محمد عمر يحي وقال لي: هيا بنا يا أحمد لنذهب إلى (كركون) وهو مكان تواجد وحدات جيش التحرير وماهي إلا ساعة وكنا عند مدخل المعسكر الذي أقامه الجيش السوداني لوحدات جيش التحرير الإرتري المنكور.
عند المدخل كان توجد مجنزرة سودانية ومثلها حول بقية المعسكر.
المجنزرات والجيش السوداني يحطيون بثوار جبهة التحرير الإرترية وتساءلت ماهو الألم...؟ وماهي المرارة...؟ كيف وصل هذا الجيش إلى هنا من دنكاليا من جانب (جيبوتي) إلى الهضبة إلى كافة أنحاء إرتريا...؟
كان جيش التحرير متواجد فيها.
ألم أزرهم وأعيش بينهم...؟
ألم أسجل المعارك والبطولات لهذا الجيش الوطني العظيم.
من الذي أتي بهم إلى هنا إلى السودان إلى معسكر كركون...
الشعبية وتجراي وبعض قياديي جبهة التحرير المتنفذين جدا....؟؟؟!!!
ياليتني بقيت بأفلامي كما قال لي عبدالله إدريس...
كنت دائما مع الاخ المناضل الشريف صالح أياي نعم كنت مع أخي وصديقي الوفي صالح أحمد أياي وأحذره وأفضي إليه بكل ما يصلني من معلومات كنا نتشارك بالصغيرة والكبيرة كنا نعتبر جسدين بعقل واحد هذا ما كان يعرفه الإرتريين وغير الإرتريين
إن الدساسين كانوا يقولون(إن أحمد أبو سعدة في جيب صالح أياي).
عودة إلى كركون...
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة